ابو امير اعاد صياغة الجزء الخامس من الفصل السادس بالنحوي:
جلد أسود أقنعة بيضاء
الجزء الخامس من الفصل السادس
هناك حاجة لوجود الزنجي، هو مطلوب لأنه لا يمكن تصور الحياة بدونه. ولكن تلك الحاجة تكون في إطار أن الزنجي يوضع في قالب معين. يقوم الزنجي للأسف بالتصادم مع النظام ويقوم بكسر المعاهدات، حسناً هل سيقوم الرجل بالمقاومة ؟ لا بل سيتأقلم مع الوضع. تلك الحقيقة هي التي تفسر لماذا تكون الكتب التي تتحدث عن القضايا العرقية هي الكتب الأكثر مبيعا كما يقول "وولف". من المؤكد أنه لا يوجد أحد مجبر على قراءة قصص تتحدث عن السيدة البيضاء التي تعمل علاقة مع رجل أسود (قصص مثل "الجذور"، و "الثمرة الغريبة" و "العم ريموس") أو قصص الرجال البيض الذين يكتشون أن أصولهم سوداء ("الدم الملكي" ، "الصلات المفقودة" ، "العم ريموس") أو قصص البيض الذين خنقهم السود، ("الابن الوطني" ، "إن اعترض، دعه يرحل"، "العم ريموس") من الممكن لنا أن نقوم بتعليب ابتسامة الزنجي وتسويقها في ثقافتنا كمعطف للمازوخية : أي القُبْلة التي تُجمّل الكارثة. وكما هو واضح في قصة العم ريموس، التفاعل بين الأجناس يتم من خلال اللاوعي، الرجل الأبيض لا يعي نزعته المازوخية، عندما يدغدغ نفسه بصورة الزنجي النمطية في تلك القصص، والرجل الأسود كذلك لا يعي نزعته السادية عندما يقوم بتحويل هذا النموذج النمطي إلى هراوة ثقافية. كما نرى في الولايات المتحدة يقوم الزنجي بكتابة قصص يُفرغ فيها عدوانيته، ويقوم لاوعي الرجل الأسود بتبرير تلك العدوانية وإعطائها قيمة من خلال توجيهها تجاه ذاته وبالتالي يعيد إنتاج الخط البياني للمازوخية. من المتعارف عليه في الولايات المتحدة أننا عندما نطالب بالحرية للسود يقال لنا : هذا هو بالضبط ما ينتظرونه لكي "ينطوا" على نساءنا، بما أن الرجل الأبيض يؤذي الرجل الأسود باستمرار فهو يخاف أن يأخذ الأسود الفرصة، لأنه في هذه الحالة لن يرحم من ظلمه، لذلك من الممكن أن توحد البيض مع السود كما الحال في فرق موسيقى الجاز، ونجد بعض المطربين البيض الذين يقومون بغناء البلوز والأغاني الروحانية، ونجد بعض الكتاب البيض الذين يكتبون عن معاناة السود، (أو بمعنى آخر بيض بقناع أسود / فانون) من الممكن لنا أن نحدد علامات معينة، مثلا : يمثل الرجل الأسود بالنسبة للرجل الابيض الجنس "في حالته البدائية"، ( يمثل الزنجي القوة الذكرية التي لا تحسب أي حساب للحرام أو للأخلاق، اما السيدة البيضاء فنستطيع القول، من خلال عملية استقرائية حقيقية، إنها عبارة عن حارس على بوابة غير محسوسة لمملكة العربدة والهذيان الجنسي ... وبينما أوضحنا أن الحقائق تُحطم كل تلك المعتقدات، إلا أن تلك المغالطات جميعها مستقرة في خيالهم. الرجل الأبيض الذي يتمتع بسلطة إيذاء الرجل الأسود يحدث له نكوص فكري بما أنه، كما قلنا في السابق، معلوماته كلها مستقاة من قصص حُكيت له وهو في سن الثامنة. ولا يحدث على الدوام نكوص وتوقف عند مرحلة ما قبل البلوغ. حالة من إخصاء الذات. (الزنجي ينظر له على أنه عضو ذكري مخيف). تبرر السلبية نفسها بالإقرار بتفوق جنسي للزنجي. وبالتالي هناك العديد والعديد من الاسئلة الهامة التي لابد لنا من طرحها. هناك على سبيل المثال رجال بيض يذهبون إلى أماكن معينة لكي يُضربوا من زنوج. (على فكرة مالكوم اكس لما كان بيشتغل قواد ... احم لامؤاخذة قبل ما يسلم يعني ... لما كان بيشتغل قواد بيحكي ان فيه رجالة بيض كتير كانوا بيجوله ورجالة مراكزهم كبيرة قوي في الدولة ويطلبوا منه ستات سود قوي عشان يضربوهم / جبهة) وهناك مثال آخر : الشواذ السلبيون الذين يصرون على أن يكون الفاعل بهم أسود. يوجد حل آخر، في البداية هجوم سادي على الأسود، يتبعه إحساس بالذنب بسبب أن هذا السلوك مُجَرّم وفقا للثقافة الديمقراطية في البلد التي يتم فيها العدوان. ثم يقوم الزنوج بالتسامح تجاه ذلك العدوان، من خلال نزعتهم المازوخية. (ده احنا بقى ) سيقول لي أناس إن النسق الذي تقوم به ليس صحيحا، لأنه لا يتكون من العناصر النمطية للمازوخية. وربما يكون صحيحا أن هذا الوضع ليس نمطيا، ولكن تلك هي الطريقة الوحيدة التي نعرف بها مبعث مازوخية الأبيض. إذا أردنا أن نستقصي بدون أن نضيف أية حقائق أخرى أريد أن أفسر الخيالات كالتالي : كتاب "الزنجي يغتصبني" (ههه دي عاملة زي ايجيبشن ح يبوسني هيه / جبهة) من تأليف هيلين دويتش وماري بونابارت. وصل الاثنان في نتائجهما إلى تحليلات فرويدية بخصوص النفسية الأنثوية، فنعرف أن الأثنى احتفظت بسبب تكوينها التناسلي بشهوتها الجنسية بمفهومها السلبي والعدواني، بما أنها تغلبت على عقدة أوديب المزدوجة لديها من خلال نموها البيولوجي والسيكولوجي، إلى أن وصلت لفهم معين لدورها، الذي يتحقق بالتجانس العصبي. ولكن لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض الإخفاقات. يحدث ازدواج لعقدة أوديب، بالتواصل مع بعض من تكوينها التناسلي، بالرغم من أنها ليست عملية تتابعية وإنما تزامنية لما هو سلبي وما هو إيجابي في تكوينها التناسلي، (مش ح تفهموا حاجة عشان اتكسفت اترجم بالحرف / جبهة ) { شوفتي بقى ده عيب العامية ، لو كنتي بتكتبي فصحى فلا حياء في العلم / أبو أمير } نزع الصفة الجنسية من السلوك العدواني للبنت هو تفسير خاطئ، لأنها في تلك الحالة مثلها مثل الولد تماما. فجزء من عضوها التناسلي يشبه العضو الذكري بشكل أو بآخر، لكن الفتاة تتشبث بالكيفية، إنها تُقيّم كل شيء من حيث الكيف، وتوجد داخلها، عقدة أوديب مثل الولد، هي أيضا تريد أن تنزع أحشاء الأم. والسؤال هو، هل بعد وصول الأنثى لاكتمال أنوثتها ألا يبقى لديها بقايا من خيالاتها الطفولية ؟ تكره المرأة بقوة الألعاب العنيفة التي يحبها الرجال. وعلاوة على ذلك أيضا توجد بداخلها إشارات مرتابة للاحتجاج على الذكر والميول الجنسية المزدوجة. ومن الممكن أن تكون تلك الأنثى متوقفة عند مرحلة عمرية تناسلية ما. رؤيتي للموضوع كالآتي : ترى البنت في البداية أبيها يُهزم من منافس قريب له، وهو ما يمثل عدوان جنسي في تلك المرحلة ( ما بين سن الخامسة إلى التاسعة) يرفض الأب الذي يمثل قطب ميولها الجنسية أن يقوم بالعدوان بالشكل الذي يطالب به لاوعي البنت. عند تلك النقطة، يحتاج مثل هذا العدوان المنطلق لشكل من أشكال التنفيس بما أنه لم يجد دعما لتحقيقه، وبما أن البنت حاليا في سن يدخل فيه الطفل عالم الفلكلور والثقافة من خلال طرق كلنا نعرفها، يكون الزنجي هو المنوط به القيام بمثل هذا العدوان. وعندما ندخل في عمق تلك المتاهة، نكتشف أن تخيل الأنثى لاغتصابها على يد الزنجي، يمثل شكلا من أشكال تحقيق حلم خاص بها. وتكون الأنثى في تلك الحالة، تحقيقا لظاهرة عداء الانسان لنفسه، هي التي تغتصب نفسها، ومن الممكن أن ندلل على صحة هذا الكلام، بذكر أنه من الشائع بين النساء أن يطلبن من شركاءهن أثناء الجنس أن يؤلمهن، وكذلك تخيلهن أن الزنجي يقوم باغتصابهن، هو شكل من أشكال تحقيق هذا الحلم. بالطبع من قرأ التحليل الجنسي للمرأة البيضاء سيسألنا وماذا عن المرأة الملونة. الحقيقة أنني لا أعرف عنها شيئا. ولكن كل ما أستطيع قوله، على الأقل حاليا، هو : إننا في الأنتيل يوجد لدينا نموذج السيدات المتقمصات للبياض، ويصبح المغتصب هو السنغالي أو أي أحد آخر يعتبرنه أقل منهن. الزنجي هو العضو الذكري. هل تنتهي القضية بذلك ؟ لا، مع الأسف، فالزنجي شيء آخر أيضا، ونرجع مرة ىخرى إلى حالة اليهودي، الفرق بيني وبين اليهودي هو الموضوع الجنسي، ولكن هناك نقاط مشتركة، نحن الاثنان رمزين للشر، ولكن الرجل الأسود رمزا أكبر للشر، لسبب منطقي وقوي ... أنه أسود ! ما هو البياض في الثقافة الفرنسية ؟ إنه على الدوام يرمز للعدل والحق والعذرية. أنا اعرف رجل أنتيلي قال لأنتيلي آخر : "جسده أسود، لغته سوداء، إذن من المؤكد أن روحه أيضا سوداء" هذا المنطق يمارسه الرجل الأبيض بشكل يومي. بمعنى أن الأسود هو رمز الشر والقبح. يصف هنري باروك، في كتابه الأخير عن علم نفس، نفسية معادي السامية كما يلي : وصلت لغة أحد المرضى لدي في البذاءة والسوقية، مدى يفوق كل ما يمكن أن تتحمله اللغة الفرنسية، لدرجة وصلت لخيالات اغتصاب الأطفال، التي يعبر المريض من خلالها عن كراهيته الداخلية وغير المنطقية لليهودي. ( يجب أن أوضح أنه لم تكن لدي مساحة تجعلني أُفرد لحالات انتشار الشذوذ الجنسي في المارتينيك وهذا سببه غياب عقدة أوديب بين الأنتيل، كيفية تكوّن الشذوذ الجنسي معروفة، ولكن أيضا لا يجب أن نتجاهل ظاهرة الرجال الذين يلبسون ملابس النساء، وهم من يُسمون الأمهات الروحيات، هم يلبسون تنورات وقمصان حريمي، ولكن أنا مقتنع أنهم يمارسون الجنس كالرجال بطريقة طبيعية، ومن الممكن أن يضربوا فتاة مثل أي رجل، وتجدهم ينجذبون لبائعات الخضار والأسماك، عرفتُ في أوربا كثيرون من رجال المارتينيك الذين تحولوا في أوربا إلى شواذ، ودائما إلى شواذ سلبيين، وبكن لم يكن أمرهم أمر مرضى الشذوذ الجنسي النفسي، بل كانت مجرد وسيلة لكسب العيش، (مثل القوادة على سبيل المثال) ويطالب بذبحهم شخص آخر مصاب بهلاوس ازدادت بعد أحداث عام ١٩٤٠ ولديه نفس المشاعر تجاه الساميين لدرجة أنه مرة في فندق وشك أن جاره في الغرفة المجاروة يهودي، فكسر عليه باب غرفته يريد قتله. وهناك مريض ثالث، تكوينه الجسدي ضعيف، ولديه إلتهاب في القولون، وعندما عُيّر بضعف صحته، (لا ثانية واحدة البني ادم يتعاير بصحته الضعيفة ليه / جبهة) برر ذلك بأنه حًُقن بمواد بكتيرية من ممرض في إحدى المستشفيات التي كان جميع من فيها شيوعيون مضادون للدين، وكانوا يريدون عقابه على كاثوليكيته،وهو يشعر حاليا بعد أن وُضع في مصحتنا أنه يعيش بين ملائكة الحرمة لأنه بعيد عن اليهود. وهكذا لا ينفع إلا أن يظل اليهودي لص متوحش قادر على القيام بأي جريمة. عندما يواجه اليهودي بكل هذا الكم من العدوانية يجد نفسه مضطرا إلى أخذ موقف. وهنا يكمن الغموض الذي يتكلم عنه سارتر، بعض الصفحات في كتابه "معاداة السامية واليهود" هي من أفضل ما قرأت، هي الأفضل لأن ما كُتب فيها يسبب انقباضات في المعدة. (هامش من المؤلف : أنا أفكر تحديدا في هذا المتقطف : وبالتالي، على هذا الإنسان المسكون أن يكون اختياراته وفقا لمشاكل غير حقيقية ومواقف غير حقيقية. ويتم حرمانه من إحساسه المتافيزيقي بسبب ما يحيط به من عداء في المجتمع، فيلجأ بالتالي إلى العقلانية اليائسة. وتصبح حياته عبارة عن عملية هروب طويلة من الآخرين، ثم من نفسه، يتغرب عن جسده وتنقسم حياته العاطفية إلى نصفين، فقد تم التقليل من قيمته، وأصبح مجرد إنسان يحاول البحث عن قيمة الإخوة الإنسانية في عالم يكرهه. خطأ من هذا ؟ إنها أعيننا تلك التي تعكس له الصورة الكريهة عنه التي يرغب هو في محوها، كلماتنا، وايماءاتنا كل شيء، كل شيء، كل معاداتنا للسامية، وكذلك أيضا تسامحنا الليبرالي – الذي سمّمه. نحن الذين ندفعه لأن يختار أن يظل يهوديا، سواء بالهرب من نفسه، أو بتأكيد ذاته، نحن الذين نخلق له إشكالية اليهودي الأصلي واليهودي غير الأصلي ... هذا النوع من البشر الذي يحمل شهادة بجوهر الإنسانية أفضل من أي نوع آخر لأنه وُلد كرد فعل ثانوي داخل جسم الإنسانية – هذا الجوهر الإنساني أهين، اُقتلع، حُكم عليه منذ البداية إما بالأصالة أو بالاستشهاد. في هذا الموقف لا يوجد أحد بيننا ليس مذنبا، لا يوجد أحد مننا ليس مجرما، الدم اليهودي الذي أراقه النازي وقع على رؤوسنا كلنا / انتهى الهامش / فانون) (الله ... ده انا اللي ما باحبش سارتر استكنيصت قوي من البقين دول / جبهة) اليهودي سواء كان أصليا أو غير أصلي، دائما يُواجه باتهام أنه ندل، كل شيء يفعله تنقلب ضده، ومن الطبيعي أن اليهودي يُفضل ذاته، ويحدث أنه ينسى يهوديته، يُخفيها أو يخفي نفسه منها، وذلك بسبب اقتناعه بالنظام الآري. الذي يقول إن هناك شرا وخيرا، الشر هو اليهودي، وكل شيء يهودي يصبح سيئ، إذن دعنا نتوقف عن أن نكون يهود، أنا لن أصبح يهوديا بعد الآن، ملعون أبو اليهود، من يفعل ذلك من اليهود هو الأكثر عدوانية فيهم، مثل مريض الدكتور باروك الذي لديه عقدة اضطهاد وعندما رأى الدكتور مرتديا النجمة الصفراء أمسك بخناقه وزعق قائلا : "أنا يا سيدي فرنسي"، أو مثل السيدة التي يقول عنها دكتور باروك : ظلت تصنع دوائر في قرطاس زميلي، الدكتور دادي، إنها مريضة يهودية تعرضت لإهانات وسخرية من بعض زملائها المرضى، ودافعت عنها إمرأة ليست يهودية، لكن المريضة اليهودية انقلبت على السيدة التي دافعت عن اليهود وقالت كل التبريرات المعادية للسامية التي تؤكد أن اليهود يجب محوهم من على الأرض. إن هذا مثال رائع لظاهرة ردود الأفعال. رد فعل معاداة السامية عند اليهود أن اليهودي يصبح نفسه مُعادي للسامية. وهذا هو ما يقدمه سارتر في كتابه "الارجاء" حينما نرى شخصية بيرنينشاتز الذي يتنصل من نفسه لدرجة تصل إلى حد الهلوسة، كلمة هلوسة ليست كلمة قوية أبدا، وسنرى السبب. الأمريكان الذين يأتون إلى فرنسا يُذهلون من كثرة عدد السيدات البيض اللائي يصحبن رجال سود. كانت سيمون دي بفوار تسير في نيويورك مع ريتشارد رايت فوبختها سيدة عجوز في الطريق. يقول سارتر : المضطهد هنا هو اليهودي، وهناك الأسود، المهم أن يظل في النهاية هناك كبش فداء. (اسم الله عليييييييييييييييك، دي تاني حاجة تعجبني في كلام سارتر، المهم يبقى فيه مضطهد وخلاص، العالم ساب اليهود وساب السود – هو ما سابش السود قوي هو سابهم نسبيا – ومسك فينا احنا .. المهم يبقى فيه مضطهد وخلاص، يعني المشكلة مش في المضطهد المشكلة في انهم لازم يبقى عندهم حد يضطهدوه / جبهة) باروك يقول نفس الكلام : " لن يتم التخلص من عقدة الكراهية إلا حينما يتخلص العالم من عقدة كبش الفداء " (سؤال بقى، بمناسبة نظرية المؤامرة، ازاي نجح اليهود في انهم يعملوا عملية احلال وتبديل ويبقوا هم اسياد العالم في كل حتة ويجيبونا يحطونا مكانهم، على فكرة الشوية بتوع اليهود اللي فاتوا خلوني احس ان التشابه ما بين العربي واليهودي في فترات اضطهاده اكبر من التشابه بين الافريقي والعربي، مش عشان ولاد عم والكلام الخرا ده، مافيش حد ابن عم حد، بس عشان فعلا فيه مكان معين في الذهنية الغربية للنوع ده من الاضطهاد، شالوا نفسهم منه وحطونا مكانهم ... ازاي بقى؟ احنا ايه اللي جابنا هناك اصلا احنا قاعدين في حالنا، طب خدمة يعني لو ممكن الصين بما انهم بيعملوا سجادة صلاة بدالنا ممكن يضطهدوا بدالنا ... خدمة انسانية يعني / جبهة) الخطأ، الذنب، رفض الإحساس بالذنب، البرانويا – يُعيدنا كل ذلك لأرضية الشذوذ الجنسي. إجمالا، كل الموصوف في حالة اليهودي ينطبق على الزنجي. (هامش من المؤلف ::هذا بالضبط ما كتبته ماري بونابارت في كتابها " أساطير الحرب" : معاداة السامية التي تُمارس ضد اليهود، تعتبر عزاء لليهودي عن كل رغباته الشريرة في اللاوعي ...... وبذلك يتخلص منها بأنه يلقيها على كاهل اليهودي، (هي تقصد الأبيض) وبهذا الطريقة ينظف نفسه منها، ويرى نفسه قد أصبح نقيا، ويصبح اليهودي هو الذي يُوضع مكان الشيطان ... في الولايات المتحدة ينطبق الكلام ذاته على الزنجي" / انتهى الهامش - فانون). الخير – الشر الجمال – القبح ، الأبيض – الأسود، تلك هي ازدواجيات الظاهرة التي سنسميها "الهلوسة المنظمة" وفقا لتعبير دايد وجيراد. رؤية نوع واحد من الزنوج، تشبيه معاداة السامية بمعاداة السود، يبدو أن هذه هي أخطاء التحليل هنا. سألني أحد الذين كنت اتناقش معهم حول هذا الكتاب : ما هو الذي أتوقع أن أخرج به ؟
جلد أسود أقنعة بيضاء
الجزء الخامس من الفصل السادس
هناك حاجة لوجود الزنجي، هو مطلوب لأنه لا يمكن تصور الحياة بدونه. ولكن تلك الحاجة تكون في إطار أن الزنجي يوضع في قالب معين. يقوم الزنجي للأسف بالتصادم مع النظام ويقوم بكسر المعاهدات، حسناً هل سيقوم الرجل بالمقاومة ؟ لا بل سيتأقلم مع الوضع. تلك الحقيقة هي التي تفسر لماذا تكون الكتب التي تتحدث عن القضايا العرقية هي الكتب الأكثر مبيعا كما يقول "وولف". من المؤكد أنه لا يوجد أحد مجبر على قراءة قصص تتحدث عن السيدة البيضاء التي تعمل علاقة مع رجل أسود (قصص مثل "الجذور"، و "الثمرة الغريبة" و "العم ريموس") أو قصص الرجال البيض الذين يكتشون أن أصولهم سوداء ("الدم الملكي" ، "الصلات المفقودة" ، "العم ريموس") أو قصص البيض الذين خنقهم السود، ("الابن الوطني" ، "إن اعترض، دعه يرحل"، "العم ريموس") من الممكن لنا أن نقوم بتعليب ابتسامة الزنجي وتسويقها في ثقافتنا كمعطف للمازوخية : أي القُبْلة التي تُجمّل الكارثة. وكما هو واضح في قصة العم ريموس، التفاعل بين الأجناس يتم من خلال اللاوعي، الرجل الأبيض لا يعي نزعته المازوخية، عندما يدغدغ نفسه بصورة الزنجي النمطية في تلك القصص، والرجل الأسود كذلك لا يعي نزعته السادية عندما يقوم بتحويل هذا النموذج النمطي إلى هراوة ثقافية. كما نرى في الولايات المتحدة يقوم الزنجي بكتابة قصص يُفرغ فيها عدوانيته، ويقوم لاوعي الرجل الأسود بتبرير تلك العدوانية وإعطائها قيمة من خلال توجيهها تجاه ذاته وبالتالي يعيد إنتاج الخط البياني للمازوخية. من المتعارف عليه في الولايات المتحدة أننا عندما نطالب بالحرية للسود يقال لنا : هذا هو بالضبط ما ينتظرونه لكي "ينطوا" على نساءنا، بما أن الرجل الأبيض يؤذي الرجل الأسود باستمرار فهو يخاف أن يأخذ الأسود الفرصة، لأنه في هذه الحالة لن يرحم من ظلمه، لذلك من الممكن أن توحد البيض مع السود كما الحال في فرق موسيقى الجاز، ونجد بعض المطربين البيض الذين يقومون بغناء البلوز والأغاني الروحانية، ونجد بعض الكتاب البيض الذين يكتبون عن معاناة السود، (أو بمعنى آخر بيض بقناع أسود / فانون) من الممكن لنا أن نحدد علامات معينة، مثلا : يمثل الرجل الأسود بالنسبة للرجل الابيض الجنس "في حالته البدائية"، ( يمثل الزنجي القوة الذكرية التي لا تحسب أي حساب للحرام أو للأخلاق، اما السيدة البيضاء فنستطيع القول، من خلال عملية استقرائية حقيقية، إنها عبارة عن حارس على بوابة غير محسوسة لمملكة العربدة والهذيان الجنسي ... وبينما أوضحنا أن الحقائق تُحطم كل تلك المعتقدات، إلا أن تلك المغالطات جميعها مستقرة في خيالهم. الرجل الأبيض الذي يتمتع بسلطة إيذاء الرجل الأسود يحدث له نكوص فكري بما أنه، كما قلنا في السابق، معلوماته كلها مستقاة من قصص حُكيت له وهو في سن الثامنة. ولا يحدث على الدوام نكوص وتوقف عند مرحلة ما قبل البلوغ. حالة من إخصاء الذات. (الزنجي ينظر له على أنه عضو ذكري مخيف). تبرر السلبية نفسها بالإقرار بتفوق جنسي للزنجي. وبالتالي هناك العديد والعديد من الاسئلة الهامة التي لابد لنا من طرحها. هناك على سبيل المثال رجال بيض يذهبون إلى أماكن معينة لكي يُضربوا من زنوج. (على فكرة مالكوم اكس لما كان بيشتغل قواد ... احم لامؤاخذة قبل ما يسلم يعني ... لما كان بيشتغل قواد بيحكي ان فيه رجالة بيض كتير كانوا بيجوله ورجالة مراكزهم كبيرة قوي في الدولة ويطلبوا منه ستات سود قوي عشان يضربوهم / جبهة) وهناك مثال آخر : الشواذ السلبيون الذين يصرون على أن يكون الفاعل بهم أسود. يوجد حل آخر، في البداية هجوم سادي على الأسود، يتبعه إحساس بالذنب بسبب أن هذا السلوك مُجَرّم وفقا للثقافة الديمقراطية في البلد التي يتم فيها العدوان. ثم يقوم الزنوج بالتسامح تجاه ذلك العدوان، من خلال نزعتهم المازوخية. (ده احنا بقى ) سيقول لي أناس إن النسق الذي تقوم به ليس صحيحا، لأنه لا يتكون من العناصر النمطية للمازوخية. وربما يكون صحيحا أن هذا الوضع ليس نمطيا، ولكن تلك هي الطريقة الوحيدة التي نعرف بها مبعث مازوخية الأبيض. إذا أردنا أن نستقصي بدون أن نضيف أية حقائق أخرى أريد أن أفسر الخيالات كالتالي : كتاب "الزنجي يغتصبني" (ههه دي عاملة زي ايجيبشن ح يبوسني هيه / جبهة) من تأليف هيلين دويتش وماري بونابارت. وصل الاثنان في نتائجهما إلى تحليلات فرويدية بخصوص النفسية الأنثوية، فنعرف أن الأثنى احتفظت بسبب تكوينها التناسلي بشهوتها الجنسية بمفهومها السلبي والعدواني، بما أنها تغلبت على عقدة أوديب المزدوجة لديها من خلال نموها البيولوجي والسيكولوجي، إلى أن وصلت لفهم معين لدورها، الذي يتحقق بالتجانس العصبي. ولكن لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض الإخفاقات. يحدث ازدواج لعقدة أوديب، بالتواصل مع بعض من تكوينها التناسلي، بالرغم من أنها ليست عملية تتابعية وإنما تزامنية لما هو سلبي وما هو إيجابي في تكوينها التناسلي، (مش ح تفهموا حاجة عشان اتكسفت اترجم بالحرف / جبهة ) { شوفتي بقى ده عيب العامية ، لو كنتي بتكتبي فصحى فلا حياء في العلم / أبو أمير } نزع الصفة الجنسية من السلوك العدواني للبنت هو تفسير خاطئ، لأنها في تلك الحالة مثلها مثل الولد تماما. فجزء من عضوها التناسلي يشبه العضو الذكري بشكل أو بآخر، لكن الفتاة تتشبث بالكيفية، إنها تُقيّم كل شيء من حيث الكيف، وتوجد داخلها، عقدة أوديب مثل الولد، هي أيضا تريد أن تنزع أحشاء الأم. والسؤال هو، هل بعد وصول الأنثى لاكتمال أنوثتها ألا يبقى لديها بقايا من خيالاتها الطفولية ؟ تكره المرأة بقوة الألعاب العنيفة التي يحبها الرجال. وعلاوة على ذلك أيضا توجد بداخلها إشارات مرتابة للاحتجاج على الذكر والميول الجنسية المزدوجة. ومن الممكن أن تكون تلك الأنثى متوقفة عند مرحلة عمرية تناسلية ما. رؤيتي للموضوع كالآتي : ترى البنت في البداية أبيها يُهزم من منافس قريب له، وهو ما يمثل عدوان جنسي في تلك المرحلة ( ما بين سن الخامسة إلى التاسعة) يرفض الأب الذي يمثل قطب ميولها الجنسية أن يقوم بالعدوان بالشكل الذي يطالب به لاوعي البنت. عند تلك النقطة، يحتاج مثل هذا العدوان المنطلق لشكل من أشكال التنفيس بما أنه لم يجد دعما لتحقيقه، وبما أن البنت حاليا في سن يدخل فيه الطفل عالم الفلكلور والثقافة من خلال طرق كلنا نعرفها، يكون الزنجي هو المنوط به القيام بمثل هذا العدوان. وعندما ندخل في عمق تلك المتاهة، نكتشف أن تخيل الأنثى لاغتصابها على يد الزنجي، يمثل شكلا من أشكال تحقيق حلم خاص بها. وتكون الأنثى في تلك الحالة، تحقيقا لظاهرة عداء الانسان لنفسه، هي التي تغتصب نفسها، ومن الممكن أن ندلل على صحة هذا الكلام، بذكر أنه من الشائع بين النساء أن يطلبن من شركاءهن أثناء الجنس أن يؤلمهن، وكذلك تخيلهن أن الزنجي يقوم باغتصابهن، هو شكل من أشكال تحقيق هذا الحلم. بالطبع من قرأ التحليل الجنسي للمرأة البيضاء سيسألنا وماذا عن المرأة الملونة. الحقيقة أنني لا أعرف عنها شيئا. ولكن كل ما أستطيع قوله، على الأقل حاليا، هو : إننا في الأنتيل يوجد لدينا نموذج السيدات المتقمصات للبياض، ويصبح المغتصب هو السنغالي أو أي أحد آخر يعتبرنه أقل منهن. الزنجي هو العضو الذكري. هل تنتهي القضية بذلك ؟ لا، مع الأسف، فالزنجي شيء آخر أيضا، ونرجع مرة ىخرى إلى حالة اليهودي، الفرق بيني وبين اليهودي هو الموضوع الجنسي، ولكن هناك نقاط مشتركة، نحن الاثنان رمزين للشر، ولكن الرجل الأسود رمزا أكبر للشر، لسبب منطقي وقوي ... أنه أسود ! ما هو البياض في الثقافة الفرنسية ؟ إنه على الدوام يرمز للعدل والحق والعذرية. أنا اعرف رجل أنتيلي قال لأنتيلي آخر : "جسده أسود، لغته سوداء، إذن من المؤكد أن روحه أيضا سوداء" هذا المنطق يمارسه الرجل الأبيض بشكل يومي. بمعنى أن الأسود هو رمز الشر والقبح. يصف هنري باروك، في كتابه الأخير عن علم نفس، نفسية معادي السامية كما يلي : وصلت لغة أحد المرضى لدي في البذاءة والسوقية، مدى يفوق كل ما يمكن أن تتحمله اللغة الفرنسية، لدرجة وصلت لخيالات اغتصاب الأطفال، التي يعبر المريض من خلالها عن كراهيته الداخلية وغير المنطقية لليهودي. ( يجب أن أوضح أنه لم تكن لدي مساحة تجعلني أُفرد لحالات انتشار الشذوذ الجنسي في المارتينيك وهذا سببه غياب عقدة أوديب بين الأنتيل، كيفية تكوّن الشذوذ الجنسي معروفة، ولكن أيضا لا يجب أن نتجاهل ظاهرة الرجال الذين يلبسون ملابس النساء، وهم من يُسمون الأمهات الروحيات، هم يلبسون تنورات وقمصان حريمي، ولكن أنا مقتنع أنهم يمارسون الجنس كالرجال بطريقة طبيعية، ومن الممكن أن يضربوا فتاة مثل أي رجل، وتجدهم ينجذبون لبائعات الخضار والأسماك، عرفتُ في أوربا كثيرون من رجال المارتينيك الذين تحولوا في أوربا إلى شواذ، ودائما إلى شواذ سلبيين، وبكن لم يكن أمرهم أمر مرضى الشذوذ الجنسي النفسي، بل كانت مجرد وسيلة لكسب العيش، (مثل القوادة على سبيل المثال) ويطالب بذبحهم شخص آخر مصاب بهلاوس ازدادت بعد أحداث عام ١٩٤٠ ولديه نفس المشاعر تجاه الساميين لدرجة أنه مرة في فندق وشك أن جاره في الغرفة المجاروة يهودي، فكسر عليه باب غرفته يريد قتله. وهناك مريض ثالث، تكوينه الجسدي ضعيف، ولديه إلتهاب في القولون، وعندما عُيّر بضعف صحته، (لا ثانية واحدة البني ادم يتعاير بصحته الضعيفة ليه / جبهة) برر ذلك بأنه حًُقن بمواد بكتيرية من ممرض في إحدى المستشفيات التي كان جميع من فيها شيوعيون مضادون للدين، وكانوا يريدون عقابه على كاثوليكيته،وهو يشعر حاليا بعد أن وُضع في مصحتنا أنه يعيش بين ملائكة الحرمة لأنه بعيد عن اليهود. وهكذا لا ينفع إلا أن يظل اليهودي لص متوحش قادر على القيام بأي جريمة. عندما يواجه اليهودي بكل هذا الكم من العدوانية يجد نفسه مضطرا إلى أخذ موقف. وهنا يكمن الغموض الذي يتكلم عنه سارتر، بعض الصفحات في كتابه "معاداة السامية واليهود" هي من أفضل ما قرأت، هي الأفضل لأن ما كُتب فيها يسبب انقباضات في المعدة. (هامش من المؤلف : أنا أفكر تحديدا في هذا المتقطف : وبالتالي، على هذا الإنسان المسكون أن يكون اختياراته وفقا لمشاكل غير حقيقية ومواقف غير حقيقية. ويتم حرمانه من إحساسه المتافيزيقي بسبب ما يحيط به من عداء في المجتمع، فيلجأ بالتالي إلى العقلانية اليائسة. وتصبح حياته عبارة عن عملية هروب طويلة من الآخرين، ثم من نفسه، يتغرب عن جسده وتنقسم حياته العاطفية إلى نصفين، فقد تم التقليل من قيمته، وأصبح مجرد إنسان يحاول البحث عن قيمة الإخوة الإنسانية في عالم يكرهه. خطأ من هذا ؟ إنها أعيننا تلك التي تعكس له الصورة الكريهة عنه التي يرغب هو في محوها، كلماتنا، وايماءاتنا كل شيء، كل شيء، كل معاداتنا للسامية، وكذلك أيضا تسامحنا الليبرالي – الذي سمّمه. نحن الذين ندفعه لأن يختار أن يظل يهوديا، سواء بالهرب من نفسه، أو بتأكيد ذاته، نحن الذين نخلق له إشكالية اليهودي الأصلي واليهودي غير الأصلي ... هذا النوع من البشر الذي يحمل شهادة بجوهر الإنسانية أفضل من أي نوع آخر لأنه وُلد كرد فعل ثانوي داخل جسم الإنسانية – هذا الجوهر الإنساني أهين، اُقتلع، حُكم عليه منذ البداية إما بالأصالة أو بالاستشهاد. في هذا الموقف لا يوجد أحد بيننا ليس مذنبا، لا يوجد أحد مننا ليس مجرما، الدم اليهودي الذي أراقه النازي وقع على رؤوسنا كلنا / انتهى الهامش / فانون) (الله ... ده انا اللي ما باحبش سارتر استكنيصت قوي من البقين دول / جبهة) اليهودي سواء كان أصليا أو غير أصلي، دائما يُواجه باتهام أنه ندل، كل شيء يفعله تنقلب ضده، ومن الطبيعي أن اليهودي يُفضل ذاته، ويحدث أنه ينسى يهوديته، يُخفيها أو يخفي نفسه منها، وذلك بسبب اقتناعه بالنظام الآري. الذي يقول إن هناك شرا وخيرا، الشر هو اليهودي، وكل شيء يهودي يصبح سيئ، إذن دعنا نتوقف عن أن نكون يهود، أنا لن أصبح يهوديا بعد الآن، ملعون أبو اليهود، من يفعل ذلك من اليهود هو الأكثر عدوانية فيهم، مثل مريض الدكتور باروك الذي لديه عقدة اضطهاد وعندما رأى الدكتور مرتديا النجمة الصفراء أمسك بخناقه وزعق قائلا : "أنا يا سيدي فرنسي"، أو مثل السيدة التي يقول عنها دكتور باروك : ظلت تصنع دوائر في قرطاس زميلي، الدكتور دادي، إنها مريضة يهودية تعرضت لإهانات وسخرية من بعض زملائها المرضى، ودافعت عنها إمرأة ليست يهودية، لكن المريضة اليهودية انقلبت على السيدة التي دافعت عن اليهود وقالت كل التبريرات المعادية للسامية التي تؤكد أن اليهود يجب محوهم من على الأرض. إن هذا مثال رائع لظاهرة ردود الأفعال. رد فعل معاداة السامية عند اليهود أن اليهودي يصبح نفسه مُعادي للسامية. وهذا هو ما يقدمه سارتر في كتابه "الارجاء" حينما نرى شخصية بيرنينشاتز الذي يتنصل من نفسه لدرجة تصل إلى حد الهلوسة، كلمة هلوسة ليست كلمة قوية أبدا، وسنرى السبب. الأمريكان الذين يأتون إلى فرنسا يُذهلون من كثرة عدد السيدات البيض اللائي يصحبن رجال سود. كانت سيمون دي بفوار تسير في نيويورك مع ريتشارد رايت فوبختها سيدة عجوز في الطريق. يقول سارتر : المضطهد هنا هو اليهودي، وهناك الأسود، المهم أن يظل في النهاية هناك كبش فداء. (اسم الله عليييييييييييييييك، دي تاني حاجة تعجبني في كلام سارتر، المهم يبقى فيه مضطهد وخلاص، العالم ساب اليهود وساب السود – هو ما سابش السود قوي هو سابهم نسبيا – ومسك فينا احنا .. المهم يبقى فيه مضطهد وخلاص، يعني المشكلة مش في المضطهد المشكلة في انهم لازم يبقى عندهم حد يضطهدوه / جبهة) باروك يقول نفس الكلام : " لن يتم التخلص من عقدة الكراهية إلا حينما يتخلص العالم من عقدة كبش الفداء " (سؤال بقى، بمناسبة نظرية المؤامرة، ازاي نجح اليهود في انهم يعملوا عملية احلال وتبديل ويبقوا هم اسياد العالم في كل حتة ويجيبونا يحطونا مكانهم، على فكرة الشوية بتوع اليهود اللي فاتوا خلوني احس ان التشابه ما بين العربي واليهودي في فترات اضطهاده اكبر من التشابه بين الافريقي والعربي، مش عشان ولاد عم والكلام الخرا ده، مافيش حد ابن عم حد، بس عشان فعلا فيه مكان معين في الذهنية الغربية للنوع ده من الاضطهاد، شالوا نفسهم منه وحطونا مكانهم ... ازاي بقى؟ احنا ايه اللي جابنا هناك اصلا احنا قاعدين في حالنا، طب خدمة يعني لو ممكن الصين بما انهم بيعملوا سجادة صلاة بدالنا ممكن يضطهدوا بدالنا ... خدمة انسانية يعني / جبهة) الخطأ، الذنب، رفض الإحساس بالذنب، البرانويا – يُعيدنا كل ذلك لأرضية الشذوذ الجنسي. إجمالا، كل الموصوف في حالة اليهودي ينطبق على الزنجي. (هامش من المؤلف ::هذا بالضبط ما كتبته ماري بونابارت في كتابها " أساطير الحرب" : معاداة السامية التي تُمارس ضد اليهود، تعتبر عزاء لليهودي عن كل رغباته الشريرة في اللاوعي ...... وبذلك يتخلص منها بأنه يلقيها على كاهل اليهودي، (هي تقصد الأبيض) وبهذا الطريقة ينظف نفسه منها، ويرى نفسه قد أصبح نقيا، ويصبح اليهودي هو الذي يُوضع مكان الشيطان ... في الولايات المتحدة ينطبق الكلام ذاته على الزنجي" / انتهى الهامش - فانون). الخير – الشر الجمال – القبح ، الأبيض – الأسود، تلك هي ازدواجيات الظاهرة التي سنسميها "الهلوسة المنظمة" وفقا لتعبير دايد وجيراد. رؤية نوع واحد من الزنوج، تشبيه معاداة السامية بمعاداة السود، يبدو أن هذه هي أخطاء التحليل هنا. سألني أحد الذين كنت اتناقش معهم حول هذا الكتاب : ما هو الذي أتوقع أن أخرج به ؟
No comments:
Post a Comment