كان ياما كان يا سادة يا كرام ولا يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، كان هناك ملك على بلاد تعاني من البطالة، فأصدر الملك مرسوما أن على كل شاب يرغب في العمل الحضور إلى القصر ومعه والده، وما لبث أن صدر المرسوم حتى اكتظ القصر بالشباب، كل يصطحب والده، فخرج عليهم الملك ثم أعلن: إن الوظائف التي أعرضها عليكم هي وظائف عظيمة في الدولة، وأجرها كبير، وصيتها واسع، لكنها مقرونة بشرط بسيط، ألا وهو أن من أراد شغل الوظيفة والحصول على الأجر العظيم عليه أن يقتل أبيه، فمن قدر على ذلك ربح الوظيفة والمال وعليه أن يقف إلى يساري، ومن أبى، فسيحفظ حياة أبيه لكنه لن يخرج حيا من هذا القصر، وعلى أولئك الذين اختاروا الموت أن يقفوا إلى يميني. اصطف الراغبين في الوظيفة والرافضين لها كما أمر الملك، فقال الملك: يا وزير، قد عفونا عن كل الآباء وعن الرافضين للوظيفة، أما من أبدى استعداده لقتل والده ليحصل على الوظيفة، فاستعمله في الشرطة، وأما من حبذ الموت ليحفظ حياة أبيه فجنده في الجيش. قال الوزير: يا مولاي، قد وعدت من تعهد بقتل أبيه بمال وفير! قال الملك: يا وزير أما هؤلاء فأغدق عليهم بأكثر مما وعدتهم ولكن أغلظ عليهم في القول وعاملهم بالشدة، ومن استعملناهم في الجيش، فاصرف لهم لقمة تسد جوعهم وخرقة تستر عوراتهم ولكن عاملهم بفخامة وكرامة، لأنهم طلاب عزة أو موت.
هذه القصة من الموروث الشعبي المصري، ربما يعرفها معظم المصريين خاصة المنتمين للقرى والنجوع، ولم أعد رواية تلك القصة التي طالما سمعها المصريون من الجدات والأمهات إلا تعقيبا على ما في جزيرة القرصاية. إنه في يوم 27/11/2007، توجهت قوة من الجيش المصري قوامها 250 مقاتل مصري إلى جزيرة القرصاية، مستعرضة القوة وشاهرة العداء في وجوه الفلاحين العزل الذين أصابتهم الصدمة، ليس لأنهم يطردون من أرضهم وأرض أجدادهم وأجداد أجدادهم ليشيد على مزارعهم منتجعا سياحيا، وليس لأن نيلهم السعيد يردم أمام أنظارهم وهم لا يملكون له عروسا لتفتديه من الفناء، لكن أهل القرصاية فزعوا وصرخوا وحفروا قبورهم بأيديهم وناموا فيها لأنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة جيشهم الذي طالما ارتكن عليه المصريون ووثقوا به، وليس أدل على حب المصريين لجيشهم من هذه القصة التي أعدت روايتها.
إن الزج بجيشنا "المقدس" في معركة مع أهليهم من الفلاحين لصالح رأس المال، الذي لا يرقب في مواطن إلا ولا ذمة، لكارثة عظيمة، وأقسم بعزة الله الذي هو "بتاع الغلابة" كما يقول المثل الشعبي، إنها لواقعة جلل أن يواجه الفلاح جيشه صارخا: "يا كفرة...يا إسرائيل...يا ولاد الـ...، سبتوا إيه لبلدكوا....، يا احتلال...". هذا فوق كل احتمال وطاقة، هذا فاق قانون الطوارئ الذي نتجرعه لثلاثة عقود، وفاق سحب الدعم من رغيف الخبز، وفاق الأكل من المزابل، وفاق ثورة العطاشى، وفاق "المحاكم العسكرية"، وفاق الفتن الطائفية، وفاق حبس الصحفيين، وفاق حتى التعذيب في أقسام الشرطة؛ هذه قاصمة ظهورنا، نستحلفكم بحق دماء الشهداء أن ترحموا آخر مقدساتنا الوطنية.
هذه القصة من الموروث الشعبي المصري، ربما يعرفها معظم المصريين خاصة المنتمين للقرى والنجوع، ولم أعد رواية تلك القصة التي طالما سمعها المصريون من الجدات والأمهات إلا تعقيبا على ما في جزيرة القرصاية. إنه في يوم 27/11/2007، توجهت قوة من الجيش المصري قوامها 250 مقاتل مصري إلى جزيرة القرصاية، مستعرضة القوة وشاهرة العداء في وجوه الفلاحين العزل الذين أصابتهم الصدمة، ليس لأنهم يطردون من أرضهم وأرض أجدادهم وأجداد أجدادهم ليشيد على مزارعهم منتجعا سياحيا، وليس لأن نيلهم السعيد يردم أمام أنظارهم وهم لا يملكون له عروسا لتفتديه من الفناء، لكن أهل القرصاية فزعوا وصرخوا وحفروا قبورهم بأيديهم وناموا فيها لأنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة جيشهم الذي طالما ارتكن عليه المصريون ووثقوا به، وليس أدل على حب المصريين لجيشهم من هذه القصة التي أعدت روايتها.
إن الزج بجيشنا "المقدس" في معركة مع أهليهم من الفلاحين لصالح رأس المال، الذي لا يرقب في مواطن إلا ولا ذمة، لكارثة عظيمة، وأقسم بعزة الله الذي هو "بتاع الغلابة" كما يقول المثل الشعبي، إنها لواقعة جلل أن يواجه الفلاح جيشه صارخا: "يا كفرة...يا إسرائيل...يا ولاد الـ...، سبتوا إيه لبلدكوا....، يا احتلال...". هذا فوق كل احتمال وطاقة، هذا فاق قانون الطوارئ الذي نتجرعه لثلاثة عقود، وفاق سحب الدعم من رغيف الخبز، وفاق الأكل من المزابل، وفاق ثورة العطاشى، وفاق "المحاكم العسكرية"، وفاق الفتن الطائفية، وفاق حبس الصحفيين، وفاق حتى التعذيب في أقسام الشرطة؛ هذه قاصمة ظهورنا، نستحلفكم بحق دماء الشهداء أن ترحموا آخر مقدساتنا الوطنية.
No comments:
Post a Comment