لا اتحبسنا ولا اتعذبنا

الموضوع وما فيه اني زعلت على كرامتي، سايقة جنب النيل هيلتون من ناحية المتحف والمطبات جبال لقيت شخص ما لابس كحلى وبيريه كحلي وواقف في الكشك بتاع الامن ده اللي جنب الجراج بتاع النيل هيلتون باقول له بابتسامة: المطبات عالية قوي

واذ بي اوفوجأ انه بيكلمني كأنه ظبطني في اثناء الاعداد للجريمة واحبط المخطط يافندم: عشان اللي بيفجروا المتاحف ماهو كلهم بيلبسوا زيك كده (وراح مشاور على الحجاب) انا طبعا في الاول ما صدقتش قلت ينكن بيهزر فاوسعت الابتسامة: ح ابقى اخد بالي وانا بافجر المرة الجاية قام بمنتهى العجرفة قال لي: ما انا عرفت عربيتك خلاص

الشهادة لله انا زعلت على روحي قوي حودت شمال عشان اطلع على الكورنيش لقيت واحد تاني لابس كحلي وبيريه بس عنده شرط على كتفه قلت له: فيه واحد قدام الفندق قال لي كذا كذا قوم يقول لي: لا مش كل المحجبات كده يعني

قلت له: انا على فكرة صحفية ومش ح اسكت وح اكتب في الموضوع ده يعني ما اعرفش امشي في بلدي، معدية اقوم اتهان ده انا لو كنت في اوروبا وللا امريكا يبقى دي اسمها عبارات عنصرية وكنت اشتكيته فقال لي: لااا هو قال لك ايه يعني

قوم انا فجأة لقيت الدموع نازلة لوحدها

احمد مهنا كلمني يبارك لي على الكتاب لقاني باعيط فقال لي طب خليكي مكانك انا جاي لك

جالي احمد مهنا ومحمد غزالي وقالوا لي ح نعمل محضر بالواقعة

مها سكوت ح نصوت كلمتني في التليفون وقالت لي: ما تروحيش يا نوارة القسم ح تعطلي نفسك وتوجعي دماغك على الفاضي

مش اسمع الكلام بقى؟ لا محمد الغزالي قال لي: لازم نثبت حقنا هو انتوا ما تلبسوش حجاب يتحرشوا بيكوا ويقولوا لكوا تستاهلوا تلبسوا حجاب تبقوا ارهابيين؟ طب تعملوا ايه يعني؟ مش ح تعرفوا تمشوا في البلد؟

وطبعا بما اني مؤمنة بالقانون وسيادة القانون فضلت قاعدة في قسم قصر النيل من الساعة خمسة لتمانية ونص، تروح الناس وتيجي الناس يعملوا محاضر ويمشوا لدرجة ان فيه واحد عمل محضر بقتل مراته ومشي واحنا لسة قاعدين

- ايه الحكاية؟

الحكاية كذا كذا

الامين يبص لي باندهاش ويقول لي: طيب طيب...الباشا ح يغسل ايده بس ويشوفكوا اصله كان بيتغدا

الشهادة لله المعاملة ما كانش فيها اي قلة ذوق خالص لحد قبل الاخر، قبل الاخر ح اقول لكوا ايه اللي حصل، 

الباشا يقول لي ايه الحكاية اقول له...يتنح شوية وبعدين يقول لي: هو انت ح تعملي عقلك بعقل واحد خريج ابتدائية؟ ما اخدتهاش ليه بروح الدعابة؟ عموما ح اعمل لك محضر

انسحبت من لساني وقلت له: يا فندم انا بادفع ضرايب وهو بياخد مرتبه من ضرايبي مش عشان يهزأني وانا ماشية في الشارع

الظابط: الاربعين جنيه؟

انا: طب يعني هو خواجة؟ مالوش ام وللا اخت وللا خالة لابسة زيي؟

الظابط: طب ح اشوف لك حد يعمل لك المحضر!

يبدو والله اعلم انه لقى فيا مادة خصبة عشان ينادي كل الناس تيجي تبص عليا انا والاتنين اللي معايا اللي بقوا بعد كده اربعة

لان محمد مفيد جه ومعاه مصور صحفي، ومحمد مفيد عنده لا مؤاخذة دقن راحوا على الباب شافوا بطاقته وموبايله

بعد شوية جه ملازم كده بص لي وكل شوية واحد يدخل ماسك في ايده ورق قال يعني ح يعمل المحضر عشان يسألني فيه ايه عشان يضحك الظاهر وللا ايه؟ وانا راخرة قعدت اقول كلام بتاع الضرايب والاهانة ولو كنت في بلد تانية كانت بقت عبارة عنصرية، هو محمد غزالي حاول يغلوش على كلامي شوية عشان يقتصد في ضحكهم عليا وهم يقولوا: مافيش ظابط بيلبس كحلي

قلت له ايا كان حتى لو بياع ترمس ده واحد اهاني في الشارع وانا عايزة اشتكيه

ورايحين جايين، الظابط وصحابه اللي ناداهم، يتكلموا في التليفون: يافندم بتقول انها صحفية وعايزة تشتكي ظابط

وبعدين الظابط ابو تلات نجوم قال لي ح ابعت معاكي حد يعاين مكان الواقعة! بس هو ح ييجي من قسم الجزيرة

هم العيال قالوا لي هو بيحاول يعطلك يعني جايب واحد من قسم الجزيرة ليه؟ بس انا حاسة انه كان بيجيب صحابه يتفرجوا عليا

جه ظابط ما شفتش النجوم على كتفه وتقريبا ميت على روحه من الضحك ومحمد مفيد بيحاول يقنعه اننا عايزين يبقى لنا كرامة وهو يضحك اكتر ومحمد مفيد يقول له يعني وانا داخل القسم ليه يتشاف بطاقتي وموبايلي دونا عن كل الناس عشان مربي دقني والراجل برضه مش فاهم ايه الحكاية ويضحك تاني وبعدين راح معانا لموقع الحدث

اني الاقي اي حاجة كحلي هناك

كل اللي موجودين امناء شرطة وعساكري وكلهم شكلهم كانوا مستنيينا عمالين يبصوا لنا ويزغدوا بعض

انا لازم انزل دلوقت حالا ح اكمل لكوا الحكاية لما ارجع ان شاء الله واقول لكوا على مفاجأة مش ح تصدقوها