Saturday, 29 March 2008

عمر طاهر

بما اني واحدة نتاوية درجة اولى فانا مشتركة في الريدر في كل المدونات اللي سيادتك سمعت عنها واللي ما سمعتش عنها ونظري ح يطير من كتر ما باقعد اقرا كل التدوينات والوكالات وخلافه
ماشية في الريدر زي اي فتاة مؤدبة لا بتبص يمين ولا شمال واي حد يكلمها ما تردش عليه والاقي مدونة اسمها احلام مبعثرة كاتبة عن عمر طاهر الشاعر والصحفي، والحقيقة هي كاتبة عنه كلام ما فهمتوش خالص، بتقول انه مغرور وذاته منفوخة وانه مدون وقلب شاعر
!!!!!!
يعني هالله هالله ع الجد والجد هالله هالله عليه
عمر شاعر وكاتب نقطة ومن اول السطر، عمر كان صاحبي قوي من عشر سنين وبقالنا سنين ما شفناش بعض ولا اتكلمنا نقطة ومن اول السطر
كنت ناوية ادخل اعلق عند الاستاذة بس لقيتها قافلة التعليقات
انا كل بس اللي كنت عايزة اقوله، على المستوى الشخصي، اللي يعرف عمر عن قرب يا اما يتفهم انه شخصية خزعلبلية يا اما يبقى عايز يرميه من الشباك ثم ينزل وراه ويخنقه ثم يحطه تحت عجلات القطر
لكن عمر فنان فنان، وشاعر كبير قوي على فكرة، وكاتب فعلا مبدع وكتابته قوية وفي نفس الوقت طِعمة وتتاكل اكل ومختلف تماما عن اي حد، فلما ييجي حد يقييم عمر على المستوى الفني عليه انه ينسى عمر على المستوى الشخصي باكتئاباته ورخاماته ودقاته النص كم يا اما متغاظ من رخامته ما يتكلمش عليه على المستوى الفني خالص
ثم ان رخامته واكتئاباته هي اللي بتعمل فنه، وهو ذاته متضخمة آه، بس له حق، ماهو فنان فعلا ودي هبة من عند ربنا مش هو اللي عملها يبقى ما ياخدش شلوت في نفسه ليه؟
دول الكلمتين اللي كنت ح اقولهم، بس بما ان احلام مبعثرة ما رضيتش اقولها الكلمتين دولم على مدونتها فكنت زمان كتبت بوست عن عمر طاهر بعد ما قريت شكلها باظت وعجبني قوي وكنت فرحانة بالكتاب، حتى ح تلاقوا حماس شديد في البوست، بس ما نشرتوش مش فاكرة ليه؟ تقريبا برضه كان عمل معايا دقة ندالة وللا حاجة مش فاكرة والله
بس المقال اهو انا سايباه زي ماهو وكنت كتبته من سنة:

أول مرة آخد بالي إني أنا وعمر صحاب بقالنا تسع سنين، يااااااااااا، كتير قوي، ماشاء الله يعني، وبلاد تشيلنا وبلاد تحطنا، ونغيب نغيب ونرجع نتكلم تاني كأننا كنا مع بعض امبارح، دايما الكلام بينا بيبتدي كأنه تكمله لحوار توقف لمدة دقيقتين بس، مع إنه ممكن يكون متوقف بقاله ست سبع شهور.
عمر ما ينفعش تقول عليه الكلمة اللي بتتقال على الناس: "فلان من الشخصيات اللي..."، لأن عمر مش من الشخصيات، هو عمر من عمر، كده عامل زي حاجة معينة مش عارفة هي إيه، بتشتغل بسهولة، وبيطلع منها مفاجئات كتير، وكل مرة حاجة تانية خالص غير اللي قبلها، بس عموما أظرف فترات حياته وهو مكتئب. هو مكتئب طول السنة، بتيجي كده نص ساعة كل شهر ما بيبقاش مكتئب، وبيبقى في النص الساعة دي سخييييييييييييييف، ساكت، وممكن يكبسك من غير سبب، ومن غير ما يقصد، بس الحمد لله إنها نص ساعة كل شهر، هو برضه في النص ساعة اللي هو مش مكتئب فيها مش بيكلمني، عشان عارف إني بازعل واتقمص بسهولة، بس هو اكتئابه غريب، يعني مثلا مرة قال لي: يا شيخة ده انا قريت عن الاكتئاب لقيته حاجة تانية خالص، اتخضيت أنا مش بيحصلي كده. طبعا ما رضيتش ساعتها أحرجه وأقول له إنه لو راح لدكتور ح يحتار في أمره، وفي الآخر ح يحطه في صندوق إزاز ويلم الدكاترة ويتفرجوا عليه عشان هو حالة نادرة؛ يعني مثلا أكتر وقت بيبقى فيه عنده أمل، وهو قرفان جدا من الدنيا، أكتر وقت ممكن تضحك فيه من كلام عمر وهو مكتئب وعايز يولع في الكون، أكتر وقت ممكن يديلك دعم معنوي وهو معنوياته في الحضيض.
وانت بتسمعه كأنك بتقرا كتاب فكاهي فلسفي تاريخي نفسي اجتماعي عبثي هزلي حزين، وإنت بتقرا له كأنك سامعه لدرجة إنك تقدر تسمع نبرة صوته في كل جملة بيقولها، هو أصله صوته ملون. ينفع تقول عليه دمه خفيف مووووووووت، بس ما ينفعش تقول إزاي، كمان ما ينفعش نوادره تتناقلها الأفواه، لأنها بتبقى معقدة ومركبة ومليانة خيال، وكل ما كان خيالك أوسع كل ما ضحكت أكتر. فيه ناس بتكره عمر، والناس دول يا إما غلاويين بطبيعتهم ومتغاظين من عمر عشان شكله مغرور، هو الحقيقة معتد بنفسه قوي، بس زي اعتداد العيال اللي عندهم تلات سنين: "سوفتي جمالتي؟! أنا حو، أنا ساطر..."، كمان طبيعة االناس انها بتحب تصنف، وعمر الحقيقة مش صعب تصنفه، هو مالوش تصنيف أساسا، هو كده، يعني متدين قوي، وماجن قوي، مؤدب زي بنت خجولة، وبصباص زي رشدي أباظة في فيلم الزوجة 13، مرن في حاجات ما ينفعش تتعدى، ويحرن في حاجات مالهاش أي أهمية، ساعات يبقى قاسي ويتهيالك إن شوية وح يبقى صدام حسين، وفي نفس اللحظة تلاقيه بقى حنين وغلبان، يتفاجئ من حاجات بديهية، ويحل المسائل الإنسانية الصعبة، ليه؟ الله أعلم، بس هو بيقول إنه ضحية زواج القرايب.
الغريبة إنه بيحب الناس قوي وعنده إحساس إنه لازم يعطف عليهم، بس متغاظ منهم، جدا، وعنده إحساس إنهم لازم يتقرصوا، يتقرصوا بس، أو يتشكوا بدبوس، هو أصله مش عنيف ولا دموي. لما بيكتب حاجة حلوة قوي، يبقى عايز يجري على الناس ويوريها لهم، مش عشان يتفاخر بيها، بس عشان هو حاسس إن ده إنجاز للبشرية، هو كده يعني منتمي للبشرية ومنعزل عنها برضه، يعني منتمي ليها عاطفيا، بس بيحب يقعد لوحده خالص، وكل ما يقعد لوحده أكتر كل ما يحس إنه جزء من البشر أكتر، وإحساسه ناحية شغله، زي إحساسه ناحية شغل الناس التانية، يعني لما أنت تكتب حاجة حلوة يتعامل معاها على أساس إنه هو اللي كاتبها، لدرجة إنه ممكن يكون منتظر الناس، بما فيهم اللي كتبها، تشكره، عشان: الله؟ مش كلنا بيني آدمين؟ احنا لما نعمل حاجة لازم كلنا نبقى فرحانين بيها، وللا إيه؟
كل حاجة عند عمر تضحك، هو ساخر صحيح، بس سخريته مافيهاش قسوة، فيها...فيها...فيها أبوة، كل ما يتريق على حد أو حاجة، تحس إنه أب بيحكي نوادر ابنه، بالذات لما يتكلم عن البلد والناس بشكل عام. فيه ناس لما اقعد معاهم أبقى خايفة، عشان أنا عارفة إنهم بيتريقوا على كل حاجة، وعارفة إن كل كلمة أو حركة ح اعملها ح يمسخروها، بس رغم إني عارفة إن كل حاجة عند عمر تضحك، بابقى مش خايفة، عشان عارفة إنه ح يمسخر كل حاجة بحنان وهدهدة، كأنه بيلاعب عيل صغير. آه صحيح ده هو بيحب العيال الصغيرة قوي، يمكن عشان كده.
فيه حاجة كده غريبة شوية، بيحب نفسه من خلال الناس...بيحب الناس من خلال نفسه...بيتفائل باكتئاب..بيكتئب بتفاؤل...بيصيع بأدب...بيتأدب بصياعة...بيتنرفز بفكاهة...بيتفكه بنرفزة...بيتكسف ببجاحة...بيتبجح بكسوف...بيكدب بصدق....بيصدق بكدب مش عارفة مين قبل مين. بس دايما كل انفعال أو فكرة عند عمر بيضفر فيها عكسها بطريقة مدهشة ومفاجئة، والواحد ما يبقاش عارف يقول: عمر بيقول....يعني ممكن تقول زكريا بيقول، لكن مش ممكن تقول عمر بيقول، لما تحب تنقل عنه حاجة تقول: أنظر عمر ويا إما تشير إلى كتاب شكلها باظت، يا إما تكتب نمرة تليفونه.
مرة واحدة قالت لي: عمر نصاب، هي الحقيقة ما قالتش عمر نصاب، هي قالت برج الأسد نصاب وبصت لعمر. ما هي لها حق تتلخبط، ماهو كل حاجة عنده داخلة على بعضها، أصل هو كمان بيكره الميلودرامية، يعني كأنه اتنين: يكتئب يطلع له واحد من جواه يقول له يا عمي ما تكبرهاش قوي كده إنت ح تعمل لي فيها علوية جميل؟ يفرح يطلع له نفس الواحد من جواه يقول له فرحان على ايه جتك خيبة؟ يحب واحدة يطلع له ذات نفس الواحد يقول له: إنت متأكد إن دي هي اللي انت عايزها؟ يسيبها، يطلع له تاني ويقول له: منك لله يا أخي ضيعتها من إيدك..حرام عليك...يتخانق مع واحد يقطع معاه خالص، ولا كأنه موجود في الدنيا، وينساه، ينساه لدرجة إنه لو جه يسلم عليه ح يسلم وهو ناسي مين ده أساسا، ويتصاحب على حد يفضل يتكلم ويفضفض، ويسمعه ويضحكه.
فيه حاجات أساسية مخلياني متمسكة بصداقة عمر، أولها إنه ما يعرفش يعني إيه يلوم، ولا يلف ويدور، وكل ما يحاول يتناصح ويخبي يتفضح أكتر، ويقفش نفسه وهو مفضوح قبل أي حد، ويتريق على روحه والحكاية تقلب فكاهة، وتخلص. ميزة عمر إن كله بيعدي، الزعل بيعدي، والكآبة بتعدي، والرخامة بتعدي، سواء منك أو منه، وزي ما هو مش بيعرف يلومك على أي دقة ندالة، انت كمان مهما حاولت تلومه وتحضر له كلام تغسله بيه، أول ما يكلمك تلاقي نفسك بتضحك ومش عارف تنطق بكلمة.
طفل عجوز...أو عجوز مستعيل...أهم صحاب وبيتحدفوا علينا.
=======
خلص البوست اللي كنت كاتباه من زمان
ايه اللي خلاني انشره وايه يعني اتحمقت كده ليه:
لاني مش باحب الظلم
عايزة تقول على عمر رخم تقول من هنا للصبح لكن تقول مش فنان ومش كاتب مقتدر يبقى احنا بنهرج
وانا ما احبش التهريج في فن الكتابة بالذات


2 comments:

maya said...

ماشاء الله عليكى اسلوبك يجنن
اصلا من غير حاجة
بس كلامك عن عمر
لييه طعم تانى خالص
ربنا يكرمك بجد انتى صديقة جمييلة
قوى

qrique said...

ربنا يكرمك بجد عالبوست ده........انا باموت في عمر و باحب اعرف اي حاجة عنه
و انتي كمان كتابتك جميلة جدا