Sunday 2 November 2008

الرأسمالية والشذوذ عن الفطرة


بقلم: رضا الزاير
لا يخفى على ذي اطلاع أن النظام الرأسمالي يتعدى معناه الإقتصادي, فهو شبكة متشعبة سياسية, واجتماعية بحاجة الى مجتمع ذي قيم خاصة يثق إلى حد ما بحكومته. الرأسمالية بمفهومها الإقتصادي تحتاج إلى أسواق حرة من جهة ومستهلك حر من جهة أخرى. يربط بين هذا وذاك مؤسسات مالية وبنكية تحظى بثقة المودِعين. الجانب الإقتصادي يظل قاصراً إن افتقر إلى نظام إجتماعي همُّه البحث عن المادة وسعادته الإستهلاك حتى قيل عن العامل الأمريكي بأنه "يكدح في عمل يكرهه ليشتري مالايحتاجه" (والله العظيم لسة قايلة الجملة دي - هي جملة شهيرة - على الجايكو). يفترض في الرأسمالية أنها نظام فعال بحد ذاته تفسده الحكومة كلما تدخلت بما يعرف في علم الإقتصاد بقانون عدم التدخل
(assz-far)
فوظيفة الحكومة المالية في هذا النظام التوفيق بين مصلحة أصحاب رأس المال من ناحية والمجتمع ككل من ناحية أخرى (تبادل ازواج يعني). جدير بالذكر أن أي تدخل للحكومة في النظام الرأسمالي هو أما فشل أو اشتراكية. هذه المقدمة العريضة ضرورية لتقييم النظام الرأسمالي الذي يمر بأقسى فتراته منذ مايعرف بالكساد العظيم
(Gra Drsso)
فما هو سبب سقوط هذه المؤسسات المالية اللتي تقدر أصولها ببلايين الدولارات؟ قد أشبع الخبراء تحليل الخلفية الإقتصادية لهذا الإنهيار ولكن ,كما ذكرت آنفا ً, الرأسمالية شبكة متصلة متفرعة لا يصح فصل الإقتصاد فيها عن الإجتماع والسياسة. وبما أن الطبيعة البشرية تبحث دائما وبشكل فطري عن احترام المجتمع نرى التنافس والتدافع المحموم بين أركان هذا المجتمع. وخصوصية المجتمع الرأسمالي أنه يحترم الغني المقتَدِر فهو من حيث يدري أو لا يدري يشجع جمع المال ولا يشغل نفسه كثيراً ب"من أين لك هذا؟ ".(اللي هو بالبلدي: اللي مش ح يعمل فلوس في عهدي مش ح يعمل فلوس ابدا...بس طلع كلامه غلط) هذه الظاهرة الإجتماعية هي التي سببت الكساد العظيم في عشرينات القرن الماضي وهي سبب ما تمر به الولايات المتحدة والعالم الآن. لهذا الإنهيار سبب واحد هو الطبيعة البشرية وذلك من وجهين: المؤسسات المالية: يعود السبب في سقوط كبريات المؤسسات المالية إلى تنافسها المحموم للحصول على أكبر قدر من المقترضين الذين يدرُّون عليها بالفائدة
(rs)
وعندما بدأت بعض الشركات بتخفيض شروط الحصول على قرض من حيث الحد الأدنى لراتب المقترِض وكذا ,قامت الشركات الأخرى بتخفيض شروطها أيضا ففي هذا السوق إما أن تنافس أو تعلن إفلاسك. وحدثت المشكلة عندما عجز الكثير من المقترِضين عن دفع مستحقاتهم. المجتمع والمقترِضين: ذكرنا بأن المجتمع يحترم الغني ويعلم أن الغني يملك فيما يملك بيتاً كبيراً فاخراً. وبما أن المؤسسات المالية لا تعارض إقراض الفقير, قام هذا الفقير بشراء ذلك المنزل الذي لا يملك قيمته ولا قيمة الأقساط المستحقة عليه. (بالظبط زي اللي ساكن في العشوائيات وفي ايده موبايل) وسبب هذا الوجه وذاك هو ظاهرة التدافع الموجودة في كل مجتمع. وهذا "الفشل" الرأسمالي تكرر عدة مرات وليس هناك ما يدعوا للقول بأنه لن يتكرر بالعكس فالوقاية من هذا الفشل هي سباحة عكس تيار الفطرة. ومن هنا نلاحظ أن النظام الرأسمالي كالنظام الإشتراكي يحمل خنجره في قلبه لإهماله الطبيعة البشرية. فما الحل؟ [انتهى]

No comments: