يا طفاطيفو ده مبدأ جوبلز وزير دعاية هتلر كلما كانت الكذبة كبيرة و كررناها كثيراً كلما صدقها الناس لإنهم سيعتقدون أنه من المستحيل أن نكذب كذبة كبيرة بهذا الحجم
http://www.almokhtsar.com/ عاجـل: الهجوم على غزة: (سيهزم الجمع ويولون الدبر)
استشهاد سعيد صيام القيادي في حركة "حماس" وزير الداخلية وابنه وشقيقه في قصف جوي صهيوني بقطاع غزة الاحتلال يعترف بإصابة 9 صهاينة بجروح خطيرة بعد سقوط صاروخ "غراد" أطلقته "القسام" على سيارة في بئر السبع قصف صهيوني لمنزل الشيخ إياد صيام شقيق وزير الداخلية سعيد صيام ما أسفر عن استشهاد الشيخ وعائلته التي كانت داخل المنزل لحظة قصفه وكالة أونروا تقول إن محيط مقرها في غزة يتعرض لقصف منذ ساعات شاهد عيان: 23 شخصا محاصرون بأحد المباني السكنية في تل الهوى بغزة وسط قصف إسرائيلي الاحتلال يعترف بإصابة 17 جندياً في مواجهات أمس الأربعاء إصابة بعضهم بالغة قصف مدفعي صهيوني مكثف واشتباكات ضارية مع المقاومين على تخوم تل الإسلام جنوب غزة والمقاومة تمنع القوات الصهيونية من التقدم
فلسطين
غزة تحت الحمم والعرب يختلفون على ثلاث قمم الاحتلال يعترف بإصابة قائد الكتيبة 101 في المعارك الدائرة في قطاع غزة و9 ضباط وجنود إصابة 7 جنود صهاينة بقذيفة والقسام تقنص جنديين شمال غرب غزة في عملية نوعية وجريئة.. مجموعة قسامية تسللت خلف خطوط العدو ودمّرت عدداً من آلياته وأوقعت قتلى وانسحبت مصادر إعلامية: مقتل 46 جندياً صهيونياً واصابة250 في العدوان على غزة المقاومة تفجر منزلاً بقوة خاصة للاحتلال بمنطقة "المغراقة" "القسام" تعلن عن تصوير عملية اقتحام لمنزل تحصنت به قوة صهيونية تم قتل وجرح عدد من الجنود الصهاينة خلالها سرايا القدس تستهدف جرافة "إسرائيلية" بقذيفة "آر بي جي" شمال القطاع قناة الأقصى: مصادر صهيونية: سقوط صاروخ فلسطيني على مصنع كيماويات في ميناء أسدود واندلاع حريق هائل يصعب السيطرة عليه "القسام" تقصف مغتصبتي بئر السبع واسدود بصواريخ "غراد" ومفتاحيم بصاروخي "قسام" والعين الثالثة بقذائف "هاون إطلاق صواريخ كاتيوشا من لبنان وإسرائيل ترد بـ17 قذيفة جنود الاحتلال يتدفقون على مستشفى بئر سبع بحالات هلع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة يرتفع إلى 1013 وعدد الجرحى يفوق 4560 بوليفيا تقطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب العدوان على غزة طائرات صهيونية قصفت مقبرة الشيخ رضوان وجثامين الشهداء تناثرت في المكان "حماس" تعلن رفضها لأية مبادرات لا تتضمن وقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار الطيران الإسرائيلي يخترق أجواء مصر مجدداً خلال جولة لجمال مبارك كيف تخوض حماس قتالها ضد اسرائيل في القطاع؟ إسرائيل تخشى مقاضاة عسكرييها على خلفية اجتياح غزة أولمرت يعلن مواصلة الحرب ويزعم الاقتراب من تحقيق الأهداف إسرائيل تمنع رسو سفينة مساعدات إيرانية في غزة تقرير: على جسد إبراهيم.. إسرائيل تتعلم القنص! مخطط لبناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية لتوطين أكثر من 130 ألف مستوطن في وادي عارة ليبرمان يدعو لضرب قطاع غزة بقنبلة ذريه فتوى تحرم الصلاة على من يقتل من الجنود العرب بالجيش الإسرائيلي بغزة في اليوم الأول للعدوان على غزة.. "حماس" تكشف عن تعرض أبنائها في سجون عباس "لتعذيب جماعي" تقرير: الاستشهاديون الأشباح".. من هم؟ وكيف يقضون يومهم؟ الزراعة: التقديرات الأولية لخسائر القطاع الزراعي بلغت 9 ملايين دولار شطب المقاومة في المبادرة المصرية والقرار 1860 / ياسر الزعاترة الجرائم الإسرائيلية والشجاعة التركية / ياسر سعد
المختصر / من الصعب الاعتقاد أن من يرون ضرورة عدم السماح لحماس بالانتصار في هذه المعركة (كلام الرئيس المصري لمندوبي الاتحاد الأوروبي) يمكن أن يقدموا مبادرة متوازنة لإنهاء العدوان، سواءً تم ذلك استمراراً للقناعة بضرورة إنهاء «الإمارة الإسلامية» في قطاع غزة بكل الوسائل الممكنة، أم استمراراً لسياسة الخضوع للإملاءات الأميركية لتمرير التوريث والتمتع بقمع متواصل للمعارضة الإسلامية دون انتقادات خارجية، ينطبق ذلك على الولايات المتحدة وعلى دول الاتحاد الأوروبي التي ما زالت مقيمة على سياساتها التقليدية في الانحياز للدولة العبرية، على تفاوت في الموقف بين هذه وتلك.
وفي حين جاءت المبادرة المصرية التي وضع عليها الختم الفرنسي بهدف الترويج (لم يكن ساركوزي ليوافق عليها لو لم تحظ بالموافقة الإسرائيلية)، جاءت لقطع الطريق على قمة عربية طارئة بمن حضر لوّح بها السوريون والقطريون، فقد جاء قرار مجلس الأمن رقم 1860 في سياق من إنقاذ موقف عرب الاعتدال من جهة، وبالطبع لأن شرط القمة كما جاء في بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب هو الفشل في استصدار قرار من مجلس الأمن، ومن جهة أخرى في سياق إنقاذ الموقف الإسرائيلي الذي يعاني الفشل في معركته العسكرية من جهة، بينما يتورط في مذابح ضد المدنيين تؤلب الرأي العام الدولي ضده، في ذات الوقت الذي تشعل الشوارع العربية والإسلامية في مواجهة الأنظمة والاحتلال والغرب كله في آن.
وفي حين تقدم القرار الدولي الجديد على المبادرة المصرية، إلا أن نصه على الترحيب بها، وتفسير بنودها لغموض في بنوده، قد رجّح استخدامها في سياق التطبيق في ظل ميزان قوى دولي مختل لصالح الإسرائيليين، فضلاً عن أن أية وساطة بين حماس والدولة العبرية ستكون من خلال مصر المنحازة أصلاً ضد الحركة.
وتنطوي المبادرة على قدر من الغموض «البناء»، ولكن لصالح الإسرائيليين مع الأسف، تماماً كما هي حال قرار مجلس الأمن، إذ تبدأ بفقرة أولى تتحدث عن وقف إطلاق نار لفترة محددة لإتاحة فتح ممرات آمنة لنقل المساعدات، ثم تتبعها بثانية تنص على «دعوة مصر وإسرائيل والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي و«أطراف أخرى» لمناقشة الترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن، ومعالجة مسبباته، بما في ذلك تأمين الحدود، وبما يضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار، واستعدادها للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومع الاتحاد الأوروبي، وبقية أطراف الرباعية».
أما القرار الدولي، فيبدأ بالحديث عن وقف فوري لإطلاق النار (رفضه الإسرائيليون لأن لديهم على الأرض ما يفعلونه ويؤثر في الترتيبات الأمنية التالية)، ثم الانسحاب من المناطق التي احتلت في القطاع (ليس ثمة سقف زمني لذلك)، وبعد ذلك يتحدث عن فك الحصار وفتح المعابر على قاعدة الاتفاقية الموقعة في عام 2005، أما الأهم فهو حديثه عن ترتيبات وضمانات لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، بما في ذلك تهريب الأسلحة.
هنا تكمن الفخاخ المنصوبة لحماس في المبادرة، وفي القرار الدولي كذلك، إذ أن جوهر المطلوب هو إيجاد ترتيبات تمنع تسلحها من جديد، كما توقف إطلاق الصواريخ، بل توقف المقاومة بشكل كامل، والنتيجة هي تهدئة مفتوحة. أما فتح معبر رفح فلن يتم إلا من خلال السلطة الفلسطينية التي ستعود بذلك إلى القطاع دون تهمة المجيء على ظهر الدبابات الإسرائيلية.
وإذا ما أخذنا البند الثالث من المبادرة في الاعتبار، والذي يتحدث عن استئناف جهود المصالحة الفلسطينية (نص عليها في القرار الدولي)، وبالطبع وصولاً إلى انتخابات ينبغي أن ترتب لفوز حركة فتح والفصائل المولية لها، إذا أخذنا ذلك في الاعتبار، فإن النتيجة هي فرض استسلام على حماس وقوى المقاومة.
كيف يمكن لحماس بعد هذه التضحيات والمقاومة الباسلة أن تقبل بترتيبات من هذا النوع عنوانها شطب المقاومة وضم القطاع إلى سلطة دايتون في الضفة الغربية، وهي السلطة التي كان موقفها مخزياً من العدوان؟ وكيف لها أن تمنح المحتلين بالسياسة ما عجزوا عن أخذه بالسلاح والمجازر؟
من هنا فإن الرد على ذلك لن يتم إلا من خلال حراك تقوده دول الممانعة، لاسيما أن الرد الإسرائيلي على القرار الدولي كان سلبياً، وبالطبع إلى جانب استمرار الفعاليات الشعبية المناهضة للعدوان، لاسيما في مصر التي يتواطأ نظامها معه، ذلك أن تركيع الفلسطينيين في هذه المنازلة لا يمكن أن يكون مقبولاً من قبل محور الممانعة، رغم أنه لا يمكن أن يكون في صالح دول الاعتدال كذلك.
المختصر / مع اشتداد محنة غزة، وتصاعد الأعمال الصهيونية الوحشية تزداد مواقف رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان وضوحاً وصلابة. فقد انتقد أردوغان مجلس الأمن الدولي؛ لسلبيته تجاه ما يجري في غزة وطالبه بمعاقبة "إسرائيل"، وقال إن العالم يتفرج على «المجازر الوحشية» التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، ولا يحرك ساكناً «وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً». كما طالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتطبيق العقوبات اللازمة على تل أبيب؛ بسبب رفضها قرار المجلس رغم إلزاميته، مؤكداً أن بلاده ستتعامل مع قرارات المجلس بنفس الطريقة إذا لم يتم التصدي ل"إسرائيل" بحزم في هذه المسألة.
رئيس الوزراء التركي يشكل استثناء في مشهد سياسي دولي وإقليمي يفتقر عموماً للأخلاق والمبادئ. ففي حين تتواطأ دول غربية مع العدوان وتبرر جرائمه مرسخة مفهوم الصراع الحضاري والتعامل الفوقي والعنصري مع الشعوب الإسلامية، نجد أن مواقف الدول العربية توزعت ما بين مشاركة سلبية أو عملية في العدوان، وما بين عجز عن التصرف والتحرك.
قوة مواقف الحكومة التركية وصلابتها تعود لأمور عديدة، منها الاستناد إلى شرعية انتخابية بينة، فهي في مواقفها تتناغم مع المشاعر والتطلعات الشعبية التي أوصلتها للسلطة. فلقد رأينا المظاهرات الضخمة تجتاح تركيا تنديداً بالعدوان، وشاهدنا موقف الجمهور التركي الغاضب من فريق السلة الإسرائيلي، فيما تتوالى المواقف الشعبية في نفس الاتجاه، كدعوة اتحاد المستهلكين التركي للمواطنين لمقاطعة منتجات الشركات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية رداً على ما قال إنه دعم لا محدود من واشنطن ولندن ل"إسرائيل" في عدوانها على قطاع غزة. كما أن النجاح الكبير لحزب العدالة والتنمية في حكم وإدارة البلاد مكنه من الاستناد إلى أرضية صلبة في اتخاذ مواقف سياسية غير مسبوقة.
الديمقراطية التركية استطاعت ومن خلال برلمانها أن ترفض السماح للقوات الأمريكية باستخدام الأراضي التركية لغزو العراق عام 2003. في حين كانت دول عربية كبرى تتظاهر برفض العدوان الأميركي علناً، فيما تقدم له دعماً وإسناداً لم يكن بمقدوره إتمام احتلال العراق من دونهما كما كشفت صحيفة نيوريوك تايمز والكاتب الأمريكي الشهير بوب ودورد في كتابه خطة الهجوم.
ومما يدعم صلابة القيادة التركية تميزها بالاستقامة، وبالتالي فهي محصنة عن الابتزاز الأخلاقي وهو أمر معهود في الكواليس السياسية كما حصل مع بيل كلينتون في قضية مونيكا لوينسكي ومع نتنياهو حين حاول منافسوه ابتزازه بشريط مصور مع سكرتيرته في منتصف التسعينات لثنيه عن ترشيح نفسه لرئاسة الليكود. كما أن النزاهة والأمانة والتي يتمتع بها قادة تركيا لا تدفعهم للخوف من تسريب «جهات مجهولة» لتقارير للصحافة العالمية عن الفساد أو عن عمولات ورشاوى في صفقات تجارية أو عسكرية لبلادهم.
تركيا المستاءة من الأسلوب الأوربي في التعامل معها في مفاوضاتها المريرة للانضمام للاتحاد الأوربي، تجد في مواقفها الأخلاقية والمدعومة بالحقائق من أحداث غزة فرصة كبيرة للثأر لكرامتها الوطنية خصوصاً وأن مسألة حقوق الإنسان هي الذريعة الأوربية الرئيسية لتسويف انضمام أنقرة لأوربا.
ما بين النموذج الناجح في الحكم والإدارة، والمواقف السياسية والسيادية للحكومة التركية -والتي يتعطش إليها المواطن العربي-، وما بين مقاومة باسلة وصامدة – في زمن تسول السلام والمفاوضات العبثية- لحكومة هنية، ثمة قاسم مشترك: الجذور الإسلامية والتي تلتقي مع عموم التوجهات الشعبية. الأمر الذي يوحي بتغييرات في المشهد السياسي الإقليمي في الأفق خصوصاً مع الفشل الذريع في الحكم للحكومات العربية ذات التوجه العلماني بالإضافة لمواقفها السياسية المهينة.
بقى أن ندعو الله أن يحفظ أوردغان من محاولات اغتيال يقوم بها «مجنون»، أو انقلاب قد تحرض عليه جهات دولية تسوؤها المواقف التركية.
قصيدة يا تلاميذ غزة شعر: نزار قباني بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة وأضاؤوا كالقناديل وجاؤوا كالبشارة. قاوموا وانفجروا واستشهدوا وبقينا دببا قطبية صفحت أجسادها ضد الحرارة. قاتلوا عنا إلى أن قتلوا وبقينا في مقاهينا كبصاق المحارة: واحد يبحث منا عن تجارة واحد يطلب مليارا جديدا وزواجا رابعا ونهودا صقلتهن الحضارة واحد يبحث في لندن عن قصر منيف واحد يعمل سمسار سلاح واحد يطلب في البارات ثاره واحد يبحث عن عرش وجيش وإمارة. آه يا جيل الخيانات ويا جيل العمولات ويا جيل النفايات ويا جيل الدعارة سوف يجتاحك -مهما أبطأ- التاريخ. أطفالَ الحجارة.
*** يا تلاميذ غزة علّمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا.. علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا.. علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا.. كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا.. كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا. يا تلاميذ غزة لا تبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا.. اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا.. نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا.. إننا الهاربون من خدمة الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا.. نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا.. قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا.. قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا. يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرؤونا.. نحن آباؤكم فلا تشبهونا.. نحن أصنامكم فلا تعبدونا.. نتعاطى القات السياسي والقمع ونبني مقابرا وسجونا. حررونا من عقدة الخوف فينا واطردوا من رؤوسنا الأفيونا.. علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا. يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا.. من شقوق الأرض الخراب طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا.. هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا.. أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا اغسلونا.. لا تخافوا موسى ولا سحر موسى واستعدوا لتقطفوا الزيتونا.. إن هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا. يا مجانين غزة ألف أهلا بالمجانين إن هم حررونا.. إن عصر العقل السياسي ولى من زمان فعلمونا الجنونا.
*** يرمي حجرا أو حجرين يقطع أفعى إسرائيل إلى نصفين يمضغ لحم الدبابات ويأتينا من غير يدين.. في لحظات تظهر أرض فوق الغيم ويولد وطن في العينين.. في لحظات تظهر حيفا تظهر يافا تأتي غزة في أمواج البحر تضيء القدس كمئذنة بين الشفتين.. يرسم فرسا من ياقوت الفجر ويدخل كالإسكندر ذي القرنين.. يخلع أبواب التاريخ وينهي عصر الحشاشين ويقفل سوق القوادين ويقطع أيدي المرتزقين ويلقي تركة أهل الكهف عن الكتفين.. في لحظات تحبل أشجار الزيتون يدر حليب في الثديين.. يرسم أرضا في طبريا يزرع فيها سنبلتين.. يرسم بيتا فوق الكرمل يرسم أما تطحن عند الباب وفنجانين.. في لحظات تهجم رائحة الليمون ويولد وطن في العينين.. يرمي قمرا من عينيه السوداوين.. وقد يرمي قمرين.. يرمي قلما يرمي كتبا يرمي حبرا يرمي صمغا يرمي كراسات الرسم وفرشاة الألوان.. تصرخ مريم يا ولداه وتأخذه بين الأحضان.. يسقط ولد في لحظات يولد آلاف الصبيان.. يكسف قمر غزاوي في لحظات يطلع قمر من بيسان.. يدخل وطن للزنزانة يولد وطن في العينين.. ينفض عن نعليه الرمل ويدخل في مملكة الماء.. يفتح أفقا آخر يبدع زمنا آخر يكتب نصا آخر يكسر ذاكرة الصحراء.. يقتل لغة مستهلكة منذ الهمزة حتى الياء.. يفتح ثقبا في القاموس ويعلن موت النحو وموت قصائدنا العصماء.. يرمي حجرا يبدأ وجه فلسطين يتشكل مثل قصيدة شعر.. يرمي الحجر الثاني تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر.. يرمي الحجر الثالث تطلع رام الله بنفسجة من ليل القهر.. يرمي الحجر العاشر حتى يظهر وجه الله ويظهر نور الفجر.. يرمي حجر الثورة حتى يسقط آخر فاشستي من فاشست العصر.. يرمي يرمي يرمي حتى يقلع نجمة داوود بيديه ويرميها في البحر.. تسأل عن الصحف الكبرى أي نبي هذا القادم من كنعان؟ أي صبي هذا الخارج من رحم الأحزان؟ أي نبات أسطوري هذا الطالع من بين الجدران؟ أي نهور من ياقوت فاضت من ورق القرآن؟ يسأل عنه العرافون ويسأل عنه الصوفيون ويسأل عنه البوذيون ويسأل عنه ملوك الجان: من هو الولد الطالع مثل الخوخ الأحمر.. من شجر النسيان؟ من هو هذا الولد الطافش من صور الأجداد ومن كذب الأحفاد ومن سروال بني قحطان؟ من هو هذا الباحث عن أزهار الحب وعن شمس الإنسان؟ ومن هو هذا الولد المشتعل العينين كآلهة اليونان؟ يسأل عنه المضطهدون ويسأل عنه المقموعون ويسأل عنه المنفيون وتسأل عنه عصافير خلف القضبان: من هو هذا الآتي من أوجاع الشمع ومن كتب الرهبان؟ من هو هذا الولد التبدأ في عينيه بدايات الأكوان؟ من هو هذا الولد الزارع قمح الثورة في كل مكان؟؟ يكتب عنه القصصيون ويروي قصته الركبان: من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال ومن سوس الكلمات؟ من هو هذا الطافش من مزبلة الصبر ومن لغة الأموات؟ تسأل صحف العالم: كيف صبي مثل الوردة يمحو العالم بالممحاة؟ تسأل صحف في أمريكا كيف صبي غزاوي حيفاوي عكاوي نابلسي يقلب شاحنة التاريخ ويكسر بلّور التوراة؟؟
بالنسبه للبوست اللي قبل ده... هم المقاومه مش عايزين حد يساعدهم... هم رجال ونعم الرجال... قدها وقدود... مش بحاجه لحد خصوصا اللي عاملين زي الخرقه الباليه... المشكله إنهم عايزين الناس تكف بلاها عنهم... ويبطلوا مؤامرات من وراهم... المسؤلين اللي بيتسموا عرب بس هم مش عرب أصلا... من البدايه وهم مش سايبين فلسطين بحالها... من يوم ماباعوها آل سعود للصهاينه والبريطانيين تكومش أرض أبوهم؟ ودلوقت "خوسني" بيتصرف على كيفه تقول الوصي عليهم؟
الفلسطينيين بقولوا للعرب المتصهنيين أو الأحري الصهاينه المستعربيين .... إن ياناااااااااااس شيلوا بلاكم عننا...كل بلانا من وراكم.
شفتوا عزمي بشاره قال ايه عن قمة مجلس التعاون ؟؟ طبعاً مكنتش متوقع ان دول هيطلعوا بحاجه يعني .. ولا سمعت بيانهم .. ولا حد سمع سعود الفيصل قال ايه في المؤتمر الصحفي (وأكيد الصحفيين اللي سألوا مسمعوش الإجابات) .. أمجاااااااااااد يا عرب
سعود الفيصل كان بيقول إنهم جمعوا مجلس التعاون الخليجى علشان "مأساة غزة" ..كأن ما أصاب غزة زلزال مش مذبحة!! و طبعاً علشان الموضوع عويص ف عبد الله السعودى جمعهم علشان يتفق معاهم ياخدوا ميكروباص جماعى علشان يطلعوا على الكويت يوم الإتنين .. و أهو بالمرة يدوا الصهاينة وقت كفاية .
و الله إن هؤلاء الحكام مجموعة من الخونة .. و إن كانوا من قبل يستحون فإنهم الآن يلعبون على المكشوف
مش عارف لية كل ماشوف ابو الغيط افتكر محمود المليجى فى فيلم رصيف نمرة خمسة لما قعد يستفز فريد شوقى فى الخمارة ويقولة الكرسى دة بتاعى وفى الاخر فريد رزعة علقة محترمة طبعا فريد بيفكرنى بحماس والدول العربية بتفكرنى بشلة الالاطيش السكارى اللى كانو موجودين فى الخمارة وقاعدين لا بيهشو ولا بينشو وقول ما شافو ابو الغيط.. قصدى المليجى عالارض قالو المعلم بيلحس البلات هأوأوأو
فية شخص تانى هقولهولكم وتقولولى بيفكركو بمين
زكى رستم لما كان معيش فريد فى الوهم انة راجل صالح وفريد يا عينى كل حاجة يروح يحكيلة وياخد راية فيها بينما هو زعيم العصابة وهو اللى قتل مراتة
فاكرين المشهد لما فريد هرشة وراحلة الجامع علشان يقفشة فأول لما شافة قال نوبت اصلى ركعتين للة الله اكبررر
سؤال المشاهدين زكى رستم بيفكركم بميييييين دلوقتى يا حلويييين
(ومقابل ماذا يحشرون شعبهم المشلول في حبسٍ مأساويٍ، حبسٍ اسمه غزة، ويستمرون في إطلاق صواريخ لا تفعل أكثر من حفرٍ صغيرةٍ في أرصفة تل أبيب.. ثم يغضبون عندما تهرشهم إسرائيل القبيحة، بتلك البشاعة، وتجعل بيوت المدنيين ركاماً مختلطاً بعظامهم، بل يطلقون ألسنتهم بالسباب واتهام العرب والمسلمين جميعاً بالتواطؤ والخذلان والخيانات، ولا يتذكرون وسط كل هذا من إساءتهم لشعبهم ومقامرتهم به شيئاً )!!
[عبدالله ثابت، جريدة الوطن، العدد: 3015، 3/1/1430هـ]
(جرّب العرب الحروب فلم تزدهم إلا خبالاً وخساراً، وجرّبوا المقاومة المسلّحة فلم تزدهم إلا رهقاً وتشتتاً وضياعاً ... "حماس" تنطلق من رؤية جماعة الإخوان المسلمين التي تريد الوصول إلى السلطة بأي ثمنٍ والمحافظة عليها بأي سعرٍ، حتى لو كان الثمن دماء الفلسطينيين ودمار غزّة، وأن يخربوا بيوت الفلسطينيين ... إنّ جرح فلسطين الغائر لن يحلّه الغوغائيون، ولن ينقذه المتاجرون به، بل حلُّه يكمن في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع).
[عبدلله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية 1/1/1430هـ]
(وذبيحة غزّة التي لم ينِ الجزّار الفاتك الإسرائيلي يعيث فيها تقتيلاً وتجريحاً وتدميراً هي ذبيحة لها جلاّب أوصلها لحتفها، فالجزّار الإسرائيلي لم يستيقظ ذات صباحٍ ليقول سأهاجم غزّة هذا الصباح، ولكنّ المتحرّشين به (بلا سببٍ!!) هم الذين جلبوها له على طبقٍ من دمٍ وشعاراتٍ وغوغائيةٍ، وهم الذين قالوا له بلسان الحال اذبحها لنمشي في جنازتها).
[عبدالله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية، 8/1/1329هـ]
(قليل من الألعاب النارية، التي قتلت من الغزاويين أكثر مما قتلت من الإسرائيليين، وتهجم إسرائيل، وينسى الجميع البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو كل ما تريده إيران، كما «القاعدة» وكل المنظمات المتطرفة التي لم تحظ بدولة).
[تركي الحمد، الشرق الأوسط، 3/1/1430هـ]
(واليوم، ونحن على صدى تبرعات جديدة لفلسطين، نفكر ونسأل، ويخرج السؤال من الحلق إلى الخلق بعد طول صمت: هل تجد السعودية التقدير الشعبي العام بعد ذلك كله؟).
[فارس بن حزام، جريدة الرياض، العدد:14799، 2/1/1430هـ]
هذه عباراتٌ طائفةٍ من الكتابِ والمثقفين تعليقاً على حربِ غزةَ الطاحنة التي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة قرابة ستمئة شهيد.
عبارات - وإن حاولَتْ عبثاً أن تجعل بين يديها مقدمات تضامنية مع الشعب المحاصر - لا تنتهي إلا إلى خذلان غزةَ وأهلها، لتكون ( قصفاً ) آخر فوق القصفِ الذي تتعرضُ له! ولاسيما عند يقول أحدهم إن المقاومة تحرشت بإسرائيل بلا سبب!! بلاسبب!! هكذا !! لم تفعل إسرائيل شيئاً تستحق به أن يوقف في وجهها!!
وفي حين نجدُ كتاباً غربيين بل يهود ( روبرت فيسك، وماري فويس، وكاسيلرز مثالاً ) يشنّون حملةً شعواء على إسرائيل ووحشيتها وهمجيتها ويصرحون بأنَّ للمقاومة حقَّها المشروع يشنّ إخواننا هؤلاء - غفر الله لهم - حرباً شرسةً على المقاومة الفلسطينية!
لن ألتفت كثيراً للتوافق العجيب بين هذه المقالات وتصريحات بوش وأولمرت وساركوزي! ولن أدخل في سياقات تخوينٍ وعمالةٍ! فتلك أمورٌ يصعبُ الجزم بها من أجل موقفٍ فكريّ أو رأيٍ سياسيّ. وسأحاول - بصعوبة بالغةٍ- أن أتجرّدَ من العواطف الثائرة لأناقشَ هذه الأطروحاتِ بذات العقلانية التي تزعم أنها تتحلى بها.
على هذا دار القُمْقُم...
تتبنى هذه الأطروحات في مجملها ثلاث أفكارٍ رئيسةٍ :
الفكرة الأولى: أنَّ صواريخ المقاومة و(ألاعيبها) القتالية هي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، وبالتالي فهي شريكة (للجزار) في جريمة (الذبح)، بل هي التي وضعت الشاةَ بين يدي الجزار وأمسكتها بعنف ليتسنى له الذبح كما يريد!
الفكرة الثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية إنّما تسعى إلى السلطة من جهة، وتحقيق أجندة خارجية من جهة أخرى، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين المساكين، متاجِرةً بدمائهم، غير عابئة بأرواحهم!
الفكرة الثالثة: أنَّ المقاومة الفلسطينية لا تشكر جميلاً، ولا تحفظُ معروفاً، وأنّها تستلم تبرعاتِ الدولِ بيد وترجمهم بحجارة التخوين باليد الأخرى!
وجِماعُ هذه الأفكار الثلاثة أن المقاومة الفلسطينية المسلحة ( غلطانة من ساسها لراسها ) كما تقول العامة! أو هي غارقةٌ في الرَّطَأِ واللُّغابةِ والتَّهْتارِ والطَّرَطِ (كلها بمعنى الحماقةِ)،ورموزها أصحابُ هَذَرٍ وكَنْخَبةٍ ( كلها بمعنى الخلط في الكلام ) كما يقول العرب الأقحاح!
بعبارةٍ أخرى تفضي هذه المقولات إلى فكرةٍ مركزية واحدةٍ هي أنَّ خيار المقاومة المسلحة خيار خاطئٌ من كل جهةٍ. وأن الحل ّ - كما قال أحدهم - يكمنُ " في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".
وسأكون هنا معنياً بمناقشةِ الفكرةِ الأولى فحسب؛ لأنّه من العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ منذ عشرات السنين هم طلاب سلطة! نحن نفهم أن يكون الفارُّون من المعتركِ، والذين يعيشون في الرفاهيةِ يجنون الملايين، والذين يكتفون بالتصريحات وهم آمنون، نفهم أن يكون أولئك طلاب سلطة.. لكنْ كيف يكون طالبَ سلطةٍ من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسام؟ وكيف يكونُ طَلاّبَ سلطةٍ من لم تُغيِّر السلطةُ شيئاً من أحواله المادية والاجتماعية؟
كيف للمقاومة أن تكون باحثةً عن سلطةٍ وكل قياداتها تقريباً نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟
ثم كيف تكون ( متفرّسةً ) ذات أجندة إيرانية (فارسية) وهي التي جاءت بطوعها إلى صلح مكةَ تلك الخطوة التي أغضبت إيران غضباً شديداً لأنّها أعطت للسعودية شرف السبق؟
وأمّا المنُّ على إخواننا بتبرعاتِنا، والغضب إذا اشتكوا من بعض تقصيرنا، فلا أجد لها مثلاً إلا طالباً كلِّف بثلاث واجباتٍ، فأنجز واحداً منها على وجهه وأغفل اثنين، فلما لامه أستاذُهُ على ترك الواجبين غضب وقال: ألا يكفيك أنني حللتُ الواجبَ الأول بإتقان!!
حسناً .. لقد تبرعنا .. وأردنا بذلك وجه الله لا شكر الناس .. وقد شكرَنا إخواننا مع ذلك علناً ورحبوا بوقفتنا لكنهم عتبوا علينا أننا تركناهم يموتون ويقتلون وقد كان بوسعنا أن نفعل أشياء كثيرة.
هل أخطؤوا ؟! لا أظن!
ولكن هكذا يظنُّ من يمنُّ على الناس بما أعطاهم ..بل .. بل بما أعطاهم غيره!!
ولو شئنا أن نجريَ على هذا النفسِ من ( المَنِّ ) فإنَّ المنة هي لإخواننا الفلسطينيين، فهم الذي أوقفوا طموحاتِ إسرائيل التي لو تركت لالتهمتنا ولكانت طائراتها اليوم فوق بيوتنا! وعليهِ فإنّنا كل ما أعطيناهم لا يساوي جزءاً يسيراً من فضلهم علينا بصدّهم هذا العدوان وإيقافِهِ عند حدوده.
لكل ماسبق قلتُ: إنني سأقتصر على مناقشة الفكرة الأولى .. فكرة أن صواريخ المقاومة هي سبب المشكلة.
مقارنةٌ تكشفُ الحقيقة..
لنبدأ نقاشنا من هذه المقارنة التاريخية بين ماحدث قبل اثنتين وأربعين سنة ومايحدث الآن.
في حرب حزيران 67 تمكّنت إسرائيلُ من تدمير كامل سلاح الجو الأردني ، ومعظمِ السلاح الجويّ السوريّ ، وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي!! واستولت على منابع النفط في سيناء !! وسيطرت إسرائيل على منابع مياه الأردن!! وتحكمتْ في خليج العقبة!! واكتشف العربُ أنّهم خسروا - في خمسة أيام فقط - عشرة آلاف شهيد وجريح ، وخمسة آلاف أسير ، وأنّه قد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني !! وأنَّ إسرائيل قد احتلت أراضي من خمس دول عربية هي: مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتا تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة) .. واكتشفوا أيضاً أنّ ما احتلته إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاث مراتٍ!! [ انظر : فلسطين دراسات منهجية : 304 ] و[الاستراتيجيات العسكرية : 315 ] .<
وأبشع من هذا كله .. ضاعت القدس!!
لم تكن إسرائيل وقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجهت العرب جميعاً..
العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ألفين وثلاثمئة دبابة مقابل ألف دبابة إسرائيلية!
العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ستمئة طائرة بإزاء مئة وسبعٍ وتسعين طائرةً إسرائيلية!
العرب الذين كان تعداد مقاتليهم ثلاثمئة وثلاثين ألفاً بإزاء مئتين وخمسين ألفاً من الإسرائليين!
ومع تفوق ميزان القوى لصالح العرب كان ما كان .. وشهد الخامس من حزيران يونيو 1967م أقصر حرب في التاريخ .. حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام ضاع فيها كل شيء!!
انتهت المقاومة .. وانكسرت الجيوش .. واستسلم الجميع !!! وبقيت الجولان وسيناء وشبعا محتلةً حتى الآن أو في حكم المحتلة!!
واليوم ..
ها نحنُ في اليوم الخامس عشر من أيام حرب غزةَ الغاشمة..
الحربُ التي بدأت بغتةً بعد تطميناتٍ (عربية) للفلسطينيين بألا شبحَ حربٍ يلوح في الأفق!!
الحرب التي اختارت إسرائيل لبدايتها توقيت الذروة ( الحادية عشر والنصف صباحاً ) ليزداد عدد الضحايا.
الحرب التي ألقت وتلقي فيها إسرائيل بثقلها العسكري أطناناً من القذائف على بقعةٍ صغيرة لاتتجاوز مساحتها 300 كلم مربع.
الحرب التي لم تتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية دون أن يكون لها عون عسكريٌّ من أيِّ جهةٍ خارجية.
الحربُ التي كانت فيها الأنظمة العربية عوناً على الفلسطينيين بإغلاق المعابر، وكبح المسيرات، والتباطؤ في عقد القمة، والتراخي في اتخاذ قرارات شجاعةٍ مؤثرةٍ.
الحرب التي كان فيها بعض الفلسطينيين عوناً على إخوانهم حتى إنهم لم يجدوا شيئاً يقولونه سوى التصريح بأنهم ( جاهزون ) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل في غزة بعد العدوان!!!
الحرب التي لعبتْ فيها الآلة الإعلامية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرماً وشغلت الناس بصواريخ المقاومة عن أطنان قذائف الأباتشي!!
ومع كل هذه الوقائع والحقائق .. إلا أنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق! بل إنها بلغت حيث لم تبلغ من قبل!! وأصابت أكبر قاعدةٍ جوية إسرائيلية!! وبدأ اليهود يختبئون في الملاجئ!!
وما إن بدأ الاجتياح البريّ حتى حصدتْ المقامةُ أرواح عشرات الجنود الإسرائيليين!!
هل لاحظنا الفرق بين الموقفين؟
إنَّ يهودياً واحداً داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقيب حرب سبعة وستين .. وهانحن نرى في حرب غزة مليون إسرائيلي في دائرة الخوف ، يدخلون إلى الملاجئ ، ويعطلون دراستهم ، ويبكون !!
إنّ مسؤولاً يهودياً واحداً لم يساوره القلق عشية حرب سبعة وستين وفي حرب غزة يرى الملايين عبر شاشات التلفزة وزيراً يهودياً يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته !!
كانت ابتسامةُ ليفي أشكول وموشي دايان تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام الحرب وما بعدها، وهانحن نرى ابتسامات أولمرت وباراك وليفني تتقلصُ مع مرور كل يوم!!
ما الذي تغير؟
ما الذي جعل دول العربِ مجتمعةً تنهزم أمام حرب الأيام الخمسة بينما تصمدُ حركات مسلحةٌ في وجهِ حربٍ ضروس؟
إنّ تبنّي فلسطين الداخل لخيار ( المقاومة المسلحة ) هو الذي أحدث هذا الفارق الجوهري !
إنّ ( حجر ) المقاومة ، و(مقلاع) المقاومة، (وبندقية) المقاومة، و(صاروخ) المقاومة .. هو ما أحدث هذا البون الشاسع.
وهذا ما يجب أن نعيه جيداً .. قبل أن نزعم أن ( صواريخ المقاومة) هي مشكلة فلسطين.
باعتقادي أن الصواريخ هي ( حل ) وليست ( مشكلة ) .. فقد كنّا نُضربُ ونصمتُ و(نبوس) كفَّ من ضربنا .. على الأقل الآن نُضربُ ونضرِبُ.
تاريخٌ حافلٌ بالدمِ...
وربما كان بالإمكان تصديقُ أن صواريخ المقاومة وحدها كانت سبباً لعدوان إسرائيل لو لم تكن إسرائيل نفسها قد نفذت عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزّها صواريخُ ولا حتى حجارة!
لقد ارتكبت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحقِّ الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهير العرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة منها دير ياسين وقبية واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين وغيرها.
وأكثر من هذا امتدت مجازر إسرائيل إلى خارج حدود فلسطين!!
في الـ11 من فبراير 1967 نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة وقتل 69 عاملا مصرياً فيما جرح مائة آخرون.
وفي الثامن من أبريل 1970 نفذت إسرائيل مذبحة مدرسة بحر البقر بمنطقة بور سعيد قتل خلالها 46 طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون.
وفي عام 1982 نفذت قوات الكتائب والقوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أرييل شارون مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتلا فيهما نحو 1600 شخص.
وفي عام 18 أبريل 1996 استهدفت مجزرة "عناقيد الغضب" مدينة (قانا) وقتل يومها 109 مدنيا لبنانياً كثيرون منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة, وأصيب بالمجزرة 351 شخصا آخرون. [ انظر تفصيلا أوسع لهذه المجازر في http://www.almotamar.net/news/33318.htm]
هذه نماذجُ فقط ..
فهل كانت صواريخ المقاومة التي لم وجد إذْ ذاك سبباً في هذه المجازر؟!
إنَّ قراءة تاريخ كثير من هذه المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة إسرائيلية! أي أنها لم تكن بسبب استفزازٍ ما! إلا إذا اعتبرنا أن بقاء الإنسانِ في أرضِهِ وعدم مغادرتِهِ لها استفزازاً !!
ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أن كل انتخابات إسرائيلية سبقتها مجزرة عاصفة، فشارون تصدر بعد مذبحتِهِ (جهنم المتدحرجة)، وبيريز صعدتْ به إلى رئاسة الوزراء (عناقيد الغضب)، وليس سراً أن ليفني تخوضُ عبر هذه الحرب معركةً انتخابيةً، ويكفينا أنّ وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت في بداية الحرب أنَّ باراك وليفني سجلا تقدما في الاستطلاعات على نتنياهو جراء الحملة على غزة!
وقد نشرتْ وكالة فلسطين برس للأنباء بتاريخ 13/11/2008م - أي قبل عدوان غزة بشهرٍ ونصفٍ، وقبل أن تعلن المقاومة انتهاء الهدنة ـ نشرت هذا التصريح : "حذّر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين السفير محمد صبيح من خطورة الفترة التي تدخل فيها إسرائيل انتخابات جديدة والتي يزداد خلالها الهوس واستعمال العنف والقتل خارج نطاق القانون، المدان دوليا لتحقيق أهداف سياسية".
زد على ذلك أن جُلَّ الذين تولوا رئاسة وزراء إسرائيل كانوا أعضاء في منظماتٍ إرهابيةٍ لها تاريخ حافلٌ بالجرائم.
فهل نظن بعد هذا أن المقاومة لو استسلمت لذَبْحِ الحِصار، ولم تحرك ساكناً لما أصاب غزة ما أصابها، ولما ذبحها (الجزار)؟
ثم هل من العقلانية و الواقعية الغفلة عن عشرات التقارير التي ملأت صحف العالم والتي تتحدّث عن إعداد لهذه الحرب المدمرة منذ ستة أشهر ؟ بل تحدثت عن تواطؤ دولي هنا وهناك؟ وأضواء خضراء تلقتها إسرائيل من قريبٍ وبعيد؟
كيف تصبح صواريخ المقاومة سبباً بينما إسرائيل تعد للحرب وقت توقف هذه الصواريخ واشتغال الغزيين بمشكلة الحصار ؟
التزامٌ ووفاء...
حماس لم تنهِ الهدنة .. الهدنةُ كانت تنتهي تلقائيا في 19/12/2008م وما أعلنته حماس أنها لن تجدد الهدنة . وعدم تجديد الهدنة شيءٌ آخرُ يختلف تماماً عن خرقها.
ولم يكن عدم تجديد الهدنة قرار حماس وحدها .. بل كان قرار جميع الفصائل الفسطينية في غزة .. كان قراراً إجماعياً .. يمكنُ أن نتفهّمه جيداً عندما نتذكر شروط التهدئة الرئيسة: (وقف العدوان، رفع الحصار، فتح المعابر، نقل التهدئة إلى الضفة الغربية)، هذه هي شروط التهدئة فهل نفذت إسرائيل منها شيئاً؟
وهل من العقل أن توافق غزة على تمديد الهدنة بينما إسرائيل تنتهكها شروطها الرئيسة فتحاصر غزة وتخنقها وتمنع عنها الماء والغذاء والوقود والكهرباء؟ هدنة مع حصار وتجويع؟ أهذه سياسة أم تياسة؟ أم أن العقلانية والحكمة لاتكون إلا بالتسليم المطلق والخضوع التام للإملاءات الإسرائيلة؟
لقد أدرك (أردوغان) - وهو سياسي ذهب في التعاون مع إسرائيل إلى مدى بعيد _ هذه الحقيقة وكان شجاعاً في إعلانها حين حمّل إسرائيل المسؤولية لأنها هي التي لم تلتزم بالتهدئة ورفضت عرضا تركيا للوساطة بينها وبين حماس.
خيارات الداخل...
المتكلمون عن استفزاز صواريخ المقاومة يصورون للناس أن فلاناً وفلاناً من القادة يتاجرون بالشعارات وأن الشعب هو الضحية!!
إن الجواب يأتي من الشعب نفسه..
الشعب الفلسطيني الذي خرج قبل الحرب بأيامٍ قليلةٍ في حشودٍ ضخمةٍ مؤيداً لخيار المقاومة والجهاد .. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها ، " ووفقاً لوكالات الإنباء فإن هذا الاحتشاد الشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" [ من مقالة للدكتور مهنا الحبيل ]
صدقوني هذه الملايين لم تخرج من أجل سواد عيون فلان أو فلانٍ، أو تعلقاً باسم حركةٍ أو حزب لقد خرجت تأييدا لخيار المقاومة الذي يمثله اليوم فلان وقد يمثله غداً غيره.
جرى ذلك في الوقت الذي عجز فيه ( خيار المفاوضات ) حتى عن عقد مؤتمره العام بسبب كثرة الانشقاقات والاختلافات التي كان حلها بفصل الكوادر المشاغبة كما قيل !!
الشعبُ الذي قيل إن ( المقاومة ) حشرته في ( صندوق ) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضةً للعذاب.. هذا الشعبُ هو الذي يخرج هاتفاً للمقاومة مؤيداً لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداءً لتحكمه وقد كان على وعيٍ ببرنامجها ومعرفةٍ بمنطقها المقاوم... وهو الذي نسمعُهُ - عبر الفضائيات والاتصالات الهاتفية الشعبية- في قلبِ الحربِ يشدُّ على يد المقاومين ويطلب منهم الانتقام من اليهود.
ثم نأتي نحن لنقول .. مسكين هذا الشعب!! قامر به أبطال حروب الحناجر!!
السؤال المعاكس...
وهناك جانب يجب الالتفات إليه ..
دائماً ما يتحدث هؤلاء المتهمون للمقاومة بمنطق : انظروا ماذا سببت المقاومة من دمار باستفزازها لإسرائيل ..
ولكن أحداً منهم لم يطرح السؤال بشكل معاكس : ماذا كانت ستفعل إسرائيل لو لم تكن هناك مقاومة ؟!!
ألم تكن إسرائيل إذْ قامت تتحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر ؟ ألم تكن تتحدثُ عن إبادة كاملةٍ للفلسطينيين ؟ هل نسينا تصريحات ليفي أشكول وجولدا مائير وموشي دايان وإسحاق رابين ؟!! ماالذي خفض سقف الطموحات الإسرائيلية؟ وقلل أحلامها؟
أليست المقاومة المستمرة هي التي أجبرت إسرائيل على بعض التنازلات ؟ أليست ( السلطة الوطنية ) التي يدعو أربابها اليوم إلى ترك خيار القتال أليست هي وليدة المقاومة والقتال ؟ أكان اليهود يسمحون بشيء كهذا على هزاله لولا ما وجدوه من مقاومة صلبةٍ ؟
الصواريخ والنموذج الإدراكي...
لنطرح المسألة من زاوية أخرى .. هي الزاوية الفكرية الاجتماعية :
يجب أن ندرك جيداً أنّ معظم المستوطنين الإسرائليين الحاليين هم مجرد مرتزقة، فأكثرهم لم يأتِ به إلى فلسطين إلا الرخاء المادي الذي وفرته له الحكومة ، وإذا كانت الأجيال الأولى من المستوطنين ذات بعدٍ دينيٍّ عقديٍّ في قدومها إلى فلسطين فإن الأجيال الحالية - ومع تزايد معدل العلمنة - تبحث عن العيش الرخيِّ الهانئ! ويدلك على هذا أن الإعلان عن المستوطنات الإسرائيلية في الصحف الغربية لم يعد يتحدث بمنطق العودة إلى أرض الأجداد !! وإنما بات يتحدث عن مزايا المستوطنة مادياً فقط!!
إذنْ الخارطة الإدراكية للمستوطن اليهودي أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والنعيم والاستقرار .. إذا فهمنا ذلك جيداً أدركنا أنَّ (كل ما ينغص على المستوطنين حياتهم هو في النهاية إحباطٌ للمخطط الصهيوني)!
المسألة إذن ليست مسألة صواريخ لاتزيد على أن تثقب حفراً في شوارع إسرائيل. المسألة أن هذه الصواريخ البسيطة تهز النموذج الإدراكي للمستوطنين من أساسه، وبالتالي تدفعهم للهرب، ومن ثم يفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة. [ انظر ما كتبه د.المسيري في تجربته الفكرية ص : 524 ـ 526 ].
هل فهمنا الآن قيمة الصواريخ؟ بل حتى قيمة الحجر الذي يلقيه الطفل الفلسطيني على اليهود؟
إنَّ تعطيل الدراسة في جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخاً هائلاًُ في البنية الإدراكية التي صرفت إسرائيل مليارات الدولارات لتغرسها في نفوس مواطنيها.
إنّ صاروخ المقاومة لا يثقب حفرة في أرض إسرائيل فقط .. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.
الكيل بمكيالين...
ومن عجيب هذه القضية أن كل دولةٍ عربيةٍ - ومعها مؤرخوها وكتابها - تصوِّر حروبها التأسيسية والتحررية على أنها حروب كرامةٍ ووطنية ثم تُصَوَّرُ حرب المقاومة في فلسطين على أنها حرب عبثية بصواريخ ورقية؟!!
في عام 1233هـ قرر عبد الله بن سعود آخر أمراء الدولة السعودية الأولى مواجهة إبراهيم باشا والي مصر، على الرغم من الفارق الكبير في العدة والعدد بين دولةٍ ناشئةٍ ودولةٍ راسخةٍ مدعومةٍ من قبل الخلافة العثمانية. انتهت المعركة باستسلام عبدالله بن سعود، وسقوط الدولة السعودية الأولى، ولم نسمع أحداً يصف تحركاتِهِ بالتهوّر والحماقة!
في عام 1319هـ سار الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأربعين رجلاً وثلاثين بندقية ومائتي ريال إلى الرياض لفتحها!! أربعون رجلاً فقط ببنادق قديمة يخوضون حرباً لفتحِ مدينةٍ واسترجاع مُلْك!!
ومع الفارق الجنوني في العدة والعتاد .. لم نسمع أحداً من إخواننا الكتاب يصف هذه المواقف السعوديّة بالجنون والتهوّر واستفزاز الخصمِ القويّ!
وفي قلبِ القاهرة ينتصبُ شامخاً ( نصب الجندي المجهول )، لقد أقيم هذا البناء (تكريماً) للشهداء الذين قضوا في حرب الاستنزاف!! لقد كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا حمقى ولا متهورين!! وأكثر من هذا أنك ترى التاريخ المصريّ يتغنّى ببطولات المصريين الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي بأسلحةٍ بدائيةٍ بعضُها السيوف والسكاكين!! [ اقرؤوا سيرة عمر مكرم ]، كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا مستفزّين لدولة عظمى!!
التاريخ السوري يتغنى بمعارك الأبطال مع فرنسا، والتاريخ الجزائري يفخر بالمليون شهيد في الحرب مع الاستعمار، والتاريخ الليبي يكاد (يقدّس) عمر المختار الذي واجه جبروت إيطاليا بخيلٍ وبندقية!! وقس على هذا كل دول العالم العربي .. كل الأنظمة العربية اليوم تفخر بنضال شعوبها وتحتفل بيومها الوطني .. ألم يكن ذلك النضال غير متكافئ الأطراف؟ ألم يسقط فيه الضحايا؟ ألم تحصل بسببه الكوارث؟ فلماذا كان بطولةً في كل تلك الأماكن وكان حماقةً وتهوراً في فلسطين؟ هل يجيبني أحد أولئك الذين يتهمون صواريخ المقاومة؟
القضية هنا...
إن القضية ليست في (صواريخ) تطلقها المقاومة، بل المشكلة عند إسرائيل هي في المقاومة ذاتها، إنها لا تريد أن يوجد شخص واحدٌ يؤمن بخيار المقاومة ولو بعد مرحلة من السياسة والمرونة، تريد الجميع أن يكونوا مستسلمين مدجّنين.. ولعلها بعد ذلك ألا ترضى أيضاً! لأنها في النهاية تريد دولة يهودية خالصةً !! ولعلنا نتذكر تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية مؤخراً حول أحلامها بدولةٍ يهوديةٍ نقيةٍ!! مما يعني طرد عرب 48 .. هؤلاء الذين ماحملوا سلاحاً ولا أطلقوا صاروخاً واحداً!!
إنه من المحزن حقا أن نجد كاتباً يهودياً يتفهم هذه الحقيقة بينما يجهلها أو يتجاهلها بعضنا، يقول كاسريلز وزير المخابرات في جنوب أفريقيا (وهو يهودي معاد للصهيونية) : "كان هدف الصهيونية منذ البداية هو طرد المواطنين الأصليين حتى تصبح الدولة دولة يهودية خالصة. وعندما أدرك الفلسطينيون هذا بدأوا في المقاومة" إنه يفهم جيداً أن المقاومة حالة طبيعية تُجاه مستعمر يريد طرد السكان الأصليين. ثم يقول: "هذا هو السبب الرئيسي للصراع، من وجهة نظر الكثيرين".
[http://www.elmessiri.com/articles_view.ph?id=35]
هكذا يفهم هذا اليهوديّ أن علة الصراع هي العدوان الإسرائيلي ابتداءً، ويصرّ طائفةٌ من بني قومنا على أن المشكلة كلها هي في صواريخ المقاومة !!!
حكاية التوازن...
وأحسبُ أنَّ الشعوب المستعمَرَةَ والمضطهَدَة لو أخذتْ بنصيحةِ هؤلاء (الواقعيين) القاضية بضرورة توازن القوى وعدم المقاومة إلا عند تكافؤ العَدد والعُدد لبقيت إلى اليوم مستعمرةً مستنزفةً خانعةً.
أخبرني عن حالة تحررية واحدةٍ في العصر الحديث أو القديم كان فيها ( المقاوِمُ ) أقوى من المحتل أو حتى في مثل قوتِهِ!
أين حصل مثل هذا؟ في فيتنام؟ في جنوب أفريقيا؟ في الهند؟ في مجمل الدول العربية؟ في فرنسا إبان حربها مع النازيين؟ أين؟!!
كل تلك الحالات التحررية التي انتهت إلى استقلالٍ وردّ اعتبارٍ كانت كحالةِ فلسطين اليوم تماماً .. مقاومة أضعفُ عدداً وعدةً بكثير لكنها تملك إيماناً وعدالة قضية لا يمتلكهما المحتل المدجج بالسلاح، "ولم تكن المقاومة في يوم من الأيام مماثلة أو قريبة في قوتها من عدوها بل كانت أضعف منه وهي من يُقدّم الشُهداء، ولكنها تنطلق من توازن الرعب الذي يُجرد المحتل من القدرة على استقراره ويفرض عليه برنامجا مضطرباً من خلال الآلة المقاومة الأضعف هكذا حتى يهتز الاحتلال ويندحر" [ محرقة غزة بغطاء عربي، مهنا الحبيل : http://www.aljazeera.net/NR/exeres/30
وبعد هذا كله .. فإنَّ المقاومة التي انتقلت من مرحلة الحجارة إلى مرحلة الصواريخ، والتي بدأت صواريخها ببضعةِ كيلومترات ثم وصلت إلى أسدود وسديروت، هذه المقاومة قادرة بإذن الله على مزيد من التطوير وتقليل الفارق يوماً بعد يومٍ.
ختاماً...
إذا كانت العقلانية تعني أن يصبح الضحية مجرماً، والمظلوم ظالماً، فلا بارك الله فيها!!
وإذا كانت العقلانية تعني التجرّد من المروءة والإنسانية، والولوغ في دماء القتلى والجرحى فلا مرحباً بها!!
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteThis comment has been removed by the author.
ReplyDeleteيا طفاطيفو ده مبدأ جوبلز
ReplyDeleteوزير دعاية هتلر
كلما كانت الكذبة كبيرة و كررناها كثيراً كلما صدقها الناس
لإنهم سيعتقدون أنه من المستحيل أن نكذب كذبة كبيرة بهذا الحجم
http://www.almokhtsar.com/
ReplyDeleteعاجـل: الهجوم على غزة: (سيهزم الجمع ويولون الدبر)
استشهاد سعيد صيام القيادي في حركة "حماس" وزير الداخلية وابنه وشقيقه في قصف جوي صهيوني بقطاع غزة
الاحتلال يعترف بإصابة 9 صهاينة بجروح خطيرة بعد سقوط صاروخ "غراد" أطلقته "القسام" على سيارة في بئر السبع
قصف صهيوني لمنزل الشيخ إياد صيام شقيق وزير الداخلية سعيد صيام ما أسفر عن استشهاد الشيخ وعائلته التي كانت داخل المنزل لحظة قصفه
وكالة أونروا تقول إن محيط مقرها في غزة يتعرض لقصف منذ ساعات
شاهد عيان: 23 شخصا محاصرون بأحد المباني السكنية في تل الهوى بغزة وسط قصف إسرائيلي
الاحتلال يعترف بإصابة 17 جندياً في مواجهات أمس الأربعاء إصابة بعضهم بالغة
قصف مدفعي صهيوني مكثف واشتباكات ضارية مع المقاومين على تخوم تل الإسلام جنوب غزة والمقاومة تمنع القوات الصهيونية من التقدم
فلسطين
غزة تحت الحمم والعرب يختلفون على ثلاث قمم
الاحتلال يعترف بإصابة قائد الكتيبة 101 في المعارك الدائرة في قطاع غزة و9 ضباط وجنود
إصابة 7 جنود صهاينة بقذيفة والقسام تقنص جنديين شمال غرب غزة
في عملية نوعية وجريئة.. مجموعة قسامية تسللت خلف خطوط العدو ودمّرت عدداً من آلياته وأوقعت قتلى وانسحبت
مصادر إعلامية: مقتل 46 جندياً صهيونياً واصابة250 في العدوان على غزة
المقاومة تفجر منزلاً بقوة خاصة للاحتلال بمنطقة "المغراقة"
"القسام" تعلن عن تصوير عملية اقتحام لمنزل تحصنت به قوة صهيونية تم قتل وجرح عدد من الجنود الصهاينة خلالها
سرايا القدس تستهدف جرافة "إسرائيلية" بقذيفة "آر بي جي" شمال القطاع
قناة الأقصى: مصادر صهيونية: سقوط صاروخ فلسطيني على مصنع كيماويات في ميناء أسدود واندلاع حريق هائل يصعب السيطرة عليه
"القسام" تقصف مغتصبتي بئر السبع واسدود بصواريخ "غراد" ومفتاحيم بصاروخي "قسام" والعين الثالثة بقذائف "هاون
إطلاق صواريخ كاتيوشا من لبنان وإسرائيل ترد بـ17 قذيفة
جنود الاحتلال يتدفقون على مستشفى بئر سبع بحالات هلع
عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة يرتفع إلى 1013 وعدد الجرحى يفوق 4560
بوليفيا تقطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب العدوان على غزة
طائرات صهيونية قصفت مقبرة الشيخ رضوان وجثامين الشهداء تناثرت في المكان
"حماس" تعلن رفضها لأية مبادرات لا تتضمن وقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار
الطيران الإسرائيلي يخترق أجواء مصر مجدداً خلال جولة لجمال مبارك
كيف تخوض حماس قتالها ضد اسرائيل في القطاع؟
إسرائيل تخشى مقاضاة عسكرييها على خلفية اجتياح غزة
أولمرت يعلن مواصلة الحرب ويزعم الاقتراب من تحقيق الأهداف
إسرائيل تمنع رسو سفينة مساعدات إيرانية في غزة
تقرير: على جسد إبراهيم.. إسرائيل تتعلم القنص!
مخطط لبناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية لتوطين أكثر من 130 ألف مستوطن في وادي عارة
ليبرمان يدعو لضرب قطاع غزة بقنبلة ذريه
فتوى تحرم الصلاة على من يقتل من الجنود العرب بالجيش الإسرائيلي بغزة
في اليوم الأول للعدوان على غزة.. "حماس" تكشف عن تعرض أبنائها في سجون عباس "لتعذيب جماعي"
تقرير: الاستشهاديون الأشباح".. من هم؟ وكيف يقضون يومهم؟
الزراعة: التقديرات الأولية لخسائر القطاع الزراعي بلغت 9 ملايين دولار
شطب المقاومة في المبادرة المصرية والقرار 1860 / ياسر الزعاترة
الجرائم الإسرائيلية والشجاعة التركية / ياسر سعد
شطب المقاومة في المبادرة المصرية والقرار 1860 / ياسر الزعاترة
ReplyDeletehttp://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=8405
المختصر / من الصعب الاعتقاد أن من يرون ضرورة عدم السماح لحماس بالانتصار في هذه المعركة (كلام الرئيس المصري لمندوبي الاتحاد الأوروبي) يمكن أن يقدموا مبادرة متوازنة لإنهاء العدوان، سواءً تم ذلك استمراراً للقناعة بضرورة إنهاء «الإمارة الإسلامية» في قطاع غزة بكل الوسائل الممكنة، أم استمراراً لسياسة الخضوع للإملاءات الأميركية لتمرير التوريث والتمتع بقمع متواصل للمعارضة الإسلامية دون انتقادات خارجية، ينطبق ذلك على الولايات المتحدة وعلى دول الاتحاد الأوروبي التي ما زالت مقيمة على سياساتها التقليدية في الانحياز للدولة العبرية، على تفاوت في الموقف بين هذه وتلك.
وفي حين جاءت المبادرة المصرية التي وضع عليها الختم الفرنسي بهدف الترويج (لم يكن ساركوزي ليوافق عليها لو لم تحظ بالموافقة الإسرائيلية)، جاءت لقطع الطريق على قمة عربية طارئة بمن حضر لوّح بها السوريون والقطريون، فقد جاء قرار مجلس الأمن رقم 1860 في سياق من إنقاذ موقف عرب الاعتدال من جهة، وبالطبع لأن شرط القمة كما جاء في بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب هو الفشل في استصدار قرار من مجلس الأمن، ومن جهة أخرى في سياق إنقاذ الموقف الإسرائيلي الذي يعاني الفشل في معركته العسكرية من جهة، بينما يتورط في مذابح ضد المدنيين تؤلب الرأي العام الدولي ضده، في ذات الوقت الذي تشعل الشوارع العربية والإسلامية في مواجهة الأنظمة والاحتلال والغرب كله في آن.
وفي حين تقدم القرار الدولي الجديد على المبادرة المصرية، إلا أن نصه على الترحيب بها، وتفسير بنودها لغموض في بنوده، قد رجّح استخدامها في سياق التطبيق في ظل ميزان قوى دولي مختل لصالح الإسرائيليين، فضلاً عن أن أية وساطة بين حماس والدولة العبرية ستكون من خلال مصر المنحازة أصلاً ضد الحركة.
وتنطوي المبادرة على قدر من الغموض «البناء»، ولكن لصالح الإسرائيليين مع الأسف، تماماً كما هي حال قرار مجلس الأمن، إذ تبدأ بفقرة أولى تتحدث عن وقف إطلاق نار لفترة محددة لإتاحة فتح ممرات آمنة لنقل المساعدات، ثم تتبعها بثانية تنص على «دعوة مصر وإسرائيل والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي و«أطراف أخرى» لمناقشة الترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن، ومعالجة مسبباته، بما في ذلك تأمين الحدود، وبما يضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار، واستعدادها للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومع الاتحاد الأوروبي، وبقية أطراف الرباعية».
أما القرار الدولي، فيبدأ بالحديث عن وقف فوري لإطلاق النار (رفضه الإسرائيليون لأن لديهم على الأرض ما يفعلونه ويؤثر في الترتيبات الأمنية التالية)، ثم الانسحاب من المناطق التي احتلت في القطاع (ليس ثمة سقف زمني لذلك)، وبعد ذلك يتحدث عن فك الحصار وفتح المعابر على قاعدة الاتفاقية الموقعة في عام 2005، أما الأهم فهو حديثه عن ترتيبات وضمانات لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، بما في ذلك تهريب الأسلحة.
هنا تكمن الفخاخ المنصوبة لحماس في المبادرة، وفي القرار الدولي كذلك، إذ أن جوهر المطلوب هو إيجاد ترتيبات تمنع تسلحها من جديد، كما توقف إطلاق الصواريخ، بل توقف المقاومة بشكل كامل، والنتيجة هي تهدئة مفتوحة. أما فتح معبر رفح فلن يتم إلا من خلال السلطة الفلسطينية التي ستعود بذلك إلى القطاع دون تهمة المجيء على ظهر الدبابات الإسرائيلية.
وإذا ما أخذنا البند الثالث من المبادرة في الاعتبار، والذي يتحدث عن استئناف جهود المصالحة الفلسطينية (نص عليها في القرار الدولي)، وبالطبع وصولاً إلى انتخابات ينبغي أن ترتب لفوز حركة فتح والفصائل المولية لها، إذا أخذنا ذلك في الاعتبار، فإن النتيجة هي فرض استسلام على حماس وقوى المقاومة.
كيف يمكن لحماس بعد هذه التضحيات والمقاومة الباسلة أن تقبل بترتيبات من هذا النوع عنوانها شطب المقاومة وضم القطاع إلى سلطة دايتون في الضفة الغربية، وهي السلطة التي كان موقفها مخزياً من العدوان؟ وكيف لها أن تمنح المحتلين بالسياسة ما عجزوا عن أخذه بالسلاح والمجازر؟
من هنا فإن الرد على ذلك لن يتم إلا من خلال حراك تقوده دول الممانعة، لاسيما أن الرد الإسرائيلي على القرار الدولي كان سلبياً، وبالطبع إلى جانب استمرار الفعاليات الشعبية المناهضة للعدوان، لاسيما في مصر التي يتواطأ نظامها معه، ذلك أن تركيع الفلسطينيين في هذه المنازلة لا يمكن أن يكون مقبولاً من قبل محور الممانعة، رغم أنه لا يمكن أن يكون في صالح دول الاعتدال كذلك.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
والنبي حد يفهمني سعود الفيصل بيقول ايه؟
ReplyDeleteمش فاهمة منه ولا كلمة
الجرائم الإسرائيلية والشجاعة التركية / ياسر سعد
ReplyDeletehttp://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=8406
المختصر / مع اشتداد محنة غزة، وتصاعد الأعمال الصهيونية الوحشية تزداد مواقف رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان وضوحاً وصلابة. فقد انتقد أردوغان مجلس الأمن الدولي؛ لسلبيته تجاه ما يجري في غزة وطالبه بمعاقبة "إسرائيل"، وقال إن العالم يتفرج على «المجازر الوحشية» التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، ولا يحرك ساكناً «وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً». كما طالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتطبيق العقوبات اللازمة على تل أبيب؛ بسبب رفضها قرار المجلس رغم إلزاميته، مؤكداً أن بلاده ستتعامل مع قرارات المجلس بنفس الطريقة إذا لم يتم التصدي ل"إسرائيل" بحزم في هذه المسألة.
رئيس الوزراء التركي يشكل استثناء في مشهد سياسي دولي وإقليمي يفتقر عموماً للأخلاق والمبادئ. ففي حين تتواطأ دول غربية مع العدوان وتبرر جرائمه مرسخة مفهوم الصراع الحضاري والتعامل الفوقي والعنصري مع الشعوب الإسلامية، نجد أن مواقف الدول العربية توزعت ما بين مشاركة سلبية أو عملية في العدوان، وما بين عجز عن التصرف والتحرك.
قوة مواقف الحكومة التركية وصلابتها تعود لأمور عديدة، منها الاستناد إلى شرعية انتخابية بينة، فهي في مواقفها تتناغم مع المشاعر والتطلعات الشعبية التي أوصلتها للسلطة. فلقد رأينا المظاهرات الضخمة تجتاح تركيا تنديداً بالعدوان، وشاهدنا موقف الجمهور التركي الغاضب من فريق السلة الإسرائيلي، فيما تتوالى المواقف الشعبية في نفس الاتجاه، كدعوة اتحاد المستهلكين التركي للمواطنين لمقاطعة منتجات الشركات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية رداً على ما قال إنه دعم لا محدود من واشنطن ولندن ل"إسرائيل" في عدوانها على قطاع غزة. كما أن النجاح الكبير لحزب العدالة والتنمية في حكم وإدارة البلاد مكنه من الاستناد إلى أرضية صلبة في اتخاذ مواقف سياسية غير مسبوقة.
الديمقراطية التركية استطاعت ومن خلال برلمانها أن ترفض السماح للقوات الأمريكية باستخدام الأراضي التركية لغزو العراق عام 2003. في حين كانت دول عربية كبرى تتظاهر برفض العدوان الأميركي علناً، فيما تقدم له دعماً وإسناداً لم يكن بمقدوره إتمام احتلال العراق من دونهما كما كشفت صحيفة نيوريوك تايمز والكاتب الأمريكي الشهير بوب ودورد في كتابه خطة الهجوم.
ومما يدعم صلابة القيادة التركية تميزها بالاستقامة، وبالتالي فهي محصنة عن الابتزاز الأخلاقي وهو أمر معهود في الكواليس السياسية كما حصل مع بيل كلينتون في قضية مونيكا لوينسكي ومع نتنياهو حين حاول منافسوه ابتزازه بشريط مصور مع سكرتيرته في منتصف التسعينات لثنيه عن ترشيح نفسه لرئاسة الليكود. كما أن النزاهة والأمانة والتي يتمتع بها قادة تركيا لا تدفعهم للخوف من تسريب «جهات مجهولة» لتقارير للصحافة العالمية عن الفساد أو عن عمولات ورشاوى في صفقات تجارية أو عسكرية لبلادهم.
تركيا المستاءة من الأسلوب الأوربي في التعامل معها في مفاوضاتها المريرة للانضمام للاتحاد الأوربي، تجد في مواقفها الأخلاقية والمدعومة بالحقائق من أحداث غزة فرصة كبيرة للثأر لكرامتها الوطنية خصوصاً وأن مسألة حقوق الإنسان هي الذريعة الأوربية الرئيسية لتسويف انضمام أنقرة لأوربا.
ما بين النموذج الناجح في الحكم والإدارة، والمواقف السياسية والسيادية للحكومة التركية -والتي يتعطش إليها المواطن العربي-، وما بين مقاومة باسلة وصامدة – في زمن تسول السلام والمفاوضات العبثية- لحكومة هنية، ثمة قاسم مشترك: الجذور الإسلامية والتي تلتقي مع عموم التوجهات الشعبية. الأمر الذي يوحي بتغييرات في المشهد السياسي الإقليمي في الأفق خصوصاً مع الفشل الذريع في الحكم للحكومات العربية ذات التوجه العلماني بالإضافة لمواقفها السياسية المهينة.
بقى أن ندعو الله أن يحفظ أوردغان من محاولات اغتيال يقوم بها «مجنون»، أو انقلاب قد تحرض عليه جهات دولية تسوؤها المواقف التركية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
امن الدولة؟
ReplyDeleteهو امن الدولة عمل ايه؟
قصيدة يا تلاميذ غزة شعر: نزار قباني
ReplyDeleteبهروا الدنيا
وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاؤوا كالقناديل
وجاؤوا كالبشارة.
قاوموا
وانفجروا
واستشهدوا
وبقينا دببا قطبية
صفحت أجسادها ضد الحرارة.
قاتلوا عنا
إلى أن قتلوا
وبقينا في مقاهينا
كبصاق المحارة:
واحد
يبحث منا عن تجارة
واحد
يطلب مليارا جديدا
وزواجا رابعا
ونهودا صقلتهن الحضارة
واحد
يبحث في لندن عن قصر منيف
واحد
يعمل سمسار سلاح
واحد
يطلب في البارات ثاره
واحد
يبحث عن عرش وجيش
وإمارة.
آه يا جيل الخيانات
ويا جيل العمولات
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك -مهما أبطأ- التاريخ.
أطفالَ الحجارة.
***
يا تلاميذ غزة
علّمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا..
علمونا
بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال
صاروا عجينا..
علمونا
كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماسا ثمينا..
كيف تغدو
دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير
يغدو كمينا..
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها
تحولت سكينا.
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا
بإذاعاتنا
ولا تسمعونا..
اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا..
نحن أهل الحساب
والجمع
والطرح
فخوضوا حروبكم
واتركونا..
إننا الهاربون
من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم
واشنقونا..
نحن موتى
لا يملكون ضريحا
ويتامى
لا يملكون عيونا..
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم
أن تقاتلوا التنينا..
قد صغرنا أمامكم
ألف قرن
وكبرتم
خلال شهر قرونا.
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا
لكتاباتنا ولا تقرؤونا..
نحن آباؤكم
فلا تشبهونا..
نحن أصنامكم
فلا تعبدونا..
نتعاطى
القات السياسي
والقمع
ونبني مقابرا
وسجونا.
حررونا
من عقدة الخوف فينا
واطردوا
من رؤوسنا الأفيونا..
علمونا
فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا
المسيح حزينا.
يا أحباءنا الصغار
سلاما
جعل الله يومكم
ياسمينا..
من شقوق الأرض الخراب
طلعتم
وزرعتم جراحنا
نسرينا..
هذه ثورة الدفاتر
والحبر
فكونوا على الشفاه
لحونا..
أمطرونا
بطولة وشموخا
واغسلونا من قبحنا
اغسلونا..
لا تخافوا موسى
ولا سحر موسى
واستعدوا
لتقطفوا الزيتونا..
إن هذا العصر اليهودي
وهم
سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا.
يا مجانين غزة
ألف أهلا
بالمجانين
إن هم حررونا..
إن عصر العقل السياسي
ولى من زمان
فعلمونا الجنونا.
***
يرمي حجرا
أو حجرين
يقطع أفعى إسرائيل إلى نصفين
يمضغ لحم الدبابات
ويأتينا
من غير يدين..
في لحظات
تظهر أرض فوق الغيم
ويولد وطن في العينين..
في لحظات
تظهر حيفا
تظهر يافا
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس
كمئذنة بين الشفتين..
يرسم فرسا
من ياقوت الفجر
ويدخل
كالإسكندر ذي القرنين..
يخلع أبواب التاريخ
وينهي عصر الحشاشين
ويقفل سوق القوادين
ويقطع أيدي المرتزقين
ويلقي تركة أهل الكهف
عن الكتفين..
في لحظات
تحبل أشجار الزيتون
يدر حليب في الثديين..
يرسم أرضا في طبريا
يزرع فيها سنبلتين..
يرسم بيتا فوق الكرمل
يرسم أما تطحن عند الباب
وفنجانين..
في لحظات تهجم رائحة الليمون
ويولد وطن في العينين..
يرمي قمرا من عينيه السوداوين..
وقد يرمي قمرين..
يرمي قلما
يرمي كتبا
يرمي حبرا
يرمي صمغا
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان..
تصرخ مريم يا ولداه
وتأخذه بين الأحضان..
يسقط ولد
في لحظات
يولد آلاف الصبيان..
يكسف قمر غزاوي
في لحظات
يطلع قمر من بيسان..
يدخل وطن للزنزانة
يولد وطن في العينين..
ينفض عن نعليه الرمل
ويدخل في مملكة الماء..
يفتح أفقا آخر
يبدع زمنا آخر
يكتب نصا آخر
يكسر ذاكرة الصحراء..
يقتل لغة مستهلكة
منذ الهمزة حتى الياء..
يفتح ثقبا في القاموس
ويعلن موت النحو
وموت قصائدنا العصماء..
يرمي حجرا
يبدأ وجه فلسطين
يتشكل مثل قصيدة شعر..
يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر..
يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجة من ليل القهر..
يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله
ويظهر نور الفجر..
يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر..
يرمي
يرمي
يرمي
حتى يقلع نجمة داوود
بيديه
ويرميها في البحر..
تسأل عن الصحف الكبرى
أي نبي هذا القادم من كنعان؟
أي صبي
هذا الخارج من رحم الأحزان؟
أي نبات أسطوري
هذا الطالع من بين الجدران؟
أي نهور من ياقوت
فاضت من ورق القرآن؟
يسأل عنه العرافون
ويسأل عنه الصوفيون
ويسأل عنه البوذيون
ويسأل عنه ملوك الجان:
من هو الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر..
من شجر النسيان؟
من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد
ومن كذب الأحفاد
ومن سروال بني قحطان؟
من هو هذا الباحث
عن أزهار الحب
وعن شمس الإنسان؟
ومن هو هذا الولد المشتعل العينين
كآلهة اليونان؟
يسأل عنه المضطهدون
ويسأل عنه المقموعون
ويسأل عنه المنفيون
وتسأل عنه عصافير خلف القضبان:
من هو هذا الآتي
من أوجاع الشمع
ومن كتب الرهبان؟
من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه
بدايات الأكوان؟
من هو
هذا الولد الزارع
قمح الثورة
في كل مكان؟؟
يكتب عنه القصصيون
ويروي قصته الركبان:
من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال
ومن سوس الكلمات؟
من هو
هذا الطافش من مزبلة الصبر
ومن لغة الأموات؟
تسأل صحف العالم:
كيف صبي مثل الوردة
يمحو العالم بالممحاة؟
تسأل صحف في أمريكا
كيف صبي غزاوي
حيفاوي
عكاوي
نابلسي
يقلب شاحنة التاريخ
ويكسر بلّور التوراة؟؟
امن الدولة !!! اي انو امن و انو دولة .. اي مو لحتى يكون عندنا دولة بالاول
ReplyDeleteالله ينصرهم.
ReplyDeleteبالنسبه للبوست اللي قبل ده... هم المقاومه مش عايزين حد يساعدهم... هم رجال ونعم الرجال... قدها وقدود... مش بحاجه لحد خصوصا اللي عاملين زي الخرقه الباليه...
المشكله إنهم عايزين الناس تكف بلاها عنهم... ويبطلوا مؤامرات من وراهم...
المسؤلين اللي بيتسموا عرب بس هم مش عرب أصلا... من البدايه وهم مش سايبين فلسطين بحالها... من يوم ماباعوها آل سعود للصهاينه والبريطانيين تكومش أرض أبوهم؟
ودلوقت "خوسني" بيتصرف على كيفه تقول الوصي عليهم؟
الفلسطينيين بقولوا للعرب المتصهنيين أو الأحري الصهاينه المستعربيين .... إن ياناااااااااااس شيلوا بلاكم عننا...كل بلانا من وراكم.
isawi...
ReplyDeleteالقصيده لأحمد مطر.
: )
بيقولوا لوزير خارجية السعودية
ReplyDeleteمش مفروض نسحب مبادرة السلام العربية بقى
قام قال لهم لأ
مجرد وجود المبادرة هو ضغط دبلوماسي على إسرائيل و تقليل لمصداقيتها و بتسبب لها إحراج كبير دولياً
او قال حاجة شبه كده يعني
المبادرة اللي إسرائيل ما عبرتهاش و ما إستعنتش ترد عليها اصلاً
المبادرة اللي كان عباس بيدلل عليها بإعلانات مدفوعة الثمن في الجرائد الإسرائيلية
المبادرة بتاعة الخيار الإستراتيجي
حسبي الله و نعم الوكيل
هو وزير خارجية السعودية شكل الصنف كان تقيل عليةةةةةةةة
ReplyDeleteشفتوا عزمي بشاره قال ايه عن قمة مجلس التعاون ؟؟ طبعاً مكنتش متوقع ان دول هيطلعوا بحاجه يعني .. ولا سمعت بيانهم .. ولا حد سمع سعود الفيصل قال ايه في المؤتمر الصحفي (وأكيد الصحفيين اللي سألوا مسمعوش الإجابات) .. أمجاااااااااااد يا عرب
ReplyDeleteاتفوووووووووو
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=158903
ReplyDeleteاية رايك في الكلام دة
لأ القصيدة قصيدة نزار
ReplyDeleteقصيدة أحمد مطر أهي
افْعَلوا ما تَرغَبونْ.
بارِكُوا ما يَفعَلُ الأعداءُ فينا
وَاسلُكوا أيَّ مَسارٍ يَطلُبونْ.
لَيسَ في الأمرِ خَطايا
إنَّما تَعدو المَطايا
حَيثُ يَهوى الرّاكِبونْ!
***
افعَلوا ما تَرغَبونْ.
أيَّ شَيءٍ تَرهَبونْ؟!
هذهِ الأوطانُ ميراثُ أبيكُمْ
فافْعَلوا فيها الّذي تَستَنسبِونْ
ثَبِّتُوا مِنها الّذي يُثْبِتُ ميراثَ بَنيكُمْ
وَاشطُبوا ما تَشطُبونْ!
***
افعَلوا ما تَرغَبونْ.
ما الّذي تَرتَقِبونْ؟
اذهَبوا، وَاجتَلِبوا السِّلْمَ إذاعيّاً
وَأدُّوا.. كُلَّ (ما يَطلُبُهُ المُغتَصبِونْ).
اذهَبوا..
لا تَحمِلوا الهَمَّ لأنّا غائِبونْ
فَبِحَمْد اللّهِ أنتُمْ كُلُّكُمْ مُنتَخَبونْ.
إِيْ وَرَبّي.. كُلُّكُمْ مُنتَخَبونْ!
نَحنُ لَو لَمْ نُعطِكُمْ أصواتَنا
كَيفَ سَكتْنا سَكتَةَ المَوتِ
وَأنتُمْ، كُلَّ يَومٍ، تَخطُبونْ؟!
***
افعَلوا ما تَرغَبونْ.
إنَّ أدنى حقِّكُمْ أن تَفعَلوا ما تَرغَبونْ.
قَد تَركناكُمْ، سِنيناً، تَحملِونَ الهَمَّ عَنّا
وَاستَرحْنا.. حَيثُ كُنتُمْ تَتعَبونْ.
أَوَ لَمْ نَجمُدْ
وَأنتُمْ باسمِنا تَنقَلِبونْ؟
أَوَ لَمْ نَقعُدْ
وَأنتُمْ فَوقَ دَبّاباتِكُمْ تَضطَرِبونْ؟
أوَ لَمْ نَرقُدْ
وَبالزّانَةِ لِلكُرسِيِّ كُنتُمْ تَثِبونْ؟
إنَّكُمْ، يا سَيِّداتي، لَمْ تَكونوا تَلعَبونْ.
قَد (صَمَدْتُمْ)
وَ (تَصَدَّيتُمْ)
وَكُنتُمْ بَينَ تَنديدٍ وَرفضٍ.. تَشجبونْ.
وَكَفَلتُمْ لِلوَرَى حُريَّةَ (الرّايِ)
فَهَزَّتْ راقِصاتً.. وَتَغَنّى مُطربونْ.
و حَفِظُتمْ سُنَّةَ الفَتحِ
وقَد كُنّا سَنَنْسى (الفَتْحَ)
لَولا أنَّكُمْ في كُلِّ أَمْرٍ (تَنصِبِونْ)!
***
افعَلوا ما تَرغَبون.
قَد تَعِبتُمْ..
وَلَقد آنَ لَكُمْ
أن تَقبِضوا أتعابَكُمْ يا طَيِّبونْ.
إنّما قَبْضُ العَطايا
مُبتَغى كُلِّ البَغايا
بَعدَ إرضاءِ الزَّبونْ!
سعود الفيصل كان بيقول إنهم جمعوا مجلس التعاون الخليجى علشان "مأساة غزة" ..كأن ما أصاب غزة زلزال مش مذبحة!!
ReplyDeleteو طبعاً علشان الموضوع عويص ف عبد الله السعودى جمعهم علشان يتفق معاهم ياخدوا ميكروباص جماعى علشان يطلعوا على الكويت يوم الإتنين .. و أهو بالمرة يدوا الصهاينة وقت كفاية .
و الله إن هؤلاء الحكام مجموعة من الخونة .. و إن كانوا من قبل يستحون فإنهم الآن يلعبون على المكشوف
اكون او لا اكون
ReplyDeleteارجوا الرجوع لقصائد الراحل نزار قباني
احب ان اطمئن الجميع ان السيدعباس
ReplyDeleteليس بعميل للموساد..لا لا والحمدلله
هو اعترف انه عميل لل سي اي ايه بس
مش عارف لية كل ماشوف ابو الغيط افتكر محمود المليجى فى فيلم رصيف نمرة خمسة لما قعد يستفز فريد شوقى فى الخمارة ويقولة الكرسى دة بتاعى
ReplyDeleteوفى الاخر فريد رزعة علقة محترمة
طبعا فريد بيفكرنى بحماس
والدول العربية بتفكرنى بشلة الالاطيش السكارى اللى كانو موجودين فى الخمارة وقاعدين لا بيهشو ولا بينشو وقول ما شافو ابو الغيط.. قصدى المليجى عالارض قالو
المعلم بيلحس البلات
هأوأوأو
فية شخص تانى هقولهولكم وتقولولى بيفكركو بمين
زكى رستم لما كان معيش فريد فى الوهم انة راجل صالح
وفريد يا عينى كل حاجة يروح يحكيلة وياخد راية فيها
بينما هو زعيم العصابة وهو اللى قتل مراتة
فاكرين المشهد لما فريد هرشة وراحلة الجامع علشان يقفشة
فأول لما شافة قال نوبت اصلى ركعتين للة الله اكبررر
سؤال المشاهدين
زكى رستم بيفكركم بميييييين دلوقتى يا حلويييين
عروستى
احمد سعيد
آه فعلا أنا رحت عملت سيرتش وعرفت إنها لنزار قباني...
ReplyDeleteبس الغريب إنها نشرت في مواقع على إنها لأحمد مطر
الجزيره أذاعت تقرير عن سيرة وتاريخ نضال سعيد صيام .. ومحمد نزال عقب على استشهاده بعدها وقال ان زعماء المقاومه يباشرون دورهم على الأرض وان سعيد صيام استشهد في العلن وليس مختبئاً وهو رد على كل من يزعم أن زعماء المقاومة تختبئ في جحور
ReplyDeleteصواريخ المقاومة الفلسطينية.. نظرة عقلانية
ReplyDeleteد.عادل بن أحمد باناعمة
مدخل...
(ومقابل ماذا يحشرون شعبهم المشلول في حبسٍ مأساويٍ، حبسٍ اسمه غزة، ويستمرون في إطلاق صواريخ لا تفعل أكثر من حفرٍ صغيرةٍ في أرصفة تل أبيب.. ثم يغضبون عندما تهرشهم إسرائيل القبيحة، بتلك البشاعة، وتجعل بيوت المدنيين ركاماً مختلطاً بعظامهم، بل يطلقون ألسنتهم بالسباب واتهام العرب والمسلمين جميعاً بالتواطؤ والخذلان والخيانات، ولا يتذكرون وسط كل هذا من إساءتهم لشعبهم ومقامرتهم به شيئاً )!!
[عبدالله ثابت، جريدة الوطن، العدد: 3015، 3/1/1430هـ]
(جرّب العرب الحروب فلم تزدهم إلا خبالاً وخساراً، وجرّبوا المقاومة المسلّحة فلم تزدهم إلا رهقاً وتشتتاً وضياعاً ... "حماس" تنطلق من رؤية جماعة الإخوان المسلمين التي تريد الوصول إلى السلطة بأي ثمنٍ والمحافظة عليها بأي سعرٍ، حتى لو كان الثمن دماء الفلسطينيين ودمار غزّة، وأن يخربوا بيوت الفلسطينيين ... إنّ جرح فلسطين الغائر لن يحلّه الغوغائيون، ولن ينقذه المتاجرون به، بل حلُّه يكمن في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع).
[عبدلله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية 1/1/1430هـ]
(وذبيحة غزّة التي لم ينِ الجزّار الفاتك الإسرائيلي يعيث فيها تقتيلاً وتجريحاً وتدميراً هي ذبيحة لها جلاّب أوصلها لحتفها، فالجزّار الإسرائيلي لم يستيقظ ذات صباحٍ ليقول سأهاجم غزّة هذا الصباح، ولكنّ المتحرّشين به (بلا سببٍ!!) هم الذين جلبوها له على طبقٍ من دمٍ وشعاراتٍ وغوغائيةٍ، وهم الذين قالوا له بلسان الحال اذبحها لنمشي في جنازتها).
[عبدالله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية، 8/1/1329هـ]
(قليل من الألعاب النارية، التي قتلت من الغزاويين أكثر مما قتلت من الإسرائيليين، وتهجم إسرائيل، وينسى الجميع البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو كل ما تريده إيران، كما «القاعدة» وكل المنظمات المتطرفة التي لم تحظ بدولة).
[تركي الحمد، الشرق الأوسط، 3/1/1430هـ]
(واليوم، ونحن على صدى تبرعات جديدة لفلسطين، نفكر ونسأل، ويخرج السؤال من الحلق إلى الخلق بعد طول صمت: هل تجد السعودية التقدير الشعبي العام بعد ذلك كله؟).
[فارس بن حزام، جريدة الرياض، العدد:14799، 2/1/1430هـ]
هذه عباراتٌ طائفةٍ من الكتابِ والمثقفين تعليقاً على حربِ غزةَ الطاحنة التي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة قرابة ستمئة شهيد.
عبارات - وإن حاولَتْ عبثاً أن تجعل بين يديها مقدمات تضامنية مع الشعب المحاصر - لا تنتهي إلا إلى خذلان غزةَ وأهلها، لتكون ( قصفاً ) آخر فوق القصفِ الذي تتعرضُ له! ولاسيما عند يقول أحدهم إن المقاومة تحرشت بإسرائيل بلا سبب!! بلاسبب!! هكذا !! لم تفعل إسرائيل شيئاً تستحق به أن يوقف في وجهها!!
وفي حين نجدُ كتاباً غربيين بل يهود ( روبرت فيسك، وماري فويس، وكاسيلرز مثالاً ) يشنّون حملةً شعواء على إسرائيل ووحشيتها وهمجيتها ويصرحون بأنَّ للمقاومة حقَّها المشروع يشنّ إخواننا هؤلاء - غفر الله لهم - حرباً شرسةً على المقاومة الفلسطينية!
لن ألتفت كثيراً للتوافق العجيب بين هذه المقالات وتصريحات بوش وأولمرت وساركوزي! ولن أدخل في سياقات تخوينٍ وعمالةٍ! فتلك أمورٌ يصعبُ الجزم بها من أجل موقفٍ فكريّ أو رأيٍ سياسيّ. وسأحاول - بصعوبة بالغةٍ- أن أتجرّدَ من العواطف الثائرة لأناقشَ هذه الأطروحاتِ بذات العقلانية التي تزعم أنها تتحلى بها.
على هذا دار القُمْقُم...
تتبنى هذه الأطروحات في مجملها ثلاث أفكارٍ رئيسةٍ :
الفكرة الأولى: أنَّ صواريخ المقاومة و(ألاعيبها) القتالية هي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، وبالتالي فهي شريكة (للجزار) في جريمة (الذبح)، بل هي التي وضعت الشاةَ بين يدي الجزار وأمسكتها بعنف ليتسنى له الذبح كما يريد!
الفكرة الثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية إنّما تسعى إلى السلطة من جهة، وتحقيق أجندة خارجية من جهة أخرى، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين المساكين، متاجِرةً بدمائهم، غير عابئة بأرواحهم!
الفكرة الثالثة: أنَّ المقاومة الفلسطينية لا تشكر جميلاً، ولا تحفظُ معروفاً، وأنّها تستلم تبرعاتِ الدولِ بيد وترجمهم بحجارة التخوين باليد الأخرى!
وجِماعُ هذه الأفكار الثلاثة أن المقاومة الفلسطينية المسلحة ( غلطانة من ساسها لراسها ) كما تقول العامة! أو هي غارقةٌ في الرَّطَأِ واللُّغابةِ والتَّهْتارِ والطَّرَطِ (كلها بمعنى الحماقةِ)،ورموزها أصحابُ هَذَرٍ وكَنْخَبةٍ ( كلها بمعنى الخلط في الكلام ) كما يقول العرب الأقحاح!
بعبارةٍ أخرى تفضي هذه المقولات إلى فكرةٍ مركزية واحدةٍ هي أنَّ خيار المقاومة المسلحة خيار خاطئٌ من كل جهةٍ. وأن الحل ّ - كما قال أحدهم - يكمنُ " في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".
وسأكون هنا معنياً بمناقشةِ الفكرةِ الأولى فحسب؛ لأنّه من العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ منذ عشرات السنين هم طلاب سلطة! نحن نفهم أن يكون الفارُّون من المعتركِ، والذين يعيشون في الرفاهيةِ يجنون الملايين، والذين يكتفون بالتصريحات وهم آمنون، نفهم أن يكون أولئك طلاب سلطة.. لكنْ كيف يكون طالبَ سلطةٍ من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسام؟ وكيف يكونُ طَلاّبَ سلطةٍ من لم تُغيِّر السلطةُ شيئاً من أحواله المادية والاجتماعية؟
كيف للمقاومة أن تكون باحثةً عن سلطةٍ وكل قياداتها تقريباً نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟
ثم كيف تكون ( متفرّسةً ) ذات أجندة إيرانية (فارسية) وهي التي جاءت بطوعها إلى صلح مكةَ تلك الخطوة التي أغضبت إيران غضباً شديداً لأنّها أعطت للسعودية شرف السبق؟
وأمّا المنُّ على إخواننا بتبرعاتِنا، والغضب إذا اشتكوا من بعض تقصيرنا، فلا أجد لها مثلاً إلا طالباً كلِّف بثلاث واجباتٍ، فأنجز واحداً منها على وجهه وأغفل اثنين، فلما لامه أستاذُهُ على ترك الواجبين غضب وقال: ألا يكفيك أنني حللتُ الواجبَ الأول بإتقان!!
حسناً .. لقد تبرعنا .. وأردنا بذلك وجه الله لا شكر الناس .. وقد شكرَنا إخواننا مع ذلك علناً ورحبوا بوقفتنا لكنهم عتبوا علينا أننا تركناهم يموتون ويقتلون وقد كان بوسعنا أن نفعل أشياء كثيرة.
هل أخطؤوا ؟! لا أظن!
ولكن هكذا يظنُّ من يمنُّ على الناس بما أعطاهم ..بل .. بل بما أعطاهم غيره!!
ولو شئنا أن نجريَ على هذا النفسِ من ( المَنِّ ) فإنَّ المنة هي لإخواننا الفلسطينيين، فهم الذي أوقفوا طموحاتِ إسرائيل التي لو تركت لالتهمتنا ولكانت طائراتها اليوم فوق بيوتنا! وعليهِ فإنّنا كل ما أعطيناهم لا يساوي جزءاً يسيراً من فضلهم علينا بصدّهم هذا العدوان وإيقافِهِ عند حدوده.
لكل ماسبق قلتُ: إنني سأقتصر على مناقشة الفكرة الأولى .. فكرة أن صواريخ المقاومة هي سبب المشكلة.
مقارنةٌ تكشفُ الحقيقة..
لنبدأ نقاشنا من هذه المقارنة التاريخية بين ماحدث قبل اثنتين وأربعين سنة ومايحدث الآن.
في حرب حزيران 67 تمكّنت إسرائيلُ من تدمير كامل سلاح الجو الأردني ، ومعظمِ السلاح الجويّ السوريّ ، وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي!! واستولت على منابع النفط في سيناء !! وسيطرت إسرائيل على منابع مياه الأردن!! وتحكمتْ في خليج العقبة!! واكتشف العربُ أنّهم خسروا - في خمسة أيام فقط - عشرة آلاف شهيد وجريح ، وخمسة آلاف أسير ، وأنّه قد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني !! وأنَّ إسرائيل قد احتلت أراضي من خمس دول عربية هي: مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتا تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة) .. واكتشفوا أيضاً أنّ ما احتلته إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاث مراتٍ!! [ انظر : فلسطين دراسات منهجية : 304 ] و[الاستراتيجيات العسكرية : 315 ] .<
وأبشع من هذا كله .. ضاعت القدس!!
لم تكن إسرائيل وقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجهت العرب جميعاً..
العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ألفين وثلاثمئة دبابة مقابل ألف دبابة إسرائيلية!
العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ستمئة طائرة بإزاء مئة وسبعٍ وتسعين طائرةً إسرائيلية!
العرب الذين كان تعداد مقاتليهم ثلاثمئة وثلاثين ألفاً بإزاء مئتين وخمسين ألفاً من الإسرائليين!
ومع تفوق ميزان القوى لصالح العرب كان ما كان .. وشهد الخامس من حزيران يونيو 1967م أقصر حرب في التاريخ .. حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام ضاع فيها كل شيء!!
انتهت المقاومة .. وانكسرت الجيوش .. واستسلم الجميع !!! وبقيت الجولان وسيناء وشبعا محتلةً حتى الآن أو في حكم المحتلة!!
واليوم ..
ها نحنُ في اليوم الخامس عشر من أيام حرب غزةَ الغاشمة..
الحربُ التي بدأت بغتةً بعد تطميناتٍ (عربية) للفلسطينيين بألا شبحَ حربٍ يلوح في الأفق!!
الحرب التي اختارت إسرائيل لبدايتها توقيت الذروة ( الحادية عشر والنصف صباحاً ) ليزداد عدد الضحايا.
الحرب التي ألقت وتلقي فيها إسرائيل بثقلها العسكري أطناناً من القذائف على بقعةٍ صغيرة لاتتجاوز مساحتها 300 كلم مربع.
الحرب التي لم تتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية دون أن يكون لها عون عسكريٌّ من أيِّ جهةٍ خارجية.
الحربُ التي كانت فيها الأنظمة العربية عوناً على الفلسطينيين بإغلاق المعابر، وكبح المسيرات، والتباطؤ في عقد القمة، والتراخي في اتخاذ قرارات شجاعةٍ مؤثرةٍ.
الحرب التي كان فيها بعض الفلسطينيين عوناً على إخوانهم حتى إنهم لم يجدوا شيئاً يقولونه سوى التصريح بأنهم ( جاهزون ) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل في غزة بعد العدوان!!!
الحرب التي لعبتْ فيها الآلة الإعلامية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرماً وشغلت الناس بصواريخ المقاومة عن أطنان قذائف الأباتشي!!
ومع كل هذه الوقائع والحقائق .. إلا أنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق! بل إنها بلغت حيث لم تبلغ من قبل!! وأصابت أكبر قاعدةٍ جوية إسرائيلية!! وبدأ اليهود يختبئون في الملاجئ!!
وما إن بدأ الاجتياح البريّ حتى حصدتْ المقامةُ أرواح عشرات الجنود الإسرائيليين!!
هل لاحظنا الفرق بين الموقفين؟
إنَّ يهودياً واحداً داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقيب حرب سبعة وستين .. وهانحن نرى في حرب غزة مليون إسرائيلي في دائرة الخوف ، يدخلون إلى الملاجئ ، ويعطلون دراستهم ، ويبكون !!
إنّ مسؤولاً يهودياً واحداً لم يساوره القلق عشية حرب سبعة وستين وفي حرب غزة يرى الملايين عبر شاشات التلفزة وزيراً يهودياً يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته !!
كانت ابتسامةُ ليفي أشكول وموشي دايان تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام الحرب وما بعدها، وهانحن نرى ابتسامات أولمرت وباراك وليفني تتقلصُ مع مرور كل يوم!!
ما الذي تغير؟
ما الذي جعل دول العربِ مجتمعةً تنهزم أمام حرب الأيام الخمسة بينما تصمدُ حركات مسلحةٌ في وجهِ حربٍ ضروس؟
إنّ تبنّي فلسطين الداخل لخيار ( المقاومة المسلحة ) هو الذي أحدث هذا الفارق الجوهري !
إنّ ( حجر ) المقاومة ، و(مقلاع) المقاومة، (وبندقية) المقاومة، و(صاروخ) المقاومة .. هو ما أحدث هذا البون الشاسع.
وهذا ما يجب أن نعيه جيداً .. قبل أن نزعم أن ( صواريخ المقاومة) هي مشكلة فلسطين.
باعتقادي أن الصواريخ هي ( حل ) وليست ( مشكلة ) .. فقد كنّا نُضربُ ونصمتُ و(نبوس) كفَّ من ضربنا .. على الأقل الآن نُضربُ ونضرِبُ.
تاريخٌ حافلٌ بالدمِ...
وربما كان بالإمكان تصديقُ أن صواريخ المقاومة وحدها كانت سبباً لعدوان إسرائيل لو لم تكن إسرائيل نفسها قد نفذت عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزّها صواريخُ ولا حتى حجارة!
لقد ارتكبت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحقِّ الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهير العرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة منها دير ياسين وقبية واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين وغيرها.
وأكثر من هذا امتدت مجازر إسرائيل إلى خارج حدود فلسطين!!
في الـ11 من فبراير 1967 نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة وقتل 69 عاملا مصرياً فيما جرح مائة آخرون.
وفي الثامن من أبريل 1970 نفذت إسرائيل مذبحة مدرسة بحر البقر بمنطقة بور سعيد قتل خلالها 46 طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون.
وفي عام 1982 نفذت قوات الكتائب والقوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أرييل شارون مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتلا فيهما نحو 1600 شخص.
وفي عام 18 أبريل 1996 استهدفت مجزرة "عناقيد الغضب" مدينة (قانا) وقتل يومها 109 مدنيا لبنانياً كثيرون منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة, وأصيب بالمجزرة 351 شخصا آخرون. [ انظر تفصيلا أوسع لهذه المجازر في http://www.almotamar.net/news/33318.htm]
هذه نماذجُ فقط ..
فهل كانت صواريخ المقاومة التي لم وجد إذْ ذاك سبباً في هذه المجازر؟!
إنَّ قراءة تاريخ كثير من هذه المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة إسرائيلية! أي أنها لم تكن بسبب استفزازٍ ما! إلا إذا اعتبرنا أن بقاء الإنسانِ في أرضِهِ وعدم مغادرتِهِ لها استفزازاً !!
ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أن كل انتخابات إسرائيلية سبقتها مجزرة عاصفة، فشارون تصدر بعد مذبحتِهِ (جهنم المتدحرجة)، وبيريز صعدتْ به إلى رئاسة الوزراء (عناقيد الغضب)، وليس سراً أن ليفني تخوضُ عبر هذه الحرب معركةً انتخابيةً، ويكفينا أنّ وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت في بداية الحرب أنَّ باراك وليفني سجلا تقدما في الاستطلاعات على نتنياهو جراء الحملة على غزة!
وقد نشرتْ وكالة فلسطين برس للأنباء بتاريخ 13/11/2008م - أي قبل عدوان غزة بشهرٍ ونصفٍ، وقبل أن تعلن المقاومة انتهاء الهدنة ـ نشرت هذا التصريح : "حذّر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين السفير محمد صبيح من خطورة الفترة التي تدخل فيها إسرائيل انتخابات جديدة والتي يزداد خلالها الهوس واستعمال العنف والقتل خارج نطاق القانون، المدان دوليا لتحقيق أهداف سياسية".
[http://www.palpress.ps/arabic/index.php?maa=ReadStory&ChannelID=46094]
زد على ذلك أن جُلَّ الذين تولوا رئاسة وزراء إسرائيل كانوا أعضاء في منظماتٍ إرهابيةٍ لها تاريخ حافلٌ بالجرائم.
فهل نظن بعد هذا أن المقاومة لو استسلمت لذَبْحِ الحِصار، ولم تحرك ساكناً لما أصاب غزة ما أصابها، ولما ذبحها (الجزار)؟
ثم هل من العقلانية و الواقعية الغفلة عن عشرات التقارير التي ملأت صحف العالم والتي تتحدّث عن إعداد لهذه الحرب المدمرة منذ ستة أشهر ؟ بل تحدثت عن تواطؤ دولي هنا وهناك؟ وأضواء خضراء تلقتها إسرائيل من قريبٍ وبعيد؟
كيف تصبح صواريخ المقاومة سبباً بينما إسرائيل تعد للحرب وقت توقف هذه الصواريخ واشتغال الغزيين بمشكلة الحصار ؟
التزامٌ ووفاء...
حماس لم تنهِ الهدنة .. الهدنةُ كانت تنتهي تلقائيا في 19/12/2008م وما أعلنته حماس أنها لن تجدد الهدنة . وعدم تجديد الهدنة شيءٌ آخرُ يختلف تماماً عن خرقها.
ولم يكن عدم تجديد الهدنة قرار حماس وحدها .. بل كان قرار جميع الفصائل الفسطينية في غزة .. كان قراراً إجماعياً .. يمكنُ أن نتفهّمه جيداً عندما نتذكر شروط التهدئة الرئيسة: (وقف العدوان، رفع الحصار، فتح المعابر، نقل التهدئة إلى الضفة الغربية)، هذه هي شروط التهدئة فهل نفذت إسرائيل منها شيئاً؟
وهل من العقل أن توافق غزة على تمديد الهدنة بينما إسرائيل تنتهكها شروطها الرئيسة فتحاصر غزة وتخنقها وتمنع عنها الماء والغذاء والوقود والكهرباء؟ هدنة مع حصار وتجويع؟ أهذه سياسة أم تياسة؟
أم أن العقلانية والحكمة لاتكون إلا بالتسليم المطلق والخضوع التام للإملاءات الإسرائيلة؟
لقد أدرك (أردوغان) - وهو سياسي ذهب في التعاون مع إسرائيل إلى مدى بعيد _ هذه الحقيقة وكان شجاعاً في إعلانها حين حمّل إسرائيل المسؤولية لأنها هي التي لم تلتزم بالتهدئة ورفضت عرضا تركيا للوساطة بينها وبين حماس.
خيارات الداخل...
المتكلمون عن استفزاز صواريخ المقاومة يصورون للناس أن فلاناً وفلاناً من القادة يتاجرون بالشعارات وأن الشعب هو الضحية!!
إن الجواب يأتي من الشعب نفسه..
الشعب الفلسطيني الذي خرج قبل الحرب بأيامٍ قليلةٍ في حشودٍ ضخمةٍ مؤيداً لخيار المقاومة والجهاد .. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها ، " ووفقاً لوكالات الإنباء فإن هذا الاحتشاد الشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" [ من مقالة للدكتور مهنا الحبيل ]
صدقوني هذه الملايين لم تخرج من أجل سواد عيون فلان أو فلانٍ، أو تعلقاً باسم حركةٍ أو حزب لقد خرجت تأييدا لخيار المقاومة الذي يمثله اليوم فلان وقد يمثله غداً غيره.
جرى ذلك في الوقت الذي عجز فيه ( خيار المفاوضات ) حتى عن عقد مؤتمره العام بسبب كثرة الانشقاقات والاختلافات التي كان حلها بفصل الكوادر المشاغبة كما قيل !!
الشعبُ الذي قيل إن ( المقاومة ) حشرته في ( صندوق ) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضةً للعذاب.. هذا الشعبُ هو الذي يخرج هاتفاً للمقاومة مؤيداً لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداءً لتحكمه وقد كان على وعيٍ ببرنامجها ومعرفةٍ بمنطقها المقاوم... وهو الذي نسمعُهُ - عبر الفضائيات والاتصالات الهاتفية الشعبية- في قلبِ الحربِ يشدُّ على يد المقاومين ويطلب منهم الانتقام من اليهود.
ثم نأتي نحن لنقول .. مسكين هذا الشعب!! قامر به أبطال حروب الحناجر!!
السؤال المعاكس...
وهناك جانب يجب الالتفات إليه ..
دائماً ما يتحدث هؤلاء المتهمون للمقاومة بمنطق : انظروا ماذا سببت المقاومة من دمار باستفزازها لإسرائيل ..
ولكن أحداً منهم لم يطرح السؤال بشكل معاكس : ماذا كانت ستفعل إسرائيل لو لم تكن هناك مقاومة ؟!!
ألم تكن إسرائيل إذْ قامت تتحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر ؟ ألم تكن تتحدثُ عن إبادة كاملةٍ للفلسطينيين ؟ هل نسينا تصريحات ليفي أشكول وجولدا مائير وموشي دايان وإسحاق رابين ؟!! ماالذي خفض سقف الطموحات الإسرائيلية؟ وقلل أحلامها؟
أليست المقاومة المستمرة هي التي أجبرت إسرائيل على بعض التنازلات ؟ أليست ( السلطة الوطنية ) التي يدعو أربابها اليوم إلى ترك خيار القتال أليست هي وليدة المقاومة والقتال ؟ أكان اليهود يسمحون بشيء كهذا على هزاله لولا ما وجدوه من مقاومة صلبةٍ ؟
الصواريخ والنموذج الإدراكي...
لنطرح المسألة من زاوية أخرى .. هي الزاوية الفكرية الاجتماعية :
يجب أن ندرك جيداً أنّ معظم المستوطنين الإسرائليين الحاليين هم مجرد مرتزقة، فأكثرهم لم يأتِ به إلى فلسطين إلا الرخاء المادي الذي وفرته له الحكومة ، وإذا كانت الأجيال الأولى من المستوطنين ذات بعدٍ دينيٍّ عقديٍّ في قدومها إلى فلسطين فإن الأجيال الحالية - ومع تزايد معدل العلمنة - تبحث عن العيش الرخيِّ الهانئ! ويدلك على هذا أن الإعلان عن المستوطنات الإسرائيلية في الصحف الغربية لم يعد يتحدث بمنطق العودة إلى أرض الأجداد !! وإنما بات يتحدث عن مزايا المستوطنة مادياً فقط!!
إذنْ الخارطة الإدراكية للمستوطن اليهودي أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والنعيم والاستقرار .. إذا فهمنا ذلك جيداً أدركنا أنَّ (كل ما ينغص على المستوطنين حياتهم هو في النهاية إحباطٌ للمخطط الصهيوني)!
المسألة إذن ليست مسألة صواريخ لاتزيد على أن تثقب حفراً في شوارع إسرائيل.
المسألة أن هذه الصواريخ البسيطة تهز النموذج الإدراكي للمستوطنين من أساسه، وبالتالي تدفعهم للهرب، ومن ثم يفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة. [ انظر ما كتبه د.المسيري في تجربته الفكرية ص : 524 ـ 526 ].
هل فهمنا الآن قيمة الصواريخ؟ بل حتى قيمة الحجر الذي يلقيه الطفل الفلسطيني على اليهود؟
إنَّ تعطيل الدراسة في جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخاً هائلاًُ في البنية الإدراكية التي صرفت إسرائيل مليارات الدولارات لتغرسها في نفوس مواطنيها.
إنّ صاروخ المقاومة لا يثقب حفرة في أرض إسرائيل فقط .. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.
الكيل بمكيالين...
ومن عجيب هذه القضية أن كل دولةٍ عربيةٍ - ومعها مؤرخوها وكتابها - تصوِّر حروبها التأسيسية والتحررية على أنها حروب كرامةٍ ووطنية ثم تُصَوَّرُ حرب المقاومة في فلسطين على أنها حرب عبثية بصواريخ ورقية؟!!
في عام 1233هـ قرر عبد الله بن سعود آخر أمراء الدولة السعودية الأولى مواجهة إبراهيم باشا والي مصر، على الرغم من الفارق الكبير في العدة والعدد بين دولةٍ ناشئةٍ ودولةٍ راسخةٍ مدعومةٍ من قبل الخلافة العثمانية. انتهت المعركة باستسلام عبدالله بن سعود، وسقوط الدولة السعودية الأولى، ولم نسمع أحداً يصف تحركاتِهِ بالتهوّر والحماقة!
في عام 1319هـ سار الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأربعين رجلاً وثلاثين بندقية ومائتي ريال إلى الرياض لفتحها!! أربعون رجلاً فقط ببنادق قديمة يخوضون حرباً لفتحِ مدينةٍ واسترجاع مُلْك!!
ومع الفارق الجنوني في العدة والعتاد .. لم نسمع أحداً من إخواننا الكتاب يصف هذه المواقف السعوديّة بالجنون والتهوّر واستفزاز الخصمِ القويّ!
وفي قلبِ القاهرة ينتصبُ شامخاً ( نصب الجندي المجهول )، لقد أقيم هذا البناء (تكريماً) للشهداء الذين قضوا في حرب الاستنزاف!! لقد كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا حمقى ولا متهورين!! وأكثر من هذا أنك ترى التاريخ المصريّ يتغنّى ببطولات المصريين الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي بأسلحةٍ بدائيةٍ بعضُها السيوف والسكاكين!! [ اقرؤوا سيرة عمر مكرم ]، كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا مستفزّين لدولة عظمى!!
التاريخ السوري يتغنى بمعارك الأبطال مع فرنسا، والتاريخ الجزائري يفخر بالمليون شهيد في الحرب مع الاستعمار، والتاريخ الليبي يكاد (يقدّس) عمر المختار الذي واجه جبروت إيطاليا بخيلٍ وبندقية!! وقس على هذا كل دول العالم العربي .. كل الأنظمة العربية اليوم تفخر بنضال شعوبها وتحتفل بيومها الوطني .. ألم يكن ذلك النضال غير متكافئ الأطراف؟ ألم يسقط فيه الضحايا؟ ألