في مرحلة التراجع العربي عن قيادة الحضارة الإسلامية، واستبدالهم بأمم وأجناس أخر، وجد العرب في البداية أنهم في حاجة إلى الدفاع عن كينونتهم، فأصر الشعراء العرب على أن أجمل العيون هي السوداء، وأجمل ألوان البشرة هي السمراء، وهكذا، ثم اختلط العرب بالأجناس الأخرى اختلاطا يصعب معه التمييز بين العرب وغيرهم فظهر جيل: "شعرك والجبين والوجنات كالليل والنهار ياللا للي". وظلت البدانة الشديدة والنحافة الشديدة مذمومتان عند العرب والمسلمين، إذ أنهما تدلان على تدهور الحالة الصحية، حتى تغلب الترك الذين كانوا يرون في البدانة دليلا على العز.
ثم انزوت الحضارة الإسلامية، وسطعت الحضارة الغربية، التي وإن بنيت على أكتاف سود إفريقيا المستعبدين، والسكان الأصليين للقارات المكتشفة أو، بقول أكثر عدالة، المغتصبة، والإرث العلمي والثقافي للحضارة الإسلامية، إلا أنها تميزت بالعنصرية التي وصلت إلى حد اعتبار "الملونين" سلالة أدنى لأنها أقرب إلى القرد الذي يظنون أننا نشأنا من صلبه. فأصبح الجمال هو الملامح الأوروبية البيضاء وفقط، وعاد الجمال ينحصر في المرأة، ولا يلتفت له في الرجال.
أما الآن، في عصر العولمة، فتطور الجمال حتى وصل إلى "عطيات"! تعرفونها؟ تلك الشخصية الكوميدية التي مثلها محمد صبحي في مسرحية "الجوكر"، حين قام بتجسيد امرأة ووضع بالونات كبيرة في مكان الأرداف والثديين، وارتدى قناعا مضحكا يبدو فيه الحاجبان مرتفعان جدا، والشفتان متضخمتان، وهذا الشكل الذي صوره محمد صبحي في مسرحيته، مستوحى من الرسومات الكريكاتورية التي تسخر من المرأة اللعوب المثيرة للغرائز.
نحن لا نهدف هنا إلى قطع أرزاق مراكز وأطباء التجميل، ولكننا نريد أن نستبين الأمر. كما ذكرنا آنفا، المفاهيم الجمالية لكل عصر وحضارة تعبر عن القيم الاجتماعية والأخلاقية والروحانية المسيطرة في ذلك العصر أو تلك الحضارة. ومن خلال تأمل ما يحدث "بالمرأة" نستطيع أن نتبين ما نحن فيه، حيث أن جميعنا "متلخبط" بحق.
أولا: الجمال أصبح شديد الديكتاتورية، إلى حد يجعل الإنسان لا يسخط على شكله بل والعياذ بالله، إذا كان ضعيف الإيمان، يمكن أن يسخط على خالقه. فمعايير الجمال الآن أصبحت تقاس بالسنتي متر، وليس بالإنش حتى، فالمسافة ما بين أنفك وفمك يجب أن تكون كذا سنتي، والمسافة ما بين حاجبك وعينك يجب أن تكون كذا، وطولك يجب أن يكون كذا، ومحيط خصرك يجب أن يكون كذا، وطول رقبتك يجب أن يكون كذا، ومحيط الصدر يجب أن يكون كذا، وارتفاع الثديان يجب أن يكون كذا، ومحيط الأرداف كذا، و...لا مؤاخذة...ارتفاعهما يجب أن يكون كذا.
ثم انزوت الحضارة الإسلامية، وسطعت الحضارة الغربية، التي وإن بنيت على أكتاف سود إفريقيا المستعبدين، والسكان الأصليين للقارات المكتشفة أو، بقول أكثر عدالة، المغتصبة، والإرث العلمي والثقافي للحضارة الإسلامية، إلا أنها تميزت بالعنصرية التي وصلت إلى حد اعتبار "الملونين" سلالة أدنى لأنها أقرب إلى القرد الذي يظنون أننا نشأنا من صلبه. فأصبح الجمال هو الملامح الأوروبية البيضاء وفقط، وعاد الجمال ينحصر في المرأة، ولا يلتفت له في الرجال.
أما الآن، في عصر العولمة، فتطور الجمال حتى وصل إلى "عطيات"! تعرفونها؟ تلك الشخصية الكوميدية التي مثلها محمد صبحي في مسرحية "الجوكر"، حين قام بتجسيد امرأة ووضع بالونات كبيرة في مكان الأرداف والثديين، وارتدى قناعا مضحكا يبدو فيه الحاجبان مرتفعان جدا، والشفتان متضخمتان، وهذا الشكل الذي صوره محمد صبحي في مسرحيته، مستوحى من الرسومات الكريكاتورية التي تسخر من المرأة اللعوب المثيرة للغرائز.
نحن لا نهدف هنا إلى قطع أرزاق مراكز وأطباء التجميل، ولكننا نريد أن نستبين الأمر. كما ذكرنا آنفا، المفاهيم الجمالية لكل عصر وحضارة تعبر عن القيم الاجتماعية والأخلاقية والروحانية المسيطرة في ذلك العصر أو تلك الحضارة. ومن خلال تأمل ما يحدث "بالمرأة" نستطيع أن نتبين ما نحن فيه، حيث أن جميعنا "متلخبط" بحق.
أولا: الجمال أصبح شديد الديكتاتورية، إلى حد يجعل الإنسان لا يسخط على شكله بل والعياذ بالله، إذا كان ضعيف الإيمان، يمكن أن يسخط على خالقه. فمعايير الجمال الآن أصبحت تقاس بالسنتي متر، وليس بالإنش حتى، فالمسافة ما بين أنفك وفمك يجب أن تكون كذا سنتي، والمسافة ما بين حاجبك وعينك يجب أن تكون كذا، وطولك يجب أن يكون كذا، ومحيط خصرك يجب أن يكون كذا، وطول رقبتك يجب أن يكون كذا، ومحيط الصدر يجب أن يكون كذا، وارتفاع الثديان يجب أن يكون كذا، ومحيط الأرداف كذا، و...لا مؤاخذة...ارتفاعهما يجب أن يكون كذا.
............يتبع
بصراحة الكلام عن ثقافة معايير الجمال ده كلام نسبي يعني يسود في ثقافةمجتمع معين في وقت معين نسب جمال كذا ودهذكرتيه وبينتيه ولكن من يحب لا ينظر الي معايير الجمال بل لا يهمه اصلا بل يكاد ان يصح المثل الشعبي مرايةالحب عامية ممكن نشوف واحدطويل وعرسض وميعديش من الباب لكنبيحب ف واحدةاصيرةوازعة وتساله يقولك مش عارف بحبها ليه بحبها وخلاص وهكذا يبقي المعايير والمفاهيم الشكلية تسيطر علي من هم ضعاف التفكير اما هناك اخرين يبحثون عن جمال الروح كان يتخير المراة الحنون زات الروح الجميلة الحبوبة الطيبة وهذهمعايير تغيب عن كثريين
ReplyDeleteالجمال جمال الجيب ...اقصد.. جمال القلب
ReplyDeleteبوست رقيييييييييييييق يا نوارة ...بجد وحشتينى وانت عاملة كده ...يلا بقى كملى ...ومشى تخلى الاخبار الكئيبة والدنيا اللى فيها مظاليم وغلابة يبعدوكى وياخدوكى معاهم
ReplyDeleteالله يفتح عليكى و الله
ReplyDeleteمقاييس جمال ايه بس ديه بقت مقاييس قبح
بصي على المذيعات و المطربات بتوع لبنان بالذات تفتكريهم و احده و بتغير
لازم الشفايف المنفوخه و المناخير النونو و الخدود المكلبظه و الكولاجين حيدلدأ منها
الموضوع وصل لدرجه الادمان عند بعض الناس لانه فى المقام الاول نفسي
واحده مش راضىه عن نفسها او فشلت فى حاجه تقوم ملخبطه وشها
حتى الرجاله دلوقت بقوا ياخدوا بالهم من نفسهم
نوارة..الموضوع ده بأه منتشر جدا فعلا
ReplyDeleteوبالنسبة لموضوع الدكتاتورية فى الجمال فده بيرجع لينا احنا
بمعنى ايييييه؟؟
ان لو كل حد ارتضى صورته التى خلقه الله عليها ومهموش حاجة .. وساعد اللى حواليه على الوصول لكده..واذا الرضا ده انتشر فينا كلنا..خلاص هتبقى ثقافة مجتمع
يعنى سوق التجميل هيقل ويقل ويقل
و كفاية تزييف باه..فيه تزييف فى الارادة ..وتزييف فى اختياراتنا لمن يحكمنا..وتزييف فى كل حاجة
طب على الأقل الشكل يبقى حوالينا واقعى
انا مستنى لمه تخلص كل المقال وتنشر كل اجزائه وبعد ذلك لى اكثر من نقطه تستحق التعليق
ReplyDeleteولكن فى المجمل تناول الجمال عبر العصور موضوع فى حد ذلته جيد