وفي عام 1920 أشار الأمريكي ليو فينر للمرة الاولى الى ان اقوام الماندينغو من غرب افريقيا ربما يكونون قد وصلوا بقيادة ملاحين عرب الى امريكا الوسطى. وكان كتابه الضخم بمجلداته الثلاثة بعنوان افريقيا واكتشاف امريكا يعتمد على ادلة تاريخية ولغوية وزراعية وسوسيولوجية مسهبة. لكن الكتاب، باستثناءات قليلة لم يلق قبولا لدى الباحثين الغربيين الاخرين، لا عن طريق تقديم ما يناقضه، بل ربما بسبب نوع من التجاهل القائم على راي اوروبي التوجه. وكان من اقوى اتباعه في الغرب ثيودور مونود الذي كان يكتب عام 1944 وم.د.و. جيفريز الذي كان يكتب في الاعوام 1953/54. وفي عام 1958، قدم محمد حميد الله ادلة اضافية من مصادر عربية قديمة، لكن جهوده لقيت الاهمال نفسه وبعد ذلك بعامين نشر ريمون موني ملخصا مركزا للجدل باكمله. واقتطف هنا من ابحاث حميد الله ليس بالضرورة لاني اتفق مع استنتاجاته، بل اعترافا باستعماله المصادر الاولية.
يقتطف حميد الله تقريرين من كتاب الجغرافي العربي الشهير الادريسي المتوفي عام 1166، والذي كان في رعاية بلاط ملك صقلية النورماني روجر الثاني الذي حكم 1954. ويذكر احد هذين التقريرين ان السلطان المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين الذي حكم بين عامي 1105 الى 1142، ارسل حملة اسكتشافية الى الاطلسي بقيادة ملاح اسمه رقش الاعز، لكنه هلك في البحر. ويذكر التقرير الثاني ان بعض المغامرين قد استغلوا الريح الشرقية المواتية فاقلعوا برحلة استكشافية من لشبونة الى بحر الظلمات ليجدوا ما كان فيه واين ينتهي. وقد كانوا في الواقع ثمانية اشخاص جميعهم ابناء عمومة، فابحروا غربا لاحد عشر يوما ثم توجهوا جنوبا لاثني عشر يوما اخرى حتى وصلوا الى جزيرة الماعز ثم:
"بعد ان ابحروا اثني عشر يوما اخرى، راوا جزيرة يبدو انها مسكونة وفيها حقول مزروعة. فتوجهوا نحوها ليروا ما فيها. وسرعان ما احاطت بهم قوارب، فاخذوا اسرى ونقلوا الى جزيرة فقيرة تقع على الساحل. فنزلوا هناك. ووجد البحارة هناك قوما "شقر الجلود" على اجسامهم قليل من الشعر وعلى رؤسهم شعور مسدلة. وكانوا طوال القامة ونساؤهم بالغات الحسن. ثم اخذ البحارة الى جزيرة اخرى حيث سجنوا لثلاثة ايام. وفي اليوم الرابع جاءهم رجل يتكلم العربية، يترجم كلام رئيس ذلك المكان ثم جهز اهل الجزيرة قاربا وعصبوا عيون البحارة واقلعوا معهم لايام ثلاثة حتى بلغوا احد السواحل"
ويبدو انهم قد عادوا الى صافي الواقعة في المغرب. ويضيف الادريسي ان في لشبونة شارعا اسمه "درب المغامرين".
يعتقد حميد الله ان المكان الذي وصل اليه اولئك البحارة هو جزر الكناري؛ ويتحمل انها كانت جزر الماديرا او الازورس. ومن المدهش ان يجد البحارة هناك قوما حمر الجلود. ايحتمل ان تكون تلك الجزر قد بلغها بعض سكان امريكا الاصليين من الجهة الاخرى من المحيط؟ ثم ان وجود المترجم العربي يوحي بوجود بحث سابق عن هذه الجزر من جانب العرب.
(فيه واقعة تاريخية عربية في الامريكتين برضه ح ابقى اكتبهم في البوست اللي جاي ان شاء الله)
الدكتور عباس حمداني/ استاذ متخصص في الدراسات الفاطمية والتاريخ الثقافي والاجتماعي للاسلام في العصر الوسيط. حاضر في جامعة كراتشي والجامعة الامريكية في القاهرة وجامعة ويسكنسن - ميلووكي.
من كتاب الحضارة العربية الاسلامة في الاندلس
تحقيق سلمى خضراء الجيوسي
صفحات 415 - 416 - 417
ملحوظة اخرى: انتوا شايفين طبعا العرب بيوصفوا السكان الاصليين ازاي
كولومبوس لما راح قال: كلب واحد افضل من عشرة هنود حمر
No comments:
Post a Comment