Thursday 14 August 2008

درس في الادب...ح نتكسف على دمنا امتى؟

لما بتعجبني تدوينة باعمل لها لنك كده واقول لكوا من عند جو غانم
لكن لما تهبلني تدوينة بانقلها كلها هنا كده:

13 أغسطس، 2008

بخصوص الكرامة و الشعب " الجديد " .

يــُـحـكـى أن أرنـبـاً صـغـيـراً مـغـلـوبـاً عـلـى أمـره كـان يـجـري فـي الـغـابـة عـلـى غـيـر هـدى . مـذعـوراً خـائـفـاً , لأن ذئـبـاً كـبـيـراً يـتـبـعـه يــريــد أكـلـه .

و بـمـا أن قـبـيـلـة الأرانـب لا تــعـي و لا تـفـقـه , لأنـهـا حـيـوانـات لا تـمـلـك عـقـلاً و لا تـعـرف الإجـتـمـاع عـلـى كـلـمـة واحـدة لـتــقــف فـي وجـه الـذئـب وقـفـة " أرنـب " واحـد .. لـذلـك , مـا كـان مـن الأرنـب الـمـسـكـيـن سـوى


الإتـجـاه إلـى مـلـك الـغـابـة للإسـتـنـجـاد بـه و طـلـب حـمـايـتـه , و الملك الـرؤوف نـظـر بـعـيـن الـعـطـف إلـى هـذه الـفـريـسـة الـمـسـكـيـنـة و أعـلـن أنـهـا مـنـذ هـذه الـلـحـظـة مـحـسـوبـة عـلـيـه . و كـل اعـتـداء عـلـيـهـا هـو

اعـتـداء مـبـاشـر عـلـى مـلـك الـغـابـة شـخـصـيـّـاً . و أمــِـنَ الأرنـب حـتـى الـمـسـاء , مـوعـد العشاء ,و لأن مـلـك الـغـابـة حـيـوان هـو الاّخـر , مـا إن جـاع مـسـاءً حـتـى الـتـهـم الـفـريـسـة الـجـاهـزة و نـام قـريـر الـعـيـن هـانـئـا ً .

هـذه بـاخـتـصـار , قـصـة قـوى الـمـعـارضـة الـعـربـيـة الـتـي تـسـتـنـجـد بـسـطـوة أمـريـكـا لـتـخـلــّـصـهـا مـن سـطـوة الأنـظـمـة .

الـمـعـارضـات الـعـربـيـة خـائـفـة مـن الـحـاكـم . و الـحـاكـم خـائـف مـن أمـريـكـا , و أمـريـكـا لا تـخـاف أحـداً و عـنـدمـا تـجـوع سـتـأكـل ثـديـيـهـا .

أشـتـهـي فـقـط .. أن أسـمـع مـعـارض عـربـي يـسـتـنـجـد بالـشـعـب ..

شـعـبـه الـذي مـن الـمـفـتـرض أنــه يـعـارض و يـنـاضـل بـاسـمـه و لأجـلـه .

إمــّـا أن هـذا الـشـعـب بـنـظـر هـذا الـمـعـارض .. هـو شـعـبٌ مـيـّـت لا جـدوى مـنـه , و هـذه كـارثـة حـقـيـقـيـة , و إمــّـا أن هـذا الـمـعـارض لا يـأبـه
و لا يـعـطـي وزنـاً لـشـعـبـه و يـقـول لأمـريـكـا بالـفـم الـمـلاّن : أنـا حـاضـر وجـاهـز لأحـمـي مـصالحـك وأحـقـق رغـبـاتـك أكـثـر مـن عـملائـك الـحاليـيـن .

و هـذه مـصـيـبـة أكـبـر, والـمـصـيـبـة بـنـظـري لا تـكمـن هـنـا فـي الـمعـارض نـفـسـه . بـل فـي الـشـعـب الـذي يـهـتـف لـهـذا الـمـعـارض .

