Monday, 30 June 2008

جلد اسود اقنعة بيضاء: الجزء الثاني من الفصل الخامس

ماهو جحا لما مشي ورا الناس في الاخر شال الخروف وجر الوزة، مش فاهمين منك حاجة ايه الصياغة دي؟ طب نكتب بالعامي، ايه العامي ده؟ الكتب تبقى بالفصحى واللي مش فاهم يولع بجاز وسخ دي مؤامرة.
طب اعمل ايه؟ اعمل اييييييييييييييييه؟
اولا: انا يهمني ان الكتاب ده، والكتاب ده بالذات، يوصل لكل الناس وللعجل في بطن امه كمان
ثانيا: ايه الالاطة دي؟ انا عايزة اخلصه بسرعة عشان تقروه وما تفيدوش مني، تقوموا تتأمروا كده؟ اللي مش عاجبه الصياغة انا قلت احب على ايديكوا انا ح اكتب بالعامي عشان يوصل للناس وياريت حد يتطوع ويصيغ بالفصحى الكويسة. ماحدش عمل كده ليه؟ بس فالحين تدخلوا لي زي ابو منص كحيت وصباعكوا طالع من الشراب: لا انا مش عاجبني الصياغة دي..لا انا مش عاجبني العامي..لا انا مش عاجبني العربي ده
لا والغريبة، سبحان الله المصادفة ان كل اللي بيتألطوا رجالة كالعادة
طب انا بقى مش المدام اللي زودت الملح في السلطة وللا حطت الشوربة باردة على الغدا انا ما خلصتش نفسي من الاطة راجل عشان كل رجالة الكون يتألطوا عليا..
اللي يقدر على حاجة يعملها انا دي مقدرتي
ياباي

المهم، الفصل ده عمال يزداد في التأثر لما عيطت واتفحت من العياط فيه
اقروه ده حلو قوي موت
----
فرانتز فانون زي ما قلنا قبل ما يعالج الناس ابتدى يعالج نفسه، اصلا هو سبب انه يتخصص في الطب النفسي بعد ما خلص دراسة الطب انه عايز يعالج نفسه وح تشوفوه في بقية الفصل ده
طبعا حكاية ان مافيش انسان سوي نفسيا مية في المية ده كلام علماء النفس

لكن انا عندي وجهة نظر متواضعة جدا ممكن تتفوها في وشي لو ما عجبتكوش:

اشرار العالم اللي بيساهموا في تدمير الانسانية هم مرضى نفسيين معتقدين انهم هم الوحيدين الاصحاء نفسيا وكل من يخالفهم هو مريض

وعظماء العالم اللي بيساهموا في خلاص الانسانية هم مرضى نفسيين كان عندهم الشجاعة الكافية اللي تخليهم يعترفوا بمرضهم امام انفسهم وامام العالم ويواجهوه وكان عندهم من الرهافة اللي تخليهم يحسوا بامراض الانسانية من واقع احساسهم باوجاعهم ويمدوا ايديهم لينا عشان يخلصونا

على اي حال الفصل اهو، اسمع بقى حد بيعترض من غير ما يحط لي اعادة صياغة ح اشنقه
حطوا الصياغة اللي انتوا شايفينها للبوست وانا انزلها اتفضلوا بقية الفصل:

العنصرية مش اكتر من كراهية مالهاش مبرر منطقي بيحملها عرق لعرق تاني، العنصرية، هي احتقار بيحمله الاقوى والاغنى للناس اللي هو شايفهم اقل منه، هو الاستياء اللي بنصب على راس المستضعفين المهانين طول الوقت. وبما ان اللون هو اوضح حاجة، فبقى هو المعيار اللي بيتحدد بيه العرق واللي بيتقيم بيه الناس بصرف النظر عن تعليمهم وانجازاتهم الاجتماعية. اصحاب الجلد فاتح اللون بيحتقروا كل عرق اغمق منهم، واصحاب اللون الاغمق خلاص، مش ح يقبلوا تاني الاحتقار غير المبرر اللي بيتلقوه واللي بينفيهم عن المجتمع.

(من كتاب عنصرية اللون للسير الان بيرنز)


يعني انا كنت فاهم صح بقى، هي الكراهية، انا مكروه، محتقر، ممقوت مش من جاري اللي بيستغلسني، ولا من ابن خالتي، ولكن من عرق باكمله. انا في مواجهة حاجة مش عارف الاقي لها منطق. التحليل النفسي بيقول ان اكتر حاجة تصدم الطفل انه يواجه حاجة مش لاقي لها منطق، مش عارف يعقلها. وانا باقول ان مافيش حاجة تصدم الانسان، اللي اتميز عن سائر الكائنات بالعقل والمنطق، اكتر من انه يواجه حاجة مافيهاش عقل ولا منطق. (كفاية قطعت قلبي/جبهة) حاسس بسكاكين بتقطع فيا، قلت لازم ادافع عن نفسي، انا عادة باعرف احط خطط كويس، عشان كده قررت اني اعقل العالم والاقي له منطق واقنع الرجل الابيض انه كان غلطان.


جان بول سارتر بخصوص اليهودي بيقول ان:

فيه نوع من الاستعمار الحماسي للعقل: لانه مش بس عايز يقنع غيره انه صح، هو هدفه انه يقنعهم بقيمة العقل المطلقة وغير المشروطة. حاسس انه في ارسالية او مهمة عالمية؛ ضد عالمية الديانة الكاثوليكية، الديانة اللي بتقصيه، بيحاول يتصدى لكثلكة العقل عشان يوجد وسيلة للوصول للحقيقة والرابط الروحاني اللي بيجمع كل بني البشر.


وبيضيف كمان، بالرغم من ان بعض اليهود اتخذوا من الحدس اساس لفلسفتهم، الا ان الحدس ده:


مش زي الحدس اللي بيستخدمه باسكال (فيلسوف وعالم رياضيات فرنسي/جبهة) واللي بيعتمد في اساسه على مفاهيم غير ادراكية. النوع ده من الحدس هو عدو اليهود الاول، يعني مثلا بيرجسون، فلسفته بتستخدم منهج الشك الفضولي العقلي النقدي لبحث الفكر الانساني. وبيثبت من خلال الجدل المنطقي وجود الحدس الفلسفي؛ والحدس ده، اللي بيكتشف استمرارية الحياة، هو نفسه حدس كوني، لان اي حد في الدنيا يقدر يمارسه، وبيؤدي الحدس ده للوصول الى حقيقة العالم، لان عناصره يمكن لنا اننا نثبتها ونلمسها.


بحماس، قعدت احط قائمة مرتبة عشان افحص واتتبع المحيط بتاعي. مع الوقت شفنا بعنينا المؤسسة الكاثوليكية بتبرر للعبودية، وبعدين ترجع تدينها. لكن اذا خلينا مرجعيتنا كرامة الانسان، يبقى لازم العنصرية تتقطع ستين حتة. بعد رفض استمر لمدة طويلة جدا، اخيرا قرر العلماء ان الانسان الاسود انسان. بمعنى ان تشريحه الجسدي الداخلي، وطريقة تعامله مع البيئة المحيطة بيه اثبتوا انه شبه الانسان الابيض: نفس التشريح، ونفس الانسجة. يعني اهو، العقل بينتصر على كل مستوى، بس تعالى بقى حط كل العناصر دي مع بعض. بس كده لازم اغير طريقة تفكيري.

الانتصار للعقل ده لعب معايا لعبة القط والفار: استهبلني، لما ابقى مش موجود يبقى العقل والمنطق اهم حاجة، واول ما انا اتوجد العقل والمنطق يتقلبوا. في المطلق كده هم موافقين: الزنجي انسان. بس بمعنى انه حصل تعديل بسيط في قناعاتهم: بني ادم يعني عنده قلب في الناحية الشمال زينا. بس اكتر من كده، حالة الرجل الابيض فعلا مستعصية. مش قابل اي حميمية بين الاعراق تحت اي ظرف، لانه معتقد بالبديهة ان اختلاط الاجناس ح يقلل من مستوى النشء على صعيد الذكاء والصحة. لحد ما يظهر لنا علميا ان اختلاط الاجناس بيحمي من انتشار الامراض وافضل حل عشان نجيب نشء اذكى واصح.

بالنسبة لي انا عارف رد فعلي ح يبقى ايه. ولو حد سألني عن تعريفي لنفسي ح اقول: انا واحد منتظر، بابحث في محيطي، وباحاول افسر اي حاجة في ضوء اكتشافاتي، وبقيت حساس زيادة عن اللزوم.

زي ما كتبت في المقدمة، التاريخ اللي اتكتب لي واتجمع لي اصر انه يتكلم عن تأسيس أكل لحوم البشر بوضوح عشان ما انساش نفسي. والمفروض ان الكروموزومات بتاعتي بتحمل جينات اكل لحوم البشر، سوا كتير بقى وللا قليل. وبالاضافة الى جينات الجنس، اضاف العلماء جينات العرقن ياله من علم مخز (بالفصحى) ايه العلم العار ده؟ (بالعامية)

what a shameful science

(زي ما مكتوب في النص هع هع هع اصلها عجبتني وانا مش موضوعية زي خطيبي/جبهة)

بس انا بقى فاهم الالية النفسية دي كويس. اصل الالية دايما تبقى نفسية. من قرنين انسانيتي اتسرقت مني، كنت عبد، وبعدين جم ناس قالوا لي خلاص، العبودية مشيت، مشيت ومش راجعة تاني. ومجهودي واصرار هم اللي حاربوا عشان ده يتحقق، وانقذت روحي من طوفان "الحضارة" ومشيت في طريقي.

بس كان الوقت اتأخر قوي، كانوا حاسبين كل حاجة، مقررين كل حاجة بحيث اني اول ما ايدي اللي بتترعش تيجي تمسك الامل الاقي نفسي ماسك الهوا؛ كان الوقت اتأخر قوي، بس انا لسة عايز افهم.

من اول ما الانسان ابتدى يزعل عشان هو وصل متأخر بعد ما كل حاجة فاتته، ابتدى الاحساس بالحنين للماضي. هي دي الجنة المفقودة اللي بيتكلم عليها اوتو رانك؟ كان انسان متكلبش في رحم العالم، قرر يدرس نبوءات دلفي (مدينة يونانية قديمة/جبهى) وتعبوا نفسهم في تتبع عوليس وهو هائم على وجهه. المناصرين للروحانية مصممين يثبتوا ان فيه روح في الحيوانات من خلال الجدل ده: الكلب بيقعد على قبر صحبه ويضرب عن الطعام لحد ما يموت. ونستنى جانيت لما تثبت لنا ان الكلب ده مش زي البني ادم، ماعندوش الذاكرة اللي عند الانسان. ارتود بيقول اننا بنتكلم عن عظمة الاغريق، بس اذا الانسان المعاصر ما قدرش يفهم مسرحية حاملات القرابين بتاعة اسخيلوس، يبقى العيب في اسخيلوس مش فينا. هو ده المنطق اللي بيحكم الناس المدافعين عن وجهة نظرهم في معاداة السامية مثلا، منطق تاريخي بيربط ما بين باسكال وديكارت، لما يهودي يشتكي فتيجي الاجابة: مش لاقيين لك مكان في المجتمع نعمل لك ايه؟ اكيد العيب فيك.

من فترة قريبة كنت قاعد في القطر وسمعت فرنساوي "كويس" بيقول: “لازم نحافظ على الفضائل الفرنسية عشان نحافظ على نقاء العرق، دلوقت اكتر من اي وقت فات لازم يبقى فيه وحدة وطنية عشان نجابه الدخلاء، لازم نوقف سيل الاجانب (وراح باصص لي) بصرف النظر عن هم مين". بس لازم، للامانة، اقول انه وهو بيتكلم كان فايح منه ريحة نبيذ رخيص. ولو كانت جات له الفرصة كان قال لي ان دمي اللي بتجري فيه العبودية مش ممكن يفور لما اسمع اسم فيلون (شاعر فرنسي) وتين (مؤرخ فرنسي عنصري). حسيت بغضب بيملاني.

اليهود وانا؛ بما اني كاره اني اتصنف بالعرق، اخيرا بالمصادفة لقيت حد يشاركني الاضطهاد وما يبقاش على اساس عرقي.

حاسس بغضب بيملاني.

في الاول الناس ممكن تستغرب من ربط معاداة السامية مع العنصرية ضد السود. بس دي كانت فلسفة استاذي في الجامعة، هو كان من الانتيلي، قال لي: كل مرة تسمع فيها حد بيشتم في اليهود، تنبه كويس، عشان هو بيشتمك. ولقيت انه بالمفهوم العالمي عنده حق – اقصد اني ارتاحت شوية لما لقيت ان فيه بشر غيري بيشاركوني المعاناة. حسيت بالونس واني مش لوحدي.

بعد شوية لاحظت فعلا ان اللي بيبقى معادي للسامية بيبقى بيكره الزنوج.

(تاني باكرر الكلام ده كان سنة حاجة واربعين في القرن الماضي/جبهة)

انت جيت متأخر، متأخر قوي، دايما ح يبقى فيه عالم ابيض واقف حائل بينا وبينك. الاخرين مش قادرين يصفوا حسابات الماضي ويخلصونا بقى. باحساسي ان الرجل الابيض شنكل لي مشاعري ويبسها لها، قررت اني اطلق صرختي الزنجية. واحدة واحدة، فضلت احط متشابهات من هنا ومن هنا، لحد ما اكتملت صورة العرق، والعرق ده مصدوم تحت وطئة عنصر اساسي، ايه العنصر ده؟ الريتم، اسمع مطربنا ليوبورد سينجور:

هو (الريتم) اللي اول حاجة يوصف بيها انه محسوس، واخر حاجة ممكن تتقال عليه انه عسكري،

هو مثال للعنصر الحي، وهو الشرط الاساسي والعلامة المميزة للفن، زيه زي النفس بالنسبة للحياة:

النفس، اللي بيسرع او بيبطأ، اللي بيبقى ساعات منتظم وساعات مضطرب، على حسب الحالة النفسية للبني ادم، ودرجة عاطفته. هو ده معنى الريتم الاساسي. هو ده الايقاع في فنون الزنوج.

خاصة النحت، بيبقى مكون من موضوع – قصدي القطعة المنحوتة – في مقابل موضوع اخوه، زي الشهيق والزفير كده، وده بيتكرر. مافيش السيمترية (التناظر) اللي بتدي احساس بالملل، الايقاع بيبقى حي، حر...وهي دي الطريقة اللي الايقاع بيأثر بيها في اقل الناس معرفة وتعليم مننا. بيطغى عليهم، بيمكنا من اننا نخترق عشان نوصل لروح الاشياء؛ وسمة الهجران اللي بتبقى هي نفسها ايقاع لوحده في شغلنا.


انا فهمت صح؟ انا قريت الكلام ده مرتين. من النهاية المقابلة لعالم البيض، لقيت عالم السود السحري بيشاور لي. النحت الزنجي، ابتديت انتفخ بالفخر، هل هو ده خلاصنا؟

حاولت اعقل العالم، والعالم لفظني عشان لوني، وبما اننا مش عارفين نتفاهم على مستوى العقل، رميت نفسي تاني في اللا عقل، وحطيت الابيض في منافسة ما بيني وبينه، مين فينا ح يبقى اجن. انا اخترت منهج الارتداد في جناني، وده منهج مش معروف قوي، انا اهو في البيت، انا معمول من اللا منطقية، غرقان في اللا منطقية لشوشتي، يا ترى صوتي ح يطلع عامل ازاي:


الناس اللي ما اخترعتش البارود ولا البوصلة

اللي ما اكتشفوش التيار والكهربا

واللي ما لفوش البحور والسماوات

هم دول اللي يعرفوا ابعد مكان في الاحزان

الناس اللي ما يعرفوش رحلات البحر غير اللي اتخطفوا فيها

الناس اللي اتعلمت تركع بسلاسة

الناس اللي دُجنوا (رُوضوا) واجبروا على اعتناق المسيحية

الناس اللي اتحقنوا بسلسال من ولاد الحرام


ايوة، كل دول اخواتي – اخوة مرة حابسانا كلنا في نفس السجن، خلاص، قررت ايه هي الاطروحة الصغيرة، دلوقت عليا اني ارتحل عشان ادور على حاجة تانية.

لكن هم دول الناس، اللي من غيرهم الارض ما تبقاش ارض

هم اللي بيحبلوا الارض بالثمار

هم اللي بيعمروا الارض الفاضية

وبيحرسوا مخازن الثمر الناضج

على ارض هي الارض الحقيقية

سوادي مش حجر

سوادي اصم

اترمى في وسط صخب اليوم

سوادي مش نقطة مية ميتة في عين العالم الميت

سوادي مش برج ولا كاتدرائية

سوادي مرمي في لحم الشمس الاحمر

سوادي مرمي في لحم السما المحروق

عامود الصبر بيحفر في سوادي الفزع الكثيف

(شعر امي سيزار)

آآآآآه، ايقاع التوم توم بيدردش مع الرسالة الجمالية.بس الزنجي هو الوحيد اللي عنده القدرة على ده. هو الوحيد اللي عنده القدرة على فك الشفرة دي، وهو اللي يقدر يوصلها للناس. كعوب حذائي القوية بتدفع اجنحة العالم، بابحلق في اكتاف العالم، زي ما المحتفلين بيبحلقوا في عينين الضحية اللي بيقدموها قربان.

لكنهم بيسيبوا نفسهم لجوهر كل حاجة وهم متاخدين وكأنهم ملبوسين، مش عارفين حاجة عن اللي براهم، ملبوسين بحركة كل الاشياء،


مش مهتمين بانهم خاضعين

لكن بيلعبوا لعبة العالم

هم حقيقي الابناء الكبار للعالم

منفتحين على كل انفاس العالم

مستقبلين لكل رياح العالم

هم شرارة نار العالم المقدسة

هم لحم لحم العالم

هم خفقان حركة العالم

(مقتطف من كلام امي سيزار وشعر امي سيزار برضه)


دم، دم...ميلاد! متعة الوجود. تلات ارباع اتبلعوا في في ارتباك اليوم، حاسس اني ملطخ بالدم، شرايين العالم متشنجة، متقطعة، مقتلعة، اتجهت ليا وشربت منها.

دم، دم، كل دمنا فار بقلب الشمس الذكري"

(امي سيزار)

التضحية هي المساحة ما بين الخلق وما بين نفسي – انا دلوقت مش ح ارجع لمصادر، لكن ح ارجع للمصادر. مع ذلك، الواحد لازم يتشكك في الايقاع، في الحب الامومي للارض، في التصوف، في التزاوج الجسدي ما بينا وبين الكون.

في كتاب "الحياة الجنسية في افريقيا السوداء" بيلمح دي بيدرال ان كل حاجة في افريقيا لها علاقة بالتكوين الاجتماعي المؤمن بالسحر بصر النظر الحاجة دي في اي مجال:


كل العناصر دي ح نلاقيها دايما غالبة في مجال المجتمع السري في افريقيا. لدرجة ان الرجالة والستات اللي بيتعمل لهم ختان في سن المراهقة بياخدوا عهد انهم ما يحكوش لمخلوق عن التجربة اللي مرت بيهم، ولدرجة ان اي خطوة ناحية المجتمع السري دايما مرتبطة بالحب المقدس، ومن خلال الملاحظة نقدر نستنتج من عملية الختان والطقوس المحيطة بيها ان داخل المجتمع الواسع فيه مجتمع سري متكون.


انا ماشي على مسامير بيضا، اغطية من المية بتهدد روحي المشتعلة، في مواجهة الطقوس دي، انا متنبه بشكل مزدوج. سحر اسود، طقوس عربدة، ساحرات السبت، احتفالات وثنية، تمائم، جماع في الاحتفالات للنداء على اله العشيرة. انه طقس مقدس، نقي، مطلق، بيأتي بقوى غير مرئية.

طب الواحد ح يبص ازاي لكل التصرفات دي؟

من الجهة اللي بتهاجمني فيها بذاءة الرقصات والكلمات. لسة فيه اغنية بترن في ودني:


قلوبنا اشتعلت

ودلوقت بردوا

كل اللي بنفكر فيه هو الحب

لما نرجع القرية

عندما نرى القضيب الكبير

كيف لنا ان نمارس الحب

حيث ان اعضاءنا ستكون نظيفة وجافة

(من كتاب الحياة الجنسية في افريقيا السوداء)

الارض اللي كانت لسة حصان مروض، ابتدت تثور. معقول العذارى دول هم هم المهوسات بالجنس؟ السحر الاسود، العقلية البدائية، الحيوانية، الشهوة الحيوانية، كل ده بيدلق على راسي. كل الاتهامات اللي ممكن توجه لناس "ما عرفوش معنى التطور الانساني". او بالاحرى "دي الانسانية في ادنى حالاتها" لما وصلت للنقطة دي كان عندي رفض اني الزم نفسي بيهم. كل حاجة حواليا كانت ضدي حتى النجوم، كان عليا اني اختار، انا مين؟ ما عنديش اختيار...

آه، احنا – احنا الزنوج – متخلفين، بسطاء، احرار في سلوكياتنا. لان بالنسبة لنا الجسد مش حاجة ضد اللي انتوا بتسموه العقل. احنا في قلب العالم، وليحيا الثنائي: الانسان – الارض. الى جانب ان فيه ناس بعتت لي جوابات عشان اقنعكوا بالآتي: حضارتكوا البيضاء تجاهلت الثراء الفلسفي والحساسية في الطقوس دي:

الحساسية العاطفية (يشار الى العاطفة بانها زنجية زي ما بيشار للعقل بانه اغريقي/فانون) هل المية بتعمل موج مع كل هبة نسيم؟ هل الروح اللي مالهاش ملجأ بتطير مع كل هبة رياح وثمارها بتقع قبل النضوج؟ ايوة، بشكل ما، الزنجي اغني (في الموهبة اكتر من العمل/فانون) لكن الشجرة بتضرب جذورها في الارض، والنهر بيجري وهو شايل بذور ثمينة، والشاعر الافرو-امريكان لانجستون هيو بيقول:


انا عرفت الانهار

الانهار القديمة المظلمة

وروحي بقت اعمق

زي الانهار العميقة


طبيعة العاطفة الزنجية، وحساسيته، هي السبب في سلوكه تجاه الاشياء اللي لها كثافة اساسية. الهجران اللي تسبب في الاحتياج للتواصل الجماعي، رغبة في التعرف على النفس، بصرف النظر عن كون التصرف نفسه لا يعتد به. ده سلوك ايقاعي، ايقاعي، ولازم نركز على صفة انه ايقاعي.


طيب، الزنجي بعد اعادة التأهيل، واقف على البار، وبيحكم العالم بحدسه، الزنجي بيتشاف، وبيوقفوه على رجليه، ويطاردوه، ويقبضوا عليه، عشان هو زنجي – لا هو مش زنجي، هو الزنجي، هو الزنجي اللي بيثير قرون الاستشعار الخصبة للعالم، وبيتحط في مقدمة العالم، وبيمطر العالم بقوته الشعرية، "منفتح على كل انفاس العالم"، انا باحضن العالم. انا العالم! الرجل الابيض عمره ما فهم البديل السحري ده.

الرجل الابيض عايز العالم، عايزه لنفسه بس. شايف نفسه الزعيم القدري للعالم. هو بيستعبد العالم. علاقته بالعالم حيازية. بس فيه قيم تانية مناسبة للناس اللي زيي انا بس. زي الساحر، نشلت من الرجل الابيض نوع معين من العالم، بعد ما كنت فقدته وهو اخده مني. لما ده حصل، الرجل الابيض حس بخبطة جاية له مش عارف منين، وما عرفش يردها، اصله مش متعود على الضربات دي.



جلد اسود اقنعة بيضاء: الجزء الاول من الفصل الخامس

الفصل الخامس ده طويل، والكتاب طلع تمن فصول مش ستة زي ما قلت لكوا قبل كده :) انا بس باجر رجلكوا، المهم اني ترجمت جزء منه، الفصل ده مؤثر قوي، لان فانون بيتكلم فيه عن نفسه هو شخصيا
عن رحلته النفسية، فانون قبل ما يبتدي يعالج اهله هو عالج نفسه، ومر بظروف صعبة قوي واحاسيس مؤلمة جدا وعشان كده حاسس بغيره، كل اللي هو اتكلم عنه من امراض السود هو مر بيها كلها، كلها كلها، ما عدا انه يحط نفسه في الاطار الاجرامي، لانه متعلم ومن اسرة متوسطة.
المهم انا استأنثرت قوي بالفصل ده وعيطت
اسيبكوا تنهنهوا شوية:



الفصل الخامس


الحقيقة السواد


زنجي قذر"

او ببساطة: “بص الزنجي"، مشبع بالرغبة في اني اعرف معاني الاشياء، روحي مليانة باني عايز اعرف مصدر العالم، وبعدين اكتشفت اني شيء من ضمن اشياء كتير.

ولاني مختوم بكوني شيء، حاولت يبقى فيه تماس بيني وبين الاخرين، اهتمامهم بيا كان بالنسبة لي الحرية، وانا باجتاز جسدي كنت هائم في البرية متجه للا شيء، وده وهبني الخفة والرشاقة اللي كان متهيالي اني فقدتهم، ولما خرجت نفسي برة العالم استعدتهم تاني. بس اول ما وصلت للجانب الاخر، اتكعبلت، وتحركات الاخرين ونظراتهم وسلوكياتهم وقفتني مكاني كأني عملية كميائية اتثبتت بالصبغة، كنت ساخط، كنت عايز تفسير، مالقتش، وانفجرت الى شظايا، دلوقت انا جمعت الشظايا وبقيت انسان جديد.

طول ما الزنجي عايش وسط الناس اللي زيه، مش ح يجيله فرصة انه يختبر وجوده من خلال الاخرين الا في مجال ضيق قوي في حدود الصراعات الداخلية. فيه طبعا لحظة "انا ايه بالنسبة للاخرين" اللي هيجل بيتكلم عنها. بس مش ممكن تحقيق وجود الانسان في مجتمع محتل او "متحضر". كل الناس اللي سألت سؤال الوجود اهتموا قوي بالنقطة دي.

الناس اللي خاضعة للاحتلال عندهم حالة من عدم نقاء الصورة بالنسبة لفهمهم للعالم، وده عيب في الصورة بيخليهم مش قادرين يفهموا وجودهم هم. ييجي واحد يقول لي: كل الناس في الدنيا كده. اقول له انت بتحاول تغطي على مشكلة حقيقية. علم الوجود – اذا اعتبرناه زي ماهو معروف اننا نسيب الوجود المادي على جانب الطريق ونتكلم في الوجود الحقيقي – مش بيدي اجابة للانسان الاسود عن سبب وجوده. لان في الواقع الانسان الاسود مش اسود وخلاص كده، ده لازم يبقى طول الوقت حاسس انه اسود، بالذات هو بيتعامل مع الابيض. فيه ناس ح يقولوا: طب ماهو العكس صحيح كمان. وانا باقول لا العكس مش صحيح. الاسود ماعندوش احساس بالوجود المستقل يقاوم بيه نظرة الابيض له. في يوم وليلة الاسود لقى نفسه عنده اختيارين يحط نفسه فيهم وبس. ايمانياته، او نقدر نقول تراثه وعاداته واساسيات نشئته كلها تم محوها عشان دي طبعا ضد "الحضارة"، الحضارة المزعومة اللي هو ما يعرفهاش واتفرضت عليه غصب عنه.

في وسط اهله، زنجي القرن العشرين مش بيعرف امتى بالظبط بتيجي لحظة الاحساس بالدونية، طبعا انا اتكلمت قبل كده عن مشاكل الزنجي مع اصحابه، وبالذات في امريكا، كلنا اتفقنا على ان البشر متساويين، بالنسبة للانتيلز فيه مسافة ما بين شبه البيض من المولدين، وما بين الزنوج، وفهمنا مصدر الاختلافات دي جاي منين، هو الحقيقة مصدر مأساوي جدا.

بعد اصطدامتنا ببعض، بنقابل الرجل الابيض، وبيحط علينا احساس بان فيه حمل كبير شايلينه، الواقع بيناقض ادعاءتنا، لانه في عالم البيض الانسان الاسود بيواجه مصاعب بسبب السمات الجسدية بتاعته، الوعي والتركيز مع الجسم حاجة معوقة، الواحد مشغول طول الوقت بجسمه، وده بيخليه طول الوقت ماعندوش ثقة في نفسه. لما احب ادخن انا عارف ح اعمل ايه، ح اخد العلبة بايدي اليمين، وطلع السيجارة واولعها بالكبريت بايدي الشمال، صح؟ كل التصرفات دي مش عادة، دي نابعة من معرفة ووعي، كل ده تكوين بطيء لنفسي وجسمي في وسط مساحة مكانية وزمنية – كل الحاجات دي اسمها سمات الجسم. وكلها مش بتفرض نفسها عليا غصب عني، كلها تكوينات حركية ارادية لنفسي ولعلاقتي بمحيطي – هي ارادية لانها بتشكل تبادل مابيني وبين المحيط حواليا.

من سنين فاتت ولحد النهاردة المعامل عكفت على ابتكار امصال ضد "الزنجية" بمنتهى الاخلاص والصدق، قاعدين يتعبوا نفسهم، ويملوا انابيبهم ويفضوها ويرجوها ويخلطوا الاخلاط كل ده عشان يلاقوا وسيلة يبيضوا بيها الاسود ويشيلوا من على كتافه حمل سواده ويرحموه من الشتيمة اللي بيسمعها وهو رايح جاي في الشارع. خارج السمات الجسدية، رسمت صورة لسمات العنصرية التاريخية. العناصر اللي انا استخدمتها ما اخدتهاش من الاحاسيس والتصورات المتبقية من حواس اللمس والحركة والبصر. ولكن استمدتها من الاخر: الرجل الابيض. الرجل الابيض اللي نسجني من تفاصيل كتير ونوادر يحكيها عني كتير، وقصص من خياله. افتكرت ان اللي في ايدي ده ممكن يخلق نفس جديدة، يعمل توازن، يعرفني ازاي احط الاحاسيس في مكانها، لكن اتوقفت وشاوروا عليا:

بص بص...زنجي.

كانت الجملة دي حافز حركني وانا ماشي في الشارع، ابتسمت ابتسامة خفيفة.

بص بص..زنجي

طب ماهو صحيح ما انا زنجي، ومبسوط اني زنجي.

بص بص..زنجي

الدايرة بتضيق عليا، وانا ما اخفيتش اني مبسوط


ماما..شايفة الزنجي؟ انا خايف"

خايف! خايف! انا اخوف؟ ايه ده؟ هم ابتدوا يخافوا مني! حاولت اضحك لحد ما ادمع، بس لقيت نفسي مش عارف اضحك.

مش قادر اضحك، لاني عارف ان فيه اساطير وقصص وتاريخ وصناعة تاريخ وحاجات كتير عرفتها من كاسبر، باتهاجم من كل حتة، من كل نقطة، لحد ما سمات جسمي انهارت، جسمي بيقييم بلونه،بقت المسألة مش اني واعي بجسمي بصفة الضمير التالت (هو) وكأنه غريب عني، المسألة اطورت وبقيت واعي بجسمي بتلات ابعاد. ماشي وشايفه من كل ناحية، كأني جسم وبس. لما باركب القطر بيدوني تلات مطارح عشان ماحدش عايز يقعد جنبي، بطلت ابقى مبسوط، الحكاية ما بقتش مسلية، ما بقتش على تواصلي المحموم مع العالم، انا موجود بشكل ثلاثي: انا باشغل حيز، باتحرك تجاه الاخرين، والاخر بيتلاشى من قدامي، عدائي، لكنه مش مبهم، ماشي قدامي كأنه شفاف، مختفي. وبتصيبني حالة من الغثيان.

في نفس الوقت انا مسئول عن جسمي، عن عرقي، عن اجدادي، حطيت نفسي تحت فحص محايد، واكتشفت سوادي، وصفاتي العرقية، واضربت لاسفل بسمعة المتوحش اللي بياكل لحوم البشر. وسمعة نقصي العقلي، والسحر الاسود، العيوب العرقية، مراكب العبيد، وفوق ده كله، فوق ده: “المطيييييييييع، اللي بياكل كتير". في اليوم ده، كنت حاسس اني نازح، ومش قادر ارجع تاني مع الاخر، الاخر اللي حبسني بلا رحمة وسابني، اخدت نفسي بعيد، ابعد من وجودي، وعملت من نفسي شيء. حسيت اني تم بتري ونزفت ودمي الاسود تناثر. بس انا مش عايز النتايج اللي وصلت لها من اعادة النظر في نفسي، كل اللي عايزه اني ابقى انسان وسط بقية البني ادمين. كنت عايز ابقى مرن وشاب في عالم ملكنا كلنا، وكلنا نبنيه سوا.

انا باكره حقن المشاعر بالمناعة، انا عايز ابقى انسان، مجرد انسان، زي اي انسان، فيه ناس بتعرفني باجدادي اللي كانوا عبيد واللي اندبحوا من غير محاكمة: قررت اني اقبل ده. انا تفهمت النوع ده من القرابة الداخلية بيني وبين العبيد اجدادي على المستوى الكوني. انا حفيد العبيد زي ما الرئيس ليبورن حفيد مزارع كادح. اول ما فكرت كده، كل الارتباك اللي اصابني اختفى.

في امريكا، الزنوج معزولين، في جنوب امريكا الزنوج بيجلدوا، والزنوج اللي بيعملوا اضراب بيقتلتوا بالمسدسات الالية. في شرق افريقيا الزنجي حيوان، واحد زميلي في الجامعة كان مولود في الجزائر قال لي: طول ما العرب بيتعاملوا زي البني ادمين يبقى مافيش حل لاي مشكلة، فاهمني يا ابني؟ الاضطهاد بسبب اللون انا شخصيا شايفه اجنبي، بس طبعا، مافيش عنصرية الوان عندنا، طبعا الزنجي انسان زينا، مش عشان لونه يبقى غبي، انا كان عندي واحد صاحبي عسكري سنغالي، كان فعلا نبيه قوي


    - طب انا ايه تصنيفي؟ او بالاحرى ح اترمي في انهي داهية؟

  • انت مارتينيكي من السكان الاصليين لاحدى مستعمراتنا

  • واستخبى فين؟


بصي على الزنجي يا ماما...بصوا على الزنجي...يا خبر..ده اتنرفز...ما تاخدش في بالك يا سيدي، هو ما يعرفش انك متحضر زينا"


رجعولي جسمي بعد ما ممددوه، وشوهوه، ولونوه، مكسو بالصباح، في يوم ابيض، الزنجي حيوان، الزنجي وحش، الزنجي وضيع، الزنجي شكله وحش، بص، زنجي، الدنيا برد، الزنجي بيرتعش، الزنجي بيرتعش من البرد، الطفل بيرتعد لانه خايف من الزنجي، والزنجي بيرتعش من البرد، برد بيدخل في العضم، الولد الصغير الجميل بيرتعش عشان فاكر ان الزنجي بيترعش من الغضب، الطفل الابيض الصغير بيترمي في حضن امه: ماما الزنجي ح ياكلني.

كل اللي حواليا بيض، السما بتعيط، والارض تحتي باردة، وفيه اغنية بيضا، اغنية بيضا، كل البياض ده حواليا بيحرقني.

قعدت قدام النار وابتديت احس باليونيفورم بتاعي، انا ما شفتوش، الا هو صحيح مش جميل؟ وقفت هنا، عشان ممكن حد يشرح لي ايه هو الجمال؟

فين ح الاقي ملجأ من هنا ورايح؟ حسيت بطوفان خارج من جوايا، كنت غاضب، وتاني ابتدى الزنجي يترعش:

شايفة الزنجي جميل ازاي؟"

بوسي مؤخرة الزنجي الجميلة يا سيدتي"

(هو اصله كان اتصاحب على بنات بيض وطلع تلاتينهم، فيه اسطورة عند البيض ان الراجل الاسود هريكليز في الجنس في مذكرات مالكوم اكس، بيقول انه اتصاحب على بنت بيضا وقعد يزل في انفاس ابوها وبيعترف انه كان بيفك عقده عليها، في الوقت ده كان الرجالة البيض بيعتبروها كارثة لما يعرفوا ان ست بيضا عملت علاقة مع راجل اسود، ولما اتقبض على مالكوم اكس سابوا التحقيق في جريمة السرقة وقعدوا يسألوه: انت نمت مع الست البيضا دي؟ طب بمزاجها؟ طب هي اللي كانت بتجيلك؟ واخد حكم كبير قوي على تهمة السرقة بس عشان عرفوا انه كان عامل علاقة مع واحدة بيضا/ جبهة)

العار ملا وشها، اخيرا تحررت من تأملاتي، وفي نفس الوقت حققت حاجتين:

حددت بالظبط مين هو عدوي، وعملت له فضيحة، صفعة كبيرة، دلوقت اقدر اضحك.

مجال المعركة اتحدد، وانا دخلت اللستة.

نعم؟ لما كنت باسامح وبانسى وباقدم حبي، الحب اترمى في وشي، العالم الابيض، الشريف قوي، حرمني من كل المشاركات، الانسان المفروض يتصرف كانسان، انا بقى كان المفروض اتصرف زي انسان اسود، زي اقل زنجي، انا القيت تحية عالية على العالم، والعالم رماها بعيد، قالوا لي اتكلم في حدود، ارجع من مكان ما جيت.

طب بكرة اوريهم، انا حذرتهم على اي حال، عبودية؟ ماحدش بيتكلم عن العبودية دلوقت، دي ذكرى سيئة. دونيتي المفترضة؟ خدعة المفروض نضحك عليها، نسيت كل ده، على شرط، ان العالم يبطل يحمي نفسه مني تاني، انا بقى عندي مقصات اختبر بيها العالم، وانا عارف انها قوية.

ايه! انا عملت ايه عشان اتكره، واحتقر، واتلفظ؟ عملت ايه عشان افضل اتسول، واترجى واتحرم من ابسط حق في اني يعترف بيا كإنسان؟ انا حليت المشكلة، بما اني معقد خلقة ربنا كده، انا مبسوط من نفسي اني اسود، انا ح اعرف نفسي مش على اني انسان، لكن على اني اسود. وبما ان كل الناس مترددة في انها تعترف بيا، انا حليت المشكلة، انا ح اعرف ازاي اخليهم كلهم يتكلموا عني.

سارتر بيقول في كتاب "معاداة السامية واليهود": “اليهود سمحوا لنفسهم بانهم يتسمموا بالصورة النمطية اللي رسمها لهم الغير، وعايشين في خوف ان تصرافاتهم تفكر الناس بالصورة النمطية دي، ممكن نقول ان تصرفاتهم دايما بيقرروها بشكل مبالغ فيه من داخلهم.

(مش بيتصرفوا بتلقائية يعني)

بنفس الطريقة، اليهودي مش ح يتعرف لما يتصرف في اطار الصورة النمطية لليهود، هو مش هو بشكل كامل، تصرفاته وسلوكه متحددة ومرسوم لها صورة من قبل ما يعملها، هو ابيض، وبعيدا عن بعض الصفات الجدلية، ممكن يمر من غير ماحد ياخد باله انه يهودي، هو بينتمي للعرق العظيم اللي عمره في حياته ما اكل لحوم البشر، اما فكرة والله! تاكل ابو واحد، عشان تتجنب انك تاكل البني ادمين تقدر ببساطة ما تبقاش زنجي، بس، ورغم ان اليهود بيض، بس منحة كده بيتحرشوا بيهم، ويبيدوهم، ويحرقوهم، لكن دي خناقة عائلية، لان اليهودي بيتكره لما بيبين نفسه انه يهودي، اما انا فكل حاجة فيا بتفضحني. انا ماعنديش اي فرصة، صورتي متحددة من قبل ما يبقى فيه صورة اصلا. انا عبد شكلي مش عبد الفكرة اللي واخدها عني الناس زي اليهود.

انا داخل العالم ببطئ، وفهموني اني مش لازم احاول اعمل اي ثورة، بازحف وانا باتقدم، واتشرحت تحت عينين البيض، وطبعا هم بس اللي عينيهم بتشوف، هم بس اللي عينيهم حقيقية. انا متثبت، ومحطوط تحت الميكروسكوبات، وبيقطعوا وجودي قطع صغيرة عشان يحللوها. عروني، وحاسس انهم بيبصوا لي على اني مش انسان مختلف، ولكن على اني حاجة مختلفة، نوع مختلف، مخلوق مختلف، اصله زنجي.

باحاول اهرب في الاركان، وقرون استشعاري بتلقط جمل متقطعة متناثرة على السطح – ملابس زنجية داخلية ريحتها زنجي – سنان الزنجي بيضا – رجلين الزنجي كبيرة – صدر الزنجي عامل زي البرميل – باهرب في الاركان، ساكت خالص، باجاهد عشان ماحدش يشوفني ولا ياخد باله مني، نفسي اختفي، بصوا، انا قابل الحكاية كلها، بس اهم حاجة ماحدش ياخد باله مني.

آه...اعرفك بصديقي الاسود..آمي سيزار، اسود ومتخرج من الجامعة، دي ماريان اندرسون، مغنية زنجية رائعة، الدكتور كوب اللي اخترع الدم الابيض، زنجي، سلم على صاحبي اللي من المارتينيك (خللي بالك..احسن ده حساس قوي)، عار، عار، عار، واحتقار للذات، عايز ارجع، لما الناس بيحبوني بيقولوا لي: والله بنحبك مع انك اسود، لما بيكرهوني بيقولوا لي: طبعا ما انت اسود، وانا محبوس في الدايرة المفرغة دي.

اهرب من مراقبين السفينة دول قبل الطوفان، واجري على اخواتي، الزنوج اللي زيي، يانهار اسود، هم كمان بيرفضوني. هم تقريبا بيض. كمان ح يتجوزوا ستات بيض، ح يخلفوا عيال لونهم فاتح، مين عارف؟ يمكن واحدة واحدة ويخلصوا من اللون ده خالص.

فيه حلم كنت باحلمه:

انا عايزك تفهمني كويس يا سيد، انا واحد من افضل الاصدقاء السود في ليون"

سوادي دايما مسيطر عليا، غامق ومافيهوش جدال، وبيعذبني، بيطاردني، بيزعجني، بيغضبني.

الزنوج متوحشين، ومش متحضرين، وجهلة. هم بيقولوا كده، بس انا عارف اني مش كده. كان فيه اسطورة عن الزنوج، انهم لازم يتقتلوا ويخلصوا مننا مهما كلفهم الامر.

خلاص، ولى الزمن اللي لما الناس تشوف فيه قس اسود يستغربوا، دلوقت عندنا دكاترة، اساتذة جامعة، موظفين في الدولة. آه صحيح، بس برضه، دايما بيبتص لهم على انهم حالات استثنائية: “على فكرة عندنا مدرس تاريخ سنغالي..والله كويس وبيفهم، انا اعرف دكتور ملون على فكرة، ومهذب قوي"

دايما اسمه المدرس الزنجي، الدكتور الزنجي. انا بقيت هش قوي، كل ما تحصل حاجة اقعد اترعش، انا اعرف مثلا ان الطبيب لو عمل غلطة تبقى نهايته ونهاية اللي جم من بعده كمان. طب ايه اللي ممكن اي حد يتوقعه من طبيب زنجي وهو محاط بده كله؟ طول ماكل حاجة ماشية تمام بيمتدحوه ويرفعوه للسما، بس خلي بالك، ما تتغرش، عشان مافيش هزار، انت ما تعرفش ممكن تتهان قد ايه وتتبهدل عند ابسط غلطة. انا اقول لك، انا اتحبست: ما عملوش اي اسثناء ليا عشان انا مهذب، ولا عشان انا متعلم، ولا عشان انا مثقف وبافهم في الادب، ونظرية الكتلة.

قلت لهم ليه كده؟ ردوا عليا باسلوب كأنهم بيتكلموا مع طفل، وقالوا لي ان القوانين دي معمولة من بعض ناس لهم وجهة نظر، بس احنا نأمل انها تختفي في اقرب وقت ممكن، قلت لهم وايه وجهة النظر دي قالوا لي العنصرية.



Sunday, 29 June 2008

دلوقت انا باحب اعمل ايه؟

مؤخرا ظهرت عليا اعراض مش كويسة، لا، ارجوكوا ما تفهمونيش غلط انا اشرف من الشرف، بس بقيت طول الوقت بافكر فيه، وبيوحشني على طول وطول ما انا برة البيت عايزة ارجع عشان اقعد معاه، آه هو عندنا في البيت، على الكمبيوتر ده
ايوة هو
فرانتز فانون
دلوقت انا باحبه، اعمل ايه عشان يحس بمشاعري؟
محمد زميلي في الشغل قعد يتريق عليا ويقول لي اعملي تواصل ارواح بالفنضام
بعت رسالة لعبده طنشني وماردش عشان كان بيتفرح على ماتش المانيا واسبانيا، الا هو مين اللي كسب؟
كلمت مالك قعد يقتم عليا لحد ما الكارت خلص وما اتصلش بيا، وكنت رايحة خطوبة واحد صاحبي وتهت وما اعرفتش اتصل بيهم عشان الكارت خلصان وروحت وما رحتش الخطوبة
وما حدش عايز يقول لي اعمل ايه عشان اوصل له مشاعري
ياترى هو عارف اني باحبه؟

جلد اسود اقنعة بيضاء: الجزء الاخر من الفصل الرابع

صلوا ع النبي، انا كنت ترجمت شوية بالفصحى وبعدين لما اتفقنا اعمله بالعامية كملت بقيته بالعامية وحتلاقوا معظمه بالعامي، والله انا محرجة ايما احراح لان العربي بتاعي مش وحش، بس عشان اصيغ افكار حد تاني غيري من لغة تانية بالفصحى وبسرعة دي صعبة شوية، بس غالبا اللي بالعامية ح تلاقوه سهل، انا كمان لما عملته بالعامية لقيته مناسب لروح فانون لانه بيهرج وبيتريق طول الوقت
اتفضلوا:


لكنهم – اي السود - لا يشتكون ابدا مما ذكره الكاتب، وهذا هو الاثبات:

قبل الفجر بساعة، بعيدا عن امي وابي، كان كل الكوخ محطما ومليئا بالبثور، كأنه اقترف خطيئة وعوقب بالغليان، والسقف المتهالك من الجو، مرقع هنا وهناك بقطع من بقايا علب النزين، وكل هذا يترك بركا من الصدأ في الطين الرمادي ذو الرائحة الكريهة الذي يجمع اعواد القش سويا. وحين تصفر الريح كل الرقعات تحدث صوتا غريبا، وكأنه ازيز في طاسة القلي، ثم كجسم مشتعل القي به في الماء تحت وابل من الشرر المتطاير، والسرير المكون من الواح خشبية والذي ينام ويقوم عليه ابناء عرقي، كل ابناء عرقي، ينامون على هذا السرير ويقومون مشتعلين من فوق هذا السرير الذي يبدو وكأنه تحول الى فيل مغطى بجلد الماعز واوراق الموز المجففة والمهلهلة وشبح مفرش السرير المملوك لجدتي. (فوق السرير هناك قدرة مملوءة بالزيت وتنتهي بشمعة مضاءة نارها تشبه اللفت السميك، وعلى احدى جوانب القدرة مكتوب بحروف من ذهب: ميرسي)

من كتاب آمي سيزار

ويقول ببؤس:

هذا التصرف، هذا السلوك، هذه الحياة المقيدة في العار والكوارث تثور، تكره نفسها، تقاتل، تعوي، ويسألون ربهم: ماذا ستفعل حيال هذا؟

افعل شيئا..

افعل ماذا؟

افضل ما يمكن فعله في هذه الحالة هو انهاء العالم، نهاية العالم التي يكتبها الرب.

(نفس المصدر السابق)


ما نسيه السيد مانوي ان المالاجاش فقط هم الذين اختفوا، نسي ان المالاجاش موجودون فقط مع الاوروبيين. كما ان وصول الاوروبيين الى مدغشقر حطم الافق والنفس. كما اشار كل الناس، البديل للاسود لم يكن الاسود، بل كان الابيض. في جزيرة مثل مدغشقر، تم غزوها في ليلة من قبل "رواد الحضارة" حتى ولو عانى هؤلاء الرواد، وفقدوا تكوينهم الاساسي. مانوي نفسه يضيف: “الملوك البسطاء كانوا قلقين من امتلاك الرجل الابيض لهم"

(وده آخر كلام ليا بالفصحى يا فصحى عم خليل الاوزعا وبعد كده سنية ح تقرا من غير النقط بقى وح اترجم بالعامية وعلى فكرة هي مناسبة لاسلوب فانون الساخر، فيه افيهات كتير ما عرفتش انقلها بالفصحى في اللي فات هو اصله فقري وصايع)

وبتفسير ان الواحد في اطار النسق الطوطمي السحري (يعني في اطار التابوهات يعني) وبسبب احتياجه للاتصال باله رائع، ولانه في احتياج عشان يثبت ان النظام الاعتمادي نظام كويس، ممكن يبقى عايز يسيطر بشكل مطلق، الا ان فيه حقيقة واحدة ثابتة وماحدش يقدر يتجاهلها، ان فيه حاجة جديدة بتحصل وبتتكون على جزيرة مدغشقر، لا هي اوروبية ولا هي مدغشقرية (تمشي مدغشقرية دي؟) وان الاوروبيين لازم يبتدوا يوطنوا نفسهم على اساسها، والا اي تحليل تاني ح يبقى خاطئ ومزيف وملغي.

فيه عنصر جديد اضيف دلوقت، ومن الواجب اننا نبتدي نفهمه ونفهم العلاقات الناتجة عنه.

نزول الاوروبيين في جزيرة مدغشقر تسبب في جرح لا يغتفر، ونتائح الاقتحام الاوروبي لمدغشقر ما كانتش نتائح نفسية بس، لان فيه علاقة ما بين الوعي والمنظومة الاجتماعية.

طيب والنتائج الاقتصادية؟ ايه ده؟ واحنا معقول نتجرأ برضه نحاكم الاحتلال؟

طب ماعلينا خلينا في دراستنا ونرجع ناخد مقتطف من مانوي تاني:

بقول آخر، الملاجاش ما استحملوش انهم يبقوا بيض، واكتر حاجة آلمت الملاجاشي هو انه عارف انه انسان (بالتعريف) وبعدين يكتشف ان الناس بتتقسم بسبب الوانهم بيض وسود، ولو الملاجاشي اللي حاسس انه اتخان وتم تجاهله حاول يكمل تعريف نفسه ح يطالب بحقه بصوت عالي: ح يطالب بالمساواة بمنهج وطريقة عمرهم ما جم على باله اصلا، المساواة اللي هو بيطالب بيها، شكلها كده قبل ما يبتدي يطالب بيها شكلها حلو وح تحل له مشاكله، لكن اول ما يبتدي يطالب بيها ح يتبين له ان مش دي المطالب الكافية لعلاج مرضه. لان كل ما المساواة بتزيد كل ما الفروق اللي فاضلة بتوجع الواحد اكتر، لان فيه من الفروق دي حاجات مش ممكن تتمحي، وهو ده الطريق اللي بيسلكه الملاجاشي بيبتدي من نقطة الاعتماد على المستعمر وينتهي بنقطة الاحساس بالدونية.


تاني بنصطدم بسوء الفهم من السيد مانوي، الحقيقة انه واضح قوي ان المالاجاشي ح يقبل فرق اللون وح يقبل حقيقة انه مش ابيض، لان المالاجاشي مالاجاشي، لا..مش قصدي، خليني اصحح، المالاجاشي مش ملاجاشي، الملاجاشي بيعيش فكرة انه ملاجاشي وبس. يعني هو اصلا ما فكرش في هويته الملاجاشية غير لما الرجل الابيض جه، واصلا ما قعدش يلح ويقول انا انسان، ويسأل نفسه بينه وبين نفسه انا انسان وللا لا، الا عشان الرجل الابيض فهمه انه مش انسان. بقول آخر، انا باعاني من كوني مش ابيض على قد ما الابيض بيمارس التمييز والاضطهاد علي، ويحتلني، ويسرقني، وينزع خصوصيتي، وقيمتي، واني متطفل على العالم، واني لازم بقى اتقدم عشان اقرب من مستواه، اني "وحش كاسرن اني انا واهل وطني مجموعة من الروث ماشية على الارض، وان مجموعة الروث دي، اللي هي احنا، بنفرز قصب سكر، وقطن، واني ماليش لازمة في الدنيا" (من كتاب امي سيزار)، ونتيجة لكل الكلام ده ح احاول اني اعمل نفسي ابيض، بمعنى اني احاول اجبر الرجل الابيض انه يعترف اني انسان. بس طبعا السيد مانوي بيقول، ولا حتى نقدر نعمل كده، عشان احنا اصلا عندنا عقدة الاعتماد على الاخر. وبيقول: “مش كل الناس قابلة للاستعمار، بس الناس اللي عندهم احتياج انهم يعتمدوا على غيرهم هم اللي بيستعمروا من قبل الدول التانية" وبعدين يرجع يقول لنا: “اي مكان راحه الاوروبيين عشان يحتلوا كان فيه توقع داخلي عند السكان الاصليين، وخلينا نقول كان فيه رغبة كمان من السكان الاصليين، ان الاوروبيين ييجوا يحتلوهم. في كل مكان فيه قصص اسطورية عن الاغراب اللي بييجوا من البحر وهم جايبين معاهم اعاجيب وهدايا"، يعني بقى نقدر نستنتج ان كمان الرجل الاوروبي بيخضع لعقدة السيطرة وبيستجيب لها، عقدة القيادة، بينما الملاجاشي بيستجيب لعقدة الاعتماد على الاخر، وتوتة توتة فرغت الحدوتة وكل الناس مبسوطة، احنا مالنا بقى؟

لما بيطرح السؤال ليه المدغشقريين بيقولوا على الاوروبيين "فازاها" بمعنى الاجنبي المحترم، وليه كان الاهالي بيرحبوا بالاوروبيين اللي سفنهم كانت بتتحطم على شواطئ مدغشقر، وليه اهل مدغشقر اصلا عمرهم ما عاملوا الاجنبي وحش، بدل ما يفسروا الظواهر دي ان ده من ذوقهم وادبهم وان حضارتهم بتفرض عليهم الترحيب بالضيوف زي ما سيزار قال عليها "مجاملات الحضارة القديمة" بقى يفسروها على ان الترحيب ده سره نبوءات هيروغليفية ورغبات في اللا وعي بتخليهم ح يموتوا عايزين يستعبدوا للرجل الابيض. آه، اللا وعي، عارفينه ده مافيهوش حاجة جديدة واتكلمنا عليه، بس ايه الاستنباطات اللي مالهاش اساس دي؟ مرة واحد زنجي حكى لي حلم حلمه: “كنت ماشي بقالي مدة طويلة، وكنت تعبان قوي، كان عندي احساس ان فيه حاجة مستنياني، قعدت اتسلق المتاريس والحيطان، لحد ما وصلت لصالة فاضية، ومن ورا الباب سمعت دوشة، في الاودة التانية كان فيه راجل ابيض، وبعدين ببص على نفسي لقيتني انا كمان ابيض"، لما باحاول افهم الحلم ده واحلله، خصوصا اني عندي خلفية ان صاحبي عنده مشاكل في شغله، اقدر استنتج منه ان الحلم ده بيحقق امنياته اللي في اللا وعي. لكن برة العيادة وبرة الحالة الخاصة دي اقدر اني ادمج الحلم ده في العالم المحيط بينا وممكن اوكد لكوا:

1- ان مريضي عنده عقدة دونية. وتكوينه النفسي مهدد بانه يبقى مش متكامل، واللي مفروض يتعمل اني اساعده في انه يتخلص من رغباته اللا واعية واحدة واحدة.

2- اذا كان هو نفسه قوي يبقى ابيض كده، فده لانه عايش في مجتمع بيأكد عقدة النقص عنده، الحقيقة المجتمع اللي هو عايش فيه بيحتفظ باستقراره من خلال استمرار عقد النقص عنده، وده لان المجتمع ده بيدعي التفوق العرقي، وعليه فهم بيخلوا حياته مستحيلة عشان يخلقوا عقدة النقص جواه، والنتيجة الطبيعية انه غصب عنه بيلاقي نفسه في حالة عصابية.

يبقى احنا محتاجين تحرك مزدوج تجاه الفرد ده، وتجاه المجتمع كمان، وبما اني محلل نفسي، فانا واجبي اني اساعد المريض انه يبقى واعي باللا وعي بتاعه وانه يبطل هلوسات انه نفسه يبقى ابيض، بس في نفس الوقت لازم ادفعه انه يحاول يغير التكوين الاجتماعي اللي اتسبب له في المرض.

بمعنى ان الانسان الاسود مش ح يفضل طول عمره عايش في معضلة: يا تبقى ابيض يا تختفي من الوجود، هو لازم يبقى مدرك انه من حقه يبقى موجود ايا كان لونه، ولو المجتمع بيعمل له مشاكل عشان لونه، فهو بيبقى عنده احلام بانه يغير لونه لان ده سبب المشاكل، ونصيحتي له مش انه يقبل المشاكل عشان مش ح يعرف يغير لونه، بالعكس، لكن ح احاول اني اخليه واعي بابعاد المشكلة في اللا وعي بتاعه وفي المجتمع واخيره ما بين انه يا اما يبقى سلبي ويفضل يحلم، يا اما ياخد خطوة ويبقى ايجابي ويحاول يغير التكوين الاجتماعي ده.

نرجع بقى للسيد مانوي، هو عايز يبحث المشكلة من كل الزوايا، جميل، عشان كده ما اغفلش نقطة اللا وعي عند الملاجاشي، وعشان كده حلل سبع احلام: سبع احلام اتحكوا عشان يكشفوا لنا اللا وعي، ح نلاقي ان في ستة منهم الموضوع الرئيسي بتاعهم هو الرعب. الاحلام لستة اطفال وواحد بس كبير، بنشوفهم وهم بيترعشوا، عايزين يطيروا، تعساء:

الحلم بتاع الطباخ: كان بيجري ورايا تور اسود غضبان، كنت مرعوب، تسلقت شجرة وفضلت فوقها لحد ما الخطر زال، ونزلت وانا باترعش من الخوف.

الحلم بتاع طفل عنده تلاتاشر سنة: كنت باتمشى في الغابة، قابلت اتنين سود، قلت: اخ...انا كده قضي عليا، كنت باحاول اهرب بس ما عرفتش اجري، اعترضوا طريقي وفضلوا يرطنوا بلغة غريبة، كنت معتقد انهم بيقولوا: ح نوريك ايه هو الموت، كنت باترعش من الخوف وقعدت اترجاهم،: من فضلك ياسيدي، خليني امشي، انا خايف قوي، واحد فيهم كان بيفهم فرنساوي، ومع ذلك قالوا: ح ناخدك للرئيس بتاعنا، لما مشينا، خلوني امشي قدامهم ووروني المسدسات بتاعتهم، كنت خايف قوي، بس قبل ما نوصل للمعسكر بتاعهم كان لازم نعدي نهر، غطست في المية، ولاني كنت مصحصح اخدت بالي ان فيه صخرة محفور فيها كهف فدخلت واستخبيت فيها، ولما الراجلين مشيوا جريت على بيت ابويا وامي.

حلم جوزيت: الحالمة بنت طفلة، شافت في الحلم انها كانت تايهة ولقت جذع شجرة فقعدت عليه، جات ست لابسة ابيض وقالت لها انت قاعدة كده، انتي في وسط عصابة من اللصوص، فقالت لها: انا في المدرسة، وانا راجعة تهت في السكة، انا كنت مروحة البيت، الست ام فستان ابيض قالت لها: امشي في الطريق ده يا بنوتة وح تلاقي الطريق اللي انتي عايزاه.

الحلم بتاع رزافي، عنده 14 سنة: كان بيجري ورايا عساكر سنغال بيعملوا صوت زي الحصنة الجامحة وهم بيجروا ورفعوا عليا المسدسات، وبعدين هربت باني اختفيت، وطلعت على سلم في الطريق وفي اخره لقيت بيتنا.

الحلم بتاع الفين، عندها تلاتاشر اربعتاشر سنة: حلمت ان تور اسود بيجري ورايا، كان كبير وقوي، راسه كانت عليها نقوش بيضا، وعنده قرنين كبار ومدببين قعدت افكر في عقل بالي واقول: حاجة تخوف قوي، والطريق عمال يضيق، اعمل ايه؟ رحت ناطة على شجرة مانجة، بس التور هز الجذع بتاعها، يالهوي وقعت وسط الشجر، وبعدين طعني بالقرن بتاعه ومصاريني طلعت وهو اكلها.

الحلم بتاع رازا: سمع في الحلم ان حد بيقول السنغاليين جايين وهو قاعد في المدرسة، بيقول: خرجت في حوش المدرسة عشان اشوف، ولقيت السنغال جايين فعلا جريت على البيت بس لقيت البيت هم كسروه.

الحلم الاخير لولد عنده اربعتاشر سنة:

كنت ماشي في الجنينة وبعدين حسيت بخيال ورايا، كل اوراق الشجر حواليا كانت بتعمل صوت حفيف وبعدين تقع، كأن فيه حرامي مستخبي وسط الشجر، ومستني عشان يمسكني، طول ما انا ماشي في الازقة الخيال ورايا، فجأة خفت قوي ورحت جاري بس الخيال اللي ورايا اخد خطوة واسعة وايديه كبيرة قوي حاول يمسك هدومي، حسيت بقميصي بيتقطع ورحت صارخ، ابويا نط من السرير لما سمع صوتي وجه عشان يشوفني واختفى الخيال وانا ما بقتش خايف تاني.


من عشر سنين استغربت قوي لما عرفت ان بتوع شمال افريقيا بيحتقروا الملونين. كنت هناك وما كنتش عارف اتفاهم مع الناس خالص عشان لوني، (يادي الفضايح...هو احنا يعني كنا شق اللفت؟) وسبت شمال افريقيا ورجعت فرنسا وانا مش فاهم سر العداوة دي ايه؟ في نفس الوقت كان فيه شوية حاجات خلتني ارجع افكر تاني، الفرنساويين شكلهم مش يهودي، واليهود شكلهم مش عربي، والعرب شكلهم مش زنجي....قالوا للعرب: “انتوا فقرا عشان اليهود استنزفوكوا وسيطروا على الاقتصاد وفقروكوا" وقالوا لليهود: “انتوا مش زي العرب دول، انتوا احسن، انتوا بيض، وعندكوا اينشتاين وبيرحسون" وقالوا للزنوج: “انتوا احسن جنود في الجيش الفرنسي، العرب فاكرين نفسهم احسن منكوا، بس هم غلطانين". بس الكلام ده مش صحيح، الزنجي ماحدش قال له حاجة لان مافيش حد عنده حاجة يقولها له، المقاتل السنغالي هو مقاتل، المحارب الكويس اللي بيسمع الكلام، الشجاع المطيع:

  • ممنوع الدخول

  • ليه؟

  • مش عارف..هو ممنوع الدخول


الرجل الابيض ما يقدرش يتحمل كل المسئوليات لوحده، عشان كده بيرمي الشغل الوسخ في "الطين" اللي هو العناصر التانية، انا عندي اسم للعملية دي: التوزيع العنصري للاحساس بالذنب.

انا قلت ان فيه حاجات كتير كانت بتدهشني وتفاجئني، كل ما تحصل عملية تمرد القيادة الفرنسية ما تسلطش على المتمردين غير الملونين اللي زيهم. الملونين هم اللي بيقمعوا حركات التحرر بتاعة الملونين. عشان يثبتوا ان مافيش داعي لاننا ندي للعملية ابعاد عالمية، اذا كان العرب عديمي النفع عايزين يثوروا، فهم مش بيثوروا غير عشان يخلصوا من شوية السود دول.

(ملحوظة: ام زينب امبارح كانت بتقول لي الغلابة دايما ييجوا على بعض قوي/ جبهة)

من وجهة النظر الافريقية، فيه شاب اسود قال في الاجتماع الكاثوليكي الخمسة وعشرين اثناء الكلام عن مدغشقر: “انا عايز اعترض على ارسال القوات السنغالية واستغلالهم بشكل سيء في مدغشقر"، وعرفنا من بعض المصادر ان احد اللي كانوا بيعذبوا تناناريف في قسم البوليس كان سنغالي. وعليه، وبما اننا عارفين كل ده، وبما اننا عارفين النموذج السنغالي بيمثل ايه بالنسبة للملاجاشي، فتبقى اكتشافات فرويد مالهاش لازمة عندنا هنا. اللي مفروض نعمله اننا نرجع الاحلام دي لتوقيتها الحقيقي، والتوقيت ده كان في مرحلة ما تمانين الف ملاجاشي اتقتلوا – يعني واحد كل خمسين نفر ونرجع الاحلام دي لمكانها الحقيقي برضه، والمكان الحقيقي هو جزيرة مكونة من اربعة مليون نسمة، ومافيش اي استقرار في العلاقات، وفيه ثورات في كل مكان وفي كل اتجاه، والاكاذيب والفوضى ماليين الجزيرة. (هامش من المؤلف: وبالمناسبة دي ممكن نجيب حتة من شهادة تناناريف في المحاكمة: 9 اغسطس، تناناريف راكوتوفاو،

مستر بارو قال لي: بما انك رافض اللي انا لسة قايلهولك انا ح ابعتك لاودة التفكير، اخدوني اودة، اودة التحقيقات كانت متغطية بالمية، كان فيه جردل مليان مية وسخة، وحاجات تانية، وبعدين السيد بارون قال لي: دلوقت ح اعلمك ازاي توافق على كلامي وتعترف. وبعدين قال لواحد سنغالي يعمل فيا اللي عمله في التانيين، السنغاليين خلوني اركع وايديا قدامي وبعدين اخد لسان خشب وراح رابط ايديا جامد في بعض، وبعدين وانا على ركبي وايديا مضغوطين في بعض، حط رجله على قفايا وراح زاقق راسي جوة الجردل، اخد بالي اني على وشك اني يغمى عليا فشال رجله شوية عشان اعرف اتنفس، وفضل يكرر الحكاية دي كتير لحد ما تعب خالص، وبعدين السيد بارون قال له خدوا بعيد واضربه، كان السنغاليين بيستعملوا كرباج مصنوع من جلد التور، والسيد بارون جه وجلدني حوالي خمستاشر دقيقة، اظن بعد ما قلت اني مش قادر استحمل، لانه بالرغم من اني شاب بس كان الجلد لا يحتمل، فهو وقف شوية وقال لي على شرط توافق على كل اللي قلتهولك. قلت له: لا يا سيدي، لانه مش صحيح، راح بعتني لاودة التعذيب التانية وبعت لي سنغاليين تانيين، وبعدين طلب منهم انهم يمسكوني من رجليا ويغطسوا راسي لحد صدري في الجردل، عملوا الحكاية دي كتير قوي، في الاخر قلت لهم كفاية انا عايز اتكلم مع السيد بارون، اخدوني للسيد بارون قلت له: انا ماليش طلب غير اني اتعامل بما يتناسب مع فرنسا، فقال لي: هي دي المعاملة الفرنساوي.

ولاني ما كنتش قادر استحمل قلت له طيب انا ممكن اقبل باني اعترف بالجزء الاول من كلامك فقال لي لا، مدام قبلت تكذب يبقى يا تقوله كله يا اما ما تقولش حاجة خالص،

(وتستمر الشهادة)

مستر بارون قال حاولوا معاه بالطرق التانية، اخدوني للاودة الملحقة تاني، كان فيها سلم حجري صغير، ايديا كانت مربوطة ورايا، السنغاليين علقوني من رجليا في الهوا وخلوني اطلع وانزل براسي على السلم، ما كنتش قادر استحمل، بالرغم من ان كان لسة عندي قوة معنوية بس جسمانيا ما كنتش قادر، قلت لهم قولوا للريس بتاعكوا انا موافق على كل حاجة.

(اغسطس 11، روبرت، متهم)

البوليس مسكوني من ياقة القميص وضربوني بالشلوت في ضهري وبالبونية في وشي، وبعدين اجبروني على الركون والسيد بارون فضل يضربني جامد، مش عارف امتى جه ورايا وحسيت بحديدة سخنة قوي في رقبتي، حاولت احمي رقبتي بايدي واتحرقوا. المرة التانية ضربوني جامد لحد ما اغمى عليا، مش عارف ايه اللي حصل تاني، السيد بارون طلب مني اوقع على ورق وانا هزيت راسي انه لا، فالسيد بارون طلب من سنغاليين انهم ياخدوني شالوني تقريبا للاودة التانية، السنغالي قال لي: ما تعترف احسن لك انت ممكن تموت، السيد بارون قال له: انت ح ترغي معاه؟ ابتدي..، ايديا كانوا مقيدين ورا ضهري، اجبروني على الركوع، وراسي اتغطست في جردل مليان مية، قبل ما اتخنق طلعوا راسي، وفضلوا يكرروا الحكاية دي لحد ما اغمى عليا. انتهت شهادة الشهود، وطبعا مافيش حد في الدنيا مش عارف ان راكوتوفو اخد اعدام، طيب لما نقرا الكلام ده، نقدر نعرف ان السيد مانوي اغفل نقطة مهمة قوي في تحليلة: التور الاسود والرجالة السود المرعبين هم ببساطة السنغالي اللي بيعذب/ انتهى هامش المؤلف)


لازم نعترف ان في بعض الاحيان وتحت ظروف معينة المجتمع بيبقى اهم من الفرد، انا ح اخد مقتطف من بيير نافيي:

لما نتكلم عن مجتمع بيحلم، وكأننا بنتكلم عن فرد بيحلم، ولما نتكلم عن الرغبة الجمعية لامتلاك القوة وكأننا بنتكلم عن رغبات الفرد الجنسية، لما بنعمل كده بنبقى بنعكس ترتيب الاشياء الطبيعي، لان الظروف الاجتماعية والاقتصادية للصراعات الطبقية هي اللي بتشرح وبتحدد الظروف الواقعية الي بتخلق اتجاهات الفرد الجنسية، ولان محتوى احلام الفرد بيعتمد في تحليلها النهائي على الثقافة اللي عايش فيها الفرد.

يبقى بقى، التور الاسود مش هو القضيب، والاتنين السود مش هم نموذجين للاب – واحد الاب الحقيقي وواحد الجد اللي منه جه العرق، هنا بقى التحليل الشامل للاحلام، وعلى نفس الاساس برضه اللي السيد مانوي اعتمد عليه في تفسيراته "طائفة الاموات والاحياء في الاسرة". ايه بقى التحليل بتاعنا؟ المسدس بتاع الجندي السنغالي مش العضو الذكري ولا حاجة زي ما السيد مانوي قال، ده مسدس حقيقي، موديل 1916. والتور الاسود مش الارواح المتجسدة، وانما دي تخيلات حقيقية في الواقع بتقتحم الاحلام، ايه النموذج النمطي اللي بتقدمه الاحلام دي، اذا ما كانتش بتقدم العودة للطريق الصحيح؟ ساعات فيه جنود سود، وساعات تيران سودا مزركشة باللون الابيض على راسها، وساعات، بصراحة شديدة ست بيضا طيبة قوي. مافيش تحليل منطقي للاحلام دي غير ان اللا وعي موجود فيه الاتي: “لما تخرج من الروتين يبقى انت ح تتوه في الغابة، وهناك ح تلاقي بقى تور اسود بيطاردك ويخوفك، وبشكل عشوائي وانت بتجري منه ح ترجع البيت تاني". يبقى افضلوا في مكانكم يا ملاجش واهدوا كده ومافيش داعي للمشاكل.


بعد ما السيد مانوي شرح نفسية الملاجاش، اخد على عاتقه شرح الاستعمار، وسبب وجوده، وفي السكة راح مزود عقدة كمان للكتالوج بتاعه: عقدة بروسبيرو. والعقدة دي هي مجموعة من امراض اللا وعي اللي بترسم صورة للمستعمر الابوي اللي عنصريته نابعة "من تصوره ان بنته تعرضت لمحاولة اغتصاب من كائن ادنى". بروسبيرو هو الشخصية الرئيسية في مسرحية العاصفة بتاعة شيكسبير، وعندنا شخصية ميراندا بنته، وكاليبان، بروسبيرو بيتصرف حيال كاليبان تصرفات يعرفها الناس في جنوب الولايات المتحدة الامريكية كويس قوي، مش الناس هناك البيض بيقولوا ان السود مستنيين اي فرصة عشان ينطوا على ست بيضا؟ على اي حال اهم حاجة في الجزئية دي في كتاب مانوي هي الكثافة اللي بيشرح بيها الصراع غير المحلول اللي موجود في جذور شغلانة الاستعمار دي، في الواقع هو بيقول لنا:

المستعمر وبروسبيرو الاتنين بيشتركوا في انهم ما يعرفوش اي حاجة عن عالم الاخرين، العالم اللي مفروض الاخرين يتم احترامهم فيه، وبيهرب من العالم ده لانه مش قادر يقبل الناس زي ماهم، ورفض العالم ده مخلوط برغبة في الهيمنة هي رغبة طفولية في الاصل والمجتمع فشل في انه ينظمها له.

السبب اللي المستعمر بيعلنه او بيقول ان عشانه هو ساب بلده – سواء بقى يقول انه عايز يسافر ويشوف الدنيا، او انه يهرب من الحواجز القديمة، او انه عايز يبقى على حريته اكتر – كل الاسباب دي في الواقع لما بيسافر مش بنشوف لها اي تبعات خالص. المسألة كلها انه عايز عالم من غير بني ادمين"


ولو زودنا على الكلام ده ان فيه اوروبيين كتير بيسافروا المستعمرات عشان يتغنوا بسرعة، وده كمان لان المستعمر عادة بيبقى تاجر الا فيما ندر، او على الاقل سمسار، بكده نقدر نفهم نفسية المستعمر اللي بيروح بلاد الناس ويحسسهم في ارضهم انهم ادنى واقل. وبرضه عقدة "الاعتمادية" او الاتكالية اللي عند الملاجاش واللي اتكلم عليها السيد مانوي، اذا حللناها ح نلاقي انها ما ظهرتش الا بسبب وجود الرجل الابيض في المكان. اما بخصوص تحليل السيد مانوي لعقدة الاتكالية اللي عند الملاجاش انها موجودة من زمان في اللا وعي وانها هي اللي رحبت بنزول الرجل الابيض الى ارضه، فانا شايف ان السيد مانوي جانبه الصواب في ده لان كلامه مالوش اي ادلة ولا اسانيد على ارض الواقع، واستنتاجه مش مطابق لا للوضع الملاجاشي ولا لمشاكلهم ولا حتى لامكانيات الملاجاشي في الوقت الحالي.