Thursday 26 June 2008

جلد اسود اقنعه بيضاء: الجزء الاول من الفصل الثالث

احم...معلش يا شباب هو دكتور وبيتكلم عن الرجالة في الفصل ده فواخد راحته شوية، انا حاولت اخفف اللغة شوية في الترجمة.
اتفضلوا الفصل الثالث/ الجزء الاول:

الفصل الثالث


الرجل الملون والمرأة البيضاء


تخرج الرغبة في ان اكون ابيص من داخل اسود منطقة في روحي، من خلال الحمار الوحشي الذي يمشي في خيالي.

اريد ان يعترف بي لي كأسود ولكن كأبيض. الان – وهذا النوع من الاعتراف لم يخطر ببال هيجل – من غير امرأة بيضاء تستطيع ان تفعل تحقق هذا الاعتراف بانني ابيض؟ حين تحبني تثبت انني مستحق للحب الابيض. انها تحبني كأنني رجل ابيض.

انا رجل ابيض.

يأخذني حبها الى الطريق النبيل الذي يقودني الى الاعتراف الكامل بي.

اتزوج الثقافة البيضاء، الجمال الابيض، البياض الابيض.

حين تداعب يداي المرتبكتين نهداها فانني اجمع الحضارة والكرامة البيضاء ويصبحان ملكي. منذ ثلاثين عاما مضت كان رجلا اسود بلون الفحم يضاجع امرأة بيضاء ثم قال وهو في ذروة نشوته "فليحيا سكولشر" (محرر عبيد فرنساوي) ، انه فيكتور سكولشر الذي اقنع الجمهورية الثالثة بتبني قانون الغاء العبودية، وبهذا نفهم مدى اهمية الاستفاضة في شرح بعد العناصر في علاقة الرجل الاسود بالمرأة البيضاء.

سيقول البعض اننا غير متأكدين من صحة هذه القصة (قصة الراجل الاسود والولية البيضا) لكن الحقيقة ان ميلاد القصة واستمرارها على السنة الناس يؤكد انها لم تنبع من فراغ. لانه من النادر ان تعيش قصة على مر السنين الا اذا كان لها جذور. واستمرار استشهاد السود بهذه القصة تؤيدها، بقول اخر، حين تعيش القصة في الوجدان الشعبي فهذا تأكيد على انها تعبر عن روح المجموع.

في تحليلنا لكتابي "انا من المارتينيك" و"نيني" نرى كيف تتصرف النساء الملونات مع الرجل الابيض. ولنحاول ان نفهم علاقة الرجل الاسود بالمرأة البيضاء من خلال رواية لرينيه ماران – ويبدو انها قصة حياته – ونحاول ان نرى ماذا يحدث في علاقتهما.

يعكس الكاتب المشكلة بطريقة تثير الاعجاب. ذلك لان شخصية جان فينوس ستشرح لنا باستفاضة سلوكيات الرجل الاسود. ماهي عناصر مشكلة الرجل الاسود؟ جان فينوس زنجي، من مواليد الانتيلز، وعاش في بوردو لسنوات، إذن فهو اوروبي. لكنه اسود، اذن فهو زنجي. هناك صراع. انه لا يفهم ابناء عرقه، والبيض لا يفهمونه، وهو يلاحظ ان "الاوروبيين في العموم والفرنسيين على وجه الخصوص لا يرضون بمجرد تجاهل الزنجي القادم من المستعمرات، لكنهم يعمدون دوما الى ابداء استنكارهم من الشخص الذي صنعوا له صورة منكرة بانفسهم.

شخصية الكاتب لا تظهر بسهولة كما نتمنى، يتيم يتم ارساله الى مدرسة داخلية في احدى الضواحي، وهو مجبر على قضاء اجازاته هناك. اصدقاؤه ومعارفه يتفرقون في كل انحاء فرنسا مع اول فرصة، لذلك فهو مجبر على ان يعيش وحيدا. وتصبح الكتب هي اخلص الاصدقاء. حين نتطرف في التفسير، يمكن القول بان هذه الشخصية هي شخصية اتهامية رافضة وعدوانية بشكل غير منظم ضد اولئك الاصدقاء والاصحاب الكثر الذين تركوه وسافروا، اقول اذا تطرفنا في القراءة، والحقيقة اننا لا ننشد الا التطرف في القراءة.

ولانه غير قادر على الانضمام للمجتمع، وغير قادر على ان يمر دون ان يلاحظه الناس باستغراب للونه، فان جان يعزي نفسه بالعيش مع الموتى، او على الاقل، الغائبين. حيث ان اجتماعاته مع هؤلاء، على عكس حياته الحقيقية، لا تهتم بالحدود الزمنية والمكانية. يتحدث الى ماركوس اورليوس، جوانفييل، باسكال، بيريز جالدو، رابيندراناث طاغور. لو اضطررنا لتعليق لافتة على جان فينوس فاننا لا نملك الا ان نسميه "الانطوائي"، ربما يسميه البعضر "الشاعري" لكنه شاعري يرفض ان يجد وسيلة لاستغلال المعرفة والافكار. يستغربه اصدقاؤه وزملاء دراسته قائلين: ياله من حالم، اتعرف يا صديقي فلان، ان جان فينوس شخصية غريبة حقا، انه لا يرفع انفه من الكتاب ابدا الا ليشخبط في كراريسه.

لكن الشاعري الذي لا يكف عن الغناء بالاسبانية، والترجمة الى اللغة الانجليزية، خجول ومرتبك دوما: “طفل طيب هذا فينوس، يبدو انه يحب ان يظل حزينا وساكنا، لكنه دوما خدوم، يمكنك ان تثق به، سترى، انه النوع الزنجي الذي يحبه البيض.

مرتبك وقلق، قلق لانه لا يستطيع ان يهرب من جسده، نعرف من مصادر اخرى ان رينيه ماران كان يحمل في قلبه مشاعر لاندريه جيد. يمكننا ان نرى تشابها بين كتاب "انسان مثل الاخرين" وبين كتاب جيد "الباب الضيق" نجد التشابه في الفراق، في نغمة والالم، الاستحالة الاخلاقية، وكأنها صدى لقصة جيروم واليسا.

لكن تظل حقيقة ان فينوس اسود. انه دب يعشق الوحدة. هو مفكر. وحين تحاول امرأة التقرب اليه، يقول: “اتحاولين ان تخرجي دبا عجوزا مثلي من عزلته؟ كوني حذرة يا عزيزتي. فالشجاعة امر جيد، لكنك ستجعلين من نفسك مادة للنميمة اذا استمررت في جذب الانتباه بهذه الطريقة. زنجي؟ عار عليك – انني اقل من ان احتقر. ان الاتصال باناس مثلي يعرضك للمهانة" . ورغم ذلك فانه يحاول ان يثبت للجميع انه رجل كبقية الرجال. لكن يجب الا نفهم خطأ: جان فينوس رجل ينقصه الاقتناع. وعدم الاقتناع شيء متجذر في روحه، واستمرار الشك في روحه معقد كما هو معقد في روح الاوروبي. اذا جاز التعبير، فان فينوس ما هو الا خروف للذبح. ولنبدأ رحلتنا معه.

بعد ان اخذنا مقتطف من سيدينتال وذكرنا ظاهرة "البلورة" نجد فينوس يعلن انه يحب:

اجد روح اندرييه في مدام كولانجيه وجسدها في مدام كلاريسيه. انه جنون، لكن هذه هي الحقيقة: احب كلاريسيه واحب مدام كولانجيه ، بالرغم من انني لا افكر في احديهما ابدا، كل ما يمثلاه بالنسبة لي

هو وسيلة للتخفيف عن نفسي، ادرس اندريه في كل منهما واحفظها عن ظهر قلب. انا لا اعرف، لا اعرف شيئا، وليس لدي الرغبة في معرفة اي شي؛ او بالاحرى انا لا اعرف غير شيء واحد: ان الرجل الاسود هو رجل مثل بقية الرجال، وان قلبه الذي يظنه الجهلاء بسيطا، يمكن ان يكون معقدا مثل قلوب بقية الاوروبيين.”

المراقبون السطحيون هم الذين خلقوا اسطورة الزنجي البسيط. “احب كلاريسيه واحب كولانجيه الا ان اندريه ماريي هي حبي الحقيقي، وحدها حبي الحقيقي". من اندريه ماريي؟ انتم تعرفون من هي، انها ابنة الشاعر لوي ماريي، لكن انتم تعرفون ايضا انه زنجي، هو زنجي "ربى نمى ذكاءه واجتهد على نفسه ليصل الى المستوى الثقافي الاوروبي" اذن فهو قادر على ان يفر من عرقه.

اندريه ماريي بيضاء؛ يبدو انه لا يوجد حل ممكن. ولكن، يبدو ان الاتصال ببايوت، جيد، موريا، وفولتير بدد كل المستحيل. بكل اخلاص "يؤمن (جان فينوس) بهذه الثقافة ووطن نفسه ليحب ذلك العالم الجديد، الذي اكتشفه وغزاه لنفعه هو. ياله من خطأ فادح. حين بلغ النضوج ذهب الى بلد الاجداد ليخدم البلد مصالح البلد الاخرى التي تبناها، هناك وجد نفسه امام سؤال: هل خانته نفسه؟ ذلك لان المجتمع الابيض لا يقبله ابدا كواحد منه، وابناء وطنه بالطبع استنكروا ماهو عليه"

جان فينوس يشعر ان الوجود غير محتمل بالنسبة له بلا حب، ويحلم بالحب. بل ويكتب شعرا عن حالة الحب:

عندما يحب الرجل فيجب عليه الا يتكلم

من الافضل ان يحتفظ به داخل قلبه

كتبت اليه اندريه ماريي لتلمح له بحبها. لكن جان فينوس يريد تصريحا. انه من الضروري ان يسمع من رجل ابيض جملة: “تزوج اختي". سأل فينوس صديقته كولانجيه عدة اسئلة، وهنا عرض متكامل لاجابة كولانجيه:


“(كولانجيه تستخدم تعبيرات انجليزية)

يا ابني، تاني بتحكي لي عن مشكلتك، وتاني ح اقول لك رأيي – اخر مرة بقى ح اقول الكلام ده، وخلينا نتكلم في الموضوع بالترتيب، موقفك زي ما انت بتقوله ليا واضح وضوح الشمس، بس برضه خليني استوضح شوية حاجات لان ده ح يفيدني في ابداء رايي.

كان عندك كام سنة لما سبت بلدك وجيت فرنسا؟ تلات اربع سنين على ما اعتقد؟ وما شفتش جزيرتك الاصلية من ساعتها. وما عندكش ادنى رغبة في انك تشوفها. وعايش في برودو من ساعتها لحد دلوقت. وبقيت موظف حكومي في المستعمرات، وبرودو هي البلد اللي انت قضيت فيها معظم سنين عمرك، باختصار انت فعلا واحد مننا. يمكن انت مش حاسس بكده قوي، بس انت لازم تقبل انك فرنسي من برودو، دي حقيقة. اقنع مخك التخين ده. انت ما تعرفش حاجة عن ابناء وطنك من الانتيلز، انت حتى مش ح تعرف تتعامل معاهم، اللي انا اعرفهم من الانتيلز مافيهمش اي شبه منك.

الحقيقة انك زينا، انت احنا، افكارك هي افكارنا، وسلوكياتك زينا، انت او اي حد ممكن يعتبرك زنجي؟ ده غلط كبير، صحيح شكلك زنجي، لكن في اي حاجة تانية انت اوروبي. وبما ان الرجالة الاوروبيين ما يحبوش غير الستات الاوروبيين، مش ممكن تتجوز اي واحدة غير من البلد اللي انت عشت فيها طول عمر، ست من بلدنا الجميلة العريقة فرنسا، ده بالنسبة لتحليل حالتك، خلينا بقى نتكلم في الموضوع اللي انت اثرته وكأننا بنتكلم عن واحد تاني، على جانب عندنا جان فينوس، واحد شبهك كده يعني، وعلى جانب اخر عندنا مودموازيل اندريه ماريي، اندريه ماريي، اللي جلدها ابيض، بتحب جان فينوس اللي لونه بني غامق وبيعشق مودموازيل اندريه، ومع ذلك مش بتبطل تسألني: اعمل ايه؟ اما انت عبيط عبط.

اول ما ترجع فرنسا، تجري على ابو البنت اللي هو اصلا اثر في روح، وامسك قلبك بقوة واصرخ فيه: انا باحبها وهي بتحبني، بنحب بعض، جوزها لي والا ح اقتل نفسي دلوقت حالا هنا"


حين تطرح المسألة بشكل مباشر، فان الرجل الابيض على استعداد لان يعطي اخته للاسود على شرط: انت ليس لك اي علاقة بالزنوج، انت اسمر فقط. بني غامق.

هذه العملية معروفة جدا لدى الطلاب الزنوج في فرنسا. فالمجتمع يرفض ان يعتبرهم زنوجا حقيقيين. الزنجي متوحش، بينما الطالب متحضر. “انت مننا" كما قالت كولانجيه؛ واذا اعتبرك احد انك زنجي فهو مخطئ. وسبب هذا الخطأ انك تشبه الزنوج، لكن جان فينوس لا يريد ذلك، لا يستطيع قبوله لانه يعرف.

يعرف ان "بسبب الغضب الذي يتملك الزنجي من تلك المقاطعة التحقيرية، فان المولدين والزنوج تنفتح شهيتهم للمرأة البيضاء فور نزولهم على ارض اوروبا":

معظمهم، حتى اولئك ذوي البشرة الفاتحة نسبيا، عادة ما يغرقون في انكار متطرف لبلادهم

وامهاتهم. ويميلون للزواج من اوروبية، ليس بسبب الحب، ولكن للاستمتاع بالسيادة على امرأة اوروبية، ويتملكهم شعور فخور بانهم حققوا الانتقام.

ولذلك فانا اتسأل، هل حالتي مشابهة لحالتهم؟ هل حين اتزوجك، وانت اوروبية، فانني بذلك اظهر احتقارا للنساء المنتميات لعرقي، وفوق ذلك اشعر بالانتصار لانني حزت على اللحم الابيض المحرم على الزنوج على مدار الفترة التي حكم البيض فيها العالم وبذلك فانا انتقم لاجدادي مما فعله بهم البيض من خلال امتلاك امرأة بيضاء؟


ياله من صراع، انه يحاول ان يحرر نفسه من صراع ذاتي، انا ابيض، وتربيت في اوروبا، كل اصدقائي بيض، في المدينة التي اعيش فيها لا يوجد ثمانية زنوج. افكر بالفرنسية، فرنسا هي ديانتي. انا اوروبي، هل تفهمون؟ لست زنجيا، ولاثبت ذلك لكم، وبما انني موظف حكومي، فسأري اولئك الزنوج كيف انني اختلف عنهم تماما (ده اوباما بقى، ومصريين كتير على فكرة على رأسهم جمال مبارك، مش حسني، جمال) حقيقة، اقرأوا الكتاب مرة اخرى وستقتنعون بذلك:


من يطرق الباب؟ آه طبعا..

انه انت يا سوا؟

نعم ايها الرئيس

ماذا تريد؟

لقد اتصل رول يا سيدي، خمسة حراس، وسبعة عشر مسجون- كلهم هنا ياسيدي

هل هناك شيء جديد؟ اي اخبار عن الهارب؟

لا يا سيدي..


السيد فينوس لديه شيالين زنوج، ولديه خادمة صغيرة زنجية ايضا، اما بالنسبة للزنوج الذين يشعرون بالاحباط لانه سيتركهم، فانه يشعر انه لا يمكنه قول شيء لهم سوى: ارجوكم ابتعدوا..ابتعدوا، ترون انه امر صعب علي ان اترككم، ارجوكم ابتعدوا، لن انساكم، انا ذاهب لانني اشعر ان هذه ليست بلادي واشعر بالوحدة هنا، اشعر بالفراغ، بالحرمان من الراحة التي احتاجها. اما انتم، فيالحظكم، لا تحتاجون متطلبات معيشة كثيرة مثلي. “


حين نقرأ مقطع كهذا لا نملك الا ان نفكر في فيليكس ايبوا، زنجي بلا جدال، والذي قرر ان واجبه في بلاده يختلف تماما عما قرره فينوس، جان فينوس ليس زنجيا ولا يريد ان يكون زنجي. لكن، وبدون علمه، تم خلق خليج: هناك شيء ما لا يمكن تعريفه بالتحديد، وغير قابل للنقض، هذا الشيء المتضمن في داخل النفس والذي يربطه بهارولد ريسنبرج.

ارسل لويس تي اخيل في عام 1949 الى مؤتمر الاعراق تقريرا قال فيه:


فيما يخص التزاوج العرقي، يمكن للمرء ان يسأل تساؤلا مشروعا عن الى اي مدى يمكن الا يمثل هذا الزواج بالنسبة للملون التكريس لمحاولة محو التحامل العنصري الذي عانى منه طوال حياته. ربما يكون من المفيد دراسة بعض الحالات لمعرفة الدوافع المضببة والخفية لتزاوج الاعراق والتي تنعم بالاستقرار الاسري، على عكس الشائع في هذه الزيجات. بعض الرجال او النساء، في الواقع، حين يختارون الزواج من عرق مختلف عنهم، فان ذلك يعني انهم يختارون من هم اقل منهم في الثقافة والطبقة الاجتماعية، وما كانوا ليختاروا قرينا من نفس الطبقة والثقافة لو كان من نفس عرقهم، ويبدو ان الاصل في هذه الزجات هو تحقيق اللا تجنس، او (باستخدام كلمة مقززة) لا عرقية بين مجموعة ملونة معينة. وحقيقة انهم يتزوجون من البيض تتجاوز اي اعتبارات اخرى ( يقصد ان الملون ممكن يبقى دكتور مثلا ويروح يتجوز غسالة بس عشان بيضا، وكونها بيضا بيغفر لها انها اقل منه في الثقافة وفي المستوى الاجتماعي ولو كانت غسالة ملونة ما كانش رضي يتجوزها...الكلام ده صح، مش بس كده، انا شفت رجالة مصريين وعرب كتير لما بيتجوز اجنبية بيكنس ويمسح ويغسل ويطبخ ولو كانت مصرية او عربية كان اداها بالجزمة القديمة) وبالوضع في الاعتبار هذه الحقائق فان الملونين يعتبرون هذه الزيجة هي الباب للدخول الى العالم الشهير، والعرق المميز، المهيمن على العالم، والمهمين بالخصوص على الملونين.


نعرف تاريخيا، ان الرجل الاسود الذي كان يتهم بمضاجعة امرأة بيضاء كان يعاقب بالاخصاء. وعلى ذلك، فان الرجل الاسود الذي يتمكن من الحصول على امرأة بيضاء يصبح معظما بالنسبة لبني جلدته. من السهل على الانسان تصور سيطرة الجنس على العقول، وذلك بالضبط هو الهدف من مثال "انكل ريمو": ارنب يمثل الرجل الاسود، هل سينجح في مضاجعة ابنتا مستر ميدوو؟ هناك صعود في الاحداث وهبوط، والقصة يحكيها زنجي ضاحك خفيف الروح لين العريكة ، هذا الزنجي الذي يخدم وهو مبتسم.


حين كنت في بداية سن البلوغ، كان لي الشرف ان ارى واحدا من ابناء وطني وهو عائد وفي ذراعه فتاة باريسية بيضاء، سأحاول ان احلل هذه المشكلة في فصل اخر.


وحين تكلمت كثيرا مع رجال كثر من الانتيليز، وجدت ان الاولوية لدى الزنوج الذاهبين الى فرنسا تكون دائما لمضاجعة امرأة بيضاء، وبمجرد ان تصل السفينة الى الميناء، فهم لا يذهبون الى البيوت، وبمجرد انتهاء طقس الدخول الى عالم الرجولة الحقيقية يأخذون القطار الى باريس.


ولكن ما يهمنا الان هو فحص جان فينوس، ولهذا الغرض، سألجأ الى دراسة قيمة كتبتها جيرمان جو وهي "مرض التخلي"

على عكس الفرويديين الذين يولون ما بعد عقدة اوديب اهمية كبيرة، فان جيرمان جو تولي اهمية اكبر لمرحلة ما قبل عقدة اوديب. تقوم الدكتور جو بتحليل نوعين من الحالات: الاولى تمثل محنة جان فينوس: “انه هذا الثلاثي: الالم المصاحب لهجران الاحبة، العدوانية التالية لهذا الالم، التقليل من شأن النفس الناتج عن هذه التجربة – كل هذا هو الداعم الاساسي لاعراض المرض النفسي. “


تعرفنا الى مكنونات نفس جان فينوس. وعلمنا من خلال شخصيته ان التفكير التوحدي يمكن ان يصنع من خلال الانطواء على الذات المتعمد:


بالنسبة لحالة المريض السلبي- العدواني، فان تسلط الماضي على ذهنه بكل الامه وهزائمه يشل رغبة المريض في الحياة. وعادة هو اكثر انطواء من حالة الايجابي- الودود. لديه القدرة الى الذهاب الى الام الماضي والحاضر ومن ثم يبني بداخلة مكان سري من الرفض المر والمصدوم، والذي يراكم الى نفسه حالة من حالات التوحد. ولكن على عكس مريض التوحد الحقيقي، فان العصابي-المهاجر هو واع تماما بهذه المنطقة السرية. حيث انه هو الذي زرعها ويدافع عنها ضد اي محاولة للاقتحام. وهو متمحور حول ذاته اكثر من العصابي الذي من النوع الثاني الايجابي-الودود، ويرى كل شيء من خلال نفسه. لديه قدرة ضعيفة جدا على عدم التحيز: العدوانية والرغبة الدائمة في الانتقام تسيطر على دوافعه. وانطوائه على نفسه لا يسمح له بالدخول في اي تجربة ناجحة تعوض الام الماضي، وعليه فان انعدام تقدير الذات والامان العاطفي مركزان في حالة كهذه. ولذلك فهناك احساس كامل بالعجز تجاه الحياة والعلاقة مع الاخرين. فالاخرين خانوه واحبطوه، ومع ذلك فانه ينتظر من الاخرين ان يقوموا هم باصلاح ما فسد من حياته. (جريمان جو:مرض التخلي)


No comments: