Wednesday 25 November 2009

مقال لكاتب جزائري

تحديث:
شهادة مصري يعمل بالجزائر. والحقيقة فيه ناس كتير اتصلوا بخالد الغندور والبيت بيتك وكل البرامج وقالوا نفس الكلام بس كانوا بيقطعوا عليهم.  مافيش غير منى الشاذلي اللي لما واحد اتصل بيها امبارح وقال لها: قبل الماتش كانت كلمة مصري في الجزائر جواز مرور لاي حاجة وبسبب الاعلام اتقلبوا علينا. قامت عينيها دمعت، واول امبارح واحد اتصل بيها وقال لها: انا كنت متشال على روس في الجزائر وبقالي عشر سنين بادخل مطعم جزائري بيتعاملوا معايا كأن مافيش زبون غيري، بعد اللي عملتوه صاحب المطعم قال لي ما تجيش هنا تاني وانا مش زعلان منه، انا عاذره. برضه سكتت، ههههه هي مش عارفة تنفذ التعليمات باتقان على فكرة، زي مكالمة جمال بخيت كده، مش بتقدر تخبي ان ضميرها واجعها. 

---------
انا لازم بس اعلن خالص عزائي لمشجعي الكورة اللي على الحق، اللي هم بيقولوا لاي حاجة غير الكورة لأ، عارفينهم دول؟ ما وراهمش حاجة خالص زي محمد كامل في فيلم مرسيدس كده، لان فعلا كذا حد منهم، قال لي ما معناه يـ... مصر على سنين مصر يا شيخة منكوا لله، ودي حقيقة، وانا حاسة بيهم والله، وعارفة قد ايه هم مالهمش متعة في حياتهم الكئيبة غيرها، وان فيه ناس اقتحمت عليهم خلوتهم مع الكورة وعكرت صفو متعتهم وخليت كل اللي يسوا واللي ما يسواش يتكلم في الكورة، حاجة مؤسفة فعلا، ومن موئعي هاذا باقول لهم، هو غالبا الكورة كده ما بقتش نافعة خلاص، هي طول عمرها مش نافعة وبتاعة الناس اللي مش نافعين، بس كده هي مفشلة الدنيا كلها، ومش مربحة غير اللي بيكسب من وراها ملايين برضا الناس



الإعلام الشوفيني ،






ياسين تملالي، "الأخبار، بيروت، 24 نوفمبر 2009






سيذكر التاريخ ساخرا أن منشأ الأزمة الحالية بين مصر والجزائر كان حوادث بدأت أسابيع بعد فوز فريق كرة القدم الجزائري على غريمه المصري بالبليدة، في 7 يونيو 2009. ومن هذه الحوادث تهكم متطرفي المشجعين الجزائريين على المصريين بطريقة سمجة (تشبيههم بالنساء وكأن الأنوثة عيب وعار) وتذكيرهم بهزيمة 1967 (ناسين انتصار 1973)، ومنها كذلك سخرية متطرفي المشجعين المصريين من "لاعروبة الجزائريين" (وكأن العروبة في حد ذاتها شرف لا يناله إلا المطهرون) وتذكيرهم بأن "فرنسا كانت تعاملهم كالعبيد" (وهل كانت بريطانيا تعامل المصريين كالأسياد ؟).






وأثبتت معظم وسائل إعلام البلدين مهنيتها بتحويل صحفييها إلى مشجعين. نقلت هذه البذاءات بشكل واف وساعدتها في ذلك مواقع إلكترونية لا علاقة لها بالصحافة، فأصلت لدى مهووسي كرة القدم في مصر والجزائر الرغبة في الانتقام. خيل لكثير من المصريين أن الجزائريين رضعوا كرههم منذ الصغر ("ما بيحبوناش")، فتحسر النجم الساطع، "الإعلامي البارز" عمرو أديب على ذلك، زاعما أن المصريين حرروا الجزائر من الاستعمار. فوجئ الجزائريون بهذا الكلام، لكن جل جرائدهم بدل أن تذكر بتاريخ هذا الصحفي المليء بالمآخذ المهنية وتشرح للرأي العام المصري أن حرب التحرير (التي دعمها عبد الناصر مشكورا) لم تكن سوى آخر حلقات مقاومة بدأت في 1830، بدل هذا إذاً، تصرفت وكأن 80 مليون مصري كلهم ذلك المتغطرس الجاهل بالتاريخ، عمرو أديب.






واكتشف إعلام البلدين وهو يرى مبيعاته تقفز بصورة جنونية أن الذود عن الوطن، عدا أنه واجب ديني، يتيح ربح الكثير من المال. بدأ الحديث عن "مقابلة العودة" في 14 نوفمبر وكأنها اليرموك بل الفتح المبين. شحنت الجماهير استعدادا "للمعركة الفاصلة" ولم تمتنع عن المساهمة في خلق التوتر سوى بعض الجرائد، منها في مصر "المصري اليوم"، الذي أطلق حملة سماها "وردة لكل جزائري" ثم ما لبث أن عض عليها أصابع الندم.






ولم يبق الشحن الإعلامي دون نتيجة. توافد المشجعون الجزائريون على مصر وكأنها مكتهم الجديدة، فيما كان المشجعون المصريون يدعون عليهم بالويل على الأنترنيت. ورفع الجميع إلى الله أدعية لم تسمع من قبل. المصريون طلبوا منه "أن يرزقهم على الأقل بهدفين" والجزائريون بـ "ألا يرزق المصريين بأكثر من هدف واحد". وتأثر بعض المصريين بالشتائم الإلكترونية لبعض الجزائريين فقام برشق حافلة الفريق الجزائري بالحجارة، ما تسبب في جرح ثلاثة لاعبين. وبدل أن يعترف الإعلام المصري بوقوع هذا الفعل المشين، زعم أن "الحافلة كسرت من الداخل بشهادة سائقها". تناسى أن تعليمات الأمن في وسائل النقل تلزم بتهشيم كل زجاجها إذا تهشم بعضه ولم يقل لنا إذا كان اللاعبون الجزائريون جرحوا أنفسهم بأيديهم استعداد "للمعركة".






وشجع هذا التعامي الاعلامي كل الشوفينيين الانعزاليين في الجزائر على المجاهرة بمقت المصريين، وبفضل الصحافة، تعمم السخط على "سوء الاستقبال" المصري إلى قطاع أوسع من الرأي العام. وبالرغم من أن المنطق كان يدعو إلى عدم إجراء هذه المقابلة رفضت الفيدرالية الدولية لكرة القدم (وهي هيأة يهمها الربح قبل كل شيء) تأجيلها، فالتوتر ضروري لجمال وسحر وجاذبية كرة القدم كما يعلم الجميع.






أجريت المباراة وانتهت بقوز مصر لكنها لم تحسم أمر التأهل للمونديال ففرض على الفريقين أن يتقابلا مجددا يوم 18 نوفمبر في الخرطوم. بقي الفريق الجزائري محاصرا داخل الملعب طوال ساعتين لأسباب يرجح أنها أمنية. وما إن خرج المشجعون الجزائريون من الإستاد حتى حوصر فوج منهم من طرف مشجعين مصريين. حوصروا فوقع أحدهم وظنه أخر مات (أو فضل أن يظنه كذلك) ولم يمنعه التأثر من تصوير المشهد كاملا لبثه على اليوتيوب.






نقل الحصاران على الأنترنيت، وبدل أن يقارن أغلب الإعلام الجزائري تصرف هؤلاء المشجعين بتصرف بعض "أشقائهم الجزائريين" المعروف في مباريات الدوري، رآه دليلا على أن الأمر كان "مصيدة" مبيتة. وبدل أن يرى احتجاز الفريق الجزائري في الملعب دليلا على عجز الشرطة المصرية عن تأمين تنقل اللاعبين، رآه مؤامرة تستهدف تدمير أعصابهم. شُحن "عشاق الكرة" في الجزائر فقصدوا وكالات شركة أوراسكوم ودمروها واعتدوا على موظفيها المصريين، وكأنهم هم من قذف الحجارة على حافلة منتخبهم، ولم ينفع هذه الشركة أنها وعدت بتمويل سفر 10 آلاف جزائري إلى السودان.






واختلطت الشوفينية بالوطنية مبررة بـ "سوء الاستقبال المصري" وامتدت لتشمل صحفا كانت في منجى منها بوازع الضمير المهني أو تطبيقا لأوامر التهدئة الرسمية. أما في مصر، فلم يكتف الجزء الأكبر من الإعلام بإدانة العنف ضد المصريين. تحدث بتعال كبير عن "همجية الجزائريين" حتى خيل لنا أننا نقرأ كتابا استعماريين لا "إخوة أشقاء" واستشهد عليها بأحداث عنف مماثلة وقعت في فرنسا. رأينا "المصري اليوم" (بعد أن تاب عن حملة الورود للجزائريين)، يكتب : "الشغب الجزائري يمتد من القاهرة إلى باريس" ونسي كاتب المقال أن "الشغب الجزائري" مستمر في فرنسا منذ بداية الثمانينيات، لأسباب اجتماعية واقتصادية لا علاقة لها في أغلب الأحيان بكرة القدم من الأساس.






عبقت الأجواء بحب الأوطان فتفطن إلى ريع الوطنية النظامان. لم يعودا يكتفيان بدعوة سفير البلد الخصم لتأنيبه فيما أصبح يشبه الروتين الممل. بدآ يتنافسان على "مد الجسور الجوية نحو الخرطوم". لم يمد جسر جوي واحد لإغاثة ضحايا الزلازل في الجبال الجزائرية النائية ولا لنقل جرحى حوادث القطار التي تحصد أرواح المئات في مصر، لكن أحدا لم يذكر بذلك، فالجميع "حكومة و دولة وشعبا" كان موجها بصره إلى السودان. في ظرف يومين، نقل من الجزائريين إلى الخرطوم مثلما نقل من جنود لنصرة مصر في حرب 1973 ونقل من المصريين إليها ما كان قد يكفي لمواصلة عبور القنال.






وأجريت المباراة في جو مشحون، لا ذكر فيه لبن بلة وعبد الناصر. انتهت بانتصار الجزائر وتلتها مباراة غير كروية بين مشجعي البلدين في شوارع العاصمة السودانية. تذرعت بعض الصحف المصرية بهذه المواجهات للتنديد مجددا "بعنف الجزائريين" فقرأنا تصريحا لـ"الإعلامي البارز" طارق علام يصف الشعب الجزائري بأنه "أحقر شعوب الأرض" وقرأنا في "المصري اليوم" عناوين عنصرية عن "الوحشية الجزائرية" وتقارير عن أحداث وهمية منها "تحذير ألمانيا للمصريين من إظهار هوياتهم" خوفا من بطش الجزائريين. أصبح شتم الجزائر دليلا على الوطنية، فتظاهر المئات مطالبين بطرد السفير الجزائري وياليتهم دعموا الشرفاء ممن يطالبون بإغلاق سفارة إسرائيل. حتى الكثير من الفنانين لم يترفع عن هذه العنصرية : إسعاد يونس أصدرت بيانا بمقاطعة أية مهرجانات سينمائية أو فنية في الجزائر ومنير الوسيمى، النقيب المصري للمهن الموسيقية، اتخذ قرارا بعدم دخول أى فنان أو موسيقى جزائرى إلى مصر بعد الآن، وغيرهم كثير.






الصحف الجزائرية كذلك لم تنسها نشوة النصر الحديث عن الانتقام، فكتبت "أخبار اليوم" عن "ثأر المنتخب الوطني للدماء الجزائرية التي سالت في قاهرة العار" وتحدثت "الشروق" عن "نفاق مصر"، في خلط واضح بين الدولة المصرية وسائل الإعلام فيها و80 مليون مصري. تزايدت الدعوات إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع مصر، عقابا لها على سوء معاملتها للجزائريين ونسي الاحتقار الذي يعامل به هؤلاء في أوروبا وحتى في بلدهم أمام قنصلياتها وسفاراتها.






نجح الإعلام في تحويل الاهتمام الشعبي بتصفيات كأس العالم إلى بضاعة واختلق مباراة وهمية بين شعبين مقهورين توالت عليهم النكسات. حاول أن يقنعهما بأنهما عدوان لدودان وأن على كل منهما، دفاعا على كرامته، أن يصطف وراء رئيسه المغوار، لا أن ينتزع حقه في انتخابه دون تخويف أو تزوير. سالت دماء الجزائرين والمصريين ولم تختلط كما في ماضي الأخوة السعيد. من سيذكر اليوم أن في الجزائر جمعية لقدامى محاربي حرب أكتوبر 1973 وأن جميلة بوحريد لا تزال بطلة جيل كامل من المصريين ؟






ياسين تملالي

13 comments:

LiNa Sh said...

مقال أكثر من رااااااااائع

mido said...

مقال موزون و موضوعى

و المصرى اليوم طرف فى الازمة بعد احداث السودان لان مالكها هو ( ساويريس ) !!

حسن على said...

يكرمك ربنا يا ياسين يا تملالى

حفيدة عرابى said...

تسلم ايديك مقال فى منتهى الجمال
كل سنة وانت طيبة
ربنا يجعل حماسك ووقتك واعصابك اللى حرقتيها فى ميزان حسناتك
ويخلى لك مامتك وباباك ويطول ويبارك فى عمرهم
ويخلى لك تهييسك
الاعقل والاصدق من فلسفة
المعتبرين من العقلاء

yousef said...

والله يا نوارة بخصوص شهادة الاخ المصري اللي بيشتغل بالجزائر والتحديث اللي كتبتيه عن اتصال احد المصريين والحديث عن عدم كراهية الجزائريين للمصريين

انا كنت علقت على بوست سابق على تعليق واحد كان بيحكي عن كراهية الجزائريين للمصريين وكان بيحكي انه اشتغل معاهم واستنتج انهم بيكرهوكم
يوميها التعليق استفزني بصراحة لاني قعدت فترة هناك وعارف انه الكلام مش مزبوط
يمكن تعليقي انفهم يومها انه نوع من المجاملة وعشان الاجواء مشحونة ، بس انا كنت بحكي الصحيح ، وكويس انه في شهادات لمصريين عايشين هناك

على كل حال الله يهدي النفوس
وكل سنة وانتم طيبين

عمرو said...

عساف
دبيب
سهيله
شهيده
حكيم و أخوه مراد و أختهم مريم
جميله
عبد القادر
توفيق كبوبه
عماد مهرى
عليوه و أبن عمه عاشور
و غيرهم و غيرهم و غيرهم
عارفين مين دول ؟؟
دول أصدقاء طفولتى الجزائريين و جيرانى و اللى قضيت معاهم سنين طوييييييييله و أتعلمت معاهم فى مدرسه واحده فى الحيدرا و سكنت جنبهم فى حى واحد اللى هو بن عكنون و رحت معاهم تيبازا و شرشال و غابات بوشاوى و جبال الشريعه
و سبحت معاهم فى سيدى فرج و موريتى
و ركبت معاهم التلفريك من القبه لبلكور و كنا بناخدها مشى لحد بير مندرايس و طول السكه نضحك و نعاكس الناس
و لعبت معاهم كوره ضد فريق العيال الصيع بتوع الحراش و ديار العافيه و كسبناهم و أحتفلنا فى ساحة الشهدا و ديدوش مراد
أياااااام
وحشتونى يا أصحابى
بجد وحشتونى أوى

Unknown said...

ربنا يكرم كل واحد بيحافظ على موضوعية قلمه وبيحترم نفسه وقراءه

الأجمل فى هذا المقال وضع كل خطأ من مصر وبجانبه مايقابله من خطأ من الجزائر والعكس أيضا" فظهر التوازن فى المقال الرائع

نواره كل سنه وأنتى طيبه
ومتابعى المدونه بخير
والمصريين بصحه وعافيه
والناس كلها مبسوطه ياااااارب

Israa El-sakka said...

كل سنة و أنت طيبة
و يا رب في وقفة عرفة ندعي ربنا يخلصنا من القرف ده :)
أنا بس عاوزة أستفتسر يعني إيه التعليمات الأمنية أنه لما يتكسر جزء من الزجاج يكسروا الباقي ..انت كنتي كتبتي أن الداخلية كانت بتخش البيوت و تسأل فيه جزائريين عندكو ؟؟ بجد طب إزاي ؟ يالا مهم بيعملوا فينا الأنيل
ياريت تتكرمي و تشوفي أختك اللي من القلة المندسة كتبت إيه :)

العلم نور said...

هذه فعلا مهزلة كبيرة تنم عن ضعف أواصر الدين واللغة والتاريخ والدم، لكن نسأل الله السلامة وأن لا تتكرر مرة أخرى بين أي بلدين آخرين

جزاك الله خير الجزاء أخي في الله على هذا المقال الموضوعي وتفع الله بك الأمة الإسلامية العربية

Ahmed Fawzi said...

لو تعرفى اللى كتبوا البيان ده بلغيهم تحية قوية جدا ... على البيان القوى ده

Solo said...

رائع فعلا المقال ده
بجد الواحد كان محتاج يقرا حاجة في خضم القرف و الغباء و اللامنطق اللي إحنا فيه في كل مكان
و بعد إذنك هعمل شيرينج للمقال الجميل ده نشرا للفائدة و دفعاً للغباء و وطنية الليلة الكبيرة اللي حوالينا دي

Shoukry said...

first, Kol sana wi enti tayeba :) eid "mubarak" 3aliki isA

Hmmm :S, I am confused, I am sure there are many algerians who are against these assults but I cannot believe this guy while Egyptians returns from Algeria in hundreds everyday?!! and they are telling so many bad things about what occurred with them even before the 18/11 match?! did the Egyptian authorities told them to do so?! I believe they can do this but for the benefit of whom?!

Egyptians have investments that are worth billions in Algeria. They cannot risk it - they can risk people but not the money - who has the benefit from all this sh**?

I don't like the conspiracy theory and I hate to believe it but there must be something in it. It cannot be just football or a misunderstanding between the two government?

Shoukry said...

btw I forgot to say that this is a great article thanks for the writer