Wednesday, 5 January 2011

بلال فضل يبدع



بقلم بلال فضل ٥/ ١/ ٢٠١١
من قال لحكومتنا التعيسة إن شيخ الأزهر والمفتى ووزير الأوقاف لديهم أصلاً مصداقية عالية وشعبية جارفة فى أوساط المسلمين لكى تقرر أن يكونوا رؤوس حربتها فى معركتها مع الفتنة الطائفية؟. لماذا لم تسأل القيادة السياسية أجهزتها الأمنية عن حجم شعبية هؤلاء المشايخ فى أوساط المصريين المسلمين قبل أن تبعثهم ليتعرضوا للإهانة من شباب مسيحى طائش؟، هل تظن أنها يمكن أن تستفيد من هذه المكانات الدينية الرفيعة شيئاً يُذكر سواء بين المسلمين أو المسيحيين بعد أن ورطت أصحابها عبر السنين فى السكوت على تزوير الانتخابات وانتهاك حقوق الإنسان والتطبيع مع الصهاينة وبيع كل شىء بالرخيص؟

الآن تذكرتم أن هناك مكاناً اسمه الأزهر لابد أن تكون له مكانة وتأثير ودور؟، الآن تذكرتم أن الساحة يجب أن تخلو من أصوات المتطرفين الذين فتحتم لهم منابر المساجد والقنوات الفضائية على البهلى وجعلتموهم يُخصون قدرة الناس على التفكير والإبداع؟، الآن فقط تنتظرون نجدة من الأزهر ودار الإفتاء بعد أن أصبح أى شيخ يخطب فى جامع بمنطقة عشوائية أكثر تأثيراً وانتشاراً من كل مشايخ الأزهر ودار الإفتاء؟، الآن بعد أن حولتم شيوخ الأزهر إلى موظفين لا يمتلكون استقلالية ولا خيالاً تنتظرون منهم أن يبعثوا الدين الصحيح فى نفوس الشباب؟، هل تتوقعون أن الشباب الذى احتل التطرف فكره وعقله سيقشعر جسده من حديث الدكتور زقزوق الذى لا يبعث إلا على الرغبة فى النوم؟

اتقوا الله فى هذه البلاد، وجربوا سكة السلامة ولو لمرة واحدة، لقد فات الوقت على حلول المرحوم حسن الإمام يا سادة، احتضان الشيخ للقسيس كان مجدياً عندما كان عدونا واحداً، عندما كان عدونا خارجياً، أما الآن فبفضل سياساتكم الفاشلة المستبدة قصيرة النظر المتخبطة عبر عشرات السنين فقد صرنا أعداء لأنفسنا، لقد فعلتم بالمصريين ما لم تفعله بهم جيوش العدوان الثلاثى مجتمعة، كسرتم إرادتهم التى لم تنكسر أمام الأساطيل والطائرات والدبابات، هزمتم هذا الشعب من الداخل، جعلتموه شعباً يحتار فيه أطباء النفس وخبراء الاجتماع، وظننتم أن هناك استقراراً يمكن أن يحدث فى ظل شعب بلا تعليم ولا ثقافة ولا خيال ولا إبداع. إذا كان هناك حل يمكن أن نبدأ به ضمن حزمة حلول معقدة وطويلة المدى فهو بالضرورة حل سياسى يمكن تلخيصه فى كلمتين لا ثالث لهما: الدولة المدنية.

ينبغى أن يكون الهدف القومى لمصر فى المرحلة القادمة، من أكبر رأس إلى أصغر رأس، هو استعادة المصريين جميعاً إلى حضن الدولة، نعم، الدولة، هذه الكلمة التى صارت ببركاتكم سيئة السمعة، نريد دولة لا يتحدث فيها قسيس باسم المسلمين (أظنه خطأ مطبعي، يقصد المسيحيين) ولا يتحدث فيها شيخ باسم المسلمين، نريد دولة تتحدث باسم الجميع، دولة تكفل حرية العقيدة للجميع، دولة يكون بها قانون موحد لدور العبادة ويكون فيها المسجد مقدسا كالكنيسة دون أن تجعله تلك القداسة مكانا فوق طائلة القانون، دولة لا يكون فيها للمسيحى ولا للمسلم وكلاء يتحدثون باسمه أو يأتون له بحقه، دولة يسودها العدل الذى هو أساس الملك، تلك الجملة التى يبدو أنكم لم تأخذوها أيام المدرسة، دولة تمنع التمييز بين المصريين على أساس الدين أو الجنس أو اللون أو الثروة أو العِزوة، دولة تجعل الدين سلوكا لا مظهرا.

دولة تُعَلِّم أطفالها فى جميع مناهج التعليم كيف يُحيون روح الدين، ولا تطبق سياسات تزهق روح الدين والدنيا معا، وهى بالمناسبة دولة لن يصنعها أبداً محترفو انتخابات مزورة ولا أصحاب مصالح ضيقة ولا عديمو خيال ولا مهاويس سلطة، بل سيصنعها الشعب المصرى إذا أراد الحياة، وإذا أدرك أنه يقف على آخر مفترق طرق، وأنه لن يحصل على جنة السماء إلا إذا حاول أولاً صنعها على الأرض.
هذا الحل، أو حَلّ وِسطنا جميعا.
------------
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
ينصر دينك يا بلال

8 comments:

karima said...

عزيزتي نوارة رغم اختلافي الشديد مع الجرائد الجزائرية الا انه ارتايت ان اقتبس لك هذا المقال المنشور اليوم عن جريدة الشروق والذي اتفق مع كاتبه ...




في الوقت الذي شيّعت مصر إثنين وعشرين ضحية من المسيحيين الذين طالهم الإرهاب الذي يقولون عنه أن لا دين له، ونحن نصرّ على أنه يمكن أن يكون له أي دين في العالم إلا الإسلام، في ذات الوقت هلك أربعة وعشرون من مسلمي مصر بأنفلونزا الخنازير، في زمن أصبح فيه هذا الوباء مجرد مرض متحفي لا يصيب، فما بالك أن يقتل، ومع ذلك اهتز العالم الصامت خلال تفجيرات طالت غير المسلمين في مصر والجزائر والأردن والعراق، وحوّل مجزرة الإسكندرية إلى أكبر مذبحة تهز الدول الغربية في تمييز عنصري بين الموتى من أحياء العالم.

لقد مات وقُتل المسلمون في مصر من زمن حسن البنا والسيد قطب وشهداء العبور وقطار أسوان وعبّارة البحر الأحمر بعشرات الآلاف فكانوا نسيا منسيا، والآن تحولت عملية إرهابية مسّت مصر بأكملها إلى شأن مسيحي عالمي، حيث أعلن رئيس الكنيسة القبطية البابا شنودة عن ضرورة تلبية مطالب الأقباط في بناء مزيد من الكنائس، ورفض الأقباط تنظيف مكان الانفجار حتى تبقى دماء الضحايا شاهدا حسبهم على "إرهاب الإسلام"، واندلعت المسيرات في فرنسا وألمانيا، وطالبت إيطاليا بإدراج موضوع التمييز ضد المسيحيين في العالم ضمن جدول مجلس وزراء خارجية الدول الأوروبية، ولسنا ندري عن أي تمييز ضد المسيحيين تتحدث الحكومة الإيطالية التي لا يلقى صناعيوها ورجال أعمالها أدنى صفقة عمل في أوربا المسيحية، بينما تمنحهم إيران المسلمة تحديث موانئها وقطر المسلمة تجديد مركباتها الرياضية والجزائر المسلمة مشاريع القطارات الكهربائية والمملكة السعودية المسلمة شق الطرقات نحو البقاع المقدسة، وحتى لباس الطليان وعطورهم لا يشتريها سوى المسلمين دون بقية الأجناس.
لا جدال في أن عثرة بغلة في أقصى البلاد هو همّ إضافي لوطن الهموم والدموع التي وصلت المحيط بالخليج، فما بالك بمقتل رجال ذنبهم الوحيد أنهم توجهوا إلى الكنيسة للتعبّد، لكن التعامل مع الأحداث بيّن أن الثائرين ليسوا حبّا في المسيحية بقدر ما هو أحقاد على الإسلام، فالذين ثاروا ضد نسف تمثالي بوذا في افغانستان لم يدافعوا عن البوذية بقدر ما هاجموا الإسلام، والذين ثاروا ضد العمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة لم يدافعوا عن اليهودية بقدر ما هاجموا الإسلام، والذين يثورون حاليا ضد مجزرة الإسكندرية لم يدافعوا عن المسيحية بقدر ما هاجموا الإسلام، رغم أن الإحصاءات تؤكد أن الإرهاب لم يقتل يهوديا واحدا ولا بوذيا واحدا ولا سيخيا واحدا ولا مسيحيا واحدا، بل قتل المسلمين فقط.
دعونا نسترجع برعشة تقدير وإجلال ما قاله الملاكم المسلم الأسطورة محمد علي كلاي في آخر خرجة إعلامية له، عندما استفزه صحافي إنجليزي قائلا له: "ألا تستحي من نفسك عندما تعلم أنك على دين أسامة بن لادن الذي قتل الأمريكين؟"، فكان رده برغم "رعشات" المرض.. "..وأنت ألا تستحي من نفسك، لأنك على دين هتلر الذي قتل كل الناس"!.

Nicholas Urfe said...

http://www.youtube.com/watch?v=JxwlKEnkaa8&feature=player_embedded#!

الفيديو اعلاه لــ:
وجدي غنيم، احد الايقونات البارزة عند الاخوان وخاصة الشباب الصغير، الذي يخفي وراء خفة دمة التي تعجب البعض كمية كبيرة من :

1- سواد القلب والحقد

2-العقم العقلي

كم شخص في الاخوان وفي غير الاخوان مقتنع بكلامه السفيه في هذا الفيديو؟

ضياء الخطيب said...

(بالنسبة للمقطع بتاع وجدي غنيم)
هي دي مشكلة الإخوان أنهم بيهتموا بوحدة التنظيم أكثر من وحدة الفكر
لذلك شئ طبيعي إنه يوجد عندهم شخص مثل د/عبد المنعم أبو الفتوح و شخص مثل وجدي غنيم رغم إن واحد صاحبي إخوان سألته قالي إن وجدي غنيم مش إخوان ده متعاطف معانا بس

ضياء الخطيب said...

بلال فضل كلامه صح جدا
إيه إللي يخلي الشباب يسمعوا لأي كلام متطرف من أي حد ده بسبب إن الأزهر ملهوش مصداقية من ساعة ما اتأمم على يد عبد الناصر ( كل مصيبة ألاقي فيها عبد الناصر)
بالمناسبة أنا مش فاهم ليه (اللادينين) مستغلين الموضوع ده وشغالين يقولوا المشكلة في التدين إللي ملأ البلد , يا جماعة إللي عمل الموضوع ده متطرف مش متدين مفيش إنسان متدين تدين حقيقي يعمل كده يعني مينفعش نلغى السكة الحديد لإن قطر عمل حادثة لو فكرنا كويس وبدون تحيز أو أفكار مسبقة هنلاقي إن الكبت السياسي وتغييب القانون وكل البلاوي إللي عملها إنقلاب يوليو هي السبب الحقيقي

Unknown said...

الشريف: مصر مستهدفة لأنها متقدمة في كل المجالات

هو إل"شريف" ده عايش في أنهي مصر بالظبط ؟ ، ده ميستاهلش يترد عليه أصلا بس أنا أنا عايز أقوله كلمتين إتنين بالظبط هما "بس يا أهبل"...

utopia said...

بلال من اشرف الكتاب عامة و عنده اخلاص كبير للبلد دى
كل كلامه جميل وصح الصح
لكن انا مش معاه فى انه ساوى احمد الطيب بزقزوقة و المفتى
الراجل لغاية دلوقتى عمل اصلاحات كبيرة فى الازهر وبيحاول يرجع دوره من تانى
وحتى القرضاوى وصفه بانه اصلاحى
بجد الراجل ده يستحق نقدره شوية لان دور الازهر مهم جدا يرجع تانى
وحتى الان افعاله عكس طنطاوى تقريبا وبيحاول اصلاح ما افسده
تحياتى ليكى ولبلال ابو الجدعنة

شمس العصارى said...

اقتباس "نريد دولة لا يتحدث فيها قسيس باسم المسلمين (أظنه خطأ مطبعي، يقصد المسيحيين)
انتهى
وليه الخطأ المطبعى
هى كده مفيهاش خطأ
وياريت يكون يقصدها
اعتقد ان لا خطا بها

ياسر كامل said...

جبت من الاخر يا بلال