Sunday, 11 May 2014

حسبنا الله ونعم الوكيل

تحديث:
الاخوان بيقولوا ان عبد الرحيم علي كان اخوان.. انا برضه قلت التربية دي ما تخرجش من حد غير منهم.
----
الإعدام لما يزيد عن 600 مواطن في قضية قتل 55 شخصا
السجن ل40 طالبا بتهمة قتل زميل لهم
براءة عبد الرحيم علي من تهمة السب والقذف لا تعقيب على أحكام القضاء. لا معقب لحكم الله. وليس لما نحن فيه من دون الله كاشفة.
إن كنت لا أعقب على أحكام القضاء، فلي تساؤلات مشروعة ربما يقتضي ببعض القانونيين أن يوضحوها لأمة الله الفقيرة:
 كيف يمكن لـ600 أن يقتلوا 55 شخصا ؟ وكيف يمكن لأربعين طالبا أن يقتلوا طالبا واحدا ؟ من هو شاهد - أو شهود الإثبات-، الذين تمكنوا من التعرف على أربعين طالبا، و تمييز وجوههم، والتأكد من أنهم جميعا تشاركوا في قتل مواطن واحد؟
في الحكم الذي وصفه "آكل الجيف" بأنه تاريخي، اعتبرت المحكمة أن إذاعة مكالمات خاصة لبعض المواطنين ليس تدخلا في الحياة الشخصية، وأن الصحفي لا يسأل عن مصادره، وأن من واجبه تنبيه المجتمع للأخطار المحدقة.
طيب جميل.
 باللغة العامية الفصحى: يا تحبسوه يا تحبسوا اللي هو أذاع لهم المكالمات.
 لا نحتاج لأن نسأل الصحفي عن مصدره لأننا نعرفه و هو جهاز أمن الدولة، وهذه طبيعة الأمور، فليس في مصر جهاز منوط به تسجيل المكالمات سوى الجهاز المذكور، ولا يبدو أن الأطراف التي كانت تتحاور في هذه المكالمات كان أحدهم يسجل المكالمة للآخر، مثال: في المكالمة التي كانت بين عبد الرحمن يوسف ومصطفى النجار: يا كبير طلعت بتاع نسوان يا كبير..هاهااهاهاااااي.. تعتقد أي الطرفين كان يسجل للآخر؟ وأي الطرفين سلم هذه المكالمة التافهة لعبد الرحيم علي؟ إذن هناك طرف ثالث كان يسجل الحوار، وهو ذاته الطرف الذي سلم هذه المكالمة لعبد الرحيم علي.
 السؤال الأول: ما هو الخطر المحدق بالوطن الذي يكمن في أن مصطفى النجار اكتشف أن عبد الرحمن يوسف "بتاع نسوان"؟ أو ربما الخطر يكمن في كون مصطفى النجار ينادي عبد الرحمن بلقب: يا كبير.. الأمر الذي يستدعي التفكر والتأمل، ينكن ياخويا الاتنين في تنظيم الماسونية العالمي، وعبد الرحمن يوسف هو الكبير بتاع التنظيم؟
 السؤال الثاني: كيف تكون مكالمة كهذه، أو مكالمة أذيعت لأسماء محفوظ وهي تبكي أو تسب أمن الدولة، أو مكالمة أذيعت للبرادعي وهو يطلب من أخيه في رجاء يثير الشفقة : ما تبعلتيش ناس زبالة تاني يا علي، لا تندرج تحت بند المكالمات الشخصية؟ وكيف يكون إذاعة رأي البرادعي، الذي يبثه لشقيقه، في بعض الشخصيات، بإنهم "زبالة" و"لايصين كومبليتلي" خدمة للوطن وتحذير للمجتمع من خطر محدق؟ أي خطر؟ خطر أن البرادعي مستزبل نص البلد؟ طيب ماذا عن رأيي الشخصي في إنه محق في ذلك؟ وكيف يكون إذاعة المكالمات الشخصية المسجلة عبر أمن الدولة والتي تحتوي على أراء شخصية، وانفعالات، وتهريج، وهري، ليس تدخلا في الحياة الشخصية؟ هو لازم يبقى بيكلم الجو بتاعه من ورا مراته عشان تبقى شخصية؟
 السؤال الثالث: طالما إن عبد الرحيم علي بريء من تهمة السب والقذف، بعد أن قال عن الناس الذين يذيع لهم المكالمات: جتكم القرف يا ولاد الكلب، وطالما أن التفاهات التي يذيعها ليست تدخلا في الحياة الشخصية، وطالما أنه حر في التعامل مع أمن الدولة، بما أن جهاز أمن الدولة حر بدوره في تسجيل مكالمات المواطنين دون إذن من النيابة، وطالما أنه يحذر المجتمع من خطر محدق، فلماذا لم يتم تسليم هذه المكالمات للنيابة؟ طيب لماذا لم تستدع النيابة الشخصيات التي أذيعت لها هذه المكالمات ووجهت إليهم التهم بالخيانة والعمالة وتقاضي أموال من الخارج، أو بالأحرى تهم الألش والبكاء ووصف الناس بالزبالة؟
 إما أن عبد الرحيم علي مذنب يشهر بالناس ويسبهم ويغتالهم معنويا ويستحق السجن أو الغرامة على أقل تقدير ووقف برنامجه، أو أن الشخصيات التي أذيعت لها هذه المكالمات مذنبة تستحق المحاكمة. 
السؤال الثالث: كلنا يعلم أن جهاز أمن الدولة يسجل جميع المكالمات لكافة الناس، ونحن نعلم ذلك أثناء إجراءنا مكالماتنا الهاتفية، وكنا ضمنا، نأتمن أمن الدولة على هذه المكالمات، الصراحة يعني، حيث إننا لا نملك أن نتقدم بشكوى للنيابة لأن أمن الدولة يقوم بتسجيل مكالماتنا دون إذن منها، ولو أننا تقدمنا بهذه الشكوى فلن يلتفت إليها أحد. بس للأسف، مافيش صاحب يتصاحب، حتى أمن الدولة اللي كنا بنسليه بمكالماتنا سربها... ما عدناش نقولك حاجة تاني يا أمن.
 هناك مكالمة أخرى أذيعت للبرادعي، قال عنها "آكل الجيف" إنها مكالمة بين البرادعي وضابط مخابرات أمريكي. حين تستمع إلى المكالمة تجد أن البرادعي يتحدث مع شخص اسمه دان، ولم يحدث أثناء المكالمة أن ذكر دان هذا اسمه بالكامل، ولا أن قال عن نفسه إنه ضابط مخابرات أمريكي، أو قال عنه البرادعي ذلك، ولا أن قال للبرادعي: خالتي بتسلم عليك. إذن ما الدليل على أن دان هذا هو ضابط مخابرات أمريكي؟ وبفرض صحة ادعاء "آكل الجيف"، ما المشكلة العويصة والمعضلة الفظيعة فيما قاله البرادعي لدان؟ المكالمة كلها عبارة عن سرد لمعلومات كانت قد نزلت كعناوين في الصحف المصرية والعالمية، كما أن دان أوضح للبرادعي أنه يعلم كل ما يقول، ولم يسأل أحد من أين علم دان كل ما يقوله البرادعي؟ الراجل بسم الله الرحمن الرحيم مخاوي وبيقرا الجرايد. أو ربما يكون على اتصال بأحد المسؤولين الذين يتحاورون كل يوم مع شخصيات أجنبية، ويطلعونهم على ما يطلعونهم عليه، ولا يريد عبد الرحيم علي إذاعة مكالماتهم.
 ثم ما هي الضمانة التي تؤكد بأن هذه التسجيلات لم يتم العبث بها عن طريق المونتاج، بالنسبة لي الضمانة الوحيدة هي أن التسجيلات بلهاء ولا تدل على شئ.. مش معقولة يتعبوا نفسهم في المونتاج عشان يسمعونا الهبل ده.
 السؤال الأخير: المكالمات التي زعم "آكل الجيف" أنها بين البرادعي وضابط مخابرات أمريكي يعود تاريخها إلى سنة 2011. وقت أن كان مرشح الرئاسة حاليا، المشير السابق، رئيسا للمخابرات الحربية! فهل كان المرشح الحالي والمشير السابق ورئيس المخابرات الحربية الأسبق يعلم بتعاون البرادعي مع المخابرات الأمريكية حين ظهر معه في خطاب 4 يوليو وقبل بالتعاون معه؟ أم أنه كان آخر من يعلم ولم يكتشف هذه العمالة المروعة إلا بعد أن كشفها له المحروس بتسجيلاته؟
 المشكلة ليست مشكلة هذا المسكين البائس "آكل الجيف" الخائض في الأعراض المقتات على تشويه الناس وقتلهم معنويا، فهو شخص مغمور، شديد الطموح مع انعدام الموهبة، أراد شهرة فجاءته عن طريق خطة لأمن الدولة، هذا الجهاز الذي راقب الناس على مدى سنوات، ولما فشل في إثبات افتراضه المسبق بأن مؤامرة تحاك ضد مصر، وأن من ينشطون سياسيا ما هم إلا مأجورين، قرر أن يشهر بهم، وأن يلعب على شهية وضيعة في الطبيعة الإنسانية، ألا وهي شهية النميمة، ولو أن جهاز أمن الدولة وجد في هذه المكالمات ما يثبت الخيانة والعمالة وتقاضي أجرا مقابل شم الغاز وحمل الجثث ودخول المشارح، لما لجأ إلى هذه الحيلة الرخيصة، ولما سمعنا بعبد الرحيم علي إلا ربما في إحدى قنوات المنوعات والأغاني، وإنما لسارع الجهاز بتسليم هذه التسجيلات إلى النيابة، لمقاضاة أصحابها ومحاكمتهم فورا، لكنه لما فشل في إيجاد دليل ضدهم، قرر أن يغتال سمعتهم، وهذه أيضا ليست بالمشكلة الكبيرة، فهو أسلوب الأجهزة الأمنية المتبع تقليدا في كل أنحاء العالم.
 المشكلة الكبرى تكمن في المزاج العام، هؤلاء الملايين من المتفرجين الذين ينطبق عليهم قول أمير الشعراء في مسرحية مصرع كليوباترا:
 أنظر الشعب ديون كيف يوحون إليه***ملأ الجو هتافا بحياتي قاتليه
أثر البهتان فيه وانطلى الإفك عليه***ياله من ببغاء عقله في أذنيه
 إن كان قضاء الدنيا قد برأ "آكل الجيف".. فانتظر عبد الرحيم على قضاء الله عليك في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نجعلك في نحر عبد الرحيم علي والأجهزة التي تحركه ونعوذ بك من شره... ربنا حيخرب بيتك يا عبرحيم. 
 وأنت خاف من ربنا يا شعب.