Tuesday 6 May 2014

ارض الخوف

وكالعادة كنت ناوية اسكت واحط لساني جوه بقي، لان اللي حاقوله تحصيل حاصل، ولا حيزود ولا حينقص ولا حيفرق في حاجة ولا مع حد، وما قدرتش التزم بالفكرة ومش قادرة، قلت ابعبع وافضفض
المقدمة دي بخصوص تعليقي على حوار السيسي
انا خفت قوي يا جماعة
لا بجد خفت قوي... وبما اني خفت فانا مش ناوية اتجاوز في الكلام احسن ده بيزعل وقال حاستحمل وراح جازز على سنانه
ويبدو ان مش انا بس اللي خفت، ناس كتير خافت، بما فيهم لميس الحديدي واستاذي ابراهيم عيسى... وبصرف النظر عن الخلاف في الرأي مع الاستاذ ابراهيم عيسى، هو استاذي وحيفضل استاذي ومش حانسى فضله مش عليا انا بقى، على الصحافة المصرية كلها اللي هو انجز فيها انجاز بالمشاوير، واللي انجازه ده يبدو انه حتذروه الرياح عقب نجاح المرشح اللي هو كان بيحاوره امبارح.. وكنت متضايقة قوي وانا شايفاه بيحاول يدجن نفسه، ولما حب يقول كلمتين من الفلسفة اللي عادة بيقولهم الراجل شخط فيه وقال له ما اسمحلكش، وحب يصحح له جملة لما قال اننا نزعنا الانسانية من الاسلام فقاله له من المسلمين فراح شاخط فيه وقال له الاسلام فقال له خلاص الاسلام.. المسألة تتجاوز اني متضايقة عشان استاذي لانها نذير شؤم علينا كلنا
اضطريت انزل اثناء اذاعة الحوار لاول مرة والشوارع كانت فاضية كأنها رمضان ساعة الفطار، وده طبيعي، ده المرشح اللي حينجح، واللي الناس متشبثة بيه عشان حيخلصهم، بس ده المرشح اللي ماحدش يعرفه ولا سمعه بيتكلم باستفاضة ولا يعرفوا حاجة عن برنامجه، هم حينجحوه عشان خايفين من الاخوان، فطبيعي انهم يرابطوا في البيوت عشان يعرفوا مصيرهم
رجعت وسمعت الحوار في الاعادة، ولفتني انهم بيقولوا له "سيادة المشير" مع انه استقال من الجيش، وحتى لو عرفا الناس بتفضل تنادي الشخص بلقبه حتى بعد ما بيسيب منصبه زي ما كانوا بيقولوا للملكة فريدة: جلالتك، وزي ما بيقولوا لمبارك ومرسي دلوقت: يا ريس، وزي ما بيقولوا لاي لواء متقاعد: يا سيادة اللواء.. فده مفهوم لما يبقى بينهم وبينه، لكن في حوار تلفزيوني بيقدم فيه نفسه على انه مرشح مدني، ما كانش المفروض يقولوا له سيادة المشير، حتى لو قبل ما تدور الكاميرا بيقولوها له، كانوا يقدروا يتحايلوا على لقب سيادة المشير ويقولوا له "سيادتك"، لان الرسالة الاعلامية اللي وصلت للناس من لقب "سيادة المشير" في اللقاء، انه مترشح بوصفه سيادة المشير، وما اظنش اني ينفع اقول الكلام ده لحد علم ناس كتير قوي، مش بس علم الصحفيين، علم كمان اللي بيكتبوا في الصحافة الالكترونية والشعبية، (هامش: بالمناسبة يا استاذ ابراهيم عيال كتير من اللي بتشتمهم دلوقت طالعين من كمك وولادك وتربيتك.. حتى "المتجاوزين" منهم) ومن ثم، فانا ما اظنش انه ما كانش واعي للرسالة دي، وبناء عليه فانا اتساءل: ليه توجيه الرسالة دي للرأي العام؟ هو احنا ناقصين رعب؟ مش كفاية كان بيشخط طول اللقاء؟
النقطة التالتة:
بصرف النظر عن الاداء العسكري الصارم اللي تبناه المرشح اثناء اجرائه الحوار، وبصرف النظر عن تساؤلي اللي عارفة اجابته: ليه الناس بتحبه وهو بيخوفهم كده؟ في كام حاجة اثارت فضولي:
انا مش الناس اللي مش عارفة تلاقي عذر لتشبث الناس بالسيسي بالطريقة دي، بالعكس، انا عارفة الاقي لهم كل الاعذار، وشايفاها اعذار وجيهة جدا، ويمكن اعذار الناس المتشبثة بالسيسي ومتحمسة له اقوى كتير من اعذار الناس اللي عصرت لمون على مرسي، لان الناس اللي عصرت لمون على مرسي كانت عايزة تحرز هدف في مرمى طنطاوي، بظنهم، وتوصل له رسالة ان انت مش حتمرر مرشحك العسكري والشعب مش عايز حكم عسكري، حتى لو اضطروا للتضامن مع شخص هو جزء بالفعل من النظام القديم، وجماعة اقل ما توصف به هو النذالة والبيع، ده اذا افترضنا فيها حسن النية، اللي متشبثين بالسيسي بقى، رغم ان الراجل مرعب قوي، بس هم مرعوبين من حاجة تانية اقوى، في كائنات شكل البني ادمين بالظبط دايرين في الشوارع يقولوا مرسي راجع وحننتقم منكوا كلكوا ونشنقكوا واحد واحد يا شعب عبيد يا كفرة، وآنيا، هم بينفذوا جزء من تهديداتهم وبيعملوا تفجيرات وبيقتلوا ناس، وفوق البيعة مش متقنين لاجرامهم، يعني مثلا عندك الارهابي رامي قشوع اللي كان محتاس بالقنبلة اللي في ايده مش عارف يوديها فين، فلمح وهو ماشي عربية نيفا فيها كاب جيش راح حاطط القنبلة في الدواسة بتاعتها عشان الفائدة تعم، يعني هم مش بس اشرار، دول كمان معاتيه، الانسان تستحمله لو طيب واهبل، او شرير وذكي، لكن لما يبقى شرير اهبل... يبقى نتذكر هنا المثل المصري المأثور: لا تستحمل العبيط ولا تخلي العبيط يستحملك (بتصرف)
اظن ان خوف الناس من الموت اكثر وجاهة من خوفهم من انجاح نظام قديم... ولا ايه؟
بس ده بالنسبة للناس العادية
لكن بالنسبة مثلا لرموز اليسار والتيارات الليبرالية والمدنية اللي بتدعم السيسي، بجد... نعم؟ الراجل امبارح ما قالش انه ضد الدولة الدينية، ابدا، بالعكس، ده مع الدولة الدينية، وناوي يعلم الشعب اخلاق ودين ويخليهم يذاكروا ويناموا بدري، ويصحوا بدري، ويقصوا ضوافرهم، وبيقدم نفسه بوصفه الممثل للاسلام الصحيح اللي اتعلم على ايد الشيخ الشعراوي!!!!!!!!!!! الشيخ الشعراوي وهو من هو ومش عايزة افسر اكتر من اني اقول ان الاخوان كمان كانوا بيعتبروا الشعراوي مرجعية زيه بالظبط. اما بخصوص خوف الناس العادية المشروع من الموت، فده لا ينسحب على التيارات السياسية المدنية اللي بتدعم السيسي، لانهم بوصفهم سياسيين مش مواطنين ماشيين جنب الحيط، فهم مهددين بالاعدام هم كمان، سيادته قدم نفسه بوصفه مواطن مصري مسلم، ودي جملة موجهة للمسيحيين والكنيسة اللي بيدعموه، انتوا زعلتوا من السادات لما قال: انا مواطن مسلم لدولة مسلمة، طب ايه؟
وكون السيسي رجل مسلم صالح مصلي وبيقول اوراد كتير، وعلى حسب ما سمعت من ناس جوه الجيش، انه لما كان بيروح اي وحدة قبل ما يبقى رئيس مخابرات يدور على الجامع وينضفه ويصلحه وياخد العساكر والظباط يصلي بيهم، فدي حاجة كويسة، كويسة قوي قوي قوي، بس كويسة له هو، ده شئ ما يخصناش احنا في حاجة، والا زعلتوا ليه بقى من مرسي اللي قضى اول ست شهور من حكمة رايح الصلاة جاي من الصلاة وما بيعملش حاجة غير انه بيوقف الطريق عشان يصلي، والاخوان كل شوية يكتبوا: عااااجل.. الرئيس دخل الحمام يتوضى، عااااجل... الرئيس يتوضأ بخشوع وقد بكى كل من في القصر.. عااااجل.. الرئيس فسى وحيجدد وضؤه تاني... يا عم بتصلي ولا ما بتصليش، احنا مالنا انت بتصلي لنا احنا؟
وزعلتوا ليه من دستور الاخوان اللي كان كل مضمونه: احنا حنعلم الشعب الاخلاق والادب؟
وزعلتوا ليه من نبرة التعالي بتاعة الاخوان: احنا بنعرف ربنا وجايين نهديك يا شعب؟
انا بجد عندي معضلة في فهم بالذات التيارات السياسية المدنية اللي بتدعم مرشح عسكري، وفوق انه عسكري كمان طلع مرشح عسكري ديني.. طب ايه مشكلة الاخوان دلوقت؟ انهم كانوا عايزين يطبقوا رؤيتهم للدين على المجتمع كله بقوة عناصرهم المسلحة.. طيب ما هو معاه سلاح كمان، وسلاح جيش بقى مش مجرد سلاح بلطجية ينحصر في الخرطوش والطبنجات، وانا مش شايفة ان خلافه مع الاخوان خلاف اصيل، كل الحكاية ان كل واحد فيهم شايف نفسه بيقدم الاسلام الصحيح واللي ضده هو الاسلام المشوه
وما عنديش نفس المعضلة مع فهم المواطنين العاديين اللي بيدعموه، لانهم لو كانوا في ظرف غير الظرف، ووقت غير الوقت، وما كانش ربنا خلق لنا الاخوان يفشلوا كل محاولة، ويجهضوا كل امل، ما كانوش تحمسوا كل الحماس ده لواحد طالع يشخط فيهم ويبرق لهم، انا فاهمة ومتفهمة اضطرارهم، وتعبهم، واجهادهم، وربما يأسهم كمان، لكن مش فاهمة ان ده كله يبقى حال ناس شغلتها تقدم بدايل للناس بدل ما تضللهم وتخيب جنبهم
وطول ماهو مافيش بديل قوي مطروح للسيسي غير الاخوان السيسي حينجح باكتساح، والناس معذورة في ده... الاخوان فعلا حاجة فظيعة... مس لانهم فاشية دينية وفقط، ولكن لانهم فاشية دينية غبية ومتخلفة وانتقامية وجاهلة، دي ناس وهي مهزومة ومحبوسة بتهدد  الشعب وتقوله: شلوه من فوقي لاموته.. امال لو شموا نفسهم حيعملوا في الناس ايه؟
ينجح باكتساح... ودي مشكلة اخرى، ده معناه انه مش حيبقى له معارضة قوية على الارض يعمل لها حساب، ومن ثم، فكل التبريق والشخط ده حيتحول لافعال.. وكلنا حنزعل ونجيب ناس تزعل، واولهم التيارات السياسية المدنية اللي عمالة تطبله دلوقت، هو قال انه مش مديون لحد غير لربنا والشعب، وربنا والشعب الاتنين عادة السياسيين بيتكلموا باسمهم عشان يحققوا اغراضهم، واثبت له بقى ان اللي بيعمله او بيقوله ده مالوش علاقة لا بربنا ولا بالشعب... الاخوان بيتكلموا باسم ربنا والشعب، والسيسي بيتكلم باسم ربنا والشعب.. بس الجملة دي تعني انه مش ناوي يشيل لحد جميلة انه وقف جنبه، وعلى فكرة، مافيش حاجة في تاريخه تقول انه عمل حاجة بناء على امتنانه لفعل حد وقف جنبه، على العكس تماما.. عايزة اقول ايه؟ عايزة اقول ان حضراتكوا ياللي بتطبلوا وقاعدين زي التلامذة قدامه، وبالعين له الظلط، في النهاية لما يحب يخلص منكوا حيقول لكوا دي ارادة ربنا والشعب اللي انتخبني، ولانكوا شتتوا ناس، وبلبلتوا ناس، واجهضتوا احلام ناس، فتتوا المعارضة اللي ممكن تقف قصاده لو عمل حاجة زي دي، وعلى فكرة هو حيخلص منكوا آجلا أو عاجلا، ومش حيشفع لكوا اللي بتعملوه دلوقت، ومش حيشفع لكوا انكوا تنكرتوا لشباب انتوا اعلم الناس انه بريء ومش اخوان خلايا نايمة ولا طابور خامس ولا ممول وفي يوم من الايام اعتبركوا مثله الاعلى واخلص للي اتعلمه منكوا اكتر من اخلاصكوا انتوا للي كنتوا بتمثلوه من قيم ومبادئ، ومش حيشفع لكوا انكوا تنازلتوا عن كل الشعارات اللي كنتوا بترفعوها وفوتوا جمال من خرم الابرة، لان ببساطة السيسي عارف اكتر منكوا ان انتوا مش صادقين في اللي بتقولوه، وانكوا في مرحلة من المراحل تصوارتكوا حتتنافر مع تصوراته، حتعملوا ايه بقى ساعتها؟ حتيجي مرحلة عشان ينفذ تصوراته مش حينفع يسمح لحد يقف على الحياد، واللي مش معاه حيبقى عليه، والمرحلة دي بشايرها اساسا موجودة دلوقت، واي حد بيسكت او يلتزم الحياد بيتشتم، وبيتشتم منكوا انتوا كمان، لكن حتيجي لحظة حتلاقوا نفسكوا مش قادرين ولو قدرتوا وحاولتوا تقلعوا تاريخكوا كله وتلبسوا توبه حيبقى مشحلط عليكوا وهو مش حيقبل ان يبقى معاه داعمين ومؤيدين لابسين لبس العميان في اخر مشهد  في وجهة نظر.. حتعملوا ايه؟
هو اصدق لانه ما عملش تنازلات ولا لجأ لحلول وسط... انتوا بتعملوا كده ليه؟
كنت ناوية اقاطع، بعد ما شوفت الحوار لقيت ناس كتير بتقول: احنا كنا ناويين نقاطع بس بعد اللي شوفناه حننتخب حمدين.. والحقيقة وانا باتفرج امبارح فكرت نفس الفكرة وبعدين رجعت قلت ما هو حيبقى تحصيل حاصل وهو حينجح حينجح، بس محمد قال لي: لما ينجح بستين في المية وله معارضة تقيلة غير لما ينجح بخمسة وتمانين في المية، وده رأي وجيه، لسه بافكر فيه وما اخدتش قرار، ولو اخدت قرار مش حاقوله... عشان ماحدش يرجع يقولي انت السبب، لان حاليا دلوقت السياسوية بيقولوا لي انت السبب في ان الاخوان يعملوا ارهاب، والاخوان بيقولوا لي انت السبب في مصر رجعت لحكم عسكري، ولما باتكلم بيقولوا لي: اتكلمتي؟ كله من كلامك، ولما باسكت بيقولوا لي: يعني سكتي دلوقت؟ كله من سكوتك
وللانصاف مش انا الوحيدة اللي باتعرض للابتزاز ده، اي وجه من الوجوه اللي اتعرفت بالتزامن مع ثورة يناير بتتعرض لنفس الابتزازات، بس انا عندي مشكلة شخصية اني على طول عندي احساس بالذنب حتى لو ما عملتش حاجة، فعشان اراعي نفساويتي، مش ناوية اقول حاعمل ايه بخصوص انتخابات الرئاسة، بس انا فعلا لسه ما قررتش
الحاجة الوحيدة اللي قررتها اني خايفة فعلا.. احنا واقعين بين اتنين بيبرقوا لنا ويشخطوا فينا، والحالة دي انتقلت للناس في الشارع وبقوا يبرقوا لبعض ويشخطوا في بعض، ده غير طبعا استخدام الطرفين للعنف، سواء عنف بالقانون او عنف خارج القانون، المحصلة ان في ناس بتموت، ولسه ناس حتموت اكتر، كنت قلت لكوا احنا في ايام سودا.. احنا بقى داخلين على ايام كحل، وكل املي من الله ولا يكتر على الله ان يبقى فيه جبهة واحدة بس قوية وكبيرة، ما تناضلش ولا حاجة، ولا تهتف ولا نيلة لان الهتاف ما بقاش يأكل عيش، والناس بقى يجيلها غثيان لما تسمع هتاف، سواء هتاف حقيقي او هتاف معنوي بمعنى انك تطرح افكار اقرب للشعارات منها للحقيقة، انا بس عايزة من الجبهة دي انها ترفع شعار واحد: استهدوا بالله يا جماعة
لان من اللي شوفته امبارح، كده ماحدش ناوي يستهدى بالله، وكده غلابة كتير حيروحوا في الرجلين بذريعة الامن القومي والاستقرار او بذريعة الثورة ودايما بذريعة ربنا والشعب
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة
ليس لها من دون الله كاشفة