Sunday, 6 July 2008

انا شفت كباريه ازاي

اصل يعني الافلام دي زي الاحلام تتفسر كل واحد على كيفه، طبعا مافيش خلاف في ان الكباريه مقصود بيه مصر، بس انا ما حسيتش ان الارهابيين دول مقصود بيهم ارهابيين ولا جماعات اسلامية ولا الموضوع سياسي خالص، انا ما شفتش الكباريه مصر على فكرة، انا شفت الكباريه ده هو الدنيا، الدنيا اللي فيها ناس بترمي الفلوس وناس موطية على الارض وناس هي اللي بتاخدها وفي الاخر ماحدش بياخد معاه حاجة، والناس اللي فيه ناس بكل متناقضاتهم مش المصريين بس دول البشر كلهم، واللي خرج منها زاهد فيها هو اللي نجي، والارهابيين دول عاملين كأنهم ملايكة العذاب، او كأنهم اصابع القدر، انا شفت الفيلم كأنه كان قصة قديمة واتجددت، او حتى قصة توراتية او قرآنية واتعملت بشكل درامي يشيل منها البعد المقدس، باقول كأنه مش هو، بلاش توراتية ولا قرآنية عشان ماحدش يقول لي القرآن والتوراة مافيهمش القصة دي بالذات، بس خلينا نقول مثلا قصص كتير من التراث الانساني شبه كده، الناس اللي اخذتهم الصيحة وهم لاهين، مش كلهم وحشين، بس لاهين وفسادهم طغى على الخير اللي فيهم، وحسيت ان الارهابيين دول لهم بعد ميتافيزيقي مش جماعة سياسية حقيقية على الارض. والحوار الاخير اللي ما بين مصطفى وما بين شعلان كأنه حوار ما بين ملاك رحمة وملاك عذاب، وفي الاخر قال له قضي الامر، بمعنى ان حتى لو ناس تستحق الشفقة فحجم الفساد والروث النفسي والظلم اللي فيهم قطع اي فرص جديدة للحياة حتى لو كانوا طيبين، مش لازم يروحوا جهنم الله اعلم ربنا هو اللي بيحاسب، بس الحجم ده من التآكل والتدويد والعفانة ما بقاش ينفع معاه اصلاح لازم يتنضف بالنار.
الحكاية مش حكاية ان احمد بدير تايب وعشان كده نجي، الحكاية انه زاهد، فيه فرق ما بين تايب وزاهد، واللي شفته في الفيلم ان الزاهد هو الرابح والناجي مش التايب، لان احمد بدير ما غلطش عشان يتوب، هو زهد في بهاء الدنيا، وباب زهده كان عمل الخير، هو عمل خير في انسان من غير ما يعوز مقابل، وعشان كده ربنا فتح له سكة الزهد، ولما مشي فيها خرج من الدنيا ناجي. زي الولد اللي اتقطعت رجله فنجي، وحسيت ان ده عامل زي الانسان اللي بيخسر بيخسر طول حياته مبتلى طول حياته، مطحون، مهان، وابتلاءاته اللي هو شايفها مصايب هي بالظبط اللي نجته من المصيبة الكبيرة...الصيحة
انا حسيت كده، والدليل على ان الجماعات الاسلامية اللي محطوطة في الفيلم مالهاش اي علاقة بالجماعات الاسلامية اللي احنا نعرفها في الواقع انه جاب الراديو بيقول ماس كهربائي، وكأنه عايز يعمل اشارة الى ان اللي حصل قضاء الله وقدره، طبعا في لعب على مستويين: المستوى الاول انه عايز يقول ان فيه اهمال ولا مبالاة بحياة الناس وعشان كده ما عرفوش انها عملية تفجير، والمستوى التاني انه برضه ممكن عايز يشي بان الارهابيين دول مش ارهابيين دول رمز لقدر الله.
مش عارفة
يمكن اكون غلطانة

No comments: