Friday, 28 March 2008

آدي جزات الأمهات اللي ما بتسمعش كلام عيالها


أمي من شوية كده قالت لي مجدي الجلاد كلمني عشان أكتب في المصري اليوم، قلت لها اوعي تعملي كده ده احنا احنا شاتمنهم ع السبحة، قالت لي احنا مين، قلت لها المدونين يعني اتعصبت عليا وقالت: الله انت ح تتحكمي فيا انت والعيال دول بتوعك انا حرة اعمل اللي انا عايزاه، هو انا باسألك بتكتبي ايه في المدونة؟ وللا اعرف عنك حاجة اصلا؟
قلت خلاص اسيبها تخوض تجربتها بنفسها، وانا مؤمنة باني ادي الامهات والابهات الحرية الكاملة عشان يتعلموا من الدنيا تحت عيني، احسن ما يروحوا يعملوا حاجة من ورايا وارجع اقول ياريت اللي جرا ما كان
قعدت امي شوية تكتب في المصري اليوم وكله تمام لحد ما اخر مرة نشرت رد على المسلماني، المقال كان طويل شوية، راحت ماما متصلة بالسكرتيرة وقالت لها: لو المقال طويل انا مستعدة اختصر، فالسكرتيرة قالت لها طيب استني اسأل مدير التحرير، سألت مدير التحرير قال لها لا نازلة زي ماهي مش ح نختصر، امي بطبعها موسوسة شوية، غيري خالص يعني، تبعت المقال قبل المعاد باسبوع، وتفضل تتابع كل يوم لحد ما كل اللي في الجرنال يستقيلوا او تشوف بنفسها المقال منشور زي ما هي تابعت، كل يوم تتصل بالسكريترة: ها يا نورهان؟ متأكدين انكوا مش عايزيني اختصر؟
- طيب اسأل تاني يا استاذة....لا مافيش حاجة...اكيد مافيش اختصار ح تنزل زي ماهي يا استاذة
- اكيد؟
- اكيد
ثم نزل المقال وإذ بالست توفوجأ ان المقال طاير منه 25 سطر قطم، وبطريقة متشخبطة خالص بحيث ان اللي يقرا المقال يقول: هي مالها؟ هي بتقول ايه اصلا؟
طبعا ماما لمت هدومها ومشيت، وانا مارضيتش بقى اانبها واقول لها ما احنا قلنا كده من زمان، مافيش داعي للتقطيم المهم بنتنا ورجعت لنا
امي بقى دمها محروق من ان المقال نزل متشخبط كده، لقتها بتتصل بيا على تليفون الاودة من تليفون اودتها اللي بينها وبين اودتي متر وبتقول لي: هو انت ممكن تنشري المقال عندك؟
مع ملحوظة انها بتقول لي انها سامعة عني من بعض ناس اني قليلة الادب وبتنأرزني كل شوية وتقول لي انا مش عايزة اعرف حاجة بس الناس بتقول لسانك طويل، لميه شوية، هممممم دلوقت بقى مش سامعة اي حاجة من دي، ياللا الواحد يعمل الخير ويرميه البحر
بس بعد كده انا ح اخد من امي وابويا فلوس على البرشطة على الجبهة بالطريقة دي
تحذير: المقال طويل

تاكسي الكلام

تنصل ولكن: لا تلمني!

بقلم: صافي ناز كاظم

بالإشارة إلى ما تفضل به الأستاذ أحمد المسلماني، في المصري اليوم 17/3/2008، من تعقيب على مقالي: "نظرية المسلماني في مشروعية الحسم بالمذابح"، الذي نشرته بالبديل 10/3/2008، يؤسفني إغفاله فقرة تعميمية قالها في مقاله "جريمة رائعة"، المصري اليوم 3/3/2008، نصها الواضح هو الآتي: "إنسانيا...لا يمكن أن يقف أحد مع مذبحة جماعية...غير أنني أقف تماما على النقيض من ذلك الحس الإنساني البدائي لأكون واحدا من الذين يحترمون ويقدرون...المذبحة الرائعة...إنني واحد ممن يرون أن بعض رؤى الإصلاح والتقدم لا تحتمل ترف الحوار والجدل والإقناع، كما أنها لا يمكنها أن تبقى أسيرة حرب باردة بين الرأي والرأي الآخر"، كما أنه قال، باستخلاص كلي: "...إن عددا وفيرا من نماذج التقدم قد أتت وعلت في ظروف حاسمة، لا أجواء مرتبكة، وفي بيئة واضحة، لا في غابة من الانتماءات والانحيازات والأيديولوجيات المتصارعة"، فما الذي، بالله عليكم يا أهل الفهم والوعي، يمكننا أن نفهمه من كلامه هذا سوى أنه مع النماذج التاريخية، وليس مع نموذج مذبحة القلعة فحسب، التي رأت أن الحسم بالمذابح قاعدة مشروعة؟ وما الذي يعنيه قوله هذا سوى تأييده فتح باب المذابح على مصراعيه؟ وكيف يحتج حضرته بعد ذلك على الربط بين تأييده هذا لجرائم الحسم بالمذابح، على إطلاقها، وبين مذابح الكيان الصهيوني في غزة، التي تزامن توقيت نشر مقاله 3/3/2008 في خضمها وعصفها، متهما حضرتي "بربط مالا يربط وخلط مالا يختلط" ودخولي "إلى مناطق كانت نائية تماما عن جغرافية الفكرة"؟

كنت أفضل للأستاذ المسلماني التنصل مما توحي به أفكاره بشجاعة لا تحرض على لومي إذ أن هذا فيه جور كبير خاصة عندما يعاود اتهامي بأنني وصلت إلى "خلاصة معيبة جاءت من مقدمات خاطئة".

ولا شك أن الأستاذ أحمد المسلماني يعرف واجب الكاتب في حسن التصويب إلى الهدف الذي يريد أن يذهب إليه كلامه حتى يحتاط فلا يفهم منه مالا يقصد، ومن أجل ذلك كانت الكتابة مسئولية صعبة، وهما ثقيلا، وأحيانا غما لابد منه.

يبقى اختلافي مع الأستاذ أحمد المسلماني في نقاط كثيرة منها النقاط التالية:

1- ملنان فلنائي هو نائب وزير الحرب الصهيوني، وليس نائب وزير الدفاع كما تفضل بالقول.

2- مذبحة القلعة لم تكن معركة عسكرية، وكون أنها لم تشمل الأطفال والنساء لا يمنع كونها مذبحة، والتبرير بأن المذبوحين غدرا "كانوا جميعا من القادة السياسيين والاقتصاديين..." من التبريرات التي يمكن أن نلحق بها تعليق: صدق أو لا تصدق!

3- من حق الأستاذ المسلماني أن يقف إلى جانب محمد علي ويطلق عليه صفة "العظيم" فهذا تقديره، لكن ليس من حقه أن يسمي الأمراء المصريين بالرعاع والعبيد لأن هذا خارج حقه في التقدير.

4- الاستشهاد العلمي لا يكون بالرجوع إلى مقال في جريدة، فهناك مرجع أكثر دقة في مجال التقييم للأمراء المصريين، وأعني كتاب الأستاذ الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور بعنوان "العصر المماليكي في مصر والشام"، الذي ألفه عام 1965، وصادر عن دار النهضة العربية في طبعة ثانية عام 1976.

5- أما ما يجب أن نعرفه عن محمد علي وعن بقية جرائمه، القارعة والراقعة وغير الرائعة بالطبع، فهناك كتاب ميسر عنوانه "سيرة السيد عمر مكرم" الذي ألفه الباحث والأديب الرائد محمد فريد أبو حديد، وأصدرته لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1937، وطبعة كتاب الهلال ديسمبر 1951. وحين نطالعه، هو وغيره من المراجع المعتمدة سوف نعرف بكل تأكيد أن مقولة مثل: محمد علي "...زعيم عظيم، أخرج وطنا كاملا من الظلمات إلى النور وتقديرا لجريمة رائعة أنهت العصور الوسطى..وبدأت العصر الحديث"، ليست سوى كلام عصبي يثير الضحك أكثر مما يثير الغضب خاصة عندما نعلم أن محمد علي المذكور، بعد أن أسس دولته عام 1805، دولة الحاكم الفرد المستبد بالقهر والظلم والاحتكار والاغتصاب، أحرق كتب المؤرخ الشريف عبد الرحمن الجبرتي وقتل ابنه، وأذل السيد عمر مكرم ونفاه وحدد إقامته بعيدا عن أهله وقاعدته الشعبية من أهل مصر حتى مات الرجل كمدا أو سما والله أعلم، وربما كان هذا الإذلال، الذي وقع على السيد عمر مكرم عقوبة نزلت به لأنه الذي ساعد هذا السفاح الجاهل الغاشم على تسلق كتفيه وسلمه بيديه مقاليد الحكم والسيطرة على مصر. من المعروف والثابت أن محمد علي داهن الخلافة العثمانية، وإنجلترا، وفرنسا، وأحب كل ما هو أجنبي، أوروبي، واستعلى به على المصريين ونظر بازدراء إلى قدراتهم، ولأنه الذي كان لا يقرأ ولا يكتب، لم يستوعب باعهم الطويل في العلم والمعرفة والمهارة والصناعة والفلاحة، فحصرهم في دوائر الخدم والأتباع وانتزع أراضيهم، يعملون بسياط السخرة، وكأنهم الأقنان والعبيد وليسوا أصحاب الأرض وملاكها. وإذا كان قد أرسل البعثات العلمية إلى أوروبا فلم يكن هذا أولا من ميراث السيدة والدته، وهو الذي أتى مصر جنديا جائعا مفلسا من أجناد الدولة العثمانية الأرناؤوط، مؤتمرا بتعليماتها ضد الأمراء المصريين لإخضاعهم تماما باللعب على حبال خلافاتهم، وليسحب من الشعب المصري كل كفاءات المقاومة التي تصدوا بها لجرائم نابليون بونابارت وحملته الفرنسية، وليشل حركة قياداتهم العلمية والفكرية، لتجفيف منابع مبادراتهم في المشاركة السياسية وعزل تأثيراتهم بعيدا عن ناس البلد وأهلها.

وإذا كانت هناك أخطاء وكان هناك قصور وكان لابد من نهضة فلم يكن هذا يستدعي استجلاب ثقافة مستوردة يسميها البعض "التنوير"، لتستوطن مصر بعد سلخها من ثقافتها ودينها ولغتها. فمن هذا الذي كان يطالب بثقافة "غالب" غربي يركب بها على أنفاس "مغلوب" يستسلم له، ويكون حماره وبغلته ويحمد فضله في الوقت ذاته قائلا بفخر الحمقى: لقد خرجت من العصور الوسطى وأصبحت حمارا في العصر الحديث؟

هذا الذي يسمونه "باني مصر الحديثة" ليس سوى مؤسس لمبدأ الفصل التام بين الحاكم والشعب المصري هذا الشعب الذي لم ينل من محمد علي وأسرته "العلوية" سوى سياسة منطق: "...أنتم عبيد إحساناتنا".

إن علينا أن نتبين ذلك التقسيم الذي أفرزته سنوات حكم الأسرة العلوية، هذا التقسيم الطبقي المتعسف: ألا فرانك، ألا تورك، بلدي، وكان الألا فرانك هو الأجنبي من بلاد أوروبا المحتمي بالاحتلال والمستفيد من كل المميزات بصفته الشريحة الأعلى، والألا تورك الذي يتصارع مع الألا فرانك في جدلية عجيبة، ثم البلدي، أي كل ما يعبر عن ثقافة وتقاليد شعب مصر بخلطته القبطية والعربية الإسلامية. هذا "البلدي" كان الشعب المصري الذي لم يكن يسمح له بالسكنى في مثل "عمارة يعقوبيان"، أو دخول الأوبرا أو النوادي أو التجول في شوارع وسط البلد والتسوق من حوانيته الفاخرة، اللهم إلا إذا استطاع أن يثبت ولاءه للثقافة الغربية بالخضوع التام مظهرا وقلبا وقالبا نازعا جلبابه، أي ثيابه البلدية، ويكون مثل حمدية في زقاق المدق.

الكلام في هذا يطول ويتكرر، ولكن الأهم فيه دعائي أن يرحمنا الله من أشباه محمد علي السائرين على نهجه، ومن المعجبين بجناياته وجرائمه.


No comments: