طب اعمل ايه؟ اعمل اييييييييييييييييه؟
اولا: انا يهمني ان الكتاب ده، والكتاب ده بالذات، يوصل لكل الناس وللعجل في بطن امه كمان
ثانيا: ايه الالاطة دي؟ انا عايزة اخلصه بسرعة عشان تقروه وما تفيدوش مني، تقوموا تتأمروا كده؟ اللي مش عاجبه الصياغة انا قلت احب على ايديكوا انا ح اكتب بالعامي عشان يوصل للناس وياريت حد يتطوع ويصيغ بالفصحى الكويسة. ماحدش عمل كده ليه؟ بس فالحين تدخلوا لي زي ابو منص كحيت وصباعكوا طالع من الشراب: لا انا مش عاجبني الصياغة دي..لا انا مش عاجبني العامي..لا انا مش عاجبني العربي ده
لا والغريبة، سبحان الله المصادفة ان كل اللي بيتألطوا رجالة كالعادة
طب انا بقى مش المدام اللي زودت الملح في السلطة وللا حطت الشوربة باردة على الغدا انا ما خلصتش نفسي من الاطة راجل عشان كل رجالة الكون يتألطوا عليا..
اللي يقدر على حاجة يعملها انا دي مقدرتي
ياباي
المهم، الفصل ده عمال يزداد في التأثر لما عيطت واتفحت من العياط فيه
اقروه ده حلو قوي موت
----
فرانتز فانون زي ما قلنا قبل ما يعالج الناس ابتدى يعالج نفسه، اصلا هو سبب انه يتخصص في الطب النفسي بعد ما خلص دراسة الطب انه عايز يعالج نفسه وح تشوفوه في بقية الفصل ده
طبعا حكاية ان مافيش انسان سوي نفسيا مية في المية ده كلام علماء النفس
لكن انا عندي وجهة نظر متواضعة جدا ممكن تتفوها في وشي لو ما عجبتكوش:
اشرار العالم اللي بيساهموا في تدمير الانسانية هم مرضى نفسيين معتقدين انهم هم الوحيدين الاصحاء نفسيا وكل من يخالفهم هو مريض
وعظماء العالم اللي بيساهموا في خلاص الانسانية هم مرضى نفسيين كان عندهم الشجاعة الكافية اللي تخليهم يعترفوا بمرضهم امام انفسهم وامام العالم ويواجهوه وكان عندهم من الرهافة اللي تخليهم يحسوا بامراض الانسانية من واقع احساسهم باوجاعهم ويمدوا ايديهم لينا عشان يخلصونا
على اي حال الفصل اهو، اسمع بقى حد بيعترض من غير ما يحط لي اعادة صياغة ح اشنقه
حطوا الصياغة اللي انتوا شايفينها للبوست وانا انزلها اتفضلوا بقية الفصل:
العنصرية مش اكتر من كراهية مالهاش مبرر منطقي بيحملها عرق لعرق تاني، العنصرية، هي احتقار بيحمله الاقوى والاغنى للناس اللي هو شايفهم اقل منه، هو الاستياء اللي بنصب على راس المستضعفين المهانين طول الوقت. وبما ان اللون هو اوضح حاجة، فبقى هو المعيار اللي بيتحدد بيه العرق واللي بيتقيم بيه الناس بصرف النظر عن تعليمهم وانجازاتهم الاجتماعية. اصحاب الجلد فاتح اللون بيحتقروا كل عرق اغمق منهم، واصحاب اللون الاغمق خلاص، مش ح يقبلوا تاني الاحتقار غير المبرر اللي بيتلقوه واللي بينفيهم عن المجتمع.
(من كتاب عنصرية اللون للسير الان بيرنز)
يعني انا كنت فاهم صح بقى، هي الكراهية، انا مكروه، محتقر، ممقوت مش من جاري اللي بيستغلسني، ولا من ابن خالتي، ولكن من عرق باكمله. انا في مواجهة حاجة مش عارف الاقي لها منطق. التحليل النفسي بيقول ان اكتر حاجة تصدم الطفل انه يواجه حاجة مش لاقي لها منطق، مش عارف يعقلها. وانا باقول ان مافيش حاجة تصدم الانسان، اللي اتميز عن سائر الكائنات بالعقل والمنطق، اكتر من انه يواجه حاجة مافيهاش عقل ولا منطق. (كفاية قطعت قلبي/جبهة) حاسس بسكاكين بتقطع فيا، قلت لازم ادافع عن نفسي، انا عادة باعرف احط خطط كويس، عشان كده قررت اني اعقل العالم والاقي له منطق واقنع الرجل الابيض انه كان غلطان.
جان بول سارتر بخصوص اليهودي بيقول ان:
فيه نوع من الاستعمار الحماسي للعقل: لانه مش بس عايز يقنع غيره انه صح، هو هدفه انه يقنعهم بقيمة العقل المطلقة وغير المشروطة. حاسس انه في ارسالية او مهمة عالمية؛ ضد عالمية الديانة الكاثوليكية، الديانة اللي بتقصيه، بيحاول يتصدى لكثلكة العقل عشان يوجد وسيلة للوصول للحقيقة والرابط الروحاني اللي بيجمع كل بني البشر.
وبيضيف كمان، بالرغم من ان بعض اليهود اتخذوا من الحدس اساس لفلسفتهم، الا ان الحدس ده:
مش زي الحدس اللي بيستخدمه باسكال (فيلسوف وعالم رياضيات فرنسي/جبهة) واللي بيعتمد في اساسه على مفاهيم غير ادراكية. النوع ده من الحدس هو عدو اليهود الاول، يعني مثلا بيرجسون، فلسفته بتستخدم منهج الشك الفضولي العقلي النقدي لبحث الفكر الانساني. وبيثبت من خلال الجدل المنطقي وجود الحدس الفلسفي؛ والحدس ده، اللي بيكتشف استمرارية الحياة، هو نفسه حدس كوني، لان اي حد في الدنيا يقدر يمارسه، وبيؤدي الحدس ده للوصول الى حقيقة العالم، لان عناصره يمكن لنا اننا نثبتها ونلمسها.
بحماس، قعدت احط قائمة مرتبة عشان افحص واتتبع المحيط بتاعي. مع الوقت شفنا بعنينا المؤسسة الكاثوليكية بتبرر للعبودية، وبعدين ترجع تدينها. لكن اذا خلينا مرجعيتنا كرامة الانسان، يبقى لازم العنصرية تتقطع ستين حتة. بعد رفض استمر لمدة طويلة جدا، اخيرا قرر العلماء ان الانسان الاسود انسان. بمعنى ان تشريحه الجسدي الداخلي، وطريقة تعامله مع البيئة المحيطة بيه اثبتوا انه شبه الانسان الابيض: نفس التشريح، ونفس الانسجة. يعني اهو، العقل بينتصر على كل مستوى، بس تعالى بقى حط كل العناصر دي مع بعض. بس كده لازم اغير طريقة تفكيري.
الانتصار للعقل ده لعب معايا لعبة القط والفار: استهبلني، لما ابقى مش موجود يبقى العقل والمنطق اهم حاجة، واول ما انا اتوجد العقل والمنطق يتقلبوا. في المطلق كده هم موافقين: الزنجي انسان. بس بمعنى انه حصل تعديل بسيط في قناعاتهم: بني ادم يعني عنده قلب في الناحية الشمال زينا. بس اكتر من كده، حالة الرجل الابيض فعلا مستعصية. مش قابل اي حميمية بين الاعراق تحت اي ظرف، لانه معتقد بالبديهة ان اختلاط الاجناس ح يقلل من مستوى النشء على صعيد الذكاء والصحة. لحد ما يظهر لنا علميا ان اختلاط الاجناس بيحمي من انتشار الامراض وافضل حل عشان نجيب نشء اذكى واصح.
بالنسبة لي انا عارف رد فعلي ح يبقى ايه. ولو حد سألني عن تعريفي لنفسي ح اقول: انا واحد منتظر، بابحث في محيطي، وباحاول افسر اي حاجة في ضوء اكتشافاتي، وبقيت حساس زيادة عن اللزوم.
زي ما كتبت في المقدمة، التاريخ اللي اتكتب لي واتجمع لي اصر انه يتكلم عن تأسيس أكل لحوم البشر بوضوح عشان ما انساش نفسي. والمفروض ان الكروموزومات بتاعتي بتحمل جينات اكل لحوم البشر، سوا كتير بقى وللا قليل. وبالاضافة الى جينات الجنس، اضاف العلماء جينات العرقن ياله من علم مخز (بالفصحى) ايه العلم العار ده؟ (بالعامية)
what a shameful science
(زي ما مكتوب في النص هع هع هع اصلها عجبتني وانا مش موضوعية زي خطيبي/جبهة)
بس انا بقى فاهم الالية النفسية دي كويس. اصل الالية دايما تبقى نفسية. من قرنين انسانيتي اتسرقت مني، كنت عبد، وبعدين جم ناس قالوا لي خلاص، العبودية مشيت، مشيت ومش راجعة تاني. ومجهودي واصرار هم اللي حاربوا عشان ده يتحقق، وانقذت روحي من طوفان "الحضارة" ومشيت في طريقي.
بس كان الوقت اتأخر قوي، كانوا حاسبين كل حاجة، مقررين كل حاجة بحيث اني اول ما ايدي اللي بتترعش تيجي تمسك الامل الاقي نفسي ماسك الهوا؛ كان الوقت اتأخر قوي، بس انا لسة عايز افهم.
من اول ما الانسان ابتدى يزعل عشان هو وصل متأخر بعد ما كل حاجة فاتته، ابتدى الاحساس بالحنين للماضي. هي دي الجنة المفقودة اللي بيتكلم عليها اوتو رانك؟ كان انسان متكلبش في رحم العالم، قرر يدرس نبوءات دلفي (مدينة يونانية قديمة/جبهى) وتعبوا نفسهم في تتبع عوليس وهو هائم على وجهه. المناصرين للروحانية مصممين يثبتوا ان فيه روح في الحيوانات من خلال الجدل ده: الكلب بيقعد على قبر صحبه ويضرب عن الطعام لحد ما يموت. ونستنى جانيت لما تثبت لنا ان الكلب ده مش زي البني ادم، ماعندوش الذاكرة اللي عند الانسان. ارتود بيقول اننا بنتكلم عن عظمة الاغريق، بس اذا الانسان المعاصر ما قدرش يفهم مسرحية حاملات القرابين بتاعة اسخيلوس، يبقى العيب في اسخيلوس مش فينا. هو ده المنطق اللي بيحكم الناس المدافعين عن وجهة نظرهم في معاداة السامية مثلا، منطق تاريخي بيربط ما بين باسكال وديكارت، لما يهودي يشتكي فتيجي الاجابة: مش لاقيين لك مكان في المجتمع نعمل لك ايه؟ اكيد العيب فيك.
من فترة قريبة كنت قاعد في القطر وسمعت فرنساوي "كويس" بيقول: “لازم نحافظ على الفضائل الفرنسية عشان نحافظ على نقاء العرق، دلوقت اكتر من اي وقت فات لازم يبقى فيه وحدة وطنية عشان نجابه الدخلاء، لازم نوقف سيل الاجانب (وراح باصص لي) بصرف النظر عن هم مين". بس لازم، للامانة، اقول انه وهو بيتكلم كان فايح منه ريحة نبيذ رخيص. ولو كانت جات له الفرصة كان قال لي ان دمي اللي بتجري فيه العبودية مش ممكن يفور لما اسمع اسم فيلون (شاعر فرنسي) وتين (مؤرخ فرنسي عنصري). حسيت بغضب بيملاني.
اليهود وانا؛ بما اني كاره اني اتصنف بالعرق، اخيرا بالمصادفة لقيت حد يشاركني الاضطهاد وما يبقاش على اساس عرقي.
حاسس بغضب بيملاني.
في الاول الناس ممكن تستغرب من ربط معاداة السامية مع العنصرية ضد السود. بس دي كانت فلسفة استاذي في الجامعة، هو كان من الانتيلي، قال لي: كل مرة تسمع فيها حد بيشتم في اليهود، تنبه كويس، عشان هو بيشتمك. ولقيت انه بالمفهوم العالمي عنده حق – اقصد اني ارتاحت شوية لما لقيت ان فيه بشر غيري بيشاركوني المعاناة. حسيت بالونس واني مش لوحدي.
بعد شوية لاحظت فعلا ان اللي بيبقى معادي للسامية بيبقى بيكره الزنوج.
(تاني باكرر الكلام ده كان سنة حاجة واربعين في القرن الماضي/جبهة)
انت جيت متأخر، متأخر قوي، دايما ح يبقى فيه عالم ابيض واقف حائل بينا وبينك. الاخرين مش قادرين يصفوا حسابات الماضي ويخلصونا بقى. باحساسي ان الرجل الابيض شنكل لي مشاعري ويبسها لها، قررت اني اطلق صرختي الزنجية. واحدة واحدة، فضلت احط متشابهات من هنا ومن هنا، لحد ما اكتملت صورة العرق، والعرق ده مصدوم تحت وطئة عنصر اساسي، ايه العنصر ده؟ الريتم، اسمع مطربنا ليوبورد سينجور:
هو (الريتم) اللي اول حاجة يوصف بيها انه محسوس، واخر حاجة ممكن تتقال عليه انه عسكري،
هو مثال للعنصر الحي، وهو الشرط الاساسي والعلامة المميزة للفن، زيه زي النفس بالنسبة للحياة:
النفس، اللي بيسرع او بيبطأ، اللي بيبقى ساعات منتظم وساعات مضطرب، على حسب الحالة النفسية للبني ادم، ودرجة عاطفته. هو ده معنى الريتم الاساسي. هو ده الايقاع في فنون الزنوج.
خاصة النحت، بيبقى مكون من موضوع – قصدي القطعة المنحوتة – في مقابل موضوع اخوه، زي الشهيق والزفير كده، وده بيتكرر. مافيش السيمترية (التناظر) اللي بتدي احساس بالملل، الايقاع بيبقى حي، حر...وهي دي الطريقة اللي الايقاع بيأثر بيها في اقل الناس معرفة وتعليم مننا. بيطغى عليهم، بيمكنا من اننا نخترق عشان نوصل لروح الاشياء؛ وسمة الهجران اللي بتبقى هي نفسها ايقاع لوحده في شغلنا.
انا فهمت صح؟ انا قريت الكلام ده مرتين. من النهاية المقابلة لعالم البيض، لقيت عالم السود السحري بيشاور لي. النحت الزنجي، ابتديت انتفخ بالفخر، هل هو ده خلاصنا؟
حاولت اعقل العالم، والعالم لفظني عشان لوني، وبما اننا مش عارفين نتفاهم على مستوى العقل، رميت نفسي تاني في اللا عقل، وحطيت الابيض في منافسة ما بيني وبينه، مين فينا ح يبقى اجن. انا اخترت منهج الارتداد في جناني، وده منهج مش معروف قوي، انا اهو في البيت، انا معمول من اللا منطقية، غرقان في اللا منطقية لشوشتي، يا ترى صوتي ح يطلع عامل ازاي:
الناس اللي ما اخترعتش البارود ولا البوصلة
اللي ما اكتشفوش التيار والكهربا
واللي ما لفوش البحور والسماوات
هم دول اللي يعرفوا ابعد مكان في الاحزان
الناس اللي ما يعرفوش رحلات البحر غير اللي اتخطفوا فيها
الناس اللي اتعلمت تركع بسلاسة
الناس اللي دُجنوا (رُوضوا) واجبروا على اعتناق المسيحية
الناس اللي اتحقنوا بسلسال من ولاد الحرام
ايوة، كل دول اخواتي – اخوة مرة حابسانا كلنا في نفس السجن، خلاص، قررت ايه هي الاطروحة الصغيرة، دلوقت عليا اني ارتحل عشان ادور على حاجة تانية.
لكن هم دول الناس، اللي من غيرهم الارض ما تبقاش ارض
هم اللي بيحبلوا الارض بالثمار
هم اللي بيعمروا الارض الفاضية
وبيحرسوا مخازن الثمر الناضج
على ارض هي الارض الحقيقية
سوادي مش حجر
سوادي اصم
اترمى في وسط صخب اليوم
سوادي مش نقطة مية ميتة في عين العالم الميت
سوادي مش برج ولا كاتدرائية
سوادي مرمي في لحم الشمس الاحمر
سوادي مرمي في لحم السما المحروق
عامود الصبر بيحفر في سوادي الفزع الكثيف
(شعر امي سيزار)
آآآآآه، ايقاع التوم توم بيدردش مع الرسالة الجمالية.بس الزنجي هو الوحيد اللي عنده القدرة على ده. هو الوحيد اللي عنده القدرة على فك الشفرة دي، وهو اللي يقدر يوصلها للناس. كعوب حذائي القوية بتدفع اجنحة العالم، بابحلق في اكتاف العالم، زي ما المحتفلين بيبحلقوا في عينين الضحية اللي بيقدموها قربان.
لكنهم بيسيبوا نفسهم لجوهر كل حاجة وهم متاخدين وكأنهم ملبوسين، مش عارفين حاجة عن اللي براهم، ملبوسين بحركة كل الاشياء،
مش مهتمين بانهم خاضعين
لكن بيلعبوا لعبة العالم
هم حقيقي الابناء الكبار للعالم
منفتحين على كل انفاس العالم
مستقبلين لكل رياح العالم
هم شرارة نار العالم المقدسة
هم لحم لحم العالم
هم خفقان حركة العالم
(مقتطف من كلام امي سيزار وشعر امي سيزار برضه)
دم، دم...ميلاد! متعة الوجود. تلات ارباع اتبلعوا في في ارتباك اليوم، حاسس اني ملطخ بالدم، شرايين العالم متشنجة، متقطعة، مقتلعة، اتجهت ليا وشربت منها.
“دم، دم، كل دمنا فار بقلب الشمس الذكري"
(امي سيزار)
التضحية هي المساحة ما بين الخلق وما بين نفسي – انا دلوقت مش ح ارجع لمصادر، لكن ح ارجع للمصادر. مع ذلك، الواحد لازم يتشكك في الايقاع، في الحب الامومي للارض، في التصوف، في التزاوج الجسدي ما بينا وبين الكون.
في كتاب "الحياة الجنسية في افريقيا السوداء" بيلمح دي بيدرال ان كل حاجة في افريقيا لها علاقة بالتكوين الاجتماعي المؤمن بالسحر بصر النظر الحاجة دي في اي مجال:
كل العناصر دي ح نلاقيها دايما غالبة في مجال المجتمع السري في افريقيا. لدرجة ان الرجالة والستات اللي بيتعمل لهم ختان في سن المراهقة بياخدوا عهد انهم ما يحكوش لمخلوق عن التجربة اللي مرت بيهم، ولدرجة ان اي خطوة ناحية المجتمع السري دايما مرتبطة بالحب المقدس، ومن خلال الملاحظة نقدر نستنتج من عملية الختان والطقوس المحيطة بيها ان داخل المجتمع الواسع فيه مجتمع سري متكون.
انا ماشي على مسامير بيضا، اغطية من المية بتهدد روحي المشتعلة، في مواجهة الطقوس دي، انا متنبه بشكل مزدوج. سحر اسود، طقوس عربدة، ساحرات السبت، احتفالات وثنية، تمائم، جماع في الاحتفالات للنداء على اله العشيرة. انه طقس مقدس، نقي، مطلق، بيأتي بقوى غير مرئية.
طب الواحد ح يبص ازاي لكل التصرفات دي؟
من الجهة اللي بتهاجمني فيها بذاءة الرقصات والكلمات. لسة فيه اغنية بترن في ودني:
قلوبنا اشتعلت
ودلوقت بردوا
كل اللي بنفكر فيه هو الحب
لما نرجع القرية
عندما نرى القضيب الكبير
كيف لنا ان نمارس الحب
حيث ان اعضاءنا ستكون نظيفة وجافة
(من كتاب الحياة الجنسية في افريقيا السوداء)
الارض اللي كانت لسة حصان مروض، ابتدت تثور. معقول العذارى دول هم هم المهوسات بالجنس؟ السحر الاسود، العقلية البدائية، الحيوانية، الشهوة الحيوانية، كل ده بيدلق على راسي. كل الاتهامات اللي ممكن توجه لناس "ما عرفوش معنى التطور الانساني". او بالاحرى "دي الانسانية في ادنى حالاتها" لما وصلت للنقطة دي كان عندي رفض اني الزم نفسي بيهم. كل حاجة حواليا كانت ضدي حتى النجوم، كان عليا اني اختار، انا مين؟ ما عنديش اختيار...
آه، احنا – احنا الزنوج – متخلفين، بسطاء، احرار في سلوكياتنا. لان بالنسبة لنا الجسد مش حاجة ضد اللي انتوا بتسموه العقل. احنا في قلب العالم، وليحيا الثنائي: الانسان – الارض. الى جانب ان فيه ناس بعتت لي جوابات عشان اقنعكوا بالآتي: حضارتكوا البيضاء تجاهلت الثراء الفلسفي والحساسية في الطقوس دي:
الحساسية العاطفية (يشار الى العاطفة بانها زنجية زي ما بيشار للعقل بانه اغريقي/فانون) هل المية بتعمل موج مع كل هبة نسيم؟ هل الروح اللي مالهاش ملجأ بتطير مع كل هبة رياح وثمارها بتقع قبل النضوج؟ ايوة، بشكل ما، الزنجي اغني (في الموهبة اكتر من العمل/فانون) لكن الشجرة بتضرب جذورها في الارض، والنهر بيجري وهو شايل بذور ثمينة، والشاعر الافرو-امريكان لانجستون هيو بيقول:
انا عرفت الانهار
الانهار القديمة المظلمة
وروحي بقت اعمق
زي الانهار العميقة
طبيعة العاطفة الزنجية، وحساسيته، هي السبب في سلوكه تجاه الاشياء اللي لها كثافة اساسية. الهجران اللي تسبب في الاحتياج للتواصل الجماعي، رغبة في التعرف على النفس، بصرف النظر عن كون التصرف نفسه لا يعتد به. ده سلوك ايقاعي، ايقاعي، ولازم نركز على صفة انه ايقاعي.
طيب، الزنجي بعد اعادة التأهيل، واقف على البار، وبيحكم العالم بحدسه، الزنجي بيتشاف، وبيوقفوه على رجليه، ويطاردوه، ويقبضوا عليه، عشان هو زنجي – لا هو مش زنجي، هو الزنجي، هو الزنجي اللي بيثير قرون الاستشعار الخصبة للعالم، وبيتحط في مقدمة العالم، وبيمطر العالم بقوته الشعرية، "منفتح على كل انفاس العالم"، انا باحضن العالم. انا العالم! الرجل الابيض عمره ما فهم البديل السحري ده.
الرجل الابيض عايز العالم، عايزه لنفسه بس. شايف نفسه الزعيم القدري للعالم. هو بيستعبد العالم. علاقته بالعالم حيازية. بس فيه قيم تانية مناسبة للناس اللي زيي انا بس. زي الساحر، نشلت من الرجل الابيض نوع معين من العالم، بعد ما كنت فقدته وهو اخده مني. لما ده حصل، الرجل الابيض حس بخبطة جاية له مش عارف منين، وما عرفش يردها، اصله مش متعود على الضربات دي.