يا فاشل يا فاشل..يافاشل يا فاشل يا فاشل...يا فاشل يا فاشل يا فاشل يا فاشل يا فاشل
عبده البرماوي راجع الفصل اللي فات وح يبعتهولي باللغة الفسيحة وح انشرهولكوا
اتفضلوا الجزء الاخير من الفصل الثاني وح ندخل على التالت ان شاء الله دعواتكوا:
لابد ان شيئا مبهجا حدث لحظة ان اعترف الابيض بحبه للملونة. انه اعتراف وادماج للملونة في مجتمع يبدو انه سحري. الاحساس النفسي بنقص القيمة، الاحساس بعدم الاهمية ونتائجهما الطبيعية، استحالة الوصول للنور، كل ذلك تلاشى حين حصلت الملونة على حب الابيض. يوم بعد يوم، تنتقل الملونة من طبقة العبيد الى طبقة الاسياد.
لقد تم الاعتراف بها من خلال تصرفاتها التعويضية، لم تعد امرأة تريد ان تصبح بيضاء، لقد اصبحت بالفعل، انها ستلتحق بمجتمع البيض.
في كتاب "السحر الاسود" يشرح بول موراند، ظاهرة مشابهة، لكنني تعلمت ان ارتاب في بول موراند. من وجهة النظر النفسية، ربما يكون من الاهمية بمكان التفكير في المشكلة الاتية: المرأة المولدة المتعلمة، خاصة اذا كانت طالبة، تتصرف بازدواجية مبهمة. تقول: "انا لا احب الزنجي لانه متوحش، ليس بمعنى انه من اكلي لحوم البشر، لكنه يفتقر الى التحضر.” وجهة نظر شديدة التجريد، وحين يوضح احدهم ان بهذا المعيار ربما يوجد الكثير من السود من هم ارقى منها، تقع مرة اخرى في الحديث عن "قبحهم" الشكلي. وهذه وجهة نظر تقريرية. وحين تواجه بالمعايير الجمالية السوداء تبدو وكأنها لا تستطيع فهمها؛ فيحاول المرء شرح هذه المعايير لها، فتنتفخ ارنبتي انفها وتلهث بالغضب: “انا حرة اختار زوجي كما اريد"، وهذا هو الملجأ الاخير الا وهو اللجوء للحرية الشخصية. اذا كان ما تقوله انا فرويد حقيقيا بخصوص ان الذات احيانا ما يدفعها اليأس الى بتر كل حيلها الدفاعية، فان "بهذه الطريقة ، وكما ان جلب النشاطات اللا واعية للذات الى الوعي يكشف الحيل الدفاعية ويجعلها معطلة، فان نتيجة التحليل السابق هو ان هذا اليأس يضعف الذات اكثر فاكثر ويجعلها تتصرف بشكل مرضي.
ولكن في حالة ديدي، فان الذات ليست في حاجة الى الدفاع عن نفسها، حيث ان امانيها تحققت: انها ستتزوج من رجل ابيض، لكن كل عملة ولها وجهان؛ لقد تم استغفال كل العائلات، فقد تمكن ثلاثة من النساء المولدات الحصول على اعجاب ثلاثة من المولدين الرجال، بينما كل صديقاتهن لديهن عشاق بيض. “لقد كانت تعتبر العائلة هذا في حد ذاته اهانة، ويعني ان طريقتهم في حاجة الى تعديلات" . هذه العائلات الثلاثة (للثلاث فتيات صديقات المولدين) قد تم اهانتهم في اكثر طموحاتهم مشروعية؛ التوليد (المولدين دول اللي هم مخلطين باعراق مختلفة في الحالة دي بيض وسود، بس مش ابوهم وامهم على طول ولكن خلطة في كذا جيل) هذا التوليد هو سر تعاستهم طوال حياتهم وقد اثر على وجودهم.
واستجابة لرغبة عميقة، فقد قررت تلك العائلات ان يتغيروا، ان يتطوروا، وقد سلبوا هذا الحق، على ايه حال، هم يواجهون تحديا حقيقيا.
ماذا يمكننا القول بعد الكشف عن كل هذا؟
سواء يتعامل المرء مع مايوت من المارتينيك او نيني من سانت لويس، فاننا سنتبع نفس المنهج. ستكون عملية ثنائية، اولا: محاولة – داخلية – للوصول الى اصول المشكلة الحقيقة والمحظورة، لان المرأة الزنجية تشعر بالدونية فهي تريد ان تحصل على اعجاب العالم الابيض. في سعيها لذلك ستساعد في خلق حالة سنسميها "التحفز العاطفي"
هذا العمل يمثل مجموع الخبرات والملاحظات طوال السبع سنين الماضية، بصرف النظر عن المساحة التي درستها، شيء واحد ادهشني: الزنجي مستعبد في احساسه بالدونية. والابيض مستعبد في احساسه بالتفوق، والاثنان يتصرفان بشكل عصابي.
ولذلك قررت ان دراستهما يجب ان تندرج تحت التحليل النفسي. الرجل الاسود يتصرف بشكل عصابي استحواذي. او، افضل ان اقول انه يضع نفسه في موقع العصابي، الانسان الملون دائما ما يهرب من فرديته ليلغي اغترابه، في اي وقت يعترض الملون يكون هناك اغتراب. سنرى ذلك في الفصل السادس، وبما ان الاسود قد اجبر على ان يوضع في موضع الادنى، فهو يهرب من احساسه المهين بعدم الامان الى الصراخ لاتهام نفسه طوال الوقت او اليأس. سلوك الاسود تجاه البيض او تجاه عرقه عادة ما يعكس سيل من الهذيان الذي يصل الى حد المرض النفسي.
سيعترض البعض قائلين انه ليس هناك اي مؤشرات للمرض النفسي في الشخصيات التي تحدثنا عنها سابقا. على كل، احب ان استشهد بمثالين مهمين، منذ سنوات تعرفت على طالب طب اسود، كان لديه قناعة مؤلمة انه لا يقدر حق تقديره – لا يقصد على مستوى الجامعة، ولكن، وكما يقول، على مستوى انه انسان. كان مقتنعا بمرارة انه لن يحصل على تقدير فيما يخص تدريسه في الجامعة بعد التخرج او كطبيب ممارس من مرضاه البيض. كانت هذه اللحظات من الحدس الخيالي هي اللحظات المفضلة لدي لاستمع الى صديقي. كان يشرب ويتكلم، واخيرا التحق بالجيش كضابط طبيب، ثم اضاف انه لن يقبل ابدا بان يذهب الى احدى المستعمرات ليخدم في الوحدات هناك. كان يريد الرجل الابيض تحت امرته وليس العكس. كان رئيسا، ولذلك كانوا يخافونه ويحترمونه. وهذا بالضبط ما اراده، وما ناضل من اجله: ان يجعل البيض يتبنون سلوكا زنجيا تجاهه. وبهذا الشكل فقد حقق انتقامه من الصورة التي كانت متسلطة على ذهنه: الزنجي المستعبد المرتعد امام السيد الابيض.
صديق اخر، يعمل كمفتش جمارك في في احدى مواني فرنسا، وكان قاسيا جدا مع السياح والمسافرين وحتى القادمين ترانزيت. وقد شرح لي الامر: لانه اذا لم تكن وغدا فانهم سيحتقرونك، وبما انني زنجي، فيمكنك ان تتخيل كيف سيعاملونني.
يقول ادلر في كتابه "فهم الطبيعة البشرية":
حين نتعرض لحالة، فاننا عادة ما ندرس علاقة الطفولة بالمرض النفسي في سن النضوج. ونفضل ان نقوم بتصوير العلاقة ما بين الاثنين بالرسم البياني، ننجح مع كثير من الحالات التي تستطيع ان تتبع تطور نموها على هذا الرسم البياني، وبذلك يمكننا تتبع الخط البياني النفسي للشخصية منذ الطفولة وحتى النضوج، ومعادلة هذا الخط البياني هي: نسق السلوك الذي اتبعه هذا الشخص من الطفولة...الحقيقة نحن نرى نسق السلوك هذا، حيث يخض في شكله النهائي لبعض التغيرات، لكن جوهره وطاقته ومعناه لا تتغير منذ الطفولة، وهذا العامل هو عامل فيصلي في تحليل الحالة، حتى علاقته وهو طفل بالكبار...ربما تؤثر في سلوكه في بعض الحالات.
نتوقع، وهو واضح تماما، ان تحليل ادلر لنفسية الفرد يساعدنا على فهم مفهوم الملون عن العالم. وبما ان الاسود هو عبد سابق، سنرجع الى هيجل ايضا، ولنصل الى الخلاصة، لابد من الاستشهاد بفرويد ايضا في هذه الدراسة.
نيني ومايوت يمثلان نموذجان من السلوك يجعلنا نفكر
هل لا توجد اي امكانية؟
لكن هذه اسئلة مصطنعة لا تهمنا. واقول، ان كل نقد لهذا السلوك ربما يقدم حلا، اذا كان باستطاعتنا ان نوجد حلا للانسان، للحر.
ما اصر عليه هو ان هذا السم يجب التخلص منه الى الابد.
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.