اشوف فيك يوم يا لطفي

زمااااان ايام ما كنا بضفاير، واحدة صاحبتي اتقدم لها عريس قال لها: حسني مبارك اذكى رئيس جه مصر

قامت رفضته

هي الحقيقة مش رفضته هي قامت وسابته في وسط ماهو بيتكلم، وانا باطالبها من موقعي هذا انها تدور على عنوانه وتبعت له جواب اعتذار، عشان طلع معاه حق، لان الراجل ما قلهاش حسني مبارك اكتر واحد بيحب المصريين، هو قال لها اذكى رئيس حكم مصر

مشاعره ناحية المصريين بقى هي ما ادتوش فرصة انه يشرحها لها

ايه كانت مشكلة حسني مبارك اول ما مسك مصر؟ (غير انه بيكرهنا لله في لله من غير ما نعمل له حاجة) الجماعات الاسلامية المؤمنة بوجوب الثورة على الحاكم الظالم، ولولا انهم اتغابوا في اليات الثورة دي وده اللي قلل شعبيتهم، لكن هم في الاول كانوا لهم تعاطف كبير بين الناس عشان ناس مؤمنة، وبتقول كلام معقول من وجهة نظر الشعب، لاننا طول عمرنا شعب متدين، والدين جزء اساسي من حياته، بعد كده الناس كرهتهم لما اتهبلوا ومشيوا يفرقعوا بغباوة واصابوا مصريين وحرموا كل حاجة، بس في الاول كان فيه تعاطف معاهم (خصوصا انهم كانوا دايما يستشهدوا بثورة سيدنا الحسين اللي شتموه بعد كده لما "تابوا" واحنا هنا في مصر: مدد يا حسين مدد)، جه بقى سونة لقط الخيط ده، وبالتوازي مع القبضة الامنية والامعان في كسر نفس الناس عشان ما تبقاش لها عين تفتح فيه

قال لنا: مش انتوا عايزين دين؟ انا ح اجيب لكوا دين يا ولاد دين...

وراح مسنجف لنا دين وطلق علينا مجموعة من الدعاة وفق خطة ما تخرش المية

الطبقة اللي معاها فلوس واللي تقدر تعمل شحن، او توعية، او مشاريع، او حتى ضميرها يأنبها انها بتاكل في قتة محلولة وغيرها مش لاقي العيش الحاف، طلق عليهم دعاة الفضائيات يصوصوا لهم ويريحوا لهم ضميرهم من خلال استنزاف طاقاتهم في الهبل:

شنط رمضان

هدوم يوزعوها

بطاطين

ويقعدوا بقى يعبوا في الرز والفاصوليا البيضا سبع ساعات ويرجعوا هلكانين وفرحانين وحاسين انهم عملوا اللي عليهم وزيادة، وبكده، لا حلوا ولا ربطوا، وبقوا منزوعين الفتيل، وضميرهم مرتاح، وحاسين انهم احسن من بقية الشعب كمان (وبيشتموا في الشعب بغباوة) وانا عندي واد بيضرب بانجو وضميره مأنبه احسن الف مرة من واحد ما بيعملش حاجة خالص ومقصر وحاسس انه سيدنا عمر وسيدنا ابو بكر في طلعه واحدة

افيد لي انا كمواطنة، على الاقل ممكن اللي بيضرب بانجو ده يجيله يوم ويفوق، لكن اللي بيضرب شنط رمضان عمره ما ح يفوق

الفقرا بقى عمل فيهم ايه؟ اااااه حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا عوكل

فتح عليهم ماسورة دعاة سلفيين معاتيه بياخدوا لستة خطواتهم من ساعة ما يصحوا لحد ما يناموا من الامن، الواحد فيهم بالدبلون، ما قراش حاجة في حياته غير الرحيق المختوم، وهو اصلا بيشتهجى "زاراعا"، وكلهم بلا استثناء بيقولوا بحرمة الثورة على الحاكم، والاكتر من كده، طالعين في مودا جديدة يقولوا سيدنا يزيد (ههههه يعني يا عوكل انت عارف انك زي يزيد؟ بالشفا) و"ان خروج الحسين على يزيد لم يكن فيه اية مصلحة لا في الدنيا ولا في الدين" وكل حاجة حرام بقى

الفقرا، زيهم زي اي انسان يتحط في مكانهم، غضبانين، وقرفانين، وزهقانين، ولانهم بني ادمين مش كلاب، حاسين ان مافيش عدل لما يبقى هو بيدور في الزبالة على اكل وواحد تاني راكب مصفحة، وحكاية دي ارزاق دي مش داخلة دماغه، حط نفسك مكانه، لو عشت عيشته مش ح يدخل دماغك ابدا ان ربنا هو اللي عمل في الناس كده وان دي مجرد ارزاق

عشان كده بيروح البيت ينزل في مراته ضرب لما يعدمها العافية، وعشان كده بيخانق دبان وشه وماشي بالسنجة ونفسه ومنى عينه يقول لحد مساء الخير فيقول له مساء النور: وكمان بتقول مساء النور؟

عادي، ده سلوك انساني طبيعي

طب بدل ما يقع في ايد واحد يقول له: وانت ايه اللي يصبرك على العيشة دي؟ بدل ما تضرب مراتك ما تاخد حقك بدراعك يا اخي، بتستقوى على مره؟

وتقوم ثورة جياع (اللي كان مفروض تقوم من حوالي خمس سنين وفات وقتها) فات وقتها ليه؟

عشان عنده واحد في الجامع بيخليه يضرب مراته برضه، وبدل ما يضربها من غله وبعد شوية لما يبص لوشها الازرق تصعب عليه وضميره يأنبه ويحتقر نفسه زي ما كان بيحصل له زمان، لا، هو بيريح له ضميره بانه يقدر يضربها عشان تتنقب، يقدر يضربها عشان كلمت جارهم، يقدر يضربها عشان ما قامتش صلت الضهر، وفي الحالة دي، لما يبص لوشها الازرق مش ح يحس الاحساس اللي كان بيحسه قبل كده، ح يحس انه مجاهد في سبيل الله

وبدل ما يمسك السنجة وينزل بيها على رجل اعمال وللا عضو مجلس شعب

هي هي السنجة خليها في ايدك، بس انزل بيها على المسيحيين، يستاهلوا، عشان عباد الصليب وعشان بينصروا

حاجة كمان، الفقير ده عنده احساس بالدونية وانه مهان ومالوش كرامة، بدل ما يقع في ايد واحد يقول له: انت انسان ولك كرامة زيك زي غيرك، لا، سعادة الشيخ بيقول له: انت مسلم، انت من شعب الله المختار، والمسيحيين دول كفار، وح يروحوا النار، انت احسن منهم، واذا حطينا في الاعتبار ان المستوى الاقتصادي للمسيحيين اعلى من المسلمين، نقدر بقى كده نشنير المسيحيين تماما: البلد بلدنا وهم كفار واحنا مسلمين وهم معاهم فلوس واحنا لا؟ هجوووووم

الله؟

طب والنسوان والمسيحيين ح يفضلوا ينضربوا ويسكتوا

النسوان اه، ح ينضربوا ويسكتوا، ح يعملوا ايه؟

المسيحيين، لا دول في جيبنا، واحنا مقسمين تقسيمة عدل، الكنيسة لها شعب الكنيسة، واحنا لنا بقية الشعب نطلع تلاتينه

وانا احب اقول حاجة هنا ح تزعل المسيحيين، ومش مهم يزعلوا، انا ح اجي ايه في اللي بيحرقوهم، يعني استحملوني شوية دول كلمتين، انا ايدي فاضية اهي من غير سنج

الكنيسة مسئولة مسئولية كبيرة قوي عن عزل المسيحيين وحرمانهم من حق المواطنة اللي بجد لانها قبلت الصفقة مع مبارك، وبتتحامى في مبارك اللي هو اصلا مسلط عليهم اللي بيعملوا فيهم ده كله، والمسيحيين مش مستفيدين، كباراتهم بس هم اللي مستفيدين

الكنيسة بتتصرف مع المسيحيين على انهم شعبها وهي سلطة سياسية كمان مش بس سلطة دينية، هي مش قعدة عرب دي، دي دولة، والمفروض ان فيها قانون

كام مرة في هجوم على المسيحيين الكنيسة تدخلت واجبرت المصابين بالتنازل عن المحاضر؟ هي ايه اللي يخصها الكنيسة تتدخل في حاجة زي دي؟ واحد ضرب واحد حل المشكلة في القسم وساحة القضاء مش في الكنيسة

بلاش

مال الكنيسة ومال انها تدعم مبارك وللا غير مبارك؟ هي حزب سياسي؟ دي مؤسسة دينية، مالها هي ومال الانتخابات؟

ااااه لبعدين الاخوان ييجوا

همم، طب ايه اللي ح يحصل لهم اوحش من اللي حاصل دلوقت يعني؟ يعني فيه ايه اكتر من انهم مش بيترخص لهم ببناء كنائس ولما بيصلوا في البيت بينضربوا؟ فيه ايه اكتر من ان الامن يروح للناس يقول لهم انصروا دينكوا؟ فيه ايه اكتر من ان كل مسيحي يهج من ام البلد يبقى موصوم من انه من "اقباط المهجر" يعني خاين وعميل وعايز بلده تحتل؟

بلاش

مال الكنيسة تتدخل وتقول انا امنع وجود حزب مسيحي؟ هم مالهم؟ الكنيسة دي الناس بتروح تصلي فيها وهي المرشد الروحي بتاعهم، وفيما يخص العقيدة المسيحية بالذات الكنيسة مش مفروض تتدخل بالطريقة دي في السياسة، كده هي مش مدية فرصة لاي قانون انه يتنيل ياخد مجراه

ومش مفروض المواطن المصري المسيحي يحس ان حمايته في الكنيسة، المفروض ان حمايته في القانون، فيه جريمة حصلت اول امبارح، وانا من حقي، كمواطنة، اعرف مين المتسبب في الجريمة واعرف انه ح ينال جزاءه القانوني مظبوط

تيجي بقى الكنيسة تتدخل وتجبر الناس يتنازلوا عن المحاضر و"نحلها ودي" وحبايب؟ لا مش حبايب، ماحدش عاد بيحب حد دلوقت، الناس روحها في مناخيرها

وعوكل ماسكهم من خناقهم، وبيلعب بالنار عشان يمرر ابنه دلوقت ولما ابنه يمر ح يحلها بانه يكتم نفسنا كلنا وكأن مافيش حاجة حصلت

وعوكل ما يهموش يلعب بالنار ولا يهمه ان المسامير لما تتشال ح تسيب مكانها اخرام عمرها ما ح تتصلح

عشان هو بيكرهنا

هو اذكى واحد حكم مصر

واكتر واحد بيكره المصريين، واحنا ما نهموش في حاجة، ما نهموش في حاجة ابدا، لو موتنا بعض وفضينا البلد يبقى خير وبركة: ما انتوا كتير