:))
أشد على أيديهم
Share
Tue at 5:38pm
لم استطع النوم يومها. استلقيت على ظهري أحملق في سماء غرفتي، هكذا أحب أن أفكر بها، فكلمة سقف تذكرني باني حبيس هذه الغرفة وهذا الوطن. لا استطيع تخيل ما قد يحدث غدا، فهي أول سابقة لي. يقولون انها وقفة احتجاجية، ومظاهرة سلمية للمطالبة بحقوقي. لا أكف عن محاولة اقناع نفسي بانها ستكون سلمية من الطرفين. تقذف إلى ذهني صور من كتب التاريخ الذي درسته في الأعدادية عن ما كانوا يطلقون عليه مظاهرات صامتة. أبتسم واطمئن. ولكن شيطاني لا يطمئن ويبعث لي بصور الأحتلال النجليزي وهو يضرب المتظاهرين بالرصاص.
أسب الأحتلال بصوت عالي، وانتبه أني قد أيقظ والدتي، فاخرس نفسي.اه ه ه يا أمي واللهي اني أخشى عليك أكثر من نفسي. كانت هى مانعي الوحيد في الأشتراك في كل وقفات الجامعة. لم أقف يوما ضد ذبابة عملا برجائها، واليوم ساقف أمام العالم فقط من أجلها. لم أعصي لها يوم أمرا، واليوم ساعصي وصيتها الدائمة.
أتذكر كلماتها ألان
- روح يابني ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ويحبب فيك خلقه
كان هذا الدعاء ينير ظلام الأيام. والله يا أمي لولاكي ما كنت حركت أنملة. أكرة أن اراكي في طابور المعاشات بالساعات. تقتلني وقفتك ويقتلني الحزن على وجهك حين تقولين
- قالوا تعالوا بكرة، مفيش فلوس النهاردة، بعد ما وقفت ٣ ساعات، راجلي مكنتش شيلني والله يا ابني..
كم ساعة مضت لا أعلم، ولكني أسمع احتفالية العصافير، أنه اشراقة يوم جديد. لم أغمض عيني دقيقة واحدة. لا يهم سوف أنام ملء عيني حين أعود. أسمع أمي تتوضأ لتصلي الفجر. كنت قد قررت أن اتجنبها هذا الصباح، فأنا لا استطيع أن أنظر في عينها وأنا أعلم أني أعصي أمرا لها.
- صباح الخير يا ابني، دة أنا قلت راحت عليك نومة ومش هتصلي الفجر النهاردة.
كم أعشق وجهها الحنون. أحسدها على قدرتها على الابتسام كل صباح. أتعجب!
فانا أؤمن أنه لا يستطيع الأبتسام إلا من يحظى في حياته بنعمة الأمل. وقد نخر اليأس عظامي منذ سنون طويلة.
- صباح الخير يا أمي.
- هاصلي وأحضرلك فطار
توضأت وصليت، ودعوت الله كثيرا، دعوت الله كما لم ادعوه من قبل. أرتعش جسدي، شعرت اني إلى الله أقرب وهو حسبي.
- الشاي برد، طولت في الصلاه مش العادة يعني
- ما انتي عارفة، أنا مابحبش الشاي سخن
- ربنا يحلي عشتك يا ابني
- ربنا يخليكي ليا يا أمي
لماذا يرتعش الشاي، لماذا أرتعش أنا. أكاد أن أسكبه على نفسي. أهو الخوف أم قلة النوم ! لا يهم، أنها اسئلة من الشيطان.
ماذا سارتدي، لن ارتدي قميصي الجديد، ماذا لو حدث ما لايحمد عقباه! كيف ساذهب إلى مقابلة العمل غدا. سرتدي قميصي الذي ارتديته من خمس سنين يوم تخرجي. أمي تؤمن أنه
- وش السعد علينا.
استعديت للرحيل، كم هي كلمة حزينة، تذكرني بان من يرحل قد لا يعود أبدا.
- رايح فين بدري كدة يا ابني.
كيف يكذب الناس! أنا أكذب أحياناً على من لا أحب حين أكون لا استطيع مواجهتهم بالحقيقة، أو هكذا يهيء لي شيطاني.
- هاقابل ناس صحابي، بيقولو جيبنلي شغل.
-روح يابني ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ويحبب فيك خلقه.
انحنيت أقبل يدها كعادتي، وسحبت يدها بسرعة كعادتها.
خطوت السلمة الأولى وبدأت في التسبيح بكل أدعية الخروج من البيت. لا يوجد غيري بالشارع، لا أريد أن أكون وحيدا اليوم ولكني لن أعود. فقد عقدت عزمي.
لم أرى في حياتي الميدان بهذا الجمال. لم يفقده رونقه غير عربات الأمن المركزي. من الواضح أن الجميع صلى الفجر حاضر اليوم. فالنهار مازال يحاول الاستيقاظ من نومه ولم يمحي أثار الليل عنه بعد.
سوف يتذكر الناس هذا اليوم لمئات السنين، هكذا أمني نفسي. ولما لا فالتاريخ لا ينسى حتى الظالمين. فكيف ينسانا نحن!
هذا لا يهم، يتذكرنا التاريخ أو ينسانا إلى الأبد، لا يهم.
بدأت ألاحظ عشرات القادمين، أنا لست وحيدا كما كنت بغرفتي، أنا هنا معهم. اقتربت منهم حييتهم وحيوني وبدأت في السير معهم ، شعرت اني أعرفهم، أعرفهم جميعا. وكيف لا أعرفهم ونحن شركاء في هذا الوطن، فهم اخوتي واخواتي. كنت اتمنى لو أشد على يد كل منهم وأقول له اني معه وإنه ليس وحيد. ولكن الأبتسامة التي تعلو وجوههم كانت تقول لي نحن نعلم ، لا داعي للكلام، فأي كلام قد يفسد هذه اللحظة. اللحظة الذي انتظرها كل منا لسنين، لحظة اليقين بانك لست الوحيد.
فجأة اقترب منا عساكر الأمن، لا أتذكر إننا من اقترب منه. كدت احييهم أيضا حين اقترب مني اثنين منهم، بل هم أربعة. بدأوا في جذبي بشدة، لماذا يجذبني بشدة هذا القوي، من قال له اني ساقاوم، هل يتخيل أنه يستطيع اخذي رغما عني! والله لا يستطيع، كيف كان سيصل إلى غرفتي!
لتخفف قبضتك على جسدي، فانا لن أجري منك إلا إليك.
ركبت العربة، ولم أكن الوحيد أيضا. لن أكون الوحيد بعد اليوم. هذه المرة سبقوني هم بالتحية. امتلأت العربة حتى كادت أن تبصقنا وبدأت في التحرك. وقفت العربة وبدأو في انزلنا.
وجدنا أنفسنا بين العشرات، كلها وجوه تشبه وجوهنا.
أنهم يصفقون لنا، نعم الجميع يصفق، نحن أيضا نصفق. بدأت أصفق معهم. فانا لست هنا في قضية رشوه، ولا فساد، ولا مخدرات. أنا لا أعلم لماذا أنا هنا، ولكني أعلم اني لست وحيدا. أشد على يدهم واحدا واحدا.
بحثت عن بقعة خالية ألقي بجسدي المتعب بها. حين رأيت السماء، سبقها النوم إلى عيني، قبل أن أنام حمدت الله أنه أتم علي اليوم وطنيتي.
سلمى بنت الناس الطيبين
Share
Tue at 5:38pm
لم استطع النوم يومها. استلقيت على ظهري أحملق في سماء غرفتي، هكذا أحب أن أفكر بها، فكلمة سقف تذكرني باني حبيس هذه الغرفة وهذا الوطن. لا استطيع تخيل ما قد يحدث غدا، فهي أول سابقة لي. يقولون انها وقفة احتجاجية، ومظاهرة سلمية للمطالبة بحقوقي. لا أكف عن محاولة اقناع نفسي بانها ستكون سلمية من الطرفين. تقذف إلى ذهني صور من كتب التاريخ الذي درسته في الأعدادية عن ما كانوا يطلقون عليه مظاهرات صامتة. أبتسم واطمئن. ولكن شيطاني لا يطمئن ويبعث لي بصور الأحتلال النجليزي وهو يضرب المتظاهرين بالرصاص.
أسب الأحتلال بصوت عالي، وانتبه أني قد أيقظ والدتي، فاخرس نفسي.اه ه ه يا أمي واللهي اني أخشى عليك أكثر من نفسي. كانت هى مانعي الوحيد في الأشتراك في كل وقفات الجامعة. لم أقف يوما ضد ذبابة عملا برجائها، واليوم ساقف أمام العالم فقط من أجلها. لم أعصي لها يوم أمرا، واليوم ساعصي وصيتها الدائمة.
أتذكر كلماتها ألان
- روح يابني ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ويحبب فيك خلقه
كان هذا الدعاء ينير ظلام الأيام. والله يا أمي لولاكي ما كنت حركت أنملة. أكرة أن اراكي في طابور المعاشات بالساعات. تقتلني وقفتك ويقتلني الحزن على وجهك حين تقولين
- قالوا تعالوا بكرة، مفيش فلوس النهاردة، بعد ما وقفت ٣ ساعات، راجلي مكنتش شيلني والله يا ابني..
كم ساعة مضت لا أعلم، ولكني أسمع احتفالية العصافير، أنه اشراقة يوم جديد. لم أغمض عيني دقيقة واحدة. لا يهم سوف أنام ملء عيني حين أعود. أسمع أمي تتوضأ لتصلي الفجر. كنت قد قررت أن اتجنبها هذا الصباح، فأنا لا استطيع أن أنظر في عينها وأنا أعلم أني أعصي أمرا لها.
- صباح الخير يا ابني، دة أنا قلت راحت عليك نومة ومش هتصلي الفجر النهاردة.
كم أعشق وجهها الحنون. أحسدها على قدرتها على الابتسام كل صباح. أتعجب!
فانا أؤمن أنه لا يستطيع الأبتسام إلا من يحظى في حياته بنعمة الأمل. وقد نخر اليأس عظامي منذ سنون طويلة.
- صباح الخير يا أمي.
- هاصلي وأحضرلك فطار
توضأت وصليت، ودعوت الله كثيرا، دعوت الله كما لم ادعوه من قبل. أرتعش جسدي، شعرت اني إلى الله أقرب وهو حسبي.
- الشاي برد، طولت في الصلاه مش العادة يعني
- ما انتي عارفة، أنا مابحبش الشاي سخن
- ربنا يحلي عشتك يا ابني
- ربنا يخليكي ليا يا أمي
لماذا يرتعش الشاي، لماذا أرتعش أنا. أكاد أن أسكبه على نفسي. أهو الخوف أم قلة النوم ! لا يهم، أنها اسئلة من الشيطان.
ماذا سارتدي، لن ارتدي قميصي الجديد، ماذا لو حدث ما لايحمد عقباه! كيف ساذهب إلى مقابلة العمل غدا. سرتدي قميصي الذي ارتديته من خمس سنين يوم تخرجي. أمي تؤمن أنه
- وش السعد علينا.
استعديت للرحيل، كم هي كلمة حزينة، تذكرني بان من يرحل قد لا يعود أبدا.
- رايح فين بدري كدة يا ابني.
كيف يكذب الناس! أنا أكذب أحياناً على من لا أحب حين أكون لا استطيع مواجهتهم بالحقيقة، أو هكذا يهيء لي شيطاني.
- هاقابل ناس صحابي، بيقولو جيبنلي شغل.
-روح يابني ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ويحبب فيك خلقه.
انحنيت أقبل يدها كعادتي، وسحبت يدها بسرعة كعادتها.
خطوت السلمة الأولى وبدأت في التسبيح بكل أدعية الخروج من البيت. لا يوجد غيري بالشارع، لا أريد أن أكون وحيدا اليوم ولكني لن أعود. فقد عقدت عزمي.
لم أرى في حياتي الميدان بهذا الجمال. لم يفقده رونقه غير عربات الأمن المركزي. من الواضح أن الجميع صلى الفجر حاضر اليوم. فالنهار مازال يحاول الاستيقاظ من نومه ولم يمحي أثار الليل عنه بعد.
سوف يتذكر الناس هذا اليوم لمئات السنين، هكذا أمني نفسي. ولما لا فالتاريخ لا ينسى حتى الظالمين. فكيف ينسانا نحن!
هذا لا يهم، يتذكرنا التاريخ أو ينسانا إلى الأبد، لا يهم.
بدأت ألاحظ عشرات القادمين، أنا لست وحيدا كما كنت بغرفتي، أنا هنا معهم. اقتربت منهم حييتهم وحيوني وبدأت في السير معهم ، شعرت اني أعرفهم، أعرفهم جميعا. وكيف لا أعرفهم ونحن شركاء في هذا الوطن، فهم اخوتي واخواتي. كنت اتمنى لو أشد على يد كل منهم وأقول له اني معه وإنه ليس وحيد. ولكن الأبتسامة التي تعلو وجوههم كانت تقول لي نحن نعلم ، لا داعي للكلام، فأي كلام قد يفسد هذه اللحظة. اللحظة الذي انتظرها كل منا لسنين، لحظة اليقين بانك لست الوحيد.
فجأة اقترب منا عساكر الأمن، لا أتذكر إننا من اقترب منه. كدت احييهم أيضا حين اقترب مني اثنين منهم، بل هم أربعة. بدأوا في جذبي بشدة، لماذا يجذبني بشدة هذا القوي، من قال له اني ساقاوم، هل يتخيل أنه يستطيع اخذي رغما عني! والله لا يستطيع، كيف كان سيصل إلى غرفتي!
لتخفف قبضتك على جسدي، فانا لن أجري منك إلا إليك.
ركبت العربة، ولم أكن الوحيد أيضا. لن أكون الوحيد بعد اليوم. هذه المرة سبقوني هم بالتحية. امتلأت العربة حتى كادت أن تبصقنا وبدأت في التحرك. وقفت العربة وبدأو في انزلنا.
وجدنا أنفسنا بين العشرات، كلها وجوه تشبه وجوهنا.
أنهم يصفقون لنا، نعم الجميع يصفق، نحن أيضا نصفق. بدأت أصفق معهم. فانا لست هنا في قضية رشوه، ولا فساد، ولا مخدرات. أنا لا أعلم لماذا أنا هنا، ولكني أعلم اني لست وحيدا. أشد على يدهم واحدا واحدا.
بحثت عن بقعة خالية ألقي بجسدي المتعب بها. حين رأيت السماء، سبقها النوم إلى عيني، قبل أن أنام حمدت الله أنه أتم علي اليوم وطنيتي.
سلمى بنت الناس الطيبين
هو بس فيه 4 من اعضاء و ادمن جروب مصريون في الكويت لدعن الدكتور البرادعي علي الفيسبوك الشرطة الكويتية قبضت عليهم انهاردة
ReplyDeleteياريت تنوهوا عنهم و ان الناس تبلغ هيومان رايتس ووتش و الشبكة العربية لحقوق الانسان
لان كالعادة دول عيال مشكلتهم انهم اتحمسوا و صدقوا و كالعادة محدش من النخب الجامدة اوي هيقف جنبهم
و بعدين في الكويت غير مصر الموقف مختلف كتير
كاتبة جميلة جدا ماهو الكتابة والرائسة كلها في خدمة الناس الفرق ان بعض الكتاب وجبتة المعتادة الكشري وبركب الكرو باص ويرسم على النيل.
ReplyDeleteانا كان عنــدي اعتقــاد ان البنــات ما بيعــرفوش يهيســوا وهم بيعملــوا حاجتيــن
ReplyDeleteوكان عندي يقييين ان الستــات احتمال كبير على نهاية القرن يمسكوا كل المناصب القضائية ..وممكن يمسكوا الداخلية ذات نفسها ..لكن مش ممكن يمسكوا نفسهم وهم بيعملوا الحاجتين دوووول
وهم ماسكين القلم ...أو بيســوقوا
دايما البنت لما تبقى سايقة جنبك او وراك اعتبرها عربية اسعاف على رأي عمرو اديب..ووســع
لكن سلمى دحضت عندي الفكرة الأولى
والبنت دي غيرت مفهوم سواقة البنات عندي
http://www.facebook.com/video/video.php?v=1190957268654&ref=nf
لو شباب مصر كلهم بقوا زي شباب 6 ابريل يبقي هيبقي فيه امل في التغييير
ReplyDeleteنوارة بعيد عن موضوع سلمى الدالي
ReplyDeleteذكرى بحر البقر عيب اوي لو مفتكرناش احياء ذكرى شهداء الأطفال تلاميذ بحر البقر
تم القبض علي 3 من نشطاء حملة تاييد البرادعي بالكويت وهم
ReplyDelete1- طارق ثروت
2- محمد فراج
3- تامر فراج
وتم القبض عليهم امس الخميس بدون معرفة الاسباب او اماكن اعتقالهم حتي الان
استاذة نوارة ياريت تنشريها وتهتمى لان اللى بيقولوا على نفسهم نخبة وزفت بؤ ومش هايعملولهم حاجة
وماحدش هايعبرهم ..ارجوا الاهتمام
بخصوص العريفى والمدافعين عنه خبر قديم لكن مهم ويوضح مواقفه
ReplyDeletehttp://www.alarabiya.net/articles/2010/01/19/97810.html
مع انها فعلن معاناه بس مش كل الناس بتجيلها الفرصه دى والله
ReplyDeleteبس دي بنت ناس طيبين
ReplyDeleteوكمان الواد بيترعش وهو بيشرب الشاي
يبقى عاطفية لا تصلح للقضاء..ولا للرئاسة
nawara take alook here!!!
ReplyDeletehttp://www.youtube.com/watch?v=ufiK3_AOEqk&feature=player_embedded
النهاردة ذكرى أحتلال بغداد
ReplyDeleteتحسي أنها تتكلم عن واحد خارج يعمل عملية استشهادية في تل أبيب مش مواطن في بلده في قاهرة المعز. طب أقول في فلسطين أحسن مننا على الأقل عدوهم مش منهم و عارفيين أنه عدو, مش أحنا اللي عدونا المفروض يكون حامينا
ReplyDeleteنعيب زماننا