دخلنا مصحة رمضان، وقد أفرغنا من كل الشوائب التي تعكر أرواحنا، وربما نستند عليها أحيانا. في نهار رمضان تصفى أجسادنا من الغذاء، وفي الليل تصفى أرواحنا بالصلاة، وقد صفدت الشياطين ليصفو لنا المحيط، فلا أحد سوانا نحن والطبيب المعالج: رب العالمين.
في رمضان تصفد الشياطين، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا يعني أن في رمضان تبدو الطبيعة البشرية نقية دون وساوس ولا نزغ. ربما تزعج هذه الفكرة الكثير من بني البشر، فحين نقترف حماقات ونأت الشر في غير أيام رمضان نقول: اللهم اخزيك يا شيطان. لكننا حين نقترف نفس الحماقات ونأت ذات الشر وربما أكبر منه في رمضان نفزع: هل أنا سيء إلى هذه الدرجة؟ هل هذا الشر هو طبيعة في اصل تكويني؟
سمعت التفسيرات المربتة على وجنة الإنسان قائلة أن من يصفدون هم المردة الكبار أما الشياطين الصغار فمازالوا يرتعون حولنا وكأنهم يقولون لنا: لا تقلق أيها الإنسان أنت "زي الفل". الحقيقة أنني راجعت حديث الرسول عن رمضان ووجدته، صلى الله عليه وسلم، يقول: "وصفدت الشياطين"، ولم يفصل أو يسهب في حديثه حول كبار الشياطين وصغارهم ورضعهم وخلافه. والحقيقة أنه لا بأس أبدا من أن تحمل الطبيعة البشرية كل الشر الذي نظن أن مصدره الوحيد هو الشيطان، وحقيقة ثالثة أننا لسنا "زي الفل"، ورمضان مصحة نعالج فيها أروحنا وليس ساحرا يغير طبائعنا بين عشية وضحاها.
نحن مثل البساط المتسخ والمعبأ بالأتربة، ورمضان هو الـ"منفضة" التي تضرب فوق البساط لتخرج الوسخ يوما بعد يوم حتى يعود البساط ناصعا، وربما أثناء عملية "التنفيض" تخرج حشرات صغيرة أو كبيرة وأحيانا سامة، كانت ساكنة في البساط ولم نكن نعلم بوجودها. لذلك فمن الطبيعي أن يصدر عن أرواحنا وأخلاقنا، مع بداية رمضان، أتربة الغضب والوساوس والحزن والذنوب وكل "التشوهات" والأمراض الإنسانية والحشرات النفسية السامة التي حين نعلم أننا مصدرها الوحيد ندفن رؤسنا في والوسائد كالأطفال: لا لا هذه هي الشياطين الصغيرة.
"في القلب وحشة لا يؤنسها إلا الله"، والله يضعنا في "مصحة رمضان" كما يغسل بطوننا بالصيام، هو يغسل أرواحنا من شوائبها، وما نفزع منه من أخلاق نشعر كأنها أفسدت علينا يوم صيامنا وأذهبت بحسنات الصلاة والصيام والصدقة وقراءة القرآن، إن هي إلا أعراض طبيعية لعملية التنقية والصيام الروحي مثل أعراض العطش والجوع المصاحبة للصيام البدني.
"في القلب وحشة لا يؤنسها إلا الله"، وهذه الأتربة التي تتصاعد من أروحنا ليس لها مذهب إلا أن تضعها بين يدي الطبيب المعالج: الله الخالق. كلنا مريض ليس له طبيب إلا الله، كلنا يملأ قلبه مرار لا يحليه إلا الله، تملأنا آلام ليس لها مخفف إلا الله، كلنا ملدوغ ليس له ترياق إلا الله، كلنا مجروح ليس له مضمد إلا الله، كدست دمامل الحياة صديدها في قلوبنا حتى أوشكت أرواحنا على الموت مسمومة، فحملنا رمضان في سيارة "إسعافه" وغرفة إنعاشه، فلا تجزع حين يخرج الطبيب المعالج من قلبك الصديد والقيح، وتشبث به مرة تلو المرة ليطهرها.
في رمضان تصفد الشياطين، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا يعني أن في رمضان تبدو الطبيعة البشرية نقية دون وساوس ولا نزغ. ربما تزعج هذه الفكرة الكثير من بني البشر، فحين نقترف حماقات ونأت الشر في غير أيام رمضان نقول: اللهم اخزيك يا شيطان. لكننا حين نقترف نفس الحماقات ونأت ذات الشر وربما أكبر منه في رمضان نفزع: هل أنا سيء إلى هذه الدرجة؟ هل هذا الشر هو طبيعة في اصل تكويني؟
سمعت التفسيرات المربتة على وجنة الإنسان قائلة أن من يصفدون هم المردة الكبار أما الشياطين الصغار فمازالوا يرتعون حولنا وكأنهم يقولون لنا: لا تقلق أيها الإنسان أنت "زي الفل". الحقيقة أنني راجعت حديث الرسول عن رمضان ووجدته، صلى الله عليه وسلم، يقول: "وصفدت الشياطين"، ولم يفصل أو يسهب في حديثه حول كبار الشياطين وصغارهم ورضعهم وخلافه. والحقيقة أنه لا بأس أبدا من أن تحمل الطبيعة البشرية كل الشر الذي نظن أن مصدره الوحيد هو الشيطان، وحقيقة ثالثة أننا لسنا "زي الفل"، ورمضان مصحة نعالج فيها أروحنا وليس ساحرا يغير طبائعنا بين عشية وضحاها.
نحن مثل البساط المتسخ والمعبأ بالأتربة، ورمضان هو الـ"منفضة" التي تضرب فوق البساط لتخرج الوسخ يوما بعد يوم حتى يعود البساط ناصعا، وربما أثناء عملية "التنفيض" تخرج حشرات صغيرة أو كبيرة وأحيانا سامة، كانت ساكنة في البساط ولم نكن نعلم بوجودها. لذلك فمن الطبيعي أن يصدر عن أرواحنا وأخلاقنا، مع بداية رمضان، أتربة الغضب والوساوس والحزن والذنوب وكل "التشوهات" والأمراض الإنسانية والحشرات النفسية السامة التي حين نعلم أننا مصدرها الوحيد ندفن رؤسنا في والوسائد كالأطفال: لا لا هذه هي الشياطين الصغيرة.
"في القلب وحشة لا يؤنسها إلا الله"، والله يضعنا في "مصحة رمضان" كما يغسل بطوننا بالصيام، هو يغسل أرواحنا من شوائبها، وما نفزع منه من أخلاق نشعر كأنها أفسدت علينا يوم صيامنا وأذهبت بحسنات الصلاة والصيام والصدقة وقراءة القرآن، إن هي إلا أعراض طبيعية لعملية التنقية والصيام الروحي مثل أعراض العطش والجوع المصاحبة للصيام البدني.
"في القلب وحشة لا يؤنسها إلا الله"، وهذه الأتربة التي تتصاعد من أروحنا ليس لها مذهب إلا أن تضعها بين يدي الطبيب المعالج: الله الخالق. كلنا مريض ليس له طبيب إلا الله، كلنا يملأ قلبه مرار لا يحليه إلا الله، تملأنا آلام ليس لها مخفف إلا الله، كلنا ملدوغ ليس له ترياق إلا الله، كلنا مجروح ليس له مضمد إلا الله، كدست دمامل الحياة صديدها في قلوبنا حتى أوشكت أرواحنا على الموت مسمومة، فحملنا رمضان في سيارة "إسعافه" وغرفة إنعاشه، فلا تجزع حين يخرج الطبيب المعالج من قلبك الصديد والقيح، وتشبث به مرة تلو المرة ليطهرها.
وإياك ثم إياك أن تقول: لست مثل محمد صلى الله عليه وسلم في خلقه.
فالنبي محمد المصطفى هو سقف الإنسانية
ونحن في زمن الاقزام
بل والزواحف
No comments:
Post a Comment