Saturday, 31 May 2008

ايه اللي جاي؟

احنا مش بخير، البلد مش بخير، واللي بيحصل ده الكل ح يدفع تمنه، حتى اللي مالوش ذنب فيه ح يدفع تمنه
حتى اللي قور عينه في المذاكرة وسافر واتغرب وللا بيشتغل في اليوم خمستاشر ساعة عشان يعرف بس يعيش ولاده عيشة محترمة، لا سرق ولا نهب ويمكن كمان كتير من فلوسه رايحة على الفقرا، حتى دول ح يدفعوا تمن، الكل ح يدفع تمن اللي بيحصل ده واللي جاي مش حلو
ح نعمل ايه؟
ربنا يستر
ملحوظة: انا رايحة النهاردة حفل تكريم ضحايا حرب المحلة اللي عامله حزب الوفد ان شاء الله
الدعوة وتفاصيلها هنا

Friday, 30 May 2008

تبقى مصيبة لو ما طلعوش حرامية

ابن خالي قال لي الكلام ده النهاردة
اتفرج على محمد رشيد مع عمرو اديب وقال لي: انا ما حسيتش انه حرامي انا حسيت انه محتاس وانه مش عارف يسيطر، تبقى مصيبة لو ما طلعوش حرامية، الحرامي اهو عارف بيعمل ايه بياخد من الناس اكتر من المفروض وبيديهم اقل من اللي يستحقوه لكن في النهاية مسيطر على الموقف لكن محمد رشيد قال لعمرو اديب: فيه ازمة مش مشكلة وقيادة الامور مش سهلة...وبعدين ابن خالي قال: تبقى مصيبة لو كان فعلا محتاس ومش حرامي ده معناه ان فيه كارثة كبيرة ح تحصل
---
الا صحيح ما داهية ليطلعوا مش حرامية

ومن حق الكنيسة كمان يبقى لها حرية

ايه ده بقى؟ ده مينو، مينو منزل بيان للمبادرة المصرية عن موضوع طلاق المسيحيين واعادة تزويجهم وبيقول ان دي شغلانة الدولة مش الكنيسة، البيان يعني واكيد مينو برضه
وده يبقى اسمه ايه؟ اساسا بقى اساسا فكرة الجواز فكرة دينية والناس لولا خايفة من عقاب ربنا على الزنا ما كانش حد اتجوز هو من جمال الجواز؟ لكن اهو ابتلاء من الله يعني
ثانيا: انا عايزة افهم ايه هوجة الهجوم على الانبا شنودة بخصوص الموضوع ده تحديدا وكلام هجص من بتاع لا يمتثل الى امر القضاء؟ عشان الانبا شنودة عمل ايه؟
متهيالي زي ما من حق اي حد في الدنيا انه يتجوز جواز مدني
من حق المؤمنين انهم يتجوزوا جواز ديني، وزي ما انت لما تتجوز جواز مدني فانت ملزم بقوانين الجواز المدني ولو ما التزمتش بتتسجن، كمان لما تتجوز جواز ديني انت ملزم بقوانينه ولو ما التزمتش ما بتتسجنش ولا حاجة بس بيعتبروا انك خارج عن القوانين الدينية، والكنيسة قالت مش ح اصلي عليهم
من حقهم يعني وللا ايه؟ وللا عشان احافظ على الحقوق الشخصية لافراد مش عايزين يلتزموا بقوانين الدين - وده من حقهم - قوم اذل اللي عايزين يلتزموا بالقوانين الدينية وده برضه من حقهم؟
انا عايزة افهم الانبا شنودة عمل ايه اكتر من انه قال فيما يخص الدين المؤسسة الدينية لا تعترف بالطلاق ولا بالجواز اللي بيتبع الطلاق واللي عايز يطلق ويتجوز تاني يقدر يطلق ويتجوز جواز مدني بس ما يجبرنيش اني اعترف بيه
حقه، ومش ذنبه ان الدولة مش عاملة جواز مدني، ومدام الدولة اتشطرت عليه كده وعرفت تحكم قضائيا بحكم ضد معتقده يبقى توجد حل لنفاذ الحكم ده بانها تعمل جواز مدني بس مش من حقها تلغي الجواز الديني، او تجبر الكنيسة انها غصب عن بوزها تعترف بالجواز المدني
عشان نبقى بس واضحين وماحدش يفتكر اني باجيبها في المسيحيين عشان انا خايفة يعملوا جواز مدني للمسلمين، بالنسبة للمسلمين الجواز المدني مش مشكلة ابدا لان مافيش عند المسلمين صيغة معينة للجواز، اي اتنين يعلنوا قدام الناس انهم متجوزين والمحيط بتاعهم عرف انهم متجوزين وتوفرت نية القبول والايجاب خلاص ده بقى جواز
وفيه عند المسلمين تشريعات عامة صحيح زي الطلاق وتعدد الزوجات وغيره بس يجوز للست او الراجل انهم يشترطوا على بعض وهم بيعقدوا الجواز ان مثلا ما يبقاش فيه طلاق او انه ما يتجوزش عليها او انها تقدر تطلق نفسها او او او اي حاجة مدام مافيهاش مخالفة شرعية يعني مثلا الزوجة ما تقدرش تشترط على جوزها انه يشتري لها ازازة بلاك ليبل كل ليلة على حسابه ولا الزوج يقدر يشترط على مراته انه مثلا شاذ جنسيا وانه صاحبه ح يجيله خميس وجمعة ويبات معاه، وما اظنش انه لو اتعمل جواز مدني في مصر ح يسمح بالشروط دي، اذن انا بالكلام ده ربنا يعلم اني باقول اللي شايفاه عدل ويخلصني من ربنا
تاني: الانبا شنودة عمل ايه؟ قال مش ح اصلي عليهم؟ هو حر
ما هو يا عم انت يا مسيحي يا مش مسيحي، وانت يعني عايز تعيش في الحرام وفي جواز باطل وفارق معاك قوي انك يتصلى عليك؟
يا اما مؤمن يا اما مش مؤمن، انما عايز الكنيسة تطلقك وانت عارف ان مافيش طلاق وعايزها تجوزك بعد الطلاق وانت عارف ان ده باطل - بنص الانجيل - وتصلي عليك ورجلها فوق رقبتها ده اسمه كسر مناخير
ده اسمه كسر مناخير
ده ظلم ما يرضيش حد
من حقك يبقى عندك جواز مدني ومن حق الكنيسة انها ما تعترفش بيه ومشكلتك مش مع الكنيسة لان الانبا شنودة مش ح يألف دين من دماغه
مشكلتك مع الدولة اللي مش عاملة لك جواز مدني الدولة اللي عايزة تجبر الكنيسة بحكم قضائي غير دستوري اصلا
المادة التانية من الدستور بتقول ان المصدر الرئيسي للقوانين هو الشريعة الاسلامية
والشريعة الاسلامية بتقول كده: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون* وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم، فاستبقوا الخيرات، إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون
صدق الله العظيم
يعني مش من حق القاضي، أيا كان دينه، انه يحكم على الكنيسة، او على المعبد اليهودي لو رفعوا قضية، بحكم يخالف شريعتهم، يبقى ازاي الدولة تعمل مخالفة دستورية بالطريقة دي؟ وليه الدولة هي اللي خالقة المشكلة وبترميها على الكنيسة كأن الكنيسة هي المسئولة؟
وانا فعلا مش فاهمة منطق الناس بجد يعني، بما فيهم مينو...ما بقاش خطيبي المسيحي خطب الخاين :) فين العدالة في الكلام ده؟ ليه عشان ادافع عن ناس مش عايزين يلتزموا بقوانين الكنيسة اقوم اجبر الكنيسة تغير قوانينها؟ ما اعمل لهم هم قوانين مدنية وخلاص
والكنيسة لازم تطعن في دستورية الحكم ده بجد


الديمقراطية

مش عارفة ليه قايم عليا اليومين دول مسرحية اخر ايام سقراط بتاعة منصور الرحباني مع اني شفتها من عشر سنين وبقالي كتير ما سمعتش الشريط وبادور عليه مش لاقياه
بس اكتر حاجة فاكراها من المسرحية المشهد اللي فيه وزير من السلطة راح لبيت عاهرة واتقابل مع ابنه هناك وابنه من تلاميذ سقراط المعارض للسلطة، ابنه كان سكران وغنى له الاغنية دي (يارب ما تخونيش الذاكرة):
علمتونا يا بيي
ان الديمقراطية
هي حكم الاكترية يا بيي
تاري يابيي حلمنا
والعالم ما بيفهمنا
وعايشين بوهم الحرية يا بيي
يا بيي وبإيامك
مش قادر احكي رأيي
اذا كلمة مش ع ذوقك
بشوف رجالك ورايي
تاري كل الرواية
والعدل والحرية
مش اكتر من حكاية
حكيوها بصيفية
جات لي الاضافات دي من عند جو
يا بـيـّي الأكثـريـّة

بالحكم الديمقراطي

بدّك تقول شـمـسـيـّة

فـي تـحـتـا واحـد لاطـي

بـيـلـقـّنـهـم على الواطي

مطالب حياتيـّـة

و تحت تيابـه الشعبيـّة

لابس بدلـة رصاصيـّة

بفضل الديمقراطيـّة


يا حلوايـة بهالسهرية

جينا لعندك أنا و بـيـّي

بـهـالجلسة عم نتزاحم

على نقطة استراتيجية

و استنفرنا و عم نتسابق

عَ مناطق حيـويـّة

و إذا كانت هالحرية

بنت الديمقراطية

أمّ الديمقراطية

و أبو الديمقراطية

و اخت الديمقراطية

يا بـيـّــي

--
فيه بقى اغنية تانية على لسان افلاطون (ولو اني ما باحبوش افلاطون ده كان بيغير من الستات وحاططنا في دماغه مش عارفة ليه):
ودي انا افتكرتها:
يا صبية شوية شوية
ع مهلك ع الغنية
موسيقى مرصودة
ع رنين الكواكب
والحركة الكونية

انا راح الف كتاب
سميه الجمهورية
عن مدينة ببالي
متل معبد للحرية
مبنية ع العدالة
مرسومة ع الضمير
لا حروب ولا رشوة
لا غني ولا فقير
ويا ها اللحظة الجريئة
بسكون الموسيقى
ودينا ع الحقيقة
خادمة المعبد: خبرنا يا افلاطون
بها الجمهورية
عن طريقة الحكم
ورؤسا الدولة
افلاطون: بها الجمهورية
رؤسا الدولة ما عندن فلوس
ومش لازم يتجوزوا
حتى قرايبهن وولادن
ما يستغلوا السلطة
صديقه: يا سلام
افلاطون: حتى قرايبهن وولادن
ما يستغلوا السلطة
تلاميذ سقراط: فتش تا نفتش
ع جمهورية
ما بنعرف اسما
ولا وين هي
قولك حقيقة
او مش حقيقة
والكدبة حلوة
متل الصبية
افلاطون: بها السهرية غنينا كتير
عن جمهورية حارسها الضمير
تلميذ: معقول في شي دولة
رئيسا فقير
وفيها القانون بيمشي
ع ولاد الوزير
تلميذ تاني: قولك في شي دولة
رئيسا فقير
وفيها القانون بيمشي
ع ولاد الوزير

لا رشوة فيها
ولا محسوبية
ما حدا بيتعدى
باسم الحرية
قولك بتصير
او ما بتصير
واذا بتصير
دخلك وين هي

فتش تا نفتش
ع جمهورية
ما بنعرف اسما
ولا وين هي
قولك حقيقة
او مش حقيقة
والكدبة حلوة
متل الصبية
--
ملحوظة وانتوا بتقروا تحطوا كسرة تحت كل الحروف اصل ده لبناني :)

Thursday, 29 May 2008

احتفال تضامني مع اهالي المحلة يوم السبت

ان شاء الله ح يبقى فيه احتفال تضامني مع مساجين المحلة وح يحييه فرقة اسكندريللا يوم السبت الموافق 31 مايو 2008
الاحتفال ح يبقى في المحلة في مقر حزب الوفد عمارات الاوقاف شارع الجيش امام الادارة الصحية الساعة تمانية مساء وح يحضره رموز من قيادات الوفد والدعوة عامة وح تبقى لمة
الاحتفال غير التضامن مع المساجين ح يبقى كمان لمساندة اهالي المساجين وتكريم الضحايا ومساندتهم

---
ما اعرفش ليه رامي المنشاوي مصر يقول اني شاركت في اعداد الحفلة مع ان الجدع هو اللي عمل كل حاجة بنفسه، هو اللي كلم حزب الوفد، وهو اللي قرر الاحتفال، وهو اللي اتفق مع فرقة اسكندريللا وهو اللي عزم قيادات الحزب في الغربية وهو اللي حضر المكان، وهو اللي اتفق مع بتوع الصوت عشان الحفلة وبيكلمني يشكرني عشان هو اللي عمل كل حاجة وعمال يقول للناس نوارة انسانة عظيمة وقامت بدور عظيم، طب قسما بالله العظيم ما اتحركت من مكاني كل اللي عملته اني اديته نمر شادي وحازم شاهين بتوع فرقة اسكندريللا
ايه الدور العظيم في كده؟ ومخلي ناس من الحزب يكلموني يشكروني
!!!!!
طبعا اول ما كلموني قلت لهم رامي هو اللي عمل كل المجهود وهو صاحب الفكرة اصلا
برررررررضه مصرين يشكروني
عموما انا رايحة ان شاء الله المحلة يوم السبت اللي عايز ييجي معايا في العربية اهو على الاقل يبقى فيه مبرر للشكرانيات اللي اخدتها من غير ما اقوم من على الكرسي دي

Wednesday, 28 May 2008

النهاردة كنت في اهبل حالاتي

انا عندي مشكلتين، المشكلة الاولى متعلقة بالمزاج، كل واحد في الدنيا عنده حاجة بتعكر مزاجه، انا مافيش حاجة تعكر مزاجي وتنرفزني وتخليني زي المجنونة قد الكدب، زي ماجدة الخطيب في فيلم نص ساعة جواز، لدرجة اني اتعرضت لموقف شبه موقفها واندبيت في واحد كدب عليا عشان يمثل انه ما بيعرفش يكدب بس طبعا مش شبه رشدي اباظة، ماعلينا
المشكلة التانية ان في دماغي كلام، من كتر ماهو في دماغي بافتكر انه في دماغ الناس فبطنش اقوله واقول جمل معظمها مش مفهوم خصوصا بقى لما اكون باتعامل مع حد نبيه وبيفهمها وهي طايرة - زي مثلا عبده البرماوي او احمد عاطف المخرج - باعذبهم لاني باتوقع انهم ح يعرفوا بقى انا قصدي ايه فمش باقول كل حاجة ساعات كتير بيفهموا انا قصدي ايه وساعات بتبقى الجمل مبتسرة وعاملة زي السودوكو الهارد ومافيش حد مهما كان نبيه يقدر يفهمها
المقدمة دي كلها عشان ابرر موقف حصل النهاردة وكان شكلي اهبللللللللللللللللل
وانا داخلة جراج الشغل فيه ساحة تحت متعودة اركن فيها بتاع الامن قال: خلاص منعوا الركنة هنا اركني فوق وكمان مافيش مكان جوة لانهم خصصوا الساحة للنص نقل، بحسن نية طلعت في الجراج اللي فوق وعشان ربنا ما يرضاش بالظلم حاجة الهية خلتني بعد ما ركنت بصيت من فوق على الساحة لقيت بتاع الامن بيركن ملاكي ومافيش ولا عربية نص نقل راكنة وفيه اماكن كتير فاضية فطبعا رحت فاتحة صوتي من فوق - مع الوضع في الاعتبار اني صوتي مسرسع - وقلت له: انت بتكدب عليا؟ بتكدب عليا؟ بتكدب عليا؟ امال ده بيركن ازاي؟ والساحة فاضية وفين العربيات النص نقل؟ انا ح اخد عربيتي وانزل اركن في الساحة واللي ح يمنعني هو حر
ورحت واخدة العربية وانا متنرفزة جدااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا مش عشان اي حاجة غير عشان كدب عليا فواحد زميله قال لي: معلش يا انسة (طبعا حبيته لانه قال لي يا انسة) هو ما يقصدكيش انت بالذات قلت له بانفعال: انا مش مضايقني غير الكدب الكدب، ازاي يكدب؟
ورحت نازلة من العربية وقلت له بصوت عالي (مسرسع): بعد كده لما تقول لي اي حاجة لازم توريني ورقة مكتوبة ولعلمك اللي بيكدب....اللي بيكدب..بيروح النار...والله العظيم
ورحت ماشية
كل الكلام ده باقوله بانفعال وغضب حقيقيين وبصوت عالي ومسرسع وانا متنرفزة على الاخر بس لاحظت ان بتاع الامن بص لي باستهتار وراح مدور وشه، خصوصا بعد ما قلت له: اللي بيكدب بيروح النار والله العظيم
انا يعني كان قصدي اقول له: ان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وان المرء ليكذب حتى ليكتب عند الله كذابا، وان المؤمن لا يكذب، وان المؤمن ممكن يبقى بخيل وجبان بس مش ممكن يبقى كداب وانه احسن له انشالله يسرق وللا حتى يزني بس ما يكدبش
بس طلعت مني اللي بيكدب بيروح النار والله العظيم، وكان شكلي اهبل والسايس بتاع الجراج كتم ضحكته
بس هو المفروض يفهم ده كله يعني لوحده، لو كان عبده وللا احمد كانوا فهموا لوحدهم

We have freedom of expression

We have freedom of expression but we don't have freedom after expression
عندنا حرية تعبير بس ما عندناش حرية بعد التعبير
الجملة دي سمعتها من واحد انجليزي على الجزيرة الانجليزية
وعجبتني

Tuesday, 27 May 2008

هع هع هع هع

استغفر الله العظيم اللهم اخزيك يا شيطان، انا متغاظة دلوقت، يعني فرحانة ومتغاظة، اعوذ بالله يا اخي ده النفس البشرية دي وحشة وجواها سواد، كنت لسة امبارح باقول لعبقرينو الواحد كل يوم يكتشف في نفسه صفة وحشة
انا غيرانة بس استغفر الله العظيم
ماشاء الله لا قوة الا بالله ربنا يخليهولنا وما يحرمناش منه ويبارك لنا فيه
بس حزب الله، ما شاء الله لا قوة الا بالله، ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان، عرف، بالمقاومة وبالاصرار وبالارادة والغلاسة وتربسة المخ والتضحيات والتحمل والصبر انه يخلص اسرى في سجون اسرائيل بما فيهم سمير القنطار ان شاء الله
واحنا قانون الطوارئ اتمدد لنا سنتين كمان امبارح وعيالنا اسرى في سجون مصرية وعمالين، كلنا وانا اولهم، نقدم رجل ونأخر عشرة
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ما شاء الله يعني، لبعدين انشهم عين وكل حاجة تخرب من قري
لا لا لا لا لا بعد الشر ربنا يتمم لهم على خير ويهديهم لهم الحال ويجلعنا من بركاتك يا لبنان
الا انا فاكرة اول ما اتحرر الجنوب سنة الفين واحد زميلنا في الشغل جه وقال لي: تصوري لبنان فيها ناس زينا كده بتصلي وتصوم :) معلش هو قديم شوية من ايام ما كان كل الناس فاكرة ان لبنان بلد المسخرة، قلت له هم بيصلوا ويصوموا، بس مش زينا
الغريب يا اخي ان ناس جوة لبنان عايزة ترجعها بلد المسخرة، طب احنا عندنا ناس متغاظة وصعبان عليها نفسها وبصراحة جوة نفسهم سواد وقاسم السماوي وبيعملوا بمبدأ: ربنا ما يفرح حد واحنا حزانى، عشان كده بتكره نصر الله، لكن اللبنانيين التانيين دول بقى مالهم؟ هي الفلوس تعمل ده كله؟
طب ايه، بمناسبة الافراج، ان شاء الله، على الاسرى اللبنانيين، ح نعمل ايه في قانون الطوارئ؟
اقول لكوا: شد اللحاف على وشك غيره ما يفيدك

واتهفينا سنتين طوارئ كمان

عايزين تعملوا فينا ايه تاني؟ والنبي لتقولوا لنا
فيه ايه تاني ما اتعملش فينا وعايزين تعملوه؟ ده اللي اتحكى لي عن اللي حصل لبتوع المحلة ولا كأنه جوانتانمو
ناقص ايه تاني؟
ما اقترحت قبل كده وماحدش سمع لي
سيجوا مصر كلها بسور واعملوها سجن عشان ترتاحوا وتريحونا
ولبسونا كلنا برتقالي

Monday, 26 May 2008

خمسين يوم


قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه

Sunday, 25 May 2008

اقتراحات بخصوص السادة المدونين

عبقرينو ساب لي التعليق ده وانا شفت ان من المناسب اني انشره عشان الفايدة تعم:

أولا النظام فى مصر وبخاصة الحكومة تران على تشتتنا وعدم ثباتنا على هدف واحد والدأب عليه حتى تحقيقه والأمثلة كثيرة ومنها العمات التى تشكلت اما بفعل فاعل او بالزعامات نفسها وبالتالى تشتت الدنيا والدليل أنه لايوجد زعيم او فرد عنده الرقم الصحيح لعدد المعتقلين الا مركز حقوقى واحد والزعامات فى الباللة ونايمين

ثانيا أفكارنا واقتراحتنا للتغيير والتفاعل ماهو محيط بنا كلها أفكار كبيرة والنجاحات الكبيرة لا تتحقق الا بنجاحات صغيرة مجتمعة الكويك وينز لذلك لا بد من تكسير اللأهداف الكبيرة الى اهداف صغيرة سهلة التنفيذ تعطينا الثقة فى انفسنا وتصب فى مصلحة الهدف الكبير مثال صغير جدا اذا كان الفيس بوك سيكون أداة للتغيير فلنسعى لكى ننشىء مايشابه الفيس بوك ولكن كعلامة تجارية مصرية ونستغل عائد الإعلانات للصرف على لجان الإعاشة للمعتقلين وبناء مشروعات خدمية وانتاجية للعاطلين من المصرين بدلا من ان يستفيد منها الأجنبى ملحوظة مستقبل خدمة الفيس بوك ومستخدم خدمة الفيس بوك مصرى ايضا ولكن العائد للاجنبى أصحى ياشعب مصر ويانشاء النت
الفيس بو فكرة سهلة ونستطيع انشاؤه ببساطة بتعاوننا كلنا مع بعضنا البعض والوثوق فى بعضنا ولعمل على تحقيق الهدف وليكن الهدف الصغير هو نقل كل النشاط السياسى المصرى على الفيس بوك الى الموقع الجديد وليكن مثلا موقع هشام مبارك هو نقطة تلاقينا مثلا تخيلى عائد الاعلانات التى ستجىء من جوجل ماشابهه ليتم صرفها على المعتقلين وانشاء مصانع للعاطلين صدقينى

ثالثا التغيير فى بلدنا سيجىء من تغيير الفرد لذاته تحركوا كل فرد فى مجاله كن انتى او انت متفردا فى مجالك كن انتى وانت نموذجا فى الدأب والمهارة كن انت انتى ن يضرب المثل فى عدم اعطاء الدروس الخصوصية لأولاده كن انت او انتى من يشجع ابنه على الإبداع والتفكير النقدى كن انت او انتى من هو يضرب المثل فى رفض تزويج ابنته او اخته من ظابط الشرطة المستهتر او ترفض الزواج من بنت الظابط المستهتر او اعلن فى عائلتك امام قريبك ظابط الشرطة انك ترفض الظلم اذا كان بيد قريبك واعتب عليه على سكوته على زميله المستهتر .......الخ الامثلة كثيرة للايجابية
رابعا للضغط على رجال الأعمال لكى يشعروا بما نحن فيه اذا قاطعتم ارسال رسائل تليفون المحمول فقط يوم العيد صباحا ستخسر كل شركة من شركات امحمول مايفوق ال 150 مليون جنيه اذا قاطعتم التدث فى الهاتف المحمول لمده يوم واحد فقط ستجدون رجال الاعمال معكم فى الشارع التأثير سيجىء بالاستمرار فى هذا النشاط يعنى يوم كل شهر يتصاعد ليومين فى الشهر الثانى وهكذا اؤؤكد لكم فى خلال عام سينزل هؤلاء معكم للهتاف ضد الظلم والطغيان
ابعثوا بشكاوى الى مراكز خدمة العملاء لكل شركات التليفون المحمول والأرضى لاعتراض على التصنت على مكالمتكم
قاطعوا شركات الانترنت التى تحجب المواقع السياسية قاطعوها واعطوا لأنفسكم الحرية للتجول بين الشركتين الكبار وسيرضخو لكم فى النهاية المهم المواظبة ووضع الهدف الكبير اعيننا ووضع أهداف صغيرة سهلة التنفيذ تعطينا امل وشحذ للهمم
افكار كثير وكثيرة تحتاج كل منها لخطة واضحة المعالم لكى تتحق واخلاص وهدف واضح من كل العامين فيها
استطيع مساعدك بفكرة الويب سايت الماثل للفيس بوك وماهى الموارد البشرية المطلوبة وكيفية التنفيذ والاهداف اصغيرة التى يمكن ان نحققها
للحديث بقية

Saturday, 24 May 2008

والله طيب والله عال ليلي طاااال وليله لأ وليله لأ وليله لأ

لسة راجعة من برة كنت على البورصة، ومش ح اقول كنت مع مين عشان اخد راحتي في الكلام : شفت مناظر كئيبة وسمعت كلام كئيب عن الدنيا والناس والمحلة والمدونين والتدوين
خد عندك: اولا مش باحب اروح البورصة لان كمية الناس اللي بتشحت خرافية واشكال عديدة من الشحاتة يعني تروح البورصة تحس انك في انجلترا في القرن التمنتاشر ايام ما بليك كان بيكتب شعر يسب ويلعن في الفقر والغلابة اللي بيبيعوا كرامتهم عشان ياكلوا
يعني مثلا فيه الناس اللي بتطلع من بقها نار، والنهاردة كان فيه الاراجوز صورته فيديو بس مش ح اعرف احمله دلوقت لحد ما اشوف اللاب طظ بتاعي ماله
الغريبة اني كنت لسة متصلة بمالك وباقول له: هو انت ما تعرفنيش غير عشان تصلح لي الكمبيوتر بتاعي ببلاش؟ ده انت واد بتاع مصلحتي فعلا، ورجعت لقيت اللاب طظ مش بينطق وح اضطر اني اتسامح معاه كونه صاحب بتاع مصلحتي
المهم غير الاراجوز العيال اللي بتشحت: عايز اكل يا ابلة
شاب مؤكد خريج جامعة وداير ببرفانات على الناس والناس كلها بتقول له: معلش مش عايزين
مأساة اغريقية فعلا
ثانيا: انا كنت قاعدة مع ناس نقدر نسميهم تيمور وهندي ومنجاوي وعويسي مثلا
تيمور كان من ضمن الناس اللي مقبوض عليهم في احداث المحلة وكان في سجن برج العرب وحكا لي عن اهوال: ناس مروحين بيوتهم فجأة لقوا نفسهم متهمين بالشغب وقلب نظام الحكم وواحد فيهم كان ح يشنق نفسه وحاشوه على اخر لحظة
كريم البحيري والدته عايزة تدخل المستشفى ومش عارفة لان اخته في اولى اعدادي ومش عارفة ح تسيبها مع مين
واحد ميكانيكي مالوش في اي حاجة كان طول ماهو نايم ينادي على بنته ويخبط على باب الزنزانة ويقول للعسكري اشوف بنتي
كمال الفيومي ولاده واحد في تجارة وواحد في تمريض اشتغلوا عشان يعولوا اسرتهم في غياب العائل ومهددين بانهم يسيبوا الدراسة
طارق السنوسي عنده اربع بنات ومن غير عائل ولا معاش ولا اي حاجة
كلهم اترفدوا من شغلهم
التعذيب كان على ودنه قبل ما يرحلوهم على برج العرب
هندي قال لي ان المحتجزين في المحلة مش تلاتة زي ما احنا فاكرين دول سبعين واحد
4 سياسيين
2 في المرج
42 في برج العرب
24 جنائيين
وطبعا الجنائيين دول كلهم متهمين بالبلطجة وكلهم من عينة الميكانيكي اللي عايز يشوف بنته
طب السياسيين كنا بنقول: محبوسين عشان بيحبوا مصر
العمال كنا بنقول: محبوسين عشان عايزين يعيشوا عيشة كويسة
طب يا مصر فيه كتير من المحبوسين دلوقت لا بيحبوكي ولا عايزين يعيشوا عيشة كويسة...انت بتعملي كده ليه؟
ثالثا: منجاوي قال لي ان فيه بعض المدونين اللي لبستهم روح الزعامة وفاكرين نفسهم هتلر وبقوا يتكلموا بوصفهم مرجعيات سياسية وزعامية وبيتمريسوا على المدونين اللي اصغر منهم بتلات اربع سنين على اساس ان دول عيال بقى
قلت له مين يا منجاوي
قال لي انت مش بتدخلي على التويتر قلت له من ايام امنحتب التالت مش بادخل عليه قال لي خلاص بقى مش مهم مين المهم اننا بدل ما ناس تتمريس على بعضها وبدل ما ناس تتكلم وتقول انا مدون مهم وانا مدون قديم وانا مدون ليا وزن ياريت نعمل حاجة تبقى فعالة كلنا مع بعض وقبل ما يبتدي يكمل اقتراحاته قلت له مين يا منجاوي قال مش مهم
اصل منجاوي مش بيحب ينم على الناس وكويس انه ما قاليش اسامي عشان اتكلم بحيادية احسن يكون فيهم حد صاحبي وللا حاجة والنفس امارة بالسوق الحرة
والله طيب والله عااااااااال يا سادة يا مدونين
والله عال
مين بقى اللي فاكر نفسه في المدونين زعيم ومهم وريادة وعايش في دور عرابي؟ مين اللي عايز يتمريس على ناس اصغر منه او اجدد منه في التدوين؟ والله حلوة النكتة دي، فيه مثل قديم بيقول: سي خرا جاب له مرة وحلف عليها بالطلاق
طب يا سي خرا او يا ست خرا ولو اني اشك ان فيه مدونات بنات او ستات ممكن تتكلم بالطريقة دي، وللا اشك ليه ما بقاش فيه حاجة مضمونة دلوقت
احب ابلغكوا انه انتهى عصر الزعماء، وانتهى عصر التنظيمات، وانتهى عصر الوصاية، وانتهى عصر النخب
واحنا هربنا للتدوين عشان نبقى احرار نفسنا وعشان ماحدش يفرض على حد وصاية وماحدش ياخد سمت الاهمية والباقيين هاموش حواليه
احنا كلنا في نفس القدر ونفس القيمة وكلنا زي بعض وكلنا راسنا براس بعض وممكن عيل عنده تمنتاشر سنة يبقى بيفهم احسن من اكبر مدون سنا، ولو السن بيفهم يبقى حسني مبارك اكتر واحد بيفهم في البلد دي
ويوم ما نحب نختار لنفسنا زعماء مش ح يبقى واحد بشخة كتب له كام بوست وسمعوا شوية ومش عايزين واحد قاعد منه للنت وجاله اوتيزم من كتر ما بقاله عالمه الخاص على النت يجيله جنون العظمة ويفتكر نفسه زعيم المدونين ولا اهم المدونين ولا مدون من افضل المدونين من اشجع المدونين من ابضن المدونين واذا مات المدون فكلنا المدون وفي مصر اربعين مليون مدون
واللي ح يجيله جنون العظمة ح يبقى شأنه شأن كل تافه صدق نفسه ح يترمي في مزبلة التاريخ
المدونين دول مش فئة ولا نخبة، احنا مواطنين هربنا من النخبة للتدوين عايزين تعملوا لنا نخب جوا التدوين كمان؟
المواطنين كلهم زي بعض يا سيادة المدونين المهمين واللي فاكر نفسه مهم زيه زي الفاكر نفسه اكصلانص زيه زي اللي فاكر نفسه زعيم كلهم صفررررررر كبيييييييييييير
احنا مش حاطين التيتة في بقنا
اي مواطن النهادرة، دلوقت اهو، يقدر يعمل اكاونت لنفسه ويبقى عنده مدونة، ايه فيه ايه؟ ماحدش بيمر بامتحان وزارة الخارجية وياخد لائق اجتماعيا عشان يدون، اي حد بيدون، وانا شخصيا شايفة ان التدوين المفروض يبقى للمصريين كالماء والهواء ودخول الحمام
ح يبقى في دخول الحمام ناس مهمين وزعما؟ وواحد يقول على نفسه انا من اهم الناس اللي بتدخل الحمام؟ انا زعيم داخلي الحمام؟ انا اقدم واحد بيدخل الحمام في البلد دي واسألوا ورق التواليت؟
امبارح كنت باكلم طنط محسنة توفيق، هي غير اني افخر بانها واحدة من امهاتي (اصل انا ليا امهات كتير ) هي واحدة من اهم الناس اللي لها خبرة في العمل العام والسياسي والفني والنخبوي كمان قالت لي كلمة مهمة قوي:
زي ما انتهى عصر الانبياء ومش ح ييجي انبياء تاني، عصر التنظير والمنظرين والزعماء والنخبة انتهى كمان
الناس نضجت بما يكفي وتعرف تقود نفسها ومش محتاجة حد يقودها
وانا ابصم على الكلام ده بصوابعي العشرة، خصوصا بقى لما اللي بيرشحوا نفسهم للزعامة يبقوا....احا....احنا بنتكلم في ايه اساسا؟
انتوا اتهبلتوا؟
عموما
افضل ما في التدوين انه زي مصر، زي الدنيا، جسمها ح يلفظ الرايش
واللي افتكر نفسه زعيم وبيتنطط على المدونين التانيين ويقول انا وانا قريب قوي ح يتشد عليه السيفون ومش عايزة اعرف هم مين اللي بيتكلموا كده عشان لو صادف وقابلت حد فيهم في اي حتة ما اغرقش وشه تفافة
يا حلاوة يا ولااااااد فيه مدونين عايزين يعملوا نفسهم نخبة ومهمين
تيمور وهندي ومنجاوي وعويسي كانوا بيفكروا في اننا نعمل حاجة تضامنية مع محابيس المحلة من غير ما حد يقول لي وقفة احتجاجية ابوس ايديكوا احنا مش عشان نطلع ناس نحبس ناس تانية
لسة بنفكر نعمل حاجة تكون امنة وفعالة وانا لسة عند كلامي ماعندناش استعداد نضحي بشباب زي الفل بيفيدوا فعلا في الهجايص عشان ناس تانية تعمل ابطال وكمان زعماء وهم جيص في قفص

احنا كده طلع دينا فعلا

حد ملاحظ اللي انا ملاحظاه؟ طبعا لازم اقول انا ملاحظة ايه عشان الاستاذ حد يرد عليا بآه أو لا
حد ملاحظ ان كمية الكلام عن الدين في العالم زادت بمعدل طلعان دين كل تلات ثواني؟ وكل الناس دلوقت ياخويا بيعرفوا ربنا وعاملين معاه عقد وبيتكلموا نيابة عنه وطلعنا احنا اللي كفار في الاخر وكل واحد عمال يسب الدين للتاني على اساس ان دي من امارات التقوى والايمان اللهم قوي ايمانهم
وماحدش دلوقت بيتكلم في الدين غير السفاحين والمليارديرات، وعايزين يفهمونا ان ربنا بيحبهم وبيكرهنا احنا وغضبان علينا والا ما كانش سلطهم علينا، افتكرت لما جنكيز خان دخل العراق وسألهم انتوا دينكوا ايه قالوا له الاسلام قالهم وايه الاسلام ده قالوا له كذا وكذا قال لهم طب انتوا مش بتعملوا حاجة من اللي الاسلام ده بيقولها: انا نقمة ربكم عليكم ويروح نازل دبح فيهم
اه امال ايه، لا بالصلاة ع النبي التاريخ البشري مليان مجانين الحمد لله
جنود من الجيش الامريكاني يستخدموا القرآن هدف للتصويب (حصلت اكتر من مرة وماحدش بيتعاقب ابدا كل اللي بيعملوه انهم بيمشوهم من العراق ويرجعوه امريكا...شوف العقاب الرادع يا اخي اللي يخلي اي انسان يفكر قبل ما يقدم على هذه الخطوة)
مجموعة من اليهود في اسرائيل احرقوا الاف الاناجيل اعتراضا على بعض الارساليات التبشيرية اللي سولت لها نفسها انها تزور فلسطين المحتلة
الانتخابات الرئاسية الامريكية: ماحدش بيتكلم غير القسس
والقسيس بتاع المرشح ده يطلع تصريح يرد عليه القسيس التاني بتاع المرشح التاني والوحيدة اللي مالهاش قسس بيتكلموا نيابة عنها الولية اللي ناقصها مقشة وطرطور عشان تبقى الساحرة الشريرة لانها بتتكلم كلام فشر بارسلي
باراك اوباما اخيرا قال: انا باحب اسرائيل واسرائيل تحبني اركب العجلة وليفني تزقني
وقال: انا اسمي يهودي بدليل انه فيه يهود كتير اسمهم باراك، انا والله مش مسلم، والختمة الشريمة مش مسلم، والمصحف على عيني مش مسلم، شالله تفرمني الكهربا مش مسلم، والعشرة دول مش مسلم، عهد مين ده؟ وعهد الله وعهد الله وعهد الله مش مسلم، والنار دي وللا تحرقني زي السوجارة مش مسلم واللبن الطاهر مش مسلم، والنعمة دي على عيني مش مسلم، وكتاب الله المجيد مش مسلم، والنعمة دي شالله اطفحها مش مسلم
وراح لليهود وقعد يعد لهم صحابه الاسرائيليين والصهاينة واليهود اسم اسم
اه وربنا
وقال لهم يعني نتحاور مع ايران ما جراش حاجة وعموما انا ما حبش اضايقكوا يعني اللي تشوفوه
ومش ح اغير سياسة امريكا في دعم اسرائيل
كل ده مش مهم، اقصد يعني موقفه من اسرائيل مش مهم لان فعلا امريكا هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا جوز كناريا
انا عايزة اعرف لما باراك اوباما بيقر بانه مستمر في سياسة امريكا في دعم اسرائيل ليه بيتكلم من منطلق ديني؟ ليه؟
ثم ايه دخل القسس اللي عمالين يضربوا تصريحات يمين وشمال وكل ما واحد فيهم يتكلم يروحوا ماسكين في رقبة المرشح ويقولوا له القسيس بتاعك بيقول كذا كذا ايه رأيك؟
من امتى رجال الدين في امريكا بيفتوا في الانتخابات؟
وليه بوش قال علينا كفار؟ ومالناش اله غير نفسنا؟ وليه الحمار الديني المبتذل ده؟ ما يعملوا اللي هم عايزينه من غير سب دين وكل واحد عمال يقول ربنا بتاعي لا ربنا بتاعي انا يا كداااااااااااااب ده بتاعي انا؟
لا والاكادة كمان دوقت رجال الاعمال بيتكلموا عن ربنا، وفيه اعلان لولبي في روتانا سينما مش ح تقدر نطرطر عليك فيه عيل صغير بيسرق كيس عيش وراجل بيجري وراه وشاب متدين صالح وغني طبعا لان الفقير اكيد ربنا غضبان عليه، بيمسك العيل ويقول له اللي عملته ده غلط وحرام وسرقة اذا بدك الفلوس لازم تشتغل ويروح رامي الشنطة في وش العيل - ملحوظة العيل عنده خمس سنين مش اكتر - ويخلي العيل الصغير يشيل له الشنطة ويكتبوا في الاخر: البركة في الشباب، وطبعا ده ممول من رجل اعمال عايزنا لما نجوع نشتغل عندهم خدامين، مش احنا كمان، عيالنا اللي مفروض مكانهم الحضانة والمدرسة يسيبوا المدرسة ويخدموهم عشان ربنا يرضى عنهم
يا سلاااااااااااااام بقى طلع ربنا بيحب السفاحين ورجال الاعمال وبيكره الغلابة...آه طبعا امال غلبهم ليه يعني؟
سبحان الله يا اخي
يعني خدوا السلطة الفلوس واستعبدوا الناس وعايزين ياخدوا مننا ربنا كمان؟ هو احنا لينا غيره؟

Friday, 23 May 2008

الموقع الجديد للشبكة العربية لحقوق الانسان

ده الموقع الجديد للشبكة العربية لحقوق الانسان اللنك بتاعهم اتغير اهو
http://www.anhri.net/

47 يوم


في الاسر بقاله 47 يوم
ليه؟

وده معناتو ايه؟

معلش اصل انا واحدة فيهمي على قدي
دوقت فيه قس قال ان محارق النازي كانت تنفيذ لامر الله، الحقيقة هو كله بامر الله، قوم ماكين قال عيب عيب عيب عيب
غلط غلط غلط غلط اوعي حد يتكلم كده
والاصول يعني انه هو يقول كده لانه هو تبع القس ده يعني
وبعدين كان بقى قبل كده فيه راجل خلل وهو المرشد الروحي لماكين قال احسن حاجة اننا ندمر الاسلام لان الاسلام دين مزيف والنبي بتاعهم كان لابسه عفريت
:)
بصراحة انا ما اتغاظتش انا ضحكت، ده ناقص يقول نعمل للمسلمين زار عشان نطلعه من على جتتهم
المهم طبعا الناس قالت لماكين وانت بقى ايه تعليقك على كلام هاذوها الصخص؟ قام ماكين ما علقش والسكوت علامة الرضا وربنا يوفقهم مع بعض وبالرفاء والبنين وعقبال ما نفرح بعوضك يا ماكين
ايه بقى؟ هل ايه؟
ماكين اختبار كويس، ولو نجح اي كلب ح يفتح بقه معايا ويتكلم عن امكانية التعاون مع الامريكان وان الشعب غير الحكومة والحكومة غير الشعب والتيتة في الننة وان المشكلة فينا اننا مش عارفين نعرض قضيتنا ح اغرق وشه تفافة وانا باحوش التفافة من دلوقت
---
ملحوظة اخيرة: وحياة النبي، وموسى نبي عيسى نبي محمد نبي وكل من له نبي يصلي عليه، انا مش عايزة اسمع كلمة ربنا غضبان علينا دي تاني انا مش كل ما امشي في حتة اسمع الناس، وبالذات اللي بيقولوا على نفسهم متدينين، بيتكلموا باسم ربنا وبيقولوا ربنا غضبان علينا
ربنا غضبان على المصريين ليه؟ عشان الفقرا سايبينا نمشي في الشارع من غير ما يطلعوا علينا بالمطاوي وياخدوا حقهم مننا؟
ربنا غضبان علينا عشان اللي بياكلوا من الزبالة حامدين وشاكرين وحاطين الجزمة في بقهم وساكتين؟
ربنا غضبان علينا عشان اللي معاه جنيه زيادة بيدي اللي مش معاه وهو ده اللي مخلي الحكومة الوسخة جاثمة على صدورنا لحد دلوقت؟
عشان كل مواطن ماشي وشايل مواطن تاني على كتفه؟
ثم ايها الاخوة الصياديون، انا الكلمة دي باسمعها تقريبا كل يوم: ربنا غضبان علينا
انتوا عارفين خطورة كلمة زي دي؟ عارفين يعني لما تقول على ناس ربنا غضبان عليهم كبيرة قد ايه؟
والكلام ده مش باسمعه غير من المتدينين...هو مش مفروض يعني اللي بيعرف ربنا ده بيبقى عنده رحمة وشفقة بالناس ويبقى عنده رهبة كده من انه يفتئت على الله ويقول كلام يتحاسب عليه؟ وللا قلبه بيبقى حجر وبيفتكر نفسه وكيل ربنا؟ الا ليه الحكاية دي؟ ها؟ حتى بوش افتكر نفسه بيتكلم باسم ربنا وقال علينا اننا كفار
هي الناس لما بتعرف ربنا بتعقل وللا بتتجنن؟
ربنا غضبان على العيال اللي نايمة في الشارع من غير ما يعملوا حسنة ولا سيئة في حياتهم؟ انتوا بتكرهوا الناس في ربنا ليه؟
الناس غلابة، ومالهاش غير ربنا، وصابرين وساكتين وراضيين بقضاء ربنا وكمان تقولوا لهم بعد الصبر ده كله ان ربنا هو كمان اللي مش راضي؟ يعني يعملوا ايه في نفسهم؟ ينتحروا؟ وللا يكفروا؟
اذا صلح الراعي صلح الرعية، واذا كان فيه فساد بين الناس فالمسئول عنه الراعي مش الرعية اللي طلعان ميتين ابوها
وللا انتوا عايزين تفهموني ان الموظف اللي بياخد رشوة خمسة جنيه عشان مرتبه ميتين وخمسين جنيه ده ربنا مش بيعذره؟
وللا العيل اللي نايم في الشارع لما بيروح مع واحد عشان يشوف القطر لانه وعده بسندوتش ده ربنا كمان غضبان عليه؟
يعني لا عيشة ولا كرامة وكمان تيأسوهم من رحمة ربنا؟

Thursday, 22 May 2008

ابوس رجليكوا نستحمل مع بعض شوية

قطع لساني لو كان قصدي بالتدوينة دي أني ازايد على حد وللا اشكك في حد وللا اطعن في حد، الهي تفرمني الكهربا واتقطع تحت قطر لو ده كان قصدي وللا قريب من قصدي انا كل اللي عايزة اقوله للمدونين: ابوس رجليكوا نستحمل مع بعض شوية
والله العظيم عارفة ان الظروف صعبة، والفرص قليلة، والعيشة تقرف الكلب الاعور الحزين، والبني ادم بيزهق، والامور ملتبسة، وما بقاش باين الاخضر من الابيض من البتنجاني، وكل واحد فينا عامل زي المتوضي اللي محبوس في كنيف ومش عارف يعدل قعدته ازاي عشان ما يتنجسش وفي الاخر بيزهق ويتخنق ويقول انشالله ماصليت
ووالله كمان مرة عارفة ان مافيش مدون لجأ للتدوين عشان يعمل سبوبة (كلهم اللي اعرفه واللي ما اعرفوش واللي مصاحباه واللي متخانقة معاه) لان ببساطة اللي عايز يسبب ح يبقى عنده مخ، واللي عنده شوية مخ يعرف ان دي مش احسن وسيلة يعمل بيها سبابيب، وانه مش شوية على الناس انها تتشتم ويتقال عليها الكلام القذر اللي بيتقال في الجرايد
والله العظيم عارفة ده كله
معلش معلش معلش
ابوس رجليكوا معلش وحياة اي نبي في الدنيا معلش
اتصلت بيا واحدة بنت لطيفة وظريفة ومصرية وغلبانة وكانت ح تخليني اعيط من غلبها بتقول لي: فيه مشروع من الجامعة الامريكية عشان اربعة وعشرين مدون من مصر وامريكا وقطر يقابلوا مجموعة شخصيات و...ولسة ح تكمل قلت لها معلش انا عارفة ان الجامعة الامريكية مليانة شباب وطنيين وكويسين وانا مش بازايد على حد والله بس انا عايزة اعرف المشروع ده متمول منين قالت لي من
اليو اس ايد
US AID
المساعدة الامريكية، الله يكرمكوا، والنبي والنبي والنبي، والنبي كمان مرة ما بقاش ينفع خلاص، نرحم نفسنا بقى
الوضع كالآتي: الحكومة بتاخد تمويل من امريكا، المعارضة بتاخد تمويل من امريكا (او على الاقل ما عندهاش مانع تاخد تمويل وتنسق وتجتمع مع امريكا وتظبط معاها لو ح توصلهم للحكم)، المجتمع المدني (مع كامل احترامي ليه ولدوره ولانه الوحيد اللي بينجدنا لما بنتدهول) برررررررررضه بياخد تمويل وما بقاش في دين ام البلد دي اي حاجة مستقلة خالص غير المدونين
والولايات المتحدة الامريكية عاملة زي شيخ المنصر اللي مش عايزة اي عيل يخرج من تحت ايدها واشرافها عشان تبقى كاسرة عين الجميع وتبقى زي الاخطبوط محاصرة البلد من كل ناحية
والمشاريع دي مشاريع
people to people
لتحسين صورة امريكية وخدمة المصالح الامريكية، ياعمي انا ما عنديش مانع اني اخدم مصالح امريكا لو مش متعارضة مع مصالح الغلابة اللي بيسفوا التراب في ام البلد دي، يا ناس مابقاش ينفع انصاف الحلول، الجوع الهلامي اللي احنا فيه ده مصدره: خدمة مصالح امريكا
الفقر والتهميش والبطالة والبؤس والظلم والتنكيل وحسني مبارك كمان مصدره: خدمة مصالح امريكا
وامريكا عايزة تحط ايدها على كل الاستبن اللي موجود في البلد عشان لما تحب تخلص من مبارك يبقى كل البدائل تحت ايدها ودي سياسة عامة مالهاش علاقة ببوش ولا بكلينتون ولا بانجيلينا جولي واي اهبل يتهياله انه ح يقدر يقنع الولايات المتحدة الامريكية بانهم يعملوا معادلة:
win win
يبقى اهبل اهبل اهبل اهبل اهبل
واي واحد ح يفتكر انه صايع: واروح اخد فلوسنا، دي فلوسنا دي (الكلام ده صحيح دي فلوسنا بس هو مش صايع) واقول لهم في وشهم يا ولاد الكلب يا مستعمرين واتكلم واشرح لهم اصلهم مش فاهمين واشرح للناخب الامريكي واقول لهم واعمل واسوي
ما تقول يا حبيبي أو يا حبيبتي...ما تقول من هنا للصبح، لو كلام الامريكان اللي ناموا في الشارع وهم بيقولوا
occupation is a crime
نفع يبقى كلامك ينفع، انت قلت وريحت نفسك، وهم بلعوك شئت ام ابيت، حطوا ايدهم عليك وعرفوا اولك فين واخرك فين، مش باقول بيشترونا باقول بيبلعونا، في الاخر انت مساهم في المشروع الرأسمالي الامبريالي الكبير بتاعهم حتى وانت بتشتمهم، خلاص ما بقتش مستقل، خلاص ما بقتش مصدر حيرة ليهم عرفوك وعرفوا امكانياتك ويمكن يفرمتوك كمان: علموك وللا مولوك وللا حتى ضحكوا في وشك وبقالهم ايادي بيضاء عليك، مش ح تقدر تتكلم زي ما كنت بتتكلم ولو اتكلمت ح تبقى بتتكلم في اطار منظومتهم، كأنك بتشتغل في شبكة مخدرات وبتقول: ما انا باقول لهم المخدرات غلط وحرام وضد القانون، ثم انا ما باهربش المخدرات، انا بس باقدم الشاي والقهوة ليهم! يعني ياريتك متآمر، وللا عميل، ده انت خدام وخدام اهبل كمان
الكلام ما بيخوفش الاستعمار والرأسمالية، اللي يخوفهم انك تبقى خارج منظومتهم، ما تصعش وتقول ما انا باشارك في مشاريعهم وانا برة منظومتهم، كده يبقى بنضحك على نفسنا
انت تحب تبقى زي المواطن الامريكي؟ ايه؟ ياريت مش كده؟
لا مش ياريت...عشان المواطن الامريكي اللي انت شايفه عايش في هنا يوم ماحد بيدافع عنهم بيقول: غلابة ومش عارفين حاجة وموحولين في عجلة الشغل ليل نهار عشان يسددوا اقساط
عشان حتى المواطن الامريكي النشط (في مجال حقوق الانسان على سبيل المثال لا الحصر) بيدن في مالطا وفي الاخر هو جزء من المنظومة الرأسمالية الاستعمارية بالضرايب اللي بيدفعها شاء ام ابى، ومجهوداته مش بتعمل حاجة اكتر من انها بتجمل صورة امريكا وتقول ان فيها ديمقراطية والوضع مش بيتغير والسياسة الامبريالية اللي بتخدم الرأسمالية الشرسة اللي مصت دمنا مش بتتغير، بالعكس، الناشطين دول بيجروا ريق المقموعين اللي في منطقتنا انهم يجروا على امريكا ويبقى نفسهم يبقوا زيها، واحنا مش ح نبقى زيها، ولا ح نبقى زي اسرائيل احنا خدامين وح نفضل خدامين وده وضعنا في الخريطة، ومش ح تروح للمستعبدك وتقول له لو سمحت ما تستعبدنيش
اللي عايز يعمل حاجة للبلد دي هنا مكانه، اللي عايز يفك السحر والاسر مكانه هنا
هنا
في وسط العفانة والفساد والكنيف والفقر والمرض والجهل والشتايم والادعاءات والعيشة اللي تقرف الكلب الحزين وانعدام الفرص والواسطة والرشوة من غير ما يتركن على مسند اللي صنعه هم الجهة اللي هي السبب في اللي احنا فيه، مش ح يحلوا المشاكل اللي عملوها، مش ح يصححوا اخطاءهم لانهم مش شايفين انها خطأ والمواطن الامريكي عاجز اكتر مننا واحنا في ايدنا نغير اكتر ماهو في ايده يغير
استراتيجية

people to people
مش ح تغير لصالحنا حاجة، كل اللي ح يتغير ح يبقى لصالح السياسات اللي احنا بنقول اننا ضدها، وبكرة لما تشبع وترتاح تنسى زي غيرك ما نسي، واللي مخلي المدونين صادقين انهم مكويين ولازم يفضلوا مكويين ولازم يفضلوا جهة مستقلة ولازم يفضلوا حاجة محيرة ماحدش عارف يحط ايده عليهم ولا يبلعهم ومالناش سلاح غير كده، لو كنا شايلين سلاح من اللي هو بيموت كنت قلت نشتري سلاح انشالله من الشيطان انا في حرب، لكن لما يبقى سلاحك الكلام ما ينفعش تبيعه لحد وانت فاكر نفسك صايع وبتشتري، انت مش بتشتري انت بتبيع وانت مضحوك عليك وما اخدتش تمن كمان
الظرف صعب، وكل اللي رايح واللي جاي بيهزأ فينا وبيقول علينا عيال هابلة ولاسعة وايه يعني نضال الكي بورد ورغايين وحتى مؤخرا قالوا الفيس بوك ده بتاع الشواذ
معلش نستحمل مع بعض شوية، هو احنا اطفال رضع يعني؟ مش عارفين نستحمل بلدنا؟ بلدنا عيانة مش عارفين نصبر عليها لما تخف؟

Wednesday, 21 May 2008

محكمة النقض تؤيد الحكم على اسلام نبيه

الاستاذ ناصر امين كلمني دلوقت حالا وقال لي ان محكمة النقض ايدت الحكم على اسلام من اول جلسة

You brought a friend home


DAMAC live the luxury
يعني بالبلدي يا عويس: شركة داماك
عش الرفاهية
واللي بيعمل الاعلان عيل شعره اصفر وابيضاني وامه مزة عينيها زرقا وبيجري ورا فراشة وبيدخل معاها بيت ما بتشفهوش يا عويس غير في الافلام الاجنبية. المساكن دي، والمفروض، ان الولية دي وابنها و"آرك" صاحبه اللي بيجري الصبح وسط الجناين، كل دولم المفروض انهم في مصر يا عويس، عندنا هنا
ممكن افهم الاعلان ده معمول لمين؟ خصوصا انهم بيتكلموا عنجليزي
طب يعني اضرب شعري اصفر واحط لنسز زرقا واروح شركة داماك اقول لهم: واطظرو نوم يقوموا يدوني شقة في الجنة دي؟
يا حلاوة يا ولااااد، تلاقي بقى كشك العيش اللي هناك معمول بالالاموتان، وتلاقي بقى الناس ما بتقفش في طابور العيش، تلاقيهم بيقعدوهم في اودة مكيفة على كراسي وينادوا عليهم بالاسم عشان كل واحد ياخد كيس العيش بتاعه،وطبعا بقى ممكن ياخد ييجي خمسين رغيف بجنيه، وممكن يدوهم حتة جبنة تلاجة فوق كيس العيش، وتلاقي المية بتيجي بتاع ست ساعات في اليوم وللا حاجة، واكيد وصلة الدش بتجيب القنوات المتشفرة، وبتجيب الماتش، وطبعا يا ام محمد لما تنزلي السوق الخضري مش ح يقدر يقول لك: مافيش نقاوة يا ماما
اكيد بقى ح تنقي وممكن تاخدي الخضار في شنطة كارتون وللا حاجة، مافيش بقى هناك شنط سودا ريحتها معفنة، واكيد الكهربا بتتقطع بالليل متأخر بس مش ممكن تتقطع في نص النهار، وطبعا طبعا نظام الطرنشات هناك بقى حاجة الاجة خالص، تلاقي عربية النزح بتيجي مرتين في اليوم، ولما الاكل يخلص من البيت وتروح تدور في الزبالة على اكل، ح تلاقي بقى الزبالة في صناديق نضيفة والاكل جواها حاجة ايه؟ ايشي فراخ ولحمة ضاني ولوبيا ام عين سودا، وبيقول لك الناس الاجانب بيحطوا الاكل في كيس لوحده لما ييجوا يرموه في الزبالة، يعني مش ح تضطر تدور وسط الازاز والخشب والقرف بتاع الناس، تمد ايدك في الزبالة تلاقي كيس الاكل لوحده وبالهنا والشفا
ولما ابنك يطفش منك وينام تحت الكوبري ح تبقى مطمن عليه، اكيد بقى تحت الكوبري بيتكنس كل يوم
يا سلاااااااااااااااااااااااااام ده العيشة هناك جنة ومش ح يكلفك غير علبة اكشوجين وعدسات ملونة وكام كلمة انجليزي تتعلمهم من الافلام الاجنبي واليك بعض المفردات:
son of a bitch
ايها الوغد
bastard
ايها الوغد
fuck you
اذهب الى الجحيم
oh jesus
يا للهول
shit
تبا او اللعنة
دي ترجمة خصوصي من عند انيس عبيد
عرفت ح تقول ايه هناك بقى؟ ياللا اتكل على الله

ههههههههه



مبروك...يا مجانين، ههههههههههههه
والغريبة انهم طالعين (موالاة ومعارضة) يقولوا
احنا مجروحين من الاطراف اللي سخنت ما بينا لا وايه واحد من الموالاة قال فيه مرارة عند اللبنايين تجاه السعودية
ههههههههههههه احسن، انا مش قلت قبل كده ماحدش يتدخلهم لانهم ح يتصالحوا واللي ح يسخنهم على بعض هو اللي ح يطلع غلطان وبس شيلتونا من بعض وخلتونا نتخانق عشان خاطركوا، وح ترجعوا تتخانقوا تاني، بس ح يبقى تشكيل طقم الموالاة والمعارضة حاجة تانية خالص، يعني ممكن فجأتن نلاقي السنيورة لابس كاكي وبيقول: ايها الخونة العملاء يجب ان ندافع عن سلاح المقاومة
بس انا مش متفائلة، لا عادي ماحدش له دعوة بيا، احنا في مصر مش متعودين نتفاءل الدنيا علمتنا ان الحلول بتخلص لكن المشاكل مش بتخلص، ربنا يستر، آه صحيح، سوريا بتعمل محادثات مع اسرائيل بوساطة تركية!!!! الا بالنوسبة لحلو الملامح اللي متخانق مع امريكا اليومين دول واحدة امبارح بتقول لي: هو المحروس بيشتم امريكا ليه؟ احنا كده ممكن نتضرب وانا ما عنديش مانع انضرب لاي سبب تاني الا عشان ادافع عنه هو وابنه
سامع يا عم الكتكوت، لم نفسيتك بقى، الناس مافيهاش خلاص

Tuesday, 20 May 2008

مؤتمر دا...فس


بيقول لك ح يجوعونا، اه وربنا، اصل سيد مراد اللي هو عبده البرماوي راجل خريج اقتصاد وسياسة وبيفهم في الكلام الواعر ده وبيقول لك ح يجوعونا...اه تاني
اه فيه اجوع من كده، اضغط على الصورة عشان تعرف انت في انهي تصنيف جوعي مستقبلي
قول انشالله

Monday, 19 May 2008

ح تعمل ايه يا سبع الرجال؟

ها؟ ح تعمل ايه؟ احسن يا سبع الرجال...احسن يا حبيبي
بهدلتنا وذلتنا ووطيت راسنا وكسرت نفسنا وجوعتنا، كل ده عشان خاطر رضا الخواجة الامريكاني اللي انت راهنت عليه وبعتنا عشانه، واديهم هزأوك يا سبع الرجال، لو كانوا سندوا اللي قبلك كانوا يسندوك يا سبع الرجال، لو كانوا اشتروا اللي كان في ايران وللا في العراق كانوا اشتروك يا سبع الرجال: يقولوا لك بيع القطاع العام وشرد الغلابة تبيع
يقولوا لك ادهس البلد بالاستثمار الاجنبي الاستهلاكي تدهس
يقولوا لك اجهض النشاط الزراعي والصناعي واشتغل تصدير تجهض
يقولوا لك بيع يا لطفي تبيع يا لطفي
ليه يا لطفي؟ ليه الخيابة دي ده احنا غلابة وطيبين ومدمنين كلمة "الحمد لله احنا احسن من غيرنا" وبنرضى بقليلنا
كان جرا لك ايه لو راهنت علينا احنا ده احنا رهانا رخيص قوي: عيشة بشلن، فاكره الشلن يا سبع الرجال؟ تلاقيك نسيته ماهو ما بقاش موجود، هو شبه الجنيه المعدن بتاع دلوقت
كان حصل ايه لو كنت اتقيت ربنا فينا شوية صغيرين، ده احنا كنا شيلناك في عينينا وكنت استخبيت فينا، ح تستخبى فين دلوقت؟
انت ليه استهرت بذكائنا يا سبع الرجال؟ ليه استهيفتنا واستقليت بينا؟ ده احنا الحيطة المعدولة الوحيدة في الدنيا دي
همممم، اتخانقوا معاك على ايه؟ قالوا لك ح نجيب خدام احسن منك؟ وللا قالوا لك هي مش تكية عشان تسيبها ورث للمحروس؟
وللا انت فاكرنا داقين عصافير عشان نصدق التسميخ بتاع مصطفى بكري اللي عايز يطلعك صلاح الطين الاليوبي؟
اهو دايما ده كان عيبك، بتستغبانا، عيب عليك ده احنا عندنا سبعتلاف سنة، احنا طيبين آه، بنرضى بقليلنا آه، بس مش عشان اغبيا، لكن عشان دقت على راسنا طبول كتير وبقينا نعرف قيمة النعمة ولو قليلة ونسامح في اي مصيبة مهما كانت كبيرة عشان الدنيا تمشي، والا ماكناش عشنا لحد دلوقت، وانت ح تروح واحنا باقيين ليوم الدين
عارف يا سبع الرجال كان قبل اللي قبلك واحد عليه كل المآخذ اللي في الدنيا وعمل كل الاخطاء الفادحة اللي ممكن تتخيلها الا خطأ واحد بس وهو الخطأ اللي انت عملته انك استهنت بينا
عارف بقى الراجل ده، ما عملش حاجة غير انه جبر بخاطر الغلابة، بس، آه وربنا جبر بخاطرهم باقل القليل، بس احنا خاطرنا طيب وبيتجبر بسهولة، عارف بقى الناس كانت بتتعامل معاه ازاي؟ كانوا بيتعاملوا معاه زي الفلاحة الغلبانة اللي مهما جوزها يرنها علقة كل يوم تفضل تحبه عشان ده راجلها اللي فاتح بيتها
وهو ما عملش اكتر من كده، فتح بيوت الغلابة، والغلابة شالوها له، حتى لما جاب لهم الهزيمة والدنيا تكالبت عليه ما لقاش غير حضنهم المجروح يستخبى فيه، وطلع اذكى منك يا سبع الرجال، انا شخصيا ما اعرفش زعيم مهزوم فضل في كرسي الحكم برغبة الناس غيره
ولما مات اندفن في قلوبهم، عشان احنا كده، احنا زي طمينا يا سبع الرجال، اللي يرمي فيه بذرة تطرح بستان
بس انت جرفتنا زي ما جرفت طمي ارضنا ورحت تستصلح الصحرا بتاعة الخواجة الامريكاني
في عهدك يا سبع الرجال الناس انتحرت من قلة العيش
في عهدك يا سبع الرجال عينين المصريين انكسرت جوة بلدهم وبراها
كسرتنا وكسعمتنا وخلعت ضلوعنا من مكانها ومين ح يشيلك دلوقت؟ ح تعمل ايه يا مسيطنا؟
انا ح اعمل باصلي وانصحك نصيحة مخلصة لوجه الله تعالى: روح للامريكان اللي انت كنت فاكر انهم هم اللي ح يحافظوا لك على الكرسي وقول لهم حقكوا على راسي واللي تؤمروا بيه انا سداد، يمكن...جايز يرحموك ولو ان المكنة مالهاش قلب ترحم بيه يا سبع الرجال
ما تبصلناش..مش عشان احنا شمتانين فيك...لا، مش احنا، الا اذا كان فيه شوية منايفة بلدياتك وللا حاجة
بس عشان احنا اتكسحنا يا سبع الرجال، انت كسحتنا، مين ح يسندك؟
الامهات اللي باعت عيالها من الجوع؟ وللا الرجالة اللي بيدوروا على لقمة في كوم زبالة؟ وللا الموظفين اللي بيمدوا ايدهم شحاتة وسرقة عشان يكفوا البيت عيش ورز حاف؟ وللا الطبقة المتوسطة اللي بتشتغل خمستاشر ساعة عشان تسدد قسط العربية وقسط التلفزيون وقسط الدش وقسط المدارس وقسط التلاجة وقسط الشقة وقسط الغسالة؟ وللا الشباب اللي بيرمي نفسه في البحر عشان مش لاقي شغل ولا جواز؟ وللا مرضى الفشل الكلوي؟ وللا مرضى السرطان؟ وللا الاطفال اللي نايمة في الشارع؟ وللا اللي هجوا من البلد وبيسفوا التراب عشان لقمة العيش ومهما اتكنس بيهم زبالة الشارع ما يهوبوش ناحية السفارة المصرية من المر اللي بتسقيهولهم؟ وللا رجال الاعمال اللي سلمتهم رقبتنا عشان يمصوا منها دمنا ويوم ما دمنا ينشف ح يتفونا في المصرف ويدوروا لهم على فريسة تانية؟
لو سيدك اللي مشغلك، واللي عشانه عملت فينا ده كله رماك يا سبع الرجال ح تعمل ايه؟
كان بودنا نشيلك
بس مالناش دراعات نشيلك بيها
ربنا يتولاك ......
ويتولانا

Sunday, 18 May 2008

النونو كبر

لولا الدكتورة رضوى عاشور ما كنتش اتخرجت من الجامعة، انا اصلي اخدت قرار من وانا في خامسة ابتدائي اني ما اذاكرش وما اعملش الواجب، لو المدرس دمه خفيف بافهم منه واجيب الدرجة النهائية في مادته، لو المدرس دمه تقيل ايه لزوم اني استحمله في المدرسة وارجع البيت اذاكر مادته وافتكر تقل دمه تاني؟ فلسفة ما انصحش حد يقولها لعياله بس انا عملت بيها وفلحت
انا كنت باقعد قدام الدكتورة رضوى عاشور اخاف ارمش لو حد خرفش بالورق جنبي اديله بالقفا على طول عشان يسكت، وصحابي عشان ما يخسرونيش ماكانوش بيقعدوا جنبي في محاضرة الدكتورة رضوى عاشور، كنت باخاف كلمة واحدة تفوتني، واللي ما اتعلمش على ايد الدكتورة رضوى يبقى ما اتعلمش
تميم البرغوتي اصغر مني باربع سنين بس، لكن مش عارفة ليه دايما احساسي بيه انه النونو الصغنن،يمكن عشان اول مرة اشوفه كان في اولى ثانوي وانا بقى كنت كبيرة في الجامعة، كان بيعزف عود ويغني ويقول شعر بالعربي الفصيح وبالمصري وبالفلسطيني واسكتشات فكاهية كمان وكلهم من تأليفه وكنت شايفاه الطفل المعجزة، كل ما حد يقول تميم اتقبض عليه، تميم سافر امريكا، تميم اخد الماجيستير تميم اخد الدكتوراه، كل مرة اقول: ياختي النونو كبر ياختي...اسم الله عليه، كل الناس تسمع شعره وانا طول ما بيقول شعر عمالة اقول في سري: اسم الله ياختي...كميلة ياختي...كبرتي يا بيضا، بس مش باقول له كده في وشه ليقتلني :) احمد نصر بعت لي المقال ده بتاع تميم، هو مكتوب من ست سنين، بس لقيت احمد في الميل بيقول لي: الراجل ده مش معقول
راجل؟ تميم صغنون، والله كبر وبقوا يقولوا الراجل، بس هو بالنسبة لي الطفل المعجزة اللي بيجيب الدرجات النهائية في كل المواد
المقال روعة، وطول ما انا باقراه عمالة اقول: اسم الله عليك يا حبيبي
اهمية المقال ان تميم راح قبل واثناء وبعد حداشر سبتمبر اللي بقت قميص عثمان، مش بالنسبة للامريكان هم مش محتاجين تبريرات، ولكن بالنسبة للـ
house Negroes
اللي مصممين يلاقوا اعذار لشركة الولايات المتحدة الامريكية لاسباب خاصة بيهم ح نبقى نتكلم عنها بعدين

أمريكا هي هي

بقلم: تميم البرغوثي

سفينة إمبراطورية بريطانية من القرن الثامن عشر ترسو بمحاذاة بارجة حديثة من سلاح البحرية الأمريكي في مرفأ المدينة،

علم القوة العظمى ذو اللونين ثبتت ساريته القصيرة في حذاء، الحذاء معروض في واجهة دكان ، الواجهة عليها شارة تقول: "تخفيضات مذهلة"،

إعلانات في التلفاز تقول:"اشتر (علبة الحرية)، اطلب ثلاثة أعلام واحصل على الرابع مجاناً، كما أنك ستحصل على قاعدة تمكنك من تثبيت الأعلام على سيارتك، لا تفوت الفرصة، اشتر (علبة الحرية)، بأربعة عشر دولاراً وتسعة وتسعين سنتاً فقط"!

أستاذ مناهج البحث في العلوم السياسية يقاطعني لدى ذكري حرب الأيام الستة قائلاً :"دعنا من التفاصيل"،

صبية تصدق أنني أمير في دولة اسمها إفريقيا، أمتلك مزرعة للتماسيح، أربيها للحومها وجلودها ثم أستخدمها وسيلة للمواصلات بين مستنقعات العاصمة،

طالبة فلسفة من ألمانيا تفسر المظاهرات في شوارعنا من الرباط إلى طهران :" مشكلتكم هي الغيرة التاريخية، فشلتم حضارياً، فشل إسلامكم وفشلت عروبتكم وأنتم عاجزون عن تقبل هذه الحقيقة المرة، أذكر لي فكرة واحدة مفيدة خرجت من عندكم في القرون الخمسة الأخيرة..."،

أستاذتها تنصحني: "دعوا ما أنتم عليه، قد تقنعوننا أنكم مظلومون، ولكن من قال إن العدل من صفة التاريخ. ظُلمتم؟ حسناً، تصالحوا مع هذه الحقيقة، إن العدل الذي تطلبونه هو انتحارٌ لعدوكم، ولا أحد ينتحر إحقاقاً للحق , إذا بقيتم على عنادكم ستستمرون في الموت وسنستمر في قتلكم. تصالحوا مع هزيمتكم"!

ابتسم، أنت في الولايات المتحدة الأمريكية...!

***

ذهبت في أغسطس من العام الماضي إلى مدينة بوسطن الواقعة في الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراساتي العليا في العلوم السياسة في جامعتها. وكما هو الحال في أية جامعة فإن عملية التعلم الحقيقية تكون خارج قاعة الدرس. أنا لم أر أمريكا، حيث أنني لم أخرج من مدينتي بوسطن ونيويورك، ولكنني رأيت معظم الأكاديميا الأمريكية وهذه تريك الكثير. بوسطن مدينة تقع فيها وحولها تسع عشرة جامعة بينها أكبر الجامعات الأمريكية وأقدمها وأكثرها نفوذاً مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.هذه الجامعات مركز جذب للطلاب من كافة أنحاء الولايات المتحدة، وكما أن طلاب جامعة القاهرة عينة دالة على مختلف فئات المجتمع المصري، فإن الطلاب في جامعات بوسطن ونيويورك عينة دالة على معظم فئات المجتمع الأمريكي. وبينما تجذب هذه الجامعات عامة الطلاب فإنها تجذب خاصة الأساتذة، أي أشهرهم وأكثرهم نفوذاً من هنتنغتون وفوكوياما وبرنارد لويس، إلى تشومسكي وزين وإدوارد سعيد. ويتنقل الأساتذة من جامعة إلى أخرى فيدرسون لمدة فصل دراسي في جامعة ما ثم يدرسون الفصل الآخر في جامعة سواها، ولا يخلو أسبوع من ندوة أو لقاء أو مؤتمر يعقد في هذه الجامعة أو تلك من قبل هذا التيار الفكري أو ذاك.

ودراسة العلوم السياسية في أمريكا تختلف عن الدراسات الأخرى، فالأساتذة الجامعيون هم أنفسهم جزء من آلة صنع القرار، يكون الرجل ضابطاً في الجيش أو في المخابرات أو في وزارة الخارجية أو في مجلس الأمن القومي لعشرين سنة ثم يقرر أن يكمل دراساته العليا ويعمل في الجامعة دون أن تنقطع علاقاته بأروقة واشنطن. وأساتذة الجامعة هم أيضاً العاملون في مراكز الأبحاث، ومراكز الأبحاث هذه هي التي تعد تقارير ودراسات جدوى تبنى عليها السياسات الأمريكية. باختصار دراسة السياسة في أمريكا هي دراسة لسياسة أمريكا وساستها، فهنتنغتون كان مستشاراُ رئاسياُ أيام حرب فيتنام، وكيسنغر أستاذ في الجامعة حتى اليوم.

كان لا بد من هذه المقدمة لأدلِّلَ على أن الأحكام التي سأوردها في هذا المقال ليست وليدة مشاهدات اعتباطية من هنا أو هناك، لقد رأيت بعيني وسمعت بأذني جزءاً هاما من عقل ما نظنه القوة العظمى، وقد شهدت أمريكا في أسوأ وقت يشهدها العربي فيه، بدأ العام الدراسي بحرب وانتهى بحرب. وظني أنه لا فائدة من محاولة مخاطبة الولايات المتحدة أو إقناعها بأي شيء. لقد أكثر مفكرونا ومثقفونا وسياسيونا الرهان على محاورة الغرب والتأثير الإعلامي فيه وشرح عدالة قضايانا له وكأن التناقض بين الأمتين ناتج عن سوء تفاهم تاريخي أو تشوش في وسائل الاتصال. إن الاعتقاد الذي رسخ عندي مما رأيت وسمعت هو أن التناقض بيننا تناقض مصالح تقليدي بين غاز ومغزو، خصومة لا تتغير إلا بتبديل أحد الخصمين أو كليهما لمصالحه وأولوياته، وإليكم حجتي على ما أقول:

بعد الحرب، أية حرب، تقل ثقة المهزوم بما كان عليه من عقيدة ونظام وتزيد ثقة المنتصر بنفسه، وبقرب نهاية الحرب الباردة شك الشيوعيون من حكام العالم الثاني في الشيوعية حتى سقطوا وشك القوميون من حكام العالم الثالث في القومية حتى أسقطوها، وبقي الجميع مرتبكا بين الانحياز إلى ليبرالية المنتصرين أو إلى بدائل محلية للقومية والشيوعية والليبرالية معاً، كالانتماء للإسلام لدينا والهندوسية لدى الهنود والقبلية في كثير من بلدان إفريقيا. أما في الولايات المتحدة فزادت ثقة المنتصرين بما هم عليه من عقيدة أو عادة أو دين. ولا أعني بالدين هنا البروتستانتية أو الكاثوليكية، بل أعني نظرة للكون والإنسان سادت أوروبا منذ عصر النهضة ثم ترسخت في ما سمي بعصر التنوير وانتقلت إلى العالم الجديد. هذه النظرة تقضي بأن هناك حقيقة موضوعية مستقلة عن ذات طالبها، وأن العقل قادر على الوصول إليها. العقل قادر على اكتشاف قوانين الطبيعة المادية وهو أيضاً قادر على اكتشاف قوانينها الأخلاقية، والإنسان يعرَّف بالعقل، وهو على هذا مركز الكون .العقل إذن هنا يقوم بدور الإله في الأديان الأخرى، فشرعية أي قانون أخلاقي يحكم تصرفات الفرد في المجتمع مشتقة من اتساق ذلك القانون مع "العقل"، من كون ذلك القانون عقلانياً، بينما في الأديان الأخرى تستمد شرعية القانون أو العادة أو العرف من اتساقها مع إرادة الإله أياً كان. لم يفعل الغربيون إلا أنهم استبدلوا بمفهوم ميتافيزيقي هو مفهوم الإله، مفهوماً ميتافيزيقياً آخر هو مفهوم العقلانية أو البديهة ولكنهم لم يقروا بأن "العقل" هذا ميتافيزيقي كالإله. كلا المفهومين لا يمكن إدراكه بالحواس الخمس، ولا يمكن إثبات وجوده أو نفيه إلا بالإيمان. و"العقل" الذي أعطوه هذه الأولوية هو العقل الأوروبي، أي أن ما يراه الأوروبيون عقلانياً هو العقلاني على الإطلاق، فالحقيقة واحدة، و"العقل" معرَّف بقدرته على اكتشافها، فلا بد إذن أن يكون "العقل" واحداً، فلا يمكن أن يتعارض اكتشافان عقلانيان، فإن تعارضا فالأوروبي منهما هو العقلاني والآخر هو المختل. ما لا يراه قادة الغرب أن هذه المقولة نفسها لا يمكن إثباتها أو نفيها عقلياً كما أسلفت، لأن مفهوم العقل ذاته ميتافيزيقي، فالعقل قائم على تأسيس علاقات سببية، ومن المعروف أن العلاقة السببية غير موجودة وأن ما نسميه علاقة سببية هو ارتباط لم يخرق إلى الآن ولكن لا ضمان ألا يخرق لاحقاً، وأنت إذا سألت مؤمناً لماذا تحيا لقال هي إرادة الإله، وإذا سألت غربياً "عقلانيا" لقال إن حبه للحياة أمرٌ بديهي، ثم لا يستطيع أي منهما أن يريك الإله أو البديهة إلا أن تؤمن بهما إيماناً. إن لهذا الفرق مترتبات شديدة الخطورة في علاقات الغرب بسواه من الأمم. لأن الغربي إذا قال إن دينه، أي عاداته وتقاليده وقوانينه الاجتماعية، هي نتاج "العقل"، معطياً العقل منزلة الإله، ثم عرَّف الإنسان بالعقل، أصبح من لا يدين بدينه، أي من لا يقبل ما يسنه هو من قوانين اجتماعية، مخلوقاً غير عاقل، أي غير إنسان. إن الدين الأوروبي ينفي إذن إنسانية المختلف، بينما في الإسلام والمسيحية والهندوسية وكل الأديان الأخرى لا تُنفى إنسانية الكافر، بل إن إنسانية الكافر ضرورية لإثبات كفره، لأن الكافر لو لم يكن إنساناُ، لما كان مكلفاً ، ولما كان هناك محلٌ للكفر أو الإيمان.

ومن ههنا جاء الفكر الاستعماري الأوروبي الذي ينفي إنسانية الآخر لأن الدين الغربي هذا لا يعترف بنسبية العقل ولا بميتافيزيقيته، فالذي يؤمن بتعدد الزوجات مثلاً، يأتي عملاً مخالفاً "للعقل"، لأن "العقل" ليس إلا ما اعتاده الأوروبيون، وهو على هذا من الأوباش، وكذلك من يلبس الريش على رأسه، أو يحرق موتاه، أو يفجر نفسه في حافلة إسرائيلية، كلهم غير عاقل، كلهم ليس إنساناً أو ليس إنساناً بما يكفي. وهناك طريقان للتعامل مع غير العاقل من المخلوقات، إما حماية النفس منه بالقوة العسكرية أو محاولة ترويضه و"تعقيله"، أي "أنسنته". ومن هنا جاءت ثنائية جيش الاحتلال والمدرسة التبشيرية في العصر الاستعماري القديم، أو "الوجود العسكري الدائم" والشركات المتعددة الجنسية في العصر الاستعماري الجديد.

ويترتب على ذلك أيضاً أن الغربي المنتمي إلى التيار السائد في ثقافته يعتبر احتفاظك باختلافك عدواناً عليه. لأن إصرارك أن ما أنت عليه حق، يناقض اعتقاده بأحادية العقل، فكأنك حين تقول أنا على حق، تقول له في الوقت ذاته أنت على باطل.فالمصري مثلا لا يحس بالإهانة أو بأن عدواناً وقع عليه إذا علم أن بعض دول أوروبا وأمريكا تسمح بالدعارة أو تجارة المخدرات الخفيفة، إنما قصاراه أن يقول "لكم دينكم ولي دين" ثم يهز كتفيه، ولكن الأوروبي أو الأمريكي المنتميان إلى التيار السائد في ثقافتهما يشعران بالإهانة و بأن عدواناً يقع عليهما شخصياً إذا علما أن معظم الدول العربية تحلل تعدد الزوجات وتحرم الأمرين الآخرين، لا يستطيع الأوروبي أن يقول "لكم عقلكم ولي عقل" لأن العقل عنده واحد. (وعشان كده هم مش قابلين المحجبات في فرنسا واحنا قابلين انهم يتمشوا في شوارعنا بالشورت ويبوسوا بعض لما ييجوا سائحين. جبهة) ومن ذلك أيضاً عدم اعتراف الغربيين بالإعلان العربي والإفريقي لحقوق الإنسان، الحق عندهم واحد وهو ما يراه "العقل"، و"العقل" هو ما يراه الغربيون. (لو مش مصدقين الكلام ده يا هاوس نيجروز ارجعوا لخطبة بوش حول محاربة النسبية الاخلاقية. جبهة)

إن هذه العقيدة تظهر في كلام الكل، من أستاذ الجامعة وضابط الجيش ورئيس الجمهورية إلى بائع الحلوى والبستاني وعامل النظافة والصبية في المرقص، تماماُ كما أن نظراء هؤلاء عندنا يقولون "إن شاء الله" و"الحمد لله" على اختلافهم.

فمثلاً، بعد انهدام البرجين شهدت الجامعات الأمريكية سلسلة من الندوات والمحاضرات حول ما يجب على الولايات المتحدة فعله. وعقدت في جامعتي ندوة دعي إليها ثلاثة أساتذة جامعيين متخصصين في العلاقات الدولية، كلهم انتقل للتدريس في الجامعة بعد تقاعده من عمله الأصلي، فالأول مراسل سابق في محطة أيه بي سي، والثاني سفير سابق لأمريكا في بلدين عربيين إلى وقت قريب، وثالثهم جنرال سابق في البحرية الأمريكية كان قائداً للعمليات في أمريكا اللاتينية طيلة عقد السبعينيات من القرن العشرين. افتتح المراسل القول كما يلي: "يتساءل الناس حول أسباب كره العرب والمسلمين لنا (أي للأمريكان)، والجواب عندي (والكلام للمراسل) أن أسبابهم ليست سياسية بل ثقافية، إنهم لا يكرهوننا لظلم وقع منا عليهم أو لجرم اقترفناه بحقهم، بل يكرهوننا لأن ثقافتهم تناقض ثقافتنا، هي ثقافة ميتافيزيقية غيبية تناقض مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولما كنا نحن في الولايات المتحدة رعاة لهذه القيم وتجسيدا حياً لها بين الأمم كرهونا وعادونا وهاجمونا في سبتمبر" واستأنف قائلاً: "لا قضية للأفغان ضدنا، نحن سلحناهم وساندناهم ثم لم نعاقبهم على ما أتوه من انتهاكات لحقوق الإنسان بعد استقلالهم فلماذا تعادينا الطالبان، تماما كالفلسطينيين الذين بدءوا انتفاضتهم ضد إسرائيل في وقت كانت إسرائيل تقدم لهم تنازلات غير مسبوقة وصلت إلى إعطائهم 97 بالمائة من أراضيهم في كامب ديفيد" ثم ختم قائلاُ: "فعلى أمريكا إذن أن تضرب هذه الثقافة حيث وجدت، فقصف أفغانستان وحده غير كاف بل لا بد أن تستمر الحرب لتشمل إيران والعراق وسورية ولبنان، كما يجب أن تنهي أمريكا تحالفها مع السعودية ومصر".(هههههههه يا نهار اسود احنا بنتعامل مع مجانين. جبهة)

ثم تكلم السفير الحكيم ذو الأعوام الثمانين، قال:"إنني ألتمس من السيد المراسل ألا يسرع في التعميم، إن هناك من بين العرب قوما يؤمنون بالعلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أنهم أضعف من أن يواجهوا الثقافة الظلامية التي تفضل الأستاذ المراسل بوصفها، وإن حكومات العالم العربي هي أقرب للولايات المتحدة من بدائلها في المعارضة، وعليه فأنا (والكلام للسفير) أؤيد ضربة عسكرية كبيرة لأفغانستان ولكن بالتنسيق مع حلفائنا هؤلاء، كما أرى لزاما علينا أن نساعد القوى الليبرالية ضد القوى الإسلامية" ثم استدرك قائلاُ: "هذا لا يعني أن نقلل من سندنا لإسرائيل، بل إن وضع مصالح حلفائنا العرب في الاعتبار يصب في أمن إسرائيل وعملية السلام".

أما الجنرال فكان أصرح الثلاثة وأبلغهم قال: "أعرف كجنرال أن أية ضربة عسكرية لأفغانستان لن تقضي على الإرهاب وأن مردوداتها العسكرية والسياسية قد لا تكون كبيرة، إلا أنني أؤيد ضربة عسكرية ساحقة ماحقة لا لشيء إلا لأنها ستريح أعصابي"!!(لا لا لا لا لا لا لا...امال ولاد الذين اللي عندنا لما بنتكلم كده بيهزأونا ليه؟ وليه المتامركين من عيالنا لما الناس رقصت يوم حداشر سبتمبر هزأوهم...طب ماهم كمان اعصابهم ارتاحت وللا احنا اعصابنا تولع بجاز؟ جبهة)

كان الجنرال يعني ما يقول، لم يكن ساخراً أو مازحاً، ومعني قوله أن الشعب الأمريكي يريد أن يرى دماً يسيل بعد أن تعرض لصدمة البرجين، وأنه بغض النظر عن كون المسلمين أوباشاً ميؤوساً منهم كما يقول المراسل أو أوباشاً يمكن علاجهم كما يقول السفير، فالضربة ضرورية لأسباب أمريكية داخلية خالصة. انتخب الشعب الأمريكي حكومته، فعلى حكومته إذن أن تريحه، فمتى أراد الشعب رؤية الدم وحطام المنازل كان على الحكومة أن تستجيب، هذا ما كان يعنيه الجنرال براحة الأعصاب.

أما الاتجاهان اللذان عبر عنهما كل من المراسل والسفير فيتطابقان تماما مع ثنائية قتل الأوباش أو ترويضهم، ثنائية جيش الاحتلال والمدرسة التبشيرية. المراسل يتهم المسلمين كلهم بالجنون، فالثقافة الإسلامية عنده نوع من المرض النفسي أو العقلي الذي يؤدي بالناس إلى قتل أنفسهم. فموضوعا القدس واللاجئين الذين من أجلهما سقطت مفاوضات كامب ديفيد الثانية، هما موضوعان غير عقلانيين بالنسبة له. إن تعلق الناس بالقدس أمر ميتافيزيقي، ليست القدس ضرورة من ضرورات حياتهم الطبيعية، ألا يأكلون ويشربون بدون القدس؟ ألا يأكل اللاجئون ويشربون بدون العودة؟ ألا يعلم الجميع أنهم سيقتلون دون العودة ودون القدس؟ أليس عقلانياً أن يفضل المرء الحياة على الموت؟ ألا تقلب الثقافة العربية الإسلامية ذلك كله رأساً على عقب وتعرض الناس للموت لحساب مفاهيم لا مضمون مادياً لها كالكرامة وما شابهها؟ ألا يعلمون أنهم إذا سالموا إسرائيل وتخلوا عن هذا كله، وتبنوا سياسات اقتصادية منفتحة سينعمون بثمار الليبرالية الاقتصادية والحياة الجيدة؟ ألا تقلب الثقافة الإسلامية ذك كله رأساً على عقب؟ الثقافة الإسلامية إذن غير عقلانية والحل عنده هو ضرب هذه الثقافة واستئصالها. أما السفير، فيرى أن من الممكن تدريب المسلمين على ترك هذا الجنون، المشكلة عنده أن المسلمين لم يجربوا ثمار العقلانية بعد، فلو ساندت الولايات المتحدة معسكر السلام في العالم العربي وعم الرخاء الاقتصادي بين العرب "سيعقلون" وسيشبهون "بني الإنسان" أكثر فأكثر. كلا الاتجاهين لا يسمح لك أن تحتفظ باختلافك، بنظرتك الخاصة للكون ولنفسك. وعليك دوماً أن تتذكر كلمة الجنرال حين لخص هذا المشترك بين صاحبيه وبين أن المرجع دائماً هو راحة أعصاب المواطن الأمريكي.(والله احنا اسفين اننا تعبنا اعصابهم بموضوع الكرامة ده، عموما ما يقلقوش عندنا ناس كتير لا عندهم كرامة ولا دم ولا هم بني ادمين من اساسه..يقدروا يشكلوهم على شكل البني ادمين اللي هم عايزينهم. جبهة)

إن المحاضرة السابقة واحدة من عشرات المحاضرات وهي أكثرها دلالة، إلا محاضرةً عقدت في الفصل الثاني من السنة الدراسية كانت أشد وأنكى. بعد أن خرج رئيس الولايات المتحدة بمصطلح "محور الشر" عقدت سلسلة أخرى من الندوات تناقش المرحلة الثانية من حرب أمريكا على الإرهاب، أي العراق. كان نجم هذه المحاضرات مخلوقاً يدعى فريد زكريا، وهو أمريكي من أصل هندي ترقى في الدرجات حتى صار رئيس تحرير مجلة النيوزويك. قال فريد زكريا: "لا بد من ضرب العراق، لأن القوة العظمى، تماما كالبنك، تعيش على مصداقيتها. إن اهتزت مصداقية البنك لا يعود بنكاً، وإذا اهتزت مصداقية القوة العظمى تجرَّأ عليها الجميع، فلا تعود قوة عظمى بعد. وعليه فلا بد من ضرب العراق. ولكن إذا ضربنا العراق (والكلام لرئيس التحرير المذكور) وأبقينا على صدام كان ذلك أضر بمصداقيتنا من الكف عنه، وإذا ضربنا العراق وأسقطنا صدام ثم انسحبنا تفتت البلد إلى ثلاث مناطق للنفوذ، وإن في ذلك إضعافاُ لتركيا بسبب المشكلة الكردية في الشمال وتقوية لإيران بسبب الشيعة في الجنوب وليس ذلك من مصلحتنا، فلا بد إذن (والكلام لا يزال للمذكور) أن نضرب العراق ونطيح بصدام ثم نبقى في العراق ونحتله احتلالاً كلاسيكياً، أي أن نحصل على انتداب (هكذا قالها: انتداب) من الأمم المتحدة، وأن يحكم العراق مندوب سام أمريكي في بغداد، ولا مانع عندئذٍ من تعيين حكومة صورية من أهل البلاد" ثم زاد فقال:"وسيكون العراقيون شاكرين لنا، سنمنحهم حكماً ديمقراطياً ورخاء اقتصادياً". فلما سألته غاضباً من القاعة: "أتريد أن تذبحهم لكي تفرض عليهم نظامك ثم يكونوا شاكرين؟!!"، قال: "نعم، ألم نفعل ذلك بألمانيا واليابان، نحن قصفنا اليابان بالقنبلة النووية لنجعلها بلداً ديمقراطياً ليبرالياً مثلنا، وهم الآن في نعيم، إن الاستعمار مفيد جداً، كونوا عقلاء، وقد فعلناها مرة ونقدر أن نفعلها ثانية". وعندما قلت له: "ولكن كل قوم يفضلون أن يحكموا أنفسهم وإن كانت حكومتهم الوطنية سيئة على أن يحكمهم الآخرون" قال: "هذا ليس من العقل في شيء". وكلامه صحيح! فالكرامة والاستقلال، ليسا من العقل في شيء إذا أخذنا تعريف زكريا للعقل، إن العراق يعاقب لأنه لم يعترف بحدود رسمها غربيون، والغربيون لا يقبلون أن ثمة تعريفاً للعراق مختلفاً عن تعريفهم هم له، وأن ثمة تعريفاً للعقل مختلفاً عن تعريفهم هم له، ثم هم يتوقعون أن نكون لهم من الشاكرين إذا منحونا ذلك "العقل"هدية نوويةً وجلوداً مصهورة على الحيطان. ليس فريد زكريا هذا صوتا منفرداً، إنه رئيس تحرير مجلة من أكبر مجلات البلد، وككبار الصحفيين في أي بلد، علاقته بالرئاسة قوية واتصاله بها مستمر، وما قاله ليس بعيداً عن الخطط المقدمة على المكاتب في واشنطون. في ذلك الشهر وفي الشهر الذي تلاه ظهر مقالان في أكبر دوريتين علميتين متخصصتين في العلاقات الدولية في أمريكا، عنوان المقال الأول يمكن ترجمته هكذا "إعادة الاعتبار للإمبريالية" والثاني "إعادة تفعيل الاستعمار الكلاسيكي" (هاهاها ايه المجنون ده؟) مصحوبين بحملة إعلامية كبيرة ضد الحكام العرب في شتى محطات التلفزة الأمريكية مثل "فوكس نيوز" و"أم أس أم بي سي". كان ثمة فكرتان أساسيتان في المقالات والحملة الإعلامية، الأولى هي أن حكومات العالم الثالث، والعربية منها خصوصاً لم تعد تؤدي مهامها بكفاءة، فالولايات المتحدة تمد هذه الحكومات بالمساعدات وتغض الطرف عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان (المقصود هنا حقوق الشواذ لا حقوق المعارضة) (اللي بين قوسين ده كلام تميم مش كلامي) لكي تقوم هذه الحكومات بحفظ الأمن والاستقرار اللازمين لتأمين التجارة العالمية والمصالح الأمريكية حول العالم، إن دعم هذه الحكومات كان يعتبر حلاً أنجع وأرخص من التدخل العسكري المباشر من قبل الولايات المتحدة لحماية مصالحها. إلا أنه بات واضحاً بعد انهدام البرجين أن هذه الحكومات غير قادرة على حكم شعوبها مما يضطر الولايات المتحدة أن تتدخل عسكرياً بينما تستمر في دفع المساعدات إلى هذه الأنظمة، ويرى المحللون الأمريكيون المشتركون في الحملة المذكورة أن الاقتصار على الوجود الأمريكي المباشر قد يكون أنجع وأرخص على المدى الطويل. وجدير بالذكر أن هذا هو نفس المنطق الذي تتعامل به إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، وكأن أمريكا تقول للحكام العرب بالعامية المصرية :"إنتو واقفين علينا بخسارة". أما الفكرة الثانية فهي أكثر نظريةً من الأولى، إذ يقول الباحثون الأمريكيون إن الدولة الحديثة اختراع أوروبي، وأنه يظهر من حالة العالم الثالث البائسة أن غير الأوروبيين لم يفلحوا في التعامل مع الدولة الحديثة كفكرة. وأنه ،نظراً لانتشار ظاهرة الدول "الفاشلة"، كالصومال وأفغانستان، وسواها من الدول "نصف الفاشلة" وهي أكثرية دول العالم الثالث، ونظراً لأن هذه الدول تكون بؤراً للإرهاب وتجارة المخدرات، فإن الاستعمار الكلاسيكي قد يكون حلاً أخلاقياً ينقذ العالم المتحضر من هذين الشرين وينقذ أهل تلك البلاد من الفقر والحروب الأهلية. بعد هذا بدأت جريدة "نيويورك تايمز" تنشر أخباراً عن خطة مقدمة لبوش تتضمن احتلال العراق بمائتين وسبعين ألف جندي أمريكي انطلاقاً من تركيا والكويت على أن يبقوا هناك إلى أجل غير مسمى...!! ثم إني شهدت محاضرة لبرنارد لويس المستشرق المشهور في جامعة هارفارد عن الإسلام والديمقراطية، قرر فيها أن الإسلام حضارة فاشلة، على وزن الدول الفاشلة، وتماما مثل طالبة الفلسفة الألمانية التي ذكرتها في أول المقال، قال إن مشكلة المسلمين أنهم لم يتصالحوا مع فشلهم. برنارد لويس يرى أن مشكلتنا، كأي مجنون، هو أننا لا ندرك جنوننا، نحن لا ندرك أن عقلنا ليس عقلاً، وأن العقل الوحيد هو عقل أعدائنا. إن الأثر المدمر لدين العقل هذا ليس مقتصراً على النظرة السائدة بين الغربيين لنا، بل هو يتعداها إلى نظرتهم لأنفسهم. في إحدى دروس مادة الفلسفة السياسية قررت علينا الأستاذة كتاباً اسمه "الأوراق الفيدرالية"، وهو مجموعة مقالات كتبها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية ليقنعوا سكان ولاية نيويورك بالتصويت إيجابيا على دستور البلاد الجديد. فالمقالات إذن همها إظهار الفلسفة الأخلاقية التي تمنح الدستور شرعيةً وقبولاً لدى من سيطبق عليهم. ولكن لم تكن في المقالات أية إشارة إلى العبيد ولا لأهل البلاد الأصليين من الهنود. قلت للأستاذة التي كانت تتغزل في أخلاقية الدستور والمقالات :" إن هذه المقالات كتبت لتشرع نظاماً قائماً اقتصاده على العبودية وأرضه مأخوذة عنوة من قوم آخرين، ثم لا يُذكَر الفريقان، العبيد والهنود، إطلاقاً ولا يحاول كاتبو المقالات أن يبرروا لقرائهم الحرب الدائرة في الغرب مع الهنود واستعباد السود. حتى أرسطو، حين كان يزن أخلاقية الدساتير اليونانية اضطر إلى أن يعالج مسألة العبيد وخرج بنظرية العبد الطبيعي وغير الطبيعي، والاستعماريون الأوروبيون، اضطروا أيضا إلى تبرير سيطرتهم على آسيا وإفريقيا بنظرية عبء الرجل الأبيض. إن أرسطو والاستعماريين الأوروبيين ، على عنصريتهم، رأوا من الضرورة أن يشرحوا ويبرروا سيطرتهم على الآخر، أما الآباء المؤسسون للولايات المتحدة فإنهم يسقطون موضوع الآخر تماماً، كأن استعبادهم للسود وإبادتهم للهنود أمر مفروغ منه لا يحتاج لشرح ولا لتبرير". فأجابتني أستاذة الفلسفة قائلة: "لا تكن متحاملاً، لم يكن هناك هنود في هذه البلاد، أقصد أنهم لم يكون مالكين للأرض، لم تكن لهم دولة، وعليه لم يكن لهم قانون، ولا ملكية بلا قانون، وكانت الأرض مشاعاً، فالبيض لم يأخذوا منهم شيئاً. وعليه فإن حربهم على البيض عدوان صرف، ولدى تشريع الدستور لا تتم مخاطبة المجرمين. أما السود، فلا يمكن أن تحاكم عصراً سابقاً بمقياس عصر لاحق، لم يكن الآباء المؤسسون يعتبرونهم بشراً، وعليه لم يلزم أن يذكروهم، إنك لا تبرر نفسك لثيران الحرث حتى وإن اعتمد اقتصادك عليهم"...!

ما يسمى بالثورة الأمريكية ضد الإنجليز انطلق من بوسطن. وقد بدأ استقلال أمريكا، كما يجدر به أن يبدأ، بخلاف على الضرائب! اختلف المستوطنون البيض من رعايا التاج البريطاني في العالم الجديد مع الحكومة في لندن مما أدى ببعض أهل بوسطن أن يلقوا بحمولة شاي بريطانية وصلت مرفأهم في البحر، وكانت هذه بداية التمرد واستقلال أمريكا. واليوم يحتفظ الأمريكان بنموذج للسفينة الإمبراطورية الإنجليزية التي ألقي منها الشاي في المرفأ. إلى جانب هذه السفينة ترسو بارجة حديثة من سلاح البحرية الأمريكي تدعى "يو أس أس كونستيتيوشن"، واسمها يعني "الدستور". وإدارة المرفأ تفخر بوضع السفينتين كمركز جذب للسياح. قلت إن جحا نفسه يعجز عن تلخيص معنى الولايات المتحدة كما يلخصها وضع السفينتين. السفينة الاستعمارية القديمة بمحاذاة ابنتها الاستعمارية الجديدة، وبرغم أن السفينة البريطانية وضعت لتحكي قصة الثورة الأمريكية، إلا أن رسوها باتساق وانسجام مع البارجة الأخرى المسماة بالدستور تحكي قصة مضادة للثورات، قصة استعمار يتناسل و"يتمعدن" (ينتقل من خشب السفينة البريطانية إلى حديد المدمرة الأمريكية) وتزيد قوة النار فيه.

وللأمانة فإن في الولايات المتحدة أناساً على غير ما وصفت أعلاه، ولكنهم، ككثير من المثقفين في بلادنا، لا حول لهم ولا قوة، فنعوم تشومسكي (اللغوي المعارض للسياسة الأمريكية) و هوارد زين (المؤرخ اليساري المعارض أيضاً) وسواهما نجوم بلا حركة تحملهم، قد يحضر لهم الكثيرون ندواتهم ولكن لا أثر سياسياً للمحاضر ولا للمحاضرة ولا للحضور. في إحدى هذه اللقاءات، ذكرت مسألة السفينتين، وظننت أن القوم سيفهمون المفارقة، لكن، حتى هؤلاء، لم يفهموا. إنني أرى أن طرفي الحرب القادمة سيأتيان بالبلاء على أهلهما، إن المتشددين عندنا سجروننا إلى مواجهة تضيع فيها بلادنا، كما سيجر قادة أمريكا من أصحاب دين العقل هؤلاء بلدهم إلى مستنقعات تخسر فيها سيطرتها على العالم، ولن يستفيد من هذه الحرب أكثر العرب ولا أكثر الأمريكيين.

عدت من بلادهم وأنا أفكر في مظاهرة شهدتها في رام الله هذا الشتاء، ناس من مختلف الأعمار والأشكال والأحزاب، تبدأ المظاهرة تشكيلة من الألوان، علم حماس الأخضر، علم فتح الأصفر، علم الجبهة الشعبية والحزب الشيوعي الأحمران، علم العراق وحزب الله، قوم يصفقون، آخرون يثرثرون، جدات في الثمانين، خرجن مع أحفادهن الذين بلغوا لتوهم، فعندهن أن الصبي إذا بلغ صار رجلاً، وأن من الجُبن تثبيطه عن المواجهة، ولكن قلوبهن لا تطيعهن في ترك الصبية يخرجون وحدهم، فيخرجن معهم. سياسيون ببدلاتهم يمشون صفاُ جامداً، ترتيبهم محفوظ لا يتغير من اليمين إلى اليسار حسب قوة الفصيل، لا شِعر في المظاهرة ولا مجد لها، إلى أن يظهر الجنود، فإن ظهروا تحول الناس إلى ملاحم، وتوحد الهتاف فصار: يا مرحبا بك يا موت...يا مرحبا بك يا موت، ويخاف الجنود ونحن نخيفهم ولا نخاف منهم. تذكرتهم وتذكرت هتافاً لهم عندما مروا بمحاذاة "المقاطعة" وكان المبعوث الأمريكي فيها فنادوا:

أمريكا هيِّة هيِّة...أمريكا راس الحيِّة

رحم الله من استشهد منهم...

تميم البرغوثي (أخبار الأدب)

حزيران/يونيو 2002



----

نصيحة لوجه الله تعالى، تطبعوا المقال ده وتقروه اكتر من مرة كأنكوا بتذاكروه، انا ح اعمل كده، صحيح ما كنتش باذاكر في المدرسة ولا الكلية بس طول عمري احب اذاكر اللي انا بانقيه ماحبش حد يقول لي اذاكر ايه

طبعا اللي عايز يطبع يحب يطبع من غير تعليقاتي

لنك المقال هنا

ومتشكرة يا احمد على المقال ده

وكميلة ياختي كبرتي خاااااااااااااااااااالص