قـد يـقـول قـائـل : إذن مـاذا سـنـفـعـل ؟ هـذا هـو الـواقـع .. أمـريـكـا هـي مـن يــُـسـقـط فـلانـاً و هـي مـن يـرفـع فـلان .. لـمـاذا لا نـسـتـفـيـد مـن تـلاقـي مـصـالـحـنـا مـع مـصـالـح أمـريـكـا لـتـحـقـيـق مـا نـريـد ؟

حـسـنـا ً .. مـن بـديـهـيـات الـسـيـاسـة و الـعـلاقـات الـدولـيـة أنّ لا شــيء يـأتـي بـدون مـقـابـل .. الـدول لا تــتــصــدّق .. حـتـى حـيـن تـدفـع مـا يـُسمـى زوراً بــ ( مـعـونـات ) لـهـذا الـبـلد أو ذاك الـحـزب .. فـهـي تـطـلـب مـقـابـلاً

أو سـتـطـلـبـه بـعـد حـيـن كـمـا هـو مـعـروف .. خـصـوصـاً أمـريـكـا ..

أمـريـكـا لا تــتــصــدّق حـتـى عـلـى مـواطـنـيـهـا دون مـقـابـل سـيـاسـي .

مـن نـاحـيـة أخـرى .. يـدرك هـذا الـمـعـارض أن الـنـظـام الـحـالـي " الـذي يـعـارضـه " هـو نـظـام مـحـسـوب عـلـى أمـريـكـا و يـنـفــّـذ لـهـا كـل مـا
تـطـلـب و يـدرك أيـضـا ً أن مـصـالـح أمـريـكـا فـوقـه و فـوق أي شـخـص اّخـر

في هـذ الـعـالـم حـتـى لـو كـان سـيـنـاتـوراً أمـريـكـيـا ً أو لـو كـان الـمـغـدور ( جـون كـيـنـيـدي ) .. فـعـلـى مـاذا يــُـعـوّل هـذا الـمـعـارض حـيـن يـتـجـه بـخـطـابـه إلـى أمـريـكـا ؟؟ هـل يـؤمـن حـقــّـاً أن أمـريـكـا كـل هـمـّـهـا حـريـتـه و حـريــّة شـعـبـه ؟ و أنـهـا مـوجـودة فـي هـذا الـعـالـم لــتـــُـحـقـق الـعـدالـة فـي مـشـارق الأرض و مـغـاربـهـا و أن تـقـوم بـدور " روبـن هـود " أو لـتـكـون يـد

الله عـلـى الأرض ؟ إن كـان يـؤمن بـذلـك فـهـو سـاذج لـدرجـة ٍ لا يـصلـح مـعهـا أن يـكـون غـفـيـراً أو حـارسـا ً عـلـى بـاب أحـد مـقـرّات الـحـزب الـحـاكـم .

أم أنـه بالـفـعـل يـنـظـر للأمـر بـواقـعـيــّـة شـديـدة و يـقول لأمـريـكـا سـأكـون أفـضـل مـن عـمـيـلـكم الـحـالـي فـسـاعـدوني ؟ إن كـان الأمـر كذلك فـلا داع أبـداً أن يــُـدخـل هـذا الـمـعـارض , الـشـعـب فـي بـازاره هـذا ..

و أن يـسـتـنـجـد بـامـريـكـا بـاسـم الـشـعـب و حـريـّة الـشـعـب .. يـكـفـي اسـتـغـبـاءً لـهـذا الـشـعـب و ارتـكـاب الـمـوبـقـات بـاسـمـه . مـن قـِـبـل الـحـاكـم أولاًُ ثـم مـن قــِبـل هـؤلاء الـمـعارضين ثـانـياً ثم مـن قبل أمـريـكـا

فـي كـل الـحـالات .

و إلاّ فـلـيـتـفـضــّل واحـد و خـمـسـون بـالـمـائـة مـن الـشـعـوب الـعـربـيـة و يـتـظـاهـروا أمـام الـسـفـارات الأمـريـكـيـة مـطـالـبـيـن بـقـدوم الـحـريـة عـلـى مـتـن الـبـوارج الأمـريـكـيـة , كـي يـنـعـمـوا بـهـا كـمـا يـنـعـم بـهـا

الـشـعـب الـعـراقـي الاّن الـذي تــرك أحـمـد الـجـلـبـي يـتـظـاهـر بـاسـمـه

فـي الـبـنـتـاغـون إلـى أن جـلـب لـه " الـحـريــّة " الـعـتـيـدة و الـتـي أعـادت

الـعـراق إلـى مـا قـبـل حـمـورابـي .. لا أريـد هـنـا أن أدخـل فـي مـوضـوع

طـويـل .. لـكـن يـكـفـي أن أقـول أن الـشـعـب الـعـراقـي اسـتـطـاع أن يـثـور سـنـة واحـد و تـسـعـيـن و سـيـطـر عـلـى ثـلاثـة عـشـر مـحـافـظة دون أن يـدخـل جـنـدي أمـريـكـي واحـد إلـى بـغـداد . لـكـن أمـريـكـا سـمـحـت يـومـهـا لـصـدام حـسـيـن أن يـخـرج بـطـائـراتـه و يــُـبـيـد هـؤلاء .. بـعـد أن كـان صـدام نـفـسـه قـد أبـرق لـلـرئـيـس الـمـصري بـأن يــُـجـهـز لـه و لـعـائـلـتـه مـنـفـىً لائـقـا ً .

يـومـهـا لـم تـكـن مـظـاهـرة الـحـريـة لأحـمـد الـجـلـبـي و رفاقه قـد اخـتـمـرت بـعـد , و لـم يـكـن الـشـعـب الـعـراقـي جـاهـزا ً لـلـحـريــّـة الأمـريـكـيـة .

كـل مـا كـان الشعب الـعـراقي يـحـتـاجـه يـومـهـا هـو أن تــُـبـقـي أمـريـكـا الـحـال كـمـا هـو عـلـيـه . أي أن تــُـبـقـي الـحـظـر الـجـويّ , و لـم يـكـن الأمـر يـحـتـاج لإرسـال نـصـف مـلـيـون جـنـدي إلـى الـعـراق .

إذن الـثـورة لـيـسـت مـسـتـحـيـلـة بـدون الـعـمّ سـام ؟ و الـحـريـة يـمـكن الـحـصـول عـلـيـهـا مـن أمـاكـن أخـرى غـيـر دكـاكـيـن الـبـنـتـاغـون الـقـذرة ؟

الـحـلّ عـنـد الـشـعـب .. لـكـن أيّ شـعـب ؟

الـشـعـب الـذي يـمـثــّـل قـوة ثـالـثـة فـي لـبـنـان مـثـلاً و يـخـرج إلـى الـشـوارع دون أن تــغـطــّـي نـشـاطـاتـه أيـّة قـنـاة تـلـفـزيـونـيـة لأن كـل الـشـاشـات
مـمـلـوكـة لـطـالـبـيّ الـعـمـالـة أو لـِـمن يـقـومـون بـهـا مـنـذ زمـن ..

الـحـل عـنـد أهـل " الـمـحـلــّـة " فـي مـصـر و الـشـبـاب الـذيـن خـرجـوا مـن أنـفـسـهـم عـلـى كـورنـيـش الإسـكـنـدريــّـة حـامـلـيـن أعـلام بـلادهـم .دون أن يـحـرّكهم الـزعـيـم الـفـلانـي و يـرفـعـوا صـوره فـوق أعـلام الـوطـن .

الـحـل لـيـس عـنـد أيـمـن نـور و لا عـلـي صـدر الـديـن الـبـيـانـونـي و عـبـد الـحـلـيـم خـدّام و لا فـؤاد الـسـنـيـورة و سـمـيـر جـعـجـع و ولـيـد جـنـبـلاط .

إلاّ إذا كـنـّـا نــريــد تــغـيـيـر الــجــلاّد الـصـغـيـر بـجـلاّد أصـغـر .

و إن كـان و لا بـدّ .. فـابـحـثـوا عـن غـانـدي جـديـد أو مـانـديـلا جـديـد أو سـمـيـر قـنـطـار ( مع انه ليس زعيم سياسي ) .. أولـئـك الـذيـن يـقـضـون ثـلاثـيـن عـامـاً فـي الـسـجـون دون أن يـطـلـبـوا الـغـفـران سـوى مـن أهـلـهـم .. مـن الـشـعـب الـمــُـعـذب مـثـلـهـم .

ابـحـثـوا عـن زعـامـات فـلـسـطـيـنـية بـيـن الـمـعـتـقـلـيـن الـفـلـسـطـيـنـيـن و لـيـس بـيـن " خـواجـات " الـخـارج .الـذيـن يــُـدخـنـون الـسـيـجـار و هـم يـضـعـون عـلـم فـلـسـطـيـن عـلـى الـطـاولـة يــُـغـطــّـيـه الـدخـان .

ابـحـثـوا عـن قـبـيـلـة أرانـب مـجـتـمـعـة .. و لـيـس عـن أرنـب " مـدعـوم " جـديـد .. " مـأكـول ٌ " سـلـفـا ً مـنـذ أ ُكــِـل " الأرنـب الأبـيـض " .

الـحـريــّــة لا تـــُــســتــجــدى مـن ظـالـم اّخـر .. و لا تـــُــقــايـض و لا يــُــقــايــض بــهــا .

الـحـريــّـة لا يـصـنـعـهـا مـن لا كـرامـة لـه عـنـد نـفـسـه , أكـان زعـيـمـاً أم كـان شـعـبـا ً لـم يـعـد يـرى كـرامـتـه و حـرّيـتـه سـوى مـن خـلال عـيـنـيّ هـذا الـزعـيـم أو ذاك .

الـجـوع و الـتـحـدّي هـما مـن صـنـع حـريــّـة الـهـنـود .. و الـدم ّ والـمـعـتـقـلات و الـعـذابـات و أزيـز الـرصـاص هـو مـن صـنـع حـريـّة فـرنـسـا و حـريــّة أمـريـكـا نـفـسـهـا .

لـمـاذا نـحـن فـقـط مـن بـيـن شـعـوب الأرض قـاطـبـة لـم نـعـد نـؤمـن أن
بـاسـتـطاعتنا فـعـل شيء دون مـساعـدة أحـد ,ولـمـاذا يـكـون هـذا الـ ( أحـد ) دائـمـا و أبـداً أسـوأ مـن الـ ( أحـد ) الـذي نـطـالـب بالـخـلاص مـنـه .

هـل نـحـن الاّن أقـلّ جـوعـاً مـمّا كـان عـلـيه الـشـعب الـفـرنـسـي قـبـل الـثـورة؟ أو الـفـيـتـنـامـي ؟ أو أيّ شـعـب اّخـر ثـار عـلـى جـلاّديـه أو مـحـتـلـيــّـه ؟

الـحـريــّـة لا تــأتــي عـلـى يـديّ مـسـتـرئــس ٍ أو مـسـتـوزر ..

الـحـريــّـة تــأتــي عـلـى يــد جـائــع ...

ألـم نـشـعـر بـالـجـوع بـعـد ؟؟

مـا هـذه الـمـعـدة الـحـديـديـة الـتـي نـمـلـكـهـا نـحـن أبـنـاء هـذا الـشـعـب الـعـربـي مـن الـمـحـيـط إلـى الـخـلـيـج ؟؟ أجـزم لـو كـشـف عـلـيـهـا طـبـيـب

سـتـكـون فـتـح ٌ عـلـمـي جـديـد , و ثـورة جديدة فـي عـالـم الـطـب ّ .


" جـو غـانـم "



----

خلصت التدوينة.......نفسي اعملها منشور واعمل منها تمانين مليون نسخة واوزعها على كل مصري
اتكسفنا على دمنا وللا لسة؟

No comments: