Wednesday, 22 October 2008

يا لهوتي!!!!!

المقال ده منشور في الاهرام النهاردة:

تأملات سياسية
بقلم : جمــال زايــدة

بقدر ما يسعدني كصحفي أن أري صحيفة جديدة تصدر في مصر بقدر ما يسعدني أكثر أن تعلن الصحيفة بشفافية ونزاهة عن مصدر تمويلها في العدد الأول‏.‏

صدور صحيفة جديدة يعني بالدرجة الأولي إضافة جديدة لحرية الرأي والتعبير‏,‏ في الوقت نفسه الذي نرجو فيه ألا تكون حرية الرأي تلك مقصورة علي أصحاب المليارات الجدد الذين يصدرون الصحف اليوم في مصر‏.‏

صدرت صحيفة اليوم السابع‏..‏ مبروك‏..‏ ولكن أليس من حق الرأي العام أن يعلم من أصدرها؟ هذه هي أولي بديهيات الشفافية والنزاهة في العمل العام‏.‏

وقبل أن يسلط الصحفيون أقلامهم علي قضايا الفساد‏,‏ وعلي ما يفعله الوزراء في مصر ألا يستحق المصريون أن نقول لهم من وراء هذه الصحف؟

وأنا هنا لا أتحدث عن الشكل القانوني الظاهر للعيان‏,‏ اسم الشركة وأسماء المساهمين‏,‏ وإنما أتحدث عن أصحاب المصالح الحقيقيين‏,‏ فهل يجيب الأخ خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع عن السؤال الشائع في الوسط الصحفي وهو‏:‏ هل تقف أموال الملياردير الهارب ممدوح إسماعيل ـ صاحب الشركة التي أودت إحدي عباراتها بحياة أكثر من ألف من المصريين ماتوا غرقا نتيجة الإهمال في البحر الأحمر ـ خلف الصحيفة الجديدة؟ هل تختلط رائحة الموت برائحة حبر الكتابة؟

لقد تحدث معي رئيس تحرير اليوم السابع حول هذا الموضوع‏,‏ لكنه لم يقدم الإجابة الشافية ليس لي‏,‏ ولكن للقراء الذين يتطلعون إلي الصحفيين المصريين باعتبارهم ضمير الأمة‏!‏

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لقد انطلقت صحف جديدة يقف وراءها أصحاب مصالح‏,‏ وأوشكنا أن نشهد لبننة الصحافة المصرية علي غرار صحف لبنان التي تكتب لمن يدفع‏,‏ سواء نظاما عربيا نفطيا أو جهاز مخابرات‏,‏ الغريب أن بعض الصحفيين نصبوا أنفسهم مدافعين عن الحق العام في حين تحوم الشبهات حول الأموال الهائلة التي يتلقونها من بعض رجال الأعمال وجهات أخري‏!‏ من إذن يدافع عن المصريين؟ من يدافع عن الموظفين؟ من يدافع عن الكادحين؟‏..‏ من يدافع عن الغلابة؟ ولماذا تمارس بعض الصحف الجديدة ـ التي لانعرف من يمولهاـ معاولها في الصحف القومية؟

وهل اكتشفنا مؤخرا أهمية صحف قومية ليس لها مالك قطاع خاص مثل الأهرام والأخبار والجمهورية ؟‏.‏

نحن في حاجة إلي أن نطالب أنفسنا بالمزيد من الشفافية والعلانية في المجال الصحفي قبل أن نطالب الدولة ومؤسساتها بتلك الشفافية‏..‏

نحن في حاجة إلي لحظة صدق ونزاهة وشرف إزاء قرائنا‏.


No comments: