ثانيا: تطبيق هذه المعايير أصبح شبه مستحيل بدون اللجوء إلى جراحات التجميل، فلا توجد امرأة طولها 170 سم ووزنها 50 كجم، ومحيط خصرها 40 سم ومحيط صدرها 130 سم ومحيط أردافها 130 سم!!!!! هذا مضحك حقا، والله لا يخلق هذا المسخ، إذن فعليك أن تذهبي إلى جراح التجميل لكي تحصلي على هذه المقاييس الكرتونية. كما أن الأنف المطلوب غير موجود في الطبيعة، لا على وجه إنسان، ولا وجه حيوان، إذ أن أنفك يجب أن يكون مستقيما من أعلى و"منفوشا" من أسفل ومبتورا من الأمام، حاجة صعبة قوي، وفوق ذلك كله، يجب أن تكون شفاك كأغلظ ما يكون، أي أن أنفك يجب أن يكون أقرب إلى الأنجلو ساكسوني، وإن كان أكثر تعقيدا منه، وشفتاك يجب أن تكونا إفريقيتان، ولون جلدك يجب أن يكون أوروبيا، وخداك يلتزمان بأن يكونا عربيان: "مربربين"، يعني ذات كلثوم، وكيف يكون وجهك ممتلئا ووزنك 50 كجم؟ جراح التجميل يستطيع أن يفعل ذلك، كما أن النفخ لا يقف عند الثديين والأرداف والشفاه والوجنات، وإنما يرتفع قليلا ليصل إلى الجفون، فالمسافة ما بين حاجبك وعينك يجب أن تكون على الأقل "فدادين خمسة خمس فدادين"، وعليك أن ترفعي حاجباك حتى يلتصقان بمنبت شعرك، ثم بعد ذلك، تقومين بنفخ جفنيك حتى يظن الناظر أنك تعانين من "دمل" في عينك من جراء نومك على وجهك فوق وسادة متسخة.
وبعد كل ذلك تصبحين يا سيدتي رائعة الجمال، إذ أن فمك ووجنتاك وجفناك منتفخين جميعا، وكأنك خارجة لتوك من مديرية الأمن، قسم زنازين التعذيب، بعد أن استفززت ضابط شرطة فأوسع وجهك لكمات.
وبعد كل ذلك تصبحين يا سيدتي رائعة الجمال، إذ أن فمك ووجنتاك وجفناك منتفخين جميعا، وكأنك خارجة لتوك من مديرية الأمن، قسم زنازين التعذيب، بعد أن استفززت ضابط شرطة فأوسع وجهك لكمات.
والله فكرة، بدلا من دفع الآلاف، واقتراض المال من بنوك لبنان لإجراء جراحات التجميل، ما رأيك يا سيدتي "عطيات" أن تستفزي ضابط شرطة فيحقق لك ما تنشدين، وكلما "فش" وجهك، ذهبت واستفززتيه مرة أخرى؟
ثالثا: معايير الجمال الحالية، والمستحيلة، التي ذكرناها، تخاطب بشكل فظ وغليظ وحيواني وكوميدي الغريزة الجنسية لدى الرجل: بص شفايفي، بص خدودىىىى...بص....ما علينا. وكأن المرأة والرجل لم يعد لهما شاغل غير الجنس، وكأنهما لا يستطيعان التواصل بأية طريقة قبل اختبار بعضهما البعض جنسيا.
ثالثا: معايير الجمال الحالية، والمستحيلة، التي ذكرناها، تخاطب بشكل فظ وغليظ وحيواني وكوميدي الغريزة الجنسية لدى الرجل: بص شفايفي، بص خدودىىىى...بص....ما علينا. وكأن المرأة والرجل لم يعد لهما شاغل غير الجنس، وكأنهما لا يستطيعان التواصل بأية طريقة قبل اختبار بعضهما البعض جنسيا.
الجنس غريزة محترمة وكانت مقدسة في كثير من الحضارات، خاصة حضارات منطقتنا، بدءا من المصرية القديمة وحتى الإسلامية، وكانت هذه الحضارات تنظر إلى الجنس على أنه أصل الإنسانية، بل وأنه عملية مقدسة، ومتعة راقية تبنى على العاطفة والمحبة والمودة، وتتوج أسمى المشاعر بين الرجل والمرأة، لذلك فكان أجدادنا يؤمنون بأن للجنس مقدمات تبدأ بالنظرة ثم السلام ثم الكلام ثم الموعد ثم اللقاء ثم التعارف ثم التحابب ثم الألفة ثم المودة ثم الرحمة ثم السكن، وهكذا، أما أن تصبح المفاهيم الجمالية الآن، "تجيب من الآخر"، بمعنى أن بداية الخطاب البصري بين الرجل والمرأة هو الجنس، وبعدين نتفاهم، فما معنى هذا؟
أقول لكم معنى هذا ولا يتهمني أحد بأنني "قليلة الأدب"؟ عندما تضخم المرأة بعض البؤر الجنسية في جسدها ووجهها، هذا يعني أنها توجه للرجل رسالة: "خلص في الكلام....إنت لسة ح تقعد تحب؟" وحين يقبل الرجل على هذا النوع من "الجمال"، إذا اعتبرناه جمالا، فهذا يعني أنه يوجه للمرأة رسالة: "نظرا لتكدس الطعام بالهرمونات والتلوث وخلافه...ساعدينا يساعدك ربنا". وحين تفعل بنا "حضارة" العولمة هذه الأفاعيل فهذا يعني أنها تقول لنا: "ياللا يا حيوانات...شوفوا نفسكوا وخلونا نسترزق". والله العظيم أنا متربية، ولكن حين يتبول شخص ما في الشارع، وأقول عنه أنه يتبول في الشارع، فهل أنا قليلة الأدب أم هو؟
كنا نقول أن استغلال المرأة جنسيا في الإعلام والدعاية والإعلان هو انتهاك لحقوقها وكرامتها وإنسانيتها، ولكن الأمر تعدى الحقوق والكرامة، ووصل إلى التكريس لإصابة المرأة بعقد نفسية وخلل عقلي، يدفع بها إلى زيارة طبيب التجميل عدة مرات، وإشفاع تلك الزيارات بزيارات أخرى مريرة إلى الأطباء النفسيين، وأصبح الطب مهنة ملائكة التعذيب بدلا من ملائكة الرحمة، كما تخطت هذه الانتهاكات نفسية المرأة وإنسانيتها، لتعصف بكرامة الرجل الذي تم تلخيصه في "ثور" لا يفكر سوى في غريزته الجنسية التي فقدت إنسانيتها وحتى حيوانيتها وأصبحت بالنسبة له عملية آلية مفرغة من الروح والحب.
ومما سبق، وإذا كنا قد حاولنا أن نعنون الحضارات السابقة، فيمكننا أن نعنون "حضارة" العولمة في جملة واحدة: "قلّب الزبون...كل قرش أحسن من عينه" أو يمكن تلخيصها في المثلين المصريين البليغين: "اللي يصعب عليك يفقرك" و"اضرب الأعمى وكل عشاه ما أنتاش أرحم م اللي عماه".
كنا نقول أن استغلال المرأة جنسيا في الإعلام والدعاية والإعلان هو انتهاك لحقوقها وكرامتها وإنسانيتها، ولكن الأمر تعدى الحقوق والكرامة، ووصل إلى التكريس لإصابة المرأة بعقد نفسية وخلل عقلي، يدفع بها إلى زيارة طبيب التجميل عدة مرات، وإشفاع تلك الزيارات بزيارات أخرى مريرة إلى الأطباء النفسيين، وأصبح الطب مهنة ملائكة التعذيب بدلا من ملائكة الرحمة، كما تخطت هذه الانتهاكات نفسية المرأة وإنسانيتها، لتعصف بكرامة الرجل الذي تم تلخيصه في "ثور" لا يفكر سوى في غريزته الجنسية التي فقدت إنسانيتها وحتى حيوانيتها وأصبحت بالنسبة له عملية آلية مفرغة من الروح والحب.
ومما سبق، وإذا كنا قد حاولنا أن نعنون الحضارات السابقة، فيمكننا أن نعنون "حضارة" العولمة في جملة واحدة: "قلّب الزبون...كل قرش أحسن من عينه" أو يمكن تلخيصها في المثلين المصريين البليغين: "اللي يصعب عليك يفقرك" و"اضرب الأعمى وكل عشاه ما أنتاش أرحم م اللي عماه".
الاخت العزيزة
ReplyDeleteبطلو بقى حقد على مقدرات الشعب المعطاء ده
حتى شوية الهبل الربانى مستكترنهم على الناس
دى هبه
اى والله هبه
وربنا حبانا
كمصريون بيها
وبحذرك
كلامك مش هيفيد ومش هياثر
واقري التاريخ
احنا بنهضم كوكتيل حضارات وتغيرات جذريه ممكن لو كانت حصلت لكائنات فضائيه كانت اتحولت
ومدونتك مترقبه
والسلام ختام
و
ازيك
غاليتى
ReplyDeleteأنتى هفيتى عليا و كنت جايه أمسى و آخد قهوتى عندك لأنك بقالك كتير مابتجيش عندى.. و اذ أفوجأ انك مش كاتبه سياسة و بتتكلمى عالتفخ و الشفط و التمزيع
ماقولكيش فرحت بيكى جدا و استمتعت بالمتواليه بتاعت المفاهيم الجمالية دى .. بس مش عارفه ليه حاسه انك بتموهى .. يعنى برضه مش متطمنالك ولا الكلام مكن يبقى فيه سيم مع زملائك الثورجيه
انى واى برضه مستمتعه و هستناكى تاخدى قهوتك عندى .. يا غالية
"ملحوزة- ابقى سيبيلنا عناوين الدكاترة المتخصصين يمكن نحتاجهم كده ولا كده - محدش ضامن
العزيزة جدا
ReplyDeleteنوراة
.
.
بصراحه مش عارف اقول ايه
.
.
كنت لسه باتفرج علي كليب لنانسي عجرم بصراحه
والبنت ما ادراكي ما هي
ههههههههه
ياعني بدون ما ننم عليها
.
.
الكليب الاخير بصراحه يتجلي فيه اعجاز كل اطباء القرن العشرين والواحد وعشرين والاتنين وعشرين
.
.
كل ما افتكر الكليب اللي عملته قبل التجميل
وافتكرها دلوقتي قلبي يتحسر
.
.
واحلم باليوم اللي ربنا يوعدني فيه بقي
.
.
تحياتي والسلام
كلامك 100 100 بس بلاش المثل ده علشان حرام (و"اضرب الأعمى وكل عشاه ما أنتاش أرحم م اللي عماه")
ReplyDeleteوبسلم فومك
يسلم فومك يانوارتي
ReplyDeleteهو ده الكلام اللي بصحيح
وكتكملة لمتواليتك الفذة
انصحك بقراءة آخر بوست لتمر حنة
ولتحيا الأنثى الجميلة بدماغها.. مش ببلالينها
وليخسأ الرجال اللذين لايفكرون بعقولهم..وإنما بحاجة تانية
توب علينا يااااارب
:S
السلام عليكم
ReplyDeleteمتابعة جملة لموضوع صعب و محاولة تبسيطه ولكننى لى تعليق إستكمالا
لنقطة جمال زمن العولمة كما أسميتيه, أنا ليا كلمة كنت باقولها لأصحابى وأنا فى القاهرة كل ماييجوا يتكلموا عن مايرونه على شاشات التليفزيون هؤلاء بنات للفرجة وليسوا لبناء أسر
هؤلاء سلعة فى يد محركيها من منتجين وماشابهم
لذلك كلما زاد إهتمامنا بمثل هؤلاء نجد زيادة فى إعلانات الفياجرا والمخصبات وماشابهها, وتركنا الآخر يلعب ويطور وينمى ونحن نستقبل ونستهلك ونتأخر
تحياتى يانوارة
ويسعدنى تشربفك لى
انت كلك أدب ووضوح يا نواره
ReplyDeleteـ كيفك يا صديقتي ؟؟
وكيف المعلم الكبير؟
ـ تأخرّت عنك لأسباب تتعلـّق بالعقل وعدم حضوره في الفترة الأخيرة ..
اشتقت لكلماتك كثيرا يا صديقتي ..
ـ ( لا فتى إلاّ علي) .. مقالي الأخير ..يا ريت تقريه
بصى يا نوارة دا اتجاه عام علشان حتى الناس البسيطة اللى مش معاها فلوس تكفى لسد احتياجاتها تفكر ان اول ما يكون معاها فلوس تعمل كده برضه ويبقى من ضمن تهميش دور المواطن وقلة الوعى واللعب فى دماغه علشان يبقى هايف
ReplyDeleteوللاسف لما حاجة هايفة بتنتشر بتلاقى حجم انتشارها فى ذوى الدخول المحدودة اكبر من حجمها فى ذوى الدخول العالية
الاستاذة نوارة
ReplyDeleteتحياتي ةاحترامي واجلالي كمان علي هذا التحليل الرائع لتطور معايير الجمال
بس ليا ملحوظة لبعض الاخوات اللي علقوا علي البوست ورابطوه ببوست تمر حنة الاخير
لا يوجد اي ارتباط فكري بين الاثنين
لان بوست تمر حنة كان عنصري للغاية ضد الراجل وضد الشرق
تحياتي
أتفق معك تماما و لا تعليق
ReplyDeleteو هما الرجاله قلبوا عالستات من شويه
ReplyDeleteالبوستات الثلاثه التي تناولتي فيها موضوع الجمال أستطعت خلالها تعريف الجمال علي مر ا لأزمنه والعصور ، الا أنك في البوست الثالث أخذتيني مقص رجل وأنا عماله أقرا بسذاجه ، الا أنني أستمتعت حقيقه وأنت تصفين الجمال المنحوت علي يد الأطباء وخبراء التجميل بطريقه فيها أسقاطات تجننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن
ReplyDeleteاتابع البوستات الثلاث واعجبني تصنيفك وتفنيدك لمفاهيم الجمال
ReplyDeleteغير ان رؤيتك لمفهوم الرجال عن الجمال الانثوي في البوست الثالث
قد اضحكتني للغاية
تحياتي لكِ عزيزتي
مش عارف أصل الحكاية إيه معاكى خدتينا وش مسيرى كده ع المسا ودخلتينا ف قضية تسليع المشاعر والكلام الكبير ده اللى بيفضى بينا لادانة العولمة المتوحشة وثقافتى الاستهلاك والصورة وما إلى ذلك، بس متهيألى إن المسألة مافيهاش كل المؤامرة اللى بتحكى عنها دى يا نواره يا حاقده إنتى.
ReplyDeleteالجمال مقاييسه زى مانت خابره وقلتى فى مقالك المهم متغيرة من عصر لعصر وليس من تفسير واضح لهذا التغير فى المعايير التى ترى فيها الانثى رجلها الفتى ولا التى يرى فيها الرجل أمرأته الفاتنة. فيه تفسيرات تجارية وأخرى اجتماعية ,اخرى دينية وهكذا، يعنى من التفسيرات مثلا عن معايير الجمال الانثوى فى العصور الوسطى ما يتعلق بهيئة المرأة الولود يعنى المنتفخة عند منطقتى البطن والارداف وانظرى مثلا للوحات عصر النهضة وطلعيلى واحدة ممكن نقول عليها بمقاييس اليومين دول رفيعه، فى هذه العصور كان هناك ميزة اقتصادية للخلفة وطرح المجتمع من هذا المنظور رؤيته للجمال، فى حين مثلا كان الجمال فى مصر القديمة مقارب إلى حد بعيد للجمال عندنا فى هذه الايام، وانظرى لوحات العازفات ولوحات راقصات المعبد، والمتقربات وكلها تشى بمعايير الجمال المثالية لهذا العصر.
يعنى المسألة مسألة تقلب وصدقينى خلال سبع أو تمن سنين هينقلب الامر من النحافة الشديدة إلى الامتلاء الخفيف وأظن أن اليومين دول بدأ الاتجاه نحو تغيير المعايير السائدة بل وادانتها فى امريكا واروبا وظهرت عارضات الازياء الممتلآت خدى عندك كيت ونسلت الممثلة صارت رمزا للامتلاء الذى يشكل معايير جديدة للجمال، صحيح الامر فى بداياته لكنه يشى بتحول وهو تحول فى اطار الثقافة الاستهلاكية برضه عشان متقلقيش، وستقوم بدفعه وتطويره والاستفاده منه دور الازياء التى لا تستغنى عن وظيفة تقديم الاذوق للمرأة، ليس فقط الموديلات بل أقول الاذواق، الذائقة صارت تستجلب رغم أنها فى الحقيقة يجب أن تنمى ذاتيا، لكنها حضارة الاستهلاك التى تبيع كل خبرة بشرية تحظى بقبول وتحاول تنميطها وقولبة الناس عليها، أو مايسميه عمنا المسيرى الترشيد وهو تمهيد لما يسميه الحوسلة أى تحويل التجربة الانسانية والانسان ذاته إلى مجرد شئ ووسيلة وهذا التشيوء للانسان يمكن المنتجين من تسليعه هو شخصيا وطمس عقله الذى يميزه وروحه التى تهديه. طيب كلام جميل بس هل هذا شئ قابل لكل هذا التعميم لأ برضه فيه لسه صراع وهيمنة محددى الذوق العام ليست كاملة بل يتم تحديها ويتراجعون ويستجيبون فى النهاية، متهيألى ملاحظة مثلا التحول فى الموده العامين الماضيين للملابس ذات الطابع اليابانى وملابس الغجر المزركشة الطويلة، ده مؤشر إلى أنه فيه نقل لذوق محلى تتم عولمته
أظن أن القضية فى النظر السطحى للجمال ووضع معايير خارجية له أى مقاييس، وهذا يدفع الحس الانسانى إلى منطقة عمياء، وهو أمر يتعب شعوبا بأكملها، تخيلى لو أن المعايير التى يبحث بها الرجل الهندى عن مليكة أحلامه هى المعايير الامريكية فبالتأكيد ستعنس كل بنات حواء الهندية، وقولى نفس الشئ فى نيجيريا والسودان وحتى فى مصر، المقاييس تتجاوز الاعراق مع الاثر الكيبر لوسائل الاعلام المعولمة كما بينتى ولها أثر سلبى حتى شوفى فير آند لوفلى بيبيع قد ايه فى مصر بلد السمراوات بس المسألة متحولة وغير ثابته كما تخيلتى وبكره هاتبقى النسوان العرب هما نموذج الجمال فنبقى احنا فى نعيم ونسوان السويد يروحو بقى يعملوا تان ويحنو شعرهم بنى محروق او كستنائى، يعنى الكاس دوار.
طب الامر ده معولم زى ما بتقولى، أظن الحكاية فيها تضخيم بل أزعم أن تقليد المانيكانات والممثلات ليس بهذا القدر الذى صوره منتقدى العولمة والامركة، بل أظن أن كل أمرأة تكتفى من هذا التقليد ربما بالالوان أو صبغة الشعر ولا يصل الامر إلى عمليات التجميل سوى لدى طبقة محدودة جدا وقادرة على دفع التكلفة المادية والاجتماعية لتحول الملامح هذا. قلت الاجتماعية لإنى مش متخيل واحدة جارتى من البساتين تخينه ومبقلظه تروح تقلب مرتب جوزها اللى هو ربعميت جنيه عشان ترفع مناخيرها، كبيرها تجيب حبوب تخسيس أو تضرب شوية إبر صينية أو تروح تتنطط على السلم عشان ترفع اتنين كيلو ده غاية المراد من رب العباد
لو قصدتى الاثر النفسى للاحساس بالبعد أو القرب من الجمال المثالى هاقولك
لولا اختلاف الاذواق لبارت السلع وكل طبقة اجتماعية بتعمل لها مقاييسها الخاصة وبتضرب النموذج بالتايوانى يعنى هدوم جينيفر لوبيز بتبقى اسدال ومحزق شاكيرا بيبقى جينز محبك بس وبودى محجبات تحته اكمام عيره وفوقه جاكت مقفول
دى بقى اللى بيقولو عليها نسبية ثقافية
نهايته
القضية التى يجب مجابهتها فى مسألة معايير الجمال هى التسليع والتحول فى المعايير وتنميطها والتحكم فى الذائقة وتحويل الانسان لمتلقى سلبى
نهايته بقى
عايز اقول ان فيه امكانية لتحدى ده وبصى للموده الاخيرة بتاعة بنات الجامعة فى اوربا اللى خدتها دور الازياء ومشيت وراها ملابس انيقة شبه محتشمة أو قولى رجولية فى جانب منها، مع تخلى تام عن الاحذية العالية وعدم الكشف عن الصدور ولم الشعر والتخفف فى الماكياج وارتداء النظرات المربعة غريبة الالوان، هنا المودة ماخلقهاش اصحاب دور الازياء بل استجابو لمن تحدوهم وضربت فوق مثال الاذواق المحلية غير الغربية من يابانى لغجرى.
فى الحيقة الواحد مش عارف شكل الصراع فى هذا الموضوع بيحل ازاى بس فيه تحدى للمعايير وفيه تحولات تجارية المنشأ وفيه طبقية ونسبية
وكل عام وانتى فى المهلبية
والحلو حلو ولو لسه صاحى م النوم والعفش عفش لو هايستحمى ويعمل عملية تجميل كل يوم
سيبك انتى
جبهتنا العاليه
ReplyDeleteيحضرنى هنا مقال عمو حسن اللى كتبه فى سجون عبد الناصر:
قل للجميلة أرسلت أظفارها
انى لخوف كدت أمضى هاربا
بالأمس أنت قصصت شعرك غيلة
و نقلت عن وضع الطبيعة حاجبا
و غدا نراك نقلت ثغرك للقفا
و أزحت أنفك رغم أنفك جانبا
من علم الحسناء أن جمالها
فى أن تخالف خلقها و تجانبا
ان الجمال من الطبيعة رسمه
ان شذ خط منه لم يك صائبا
سلامات... طيبون...الضاربا