Sunday 5 August 2007

الناس والحرب : ان شالله يخربها مداين عبد الجبار

الطائر الحزين بيقول لي بالله عليك لا تقللي من قيمة النصر
أعوذ بالله من الزيف
طيب انا عايزة كل اللي بيقلل من قيمة نصر اكتوبر
يقرا الكتاب ده ويشوف ان النصر ده
لا اتعمل بمعدات
ولا باسلحة
ولا بقيادة عليا
ده اتعمل بالانسان المصري
المقاتل اللي كان بيرمي نفسه في حقل الالغام عشان
يأمن طريق للدبابة
واللي يقرا مذكرات العقيد اسامة الصادق
يفتكر ان جيش مصر دول كانوا مخاويين
وللا لبساهم قوة خارقة
بس احنا مش ح نبتدي من النصر
ده اخر حاجة ح نتكلم فيها
ح نبتدي من اهم نقطة الا وهي
جري الجيش بتاعنا في الصحرا
اسامة الصادق لما راح وحدته ولقى حالة الجنود مزرية كده
ولقى قيادات نازلة ذل وبهدلة في الجنود
قال انبرى يدافع عن العساكر
خصوصا انه رتبة صغيرة
والرتبة الصغيرة في الجيش بيتعامل معاملة الهنود الحمر
قبل الحرب باسبوع لقوهم بيقولوا لهم ياللا بينا
على فين؟
مالكوش دعوة
وبعدين لقوا نفسهم في سيناء
اول مرة في حياة هذه الكتيبة يروحوا سيناء
اول مرة يشوفوها
لا معاهم خرايط ولا يعرفوا وشها من ضهرها
العساكر معاهم ار ب جي وكلاشنكوفات
برضه مش عارفين وشها من ضهرها
وبيسألوا الظابط هي دي بتشتغل منين
مضادات الدبابات ما اتدربوش عليها
شافوها مرة او مرتين قبل كده من بعيد
والزوايا مكتوبة بارقام انجليزي
والعسكري طبعا ما بيعرفش انجليزي
لما يلاقي دبابة جاية عليه
يفضل يعد شرطة شرطة لحد ما يوصل
للزاوية اللي هو عايزها
طبعا قبل ما يوصل بتكون الدبابة موتته
المهم وصلوا سينا
خير؟
خير ان شاء الله
ها؟
ها ان شاء الله
فيه ايه؟
لا مافيش حاجة احنا بنحارب
هوب
وهم على الجبهة بيحاربوا جابولهم المدنيين اللي ادوا الخدمة
العسكرية زماااااان من ايام ما كانت الجهادية
ناس كبيرة في السن بكروش وغلبانة وجايين بالجلاليب
ومش فاهمين هم بيصيفوا وللا بيعملوا ايه هنا
خدوا دول حاربوا بيهم
طبعا اوعى وشك بقى
الراجل بيقول حسيت اني في الغيط جايبيني عشان احلب جاموسة
مش احارب اليهود
- ملحوظة هو دايما يقول اليهود -
بعدها بيومين جالهم اوامر : اجروا
نجري نروح فين
اجروا وخلاص
قائد الوحدة اللي هو فيها له اخ مات في تمانية واربعين
واخ مات في ستة وخمسين
قال لهم اجروا انتوا انا قاعد عشان اخد بتار اخواتي
طبعا الملازم اسامة كان لازم ياخد جنوده اللي هو مسئول عنهم
ويشوف اي سكة يروح بيها القناة
لا يخفى على احد ان ماحدش كان بيعبر قرعتهم في الجزمة القديمة
وان وسائل الاتصلات انقطعت
شهر ونص بيلفوا حوالين نفسهم زي اليهود لما ربنا كتب عليهم التيه
ماسكين سلاحهم كأنه ابنهم
من غير مية ولا اكل لحد ما شربوا بولهم
ربنا انعم عليهم بكام بدوي وبدوية يسقوهم مية ويدوهم اكل
وبلاهم بكام تاجر مخدرات يضللهم ويبعتهم
لحتت فيها اسرائيليين عشان يخلصوا منهم
البدو كانوا زعلانين قوي
لانهم اتبهدلوا على ايد اليهود
منهم اللي عذر الجيش وعطف عليه
ومنهم اللي عطف عليه بس ما عذروش
فيه ست جابت لهم مية واكل وقالت لهم: اطفحوا وغوروا بعدوا
بيكفينا اللي جرا لنا من وراكم
مافيش حد كان مبسوط غير تجار المخدرات
كذا مرة وهم ماشيين يفاجئوا بالدبابات الاسرائيلية وهي بتتمشى
على اجساد الاسرى وده اللي خلاهم في احلك لحظات اليأس
والعطش يفضلوا انهم يموتوا من انهم يتذلوا كده
اول مرة شافوا جنود بيدهسوا تحت الدبابات بلموا
وبعدين حسوا بالذنب انهم ما اتدخلوش
مش عارفة يعني ناس لا شاربة ولا واكلة لمدة خمس ايام
يتدخلوا يعملوا ايه
المهم انهم مرة تانية وكانوا برضه لا شاربين مية ولا واكلين
والشمس حرقت وشوشهم
شافوا دبابة فاردة الاسرى على الارض
على اساس تظبطهم بالدبابة
والظاهر من كتر الاستهتار بالمصريين العدد ما كانش كبير
الضابط اسامة والعساكر اللي فضلوا عايشين معاه
كلهم على بعض ستة
لان الباقي كان مات
هم اصلا يعني كانوا عشرين
المهم كل واحد فيهم عد الذخيرة وقسموها على بعض
طلع نصيب كل واحد فيهم طلقتين
جويلي الصعيدي احسن واحد بينشن
قال له نشن على مخ سائق الدبابة
وكل واحد فينا ينشن على بقية الضباط الاسرائيليين
ورغم الارهاق والتعب والزغللة والنومة في وادي التعابين
وموت رفاق السلاح قدام عنيهم
الا انهم ركزوا واصابوا ومافيش ولا طلقة راحت فاشوش
اربع ضباط اسرائيليين طاروا
قام الضابط المصري الاسير وراح لهم وادى
التحية العسكرية: رائد وليم شفيق
متشكر قوي انتوا عملتوا اللي عليكوا وزيادة
بس بقية جنودي مأسورين ولسه فيه دبابات جاية
خصوصا لما يعرفوا ان حصل لهم خسائر
اتفضلوا انتوا وانا ح اسوق الدبابة وانقذ جنودي
تنقذ جنودك؟
يا عم يهديك يرضيك تنقذ مين يا عم الامور انت ح تموت
انتوا عملتوا واجبكم اشمعنى انا ما اعملش واجبي
وركب الدبابة الاسرائيلي وفضل يقاتل والجنود اللي معاه بيحاولوا
يساعدوا رغم ان مش معاهم سلاح
وصاحبنا وجنوده مستخبيين ورا الصخرة
لحد ما مات وليم واللي معاه
مش عارفة بانهي وش الملازم اسامة حس بالذنب
يعني المفروض كان يعمل ايه وهو ماعهوش غير
طلقتين بس
مرة قبلها برضه من غير اي مناسبة كده شافوا عربية
اسرائيلية بتقل مؤن
راحوا ضاربين عليها وموتوا اللي فيها
واكلوا المؤن
حاجات فظيعة حصلت لهم
انا مستغربة الراجل ده عايش لحد دلوقت من غير ما يتجنن ازاي
غدر وموت وجوع وعطش لحد ما حالهم صعب حتى
على الديابة اللي في الصحرا
منهم اللي بقى يهلوس ويقول: ياما مية ياما
ابنك ح يحصل ابوه ياما
ح اموت فطيس وعشطان ياما
من كتر الهلاوس هجموا على عربية اسعاف اسرائيلي
وماكانش فيها غير السواق اللي خاف من شكلهم
وجري اصلهم بعد شوية بقوا شبه اهل الكهف
ومن كتر عطشهم وجوعهم فيه منهم اللي شرب
ميكروكروم وفيه اللي شرب سبغة يود
وفيه اللي بلع مرهم حرايق
وطبعا اللي عمل كده مات
واللي لسة كان محتفظ بعقله فضل عايش
فيه ناس من الشمس دخلت جحور في الجبل
عشان يستخبوا من اللهب اللي اوحش عليهم من القصف
الاسرائيلي
دخلوا ما طلعوش
وفيه منهم اللي تكرم عليه اليهود وقتلوه
لانهم الحقيقة مش دايما كانوا بيقتلوا الجنود بتوعنا
يعني ساعات يفضلوا يلعبوا بيهم في الصحرا كده
ويجروا وراهم بالطيارة ويضحكوا وهم شايفينهم
زي الفيران بتهرب في كل ناحية ومش لاقية حتة
تستخبى فيها
معلومة بقى
الاسرى عادة كانوا بيبقوا من المقاتلين البواسل
اللي قاوموا مش دايما بيبقوا ناس سلموا نفسهم
كتير من البدو حياتهم كانت مهددة بالقتل والبهدلة
بسب مساعدتهم للجيش المصري
وفيه واحد بدوي قابلهم واداهم طبعا الواجب
من اكل ومية بالرغم من انه كان مهجر عن مدينته
ودلهم على طريق القبائل اللي ممكن تساعدهم
بس طلب منهم انهم ما يعاكسوش البدويات
زي ما بقية الجنود بتعمل
ههههههههههههه
لا اهي دي بقى جامدة جدا يعني
طيب يا اخوانا اذا ما كنتوش جعانين وعطشانين
وملازمين الموت زي ضلكوا
على الاقل دوروا على بير تبصوا على شكلكوا فيه
وللا حتى كل واحد فيكوا يبص لزميله اللي بقى شكله زي عفريت الليل
يعني البدوية ح تبصوا لكوا على ايه
يموت المصري وهو بيعاكس صحيح
والرجالة المصريين بيتعاملوا مع المعاكسة
على انها تنفس حياتي طبيعي
المهم
اللي عايز يقرا التفاصيل الرهيبة
وفي نفس الوقت بسالة المقاتلين بتوعنا
في الظروف المهينة دي
واحساسهم بالخديعة والخذلان والخيانة
ومع ذلك مصممين كل ما تجيلهم فرصة
يقتنصوا هدف صهيوني
يجيب الكتاب من منفذ الاهرام
اسمه الناس والحرب
ومالوش ناشر
اصله مش مسلي ولا بيحكي فضايح
ولا بيعرض صور فنانين
ولا بورنو
حاجة كده وطنية تأريخية صادقة
من الحاجات المقرفة اياها دي
اللي اصحابها بيحبوا البلد دي مهما تعمل فيهم
البهدلة اللي شافها الجيش في الصحرا كوم
واستقبال قواتنا ومخابرتنا لعناصر الجيش
المطحون كوم تاني
انتظرونا في الحلقة القادمة

4 comments:

Anonymous said...

لا حول ولا قوة إلا بالله
منه لله اللى كان السبب فى البهدله دى

الله يرجمك يا سيدنا عمر
رضى الله عنه كان بياحسب نفسه على كعبلة البغله!! يا نهار إسود

لو عثرت بغله فى العراق

مش أرواح بنى أدمين مالهاش تمن

و الأكاده لسه ناس بتعاند و تقولك ما كانش يعرف و ماكانش قصده و المسامح كريم و الست مالهاش إلا بيت جوزها و الطبيخ نفس و اللى يحبنا مايضربش نار ف الفرح علشان العروسه حامل
و أنا و إنت

إرحمنا يا رب

Anonymous said...

عارفة يا نوارة
ساعات ببقى متضايق و طهقان و أقول
هي البلد بنت ال.... دي مفهاش حد الواحد يحترمه
عمل حاجة بشرف وإخلاص
و الأهم من غير الهرجلة و الهبل اللي سمة أي عمل مصري
أقول بس هما قواد الحرب اللي ثأروا لكرامتهم في أكتوبر
هما بس اللي عرفوا يعملوا حاجة ملموسة و تأثيرها مباشر
ورغم كده معظمهم لم يأخذ حقه من التكريم ويكفي أن رجل زي الشاذلي مخطط الحرب و رئيس أركان الجيش عزل و نفي وسجن ومحدش احترم قيمته بسبب الخلافات السياسية
..
معلش طولت بس الكلمتين كانوا محشورين في زوري

Anonymous said...

السلام عليكم
استاذتى لم اقل ما قلت من تقليل من شأن النصر ايا كان الا اننا نسمع كل واحد له مصلحة يقول ويعيد ويزيد ونسى ان الأمر حتى لو كانت لعبة ان فى ناس ماتت وراحت فى سبيل اللعبة

وبعدين انتى مش بتزروى حد ولا ايه
ربنا يبارك لك فى اقرب فرصة سأقتنى الكتاب ان شاء الله شكر الله لك

Anonymous said...

MashAllah ya Nawara.... I can not say enough great things about the book (umm.. I know ther author) but I want to say that we MUST remember the thousands of martyrs, the wounded and the heroes of this war. The Egyptian young men and womne, who have not lived through those years, NEED to LEARN on their own without relying on the media and national newspapers...

lamia