أنا مع الرصين

لقد مللت الشخصيات الشاذة التي تتكأكأ على مدونتي ومقالاتي، ويصرون على التعليق والنقاش، بينما لا تجمعنا أرضية مشتركة يمكن أن نتحاور إنطلاقا منها، كما حدث تطور هائل في شذوذ الشخصيات الواقعة على رأسي مثل شرفة أسمنتية متهالكة وقعت على رأس مواطن مسكين، مدني، أعزل، حتى تحولت إلى أكبر جاذب للفصاميين، والعصابيين، وأصحاب الضلالات، وضحايا السكيتزوفرينيا، فلم تعد مواساة الثلة العاقلة تجدي نفعا ولا تطبب جرحا، بل إن بعضهم عاف التعليق على مدونتي، بينما تمسك النزر اليسير منهم بتربيت على كتفي في تعليق ثم الهرب سريعا قبل أن تصيبهم شظايا أحد المعلقين المنتمين لفريق: وآدي رقصة المجنونة يابا يابا ع اللمونة.

أثبت لي فريق العمل السلفي، القائم على التعليقات بمدونتي، ومقالاتي، وتويتاتي - عادة ما يدخلون في مجموعات إذ أن يد الله مع الجماعة - أن زميلي الذي يعتقد بأن الدين الصواب هو ديانة أحمد عدوية الجزء الثاني، وأن السادات لم يمت، وأنه قتل بيل كلينتون بضربة واحدة، وأن أوباما هو جمال عبد الناصر، هذا الزميل العزيز، هو شخص طبيعي جدا، يوجد في الأسواق ألوان من البضائع المستنسخة منه، بل وربما جرى عليها من التحديث والتطوير ما يجعلها تحفة فنية بديعة.
هذا، وقد أكد بلال فضل أن الكاتب الذي لا يخسر جزءا من قرائه مع كل مقال، عليه ألا يرضى عن نفسه، مما أذهل خاطري، وأثقل قلبي حزنا وهما، فإنني مع كل بوست وكل مقال أكسب مجموعة من القراء الناقمين الساخطين على حظهم العاثر الذي جعلهم يولدون في زمن ولدت فيه مخلوقة مثلي، ويأخذون عطلة من أشغالهم فقط ليتركوا تعليقات فحواها الهلوسة وهدفها اللا شيء ومجملها أنهم غاضبون مني لسبب ما. 

وبعد أن حار عقلي، وخلب لبي، وأسقط في يدي، أرسلت بريدا إلكترونيا لعمرو غربية أسأله: يخلصك إنت يا عاطف؟ وأرفقت بعض الروابط التي تلخص ما أكابده وألاقيه، فما كان من عمرو غربية إلا أن أجابني قائلا:

معلش


أصلك مش مملة و ينفع يقروك. خليك رصينة و مملة كدا و مش هييجوا لك.


خليك... مع الرصين
-------
أيها الأخوة المواطنون، لقد اتخذت قرارا أرجو منكم أن تساعدونني على تنفيذه، إنني أعلن من منبري هذا خلف شاشة الحاسوب الآلي، أنني من الآن فصاعدا مع الرصين. عسى الله أن يرفع عنا الغمة، ويطعمنا بعض الرضا عن النفس، والسلوى في الكرب.
هذا وبالله التوفيق، وحسبي الله ونعم الوكيل فيك يا فخري
مقدمته لكم:
جبهة التهييس الشعبية/ أوشة أخت مليجي