كنت قد اشرت في السابق الى جان لاكان؛ لم افعل ذلك عفو الخاطر، في اطروحته التي قدمها عام 1932، رفض تماما الاعتماد على التركيب المادي للجسم في التشخيص، ويبدو انني انطلق من النتيجة التي توصل لها، لكن معارضتي ستفهم جيدا حين نتذكر انني استبدل فكرة التركيب المادي، كما هي مفهومة في المدرسة الفرنسية، بفكرة التكوين – التركيز على الحياة النفسية اللا واعية، حيث اننا نعرف جزءا منها، خاصة تلك المتعلقه بالمنع والقمع الداخلي، لدرجة ان هذه العناصر تلعب دورا فعالا في التنظيم الخاص بنفسية كل فرد.
كما رأينا في تحليل شخصية جان فينوس التي تستعرض حالة الهجران العصابي والسلبي العدواني يمكن ان نشرح ذلك عمليا – وذلك من خلال تفاعل الفرد مع البيئة – ونطلب من المريض، على سبيل المثال، بيئة جديدة، "تغيير جو".
وسنلاحظ في هذه الحالة، ان التكوين سيظل ثابت، فحين وصف جان فينوس لنفسه علاج "تغيير الجو" لم يستطيع هذا العلاج ان يشعره بانه رجل، لم يستطع ان يكون نظرة صحية للعالم كما توقع. ليس لديه اي رغبة في النضال تجاه الانتاجية وهي اهم صفات الشخصية المتوازنة. بل ساهم في تدعيم عصابيته الخارجية.
التكوين العصابي للفرد هو بالضبط الشرح، التكوين، الانفجار للانا ومجموع صراعاتها التي تخرج جزئيا بسبب البيئة وجزء اخر يخرج بسبب لردود الافعال الشخصية في التعامل مع البيئة.
وعليه، فان هناك شكل من اشكال الاحتيال في محاولة استنتاج سلوك المرأة السوداء مع الرجل الابيض من خلال دراسة شخصية نيني ومايوت كابيسيه، وسيكون هناك انتقاص من الموضوعية، اذا فعلنا نفس الشيء مع شخصية جان فينوس، ويجب ان اقول انني لا اشجع على اي مسعى لربط هزائم جان فينوس مع بقية الملونين.
هذه الاسطورة الجنسية – وهي الرغبة في امتلاك اللحم الابيض (مش المتوسط طبعا/ جبهة) دائمة السيطرة على اذهان المرضى بمرض الاغتراب يجب الا تعوق الفهم الحقيقي للامور.
يجب الا اشعر ان لوني هو عيب في، منذ اللحظة التي يقبل فيها الزنجي الفصل الذي يفرضه الاوروبي فانه لا ينعم بالراحة، وأليس من المفهوم بعد ذلك وكنتيجة لهذا الفصل ان يحاول محاولات حثيثة ليرفع نفسه الى مستوى الرجل الابيض؟ ان يحاول ان يرفع نفسه لمستوى الوان، حيث ان الالوان اصبحت مقسما هرميا؟
سنرى ان حلا اخرا ممكنا، وهو اعادة تشكيل العالم.
No comments:
Post a Comment