Friday 28 December 2007

مراقب الدودة

اول ما قالوا يا قناة معلومات اشتغلت فيها وكان اللي بيرأسها حسن حامد، كان واحد بيفهم اعلام صح وبيساعدنا اننا نحب الشغل ونشتغل، كان بيبقى قاعد على الجهاز اللي جنبي وانا قاعدة اشتغل واغني ولما ابص له اقول له: معلش يا استاذ حسن انا ما اقدرش اشتغل من غير ما اغني..يضحك ويقول لي: غني زي ما انتي عايزة المهم تشتغلي...مشي الاستاذ حسن وبلاد شالتنا وبلاد حطتنا وعملوا لنا نظم جديدة واحدة واحدة اتحولنا من محررين اخبار لموظفين ودلوقت بيقعدوا لنا ميقاتي على الامضا يبص للساعة ويبص على الامضا ويفضل طول الشيفت قاعد يتفرج علينا ويكتب فينا تقارير زي توفيق الدقن في فيلم ابن حميدو آه.
تقول مين بقى اللي بيقعد القعدة دي؟ مديرين ادارات...اي والله، راجل مدير ادارة محترم في مكان اعلامي محترم في هذا الجهاز العظيم على راي خليفة خلف خلف الله خلف خلاف المحامي قاعد زي ناظر الزراعة يراقب الانفار وكل مرة يدخلوا فيها ابقى حاسة انهم راكنين الحمارة برة ومش ناقصهم غير منديل محلاوي تحت طربوش احمر فلطح.....طبعا المديرين دولم كانوا في يوم من الايام زمايلنا ماهو انا من ايام سيدنا خشبة وانا في القناة دي، فيه منهم ناس عاقلة وحاسة ان دي مش شغلانة يشتغلها اعلامي صحيح قاعد على الامضا مراقب دودة زي ما كلنا مسمينهم لكن ادي الله وادي حكمته ساعات يبقى قاعد كده مضطر ساعات يطلع كتاب وللا حاجة مفيدة يعملها بدل ماهو قاعد كده، مافيش الا واحد بقى ده نيموذج للانسان الانوي الوظيفي، بيتكلم زي محمد صبحي لما كان بيعمل دور آدم في مسرحية الهمجي...لما كان جوز حورية. الله يرحم بقى قبل ما يبقى مدير كان بيجي القناة يقعد ساعة بالظبط ويمكن اقل ويبقى لابس شبشب مش عارفة ليه وبعدين ينزل يعمل شغل في اي حتة تانية. بس الحقيقة هو مبسوط قوي بشغلة مراقب الدودة دي، وطفش كام واحد من القناة، لدرجة ان كان عندنا واحد في القناة بيشتغل في الجمهورية بقى يبعت جوابات من مجهول لجريدة الجمهورية عشان يقطع عيشه من هناك وفي الاخر دخل لمديرة من المديرات اللي جم قبل المديرة الحالية وقال لها انه بيشتغل في الجمهورية وقومها عليه لحد ما مشاه من التلفزيون كله، وفيه واحد تاني زميلنا مشي من البلد كلها بسببه، وفيه واحد تالت اتنقل بسببه، وواحده زميلتنا راحت الصين بسببه، وهو الحقيقة بينبسط قوي لما يئذي الناس ويطفشوا من الكون بسببه، بس انا حاسة ان لسة هدفه ما اتحققش، متهيألي حلمه الكبير ان حد مننا ينتحر بسببه، دلوقت هو مش وراه غيري انا وكام بنت كده صغيرين.
وبما اننا شغلتنا صحفيين يعني شغلتنا نكتب اخبار، وبما انه هو قاعد مش بيعمل حاجة غير بيراقب الدودة والانفار ونفسه بقى يكتب اخبار يبدو انه وجد فيا مادة خصبة لكتابة الاخبار، من ساعة ما مسك مراقب دودة وهو ماوراهوش حاجة غير يكتب فيا عرايض زي توفيق الدقن، لدرجة ان نفس رئيسة القناة ابتدت تتخنق منه خصوصا وهو كل عرايضه: وكانت تضحك بصوت عال....وكانت تغني....وكانت بتهرش في راسها...وهكذا، غير الزملا بقى اللي قاعد لهم: ده طقطق صوابعه، ده لعب في مناخيره، ده دعك عينه، ده اتمطع.
طب ايه؟ يعني هم مش مفروض يشغلونا وللا ايه؟ القناة اول ما اشتغلنا فيها كانت مواكبة لاحدث تطورات الاعلام، بس دلوقت كل الناس بتطور التليتكست في كل انحاء العالم الا احنا، والاجهزة قدمت والكراسي قدمت وآليات الشغل قدمت واحنا قاعدين. اكتر ناس بتشتغل عندنا السعاة رايحين جايين يجيبوا شاي وقهوة، والاخ مراقب الدودة ده قاعد يكتب في شكاوى يسلي نفسه، واحنا بنقدم اقتراحات للتطوير والاقتراحات بتروح لرئيس القناة ورئيس القناة بتطلعها للي فوقيها واللي فوقيها بيطلعها للي فوقيه واللي فوقيه بيطلعها للي فوقيه..يعني افهم بس احنا مستنيين الاقتراحات دي توصل لربنا مثلا؟ طيب ما يقولوا كنا دعينا ربنا في الصلاة وخلصنا ده قريب يعني مش محتاج كل السلالم دي.
الغريب بقى ان كل القناة مسمية الاخ آدم الهمجي: مراقب الدودة.....مافيش مخلوق ما بيقولش عليه الكلمة دي حتى اللي بينافقوه ويقعدوا يقولوا له: والله بحبك وهم والله العظيم كدابين وبيلعنوا سنسفيله على السبحة، والغريب ان الكل بيكره هذا الكائن من اول رئيسة القناة لحد السعاة، والغريب انه بيقول لي انا بانام "مورتاح" اه والله بيقول "مورتاح" والغريب ان مافيش مدير مكروه غيره لان كلهم حاسين ان الشغلانة المطلوبة منهم مهينة لهم قبل ما تبقى مهينة لينا احنا الفصل اللي موقفين عليه واحد يكتب اسامي اللي بيتكلموا. طيب بينمام مورتاح ازاي وهو عارف ان كل البشرية بتكرهه...نفر نفر، وان كل المديرين التانيين عادي يعني فيهم ناس محبوبة من الكل فيهم ناس شوية بيكرههوهم شوية بيحبوهم فيهم ناس في حالها لا حد بيكرهها ولا بيحبها فيهم ناس مختلفة مع فلان ومتصاحبة على علان انما هذوها الصخص بالذات عليه اجماع زي الاجماع اللي على صدام اللي اخد مية في المية، مافيش مخلوق بيحبه واشك ان مراته وعياله يكونوا بيحبوه ده الله يكون في عونهم والله. وهذا الاخ المورتاح واشباهه لما بيبقى فيه شغل صح ما بيبقاش فيه مجال لظهور امثالهم على السطح ولكن لما يتحول الناس الى موظفين وبدل ما نبقى صحفيين نبقى قاعدين نبص في الصقف وهو قاعد باشكاتب الشكاوى دي تبقى عيشة؟
احنا عملنا اللي علينا واشتكينا وقلنا وقدمنا اقتراحات للتطوير، بس طب وبعدين ما احنا لازم بتوع الادارات يساعدونا ويتكلموا مش عارفة بيخافوا ليه؟ المديرين بطبعهم خوافين ما اعرفش ليه؟ مع ان المفروض ان المدير بقى يبقى مدير مش قاعد خايف من اللي فوقه طول الوقت كده....مرة الاستاذ مورتاح قال لي انه قدم اقتراحات للتطوير واذ بي افوجأ انه مقدم اقتراحات ما ينفعش تتنفذ غير في القسم ولو دريت بيها حروق اللسان ح يرفعوا قضية ويطالبوا باعدامه.
الا هو ما دخلش كلية الشرطة ليه؟ دي حتى كلية مفيدة قوي للناس اللي بتحب تئذي الناس لوجه الله تعالى

No comments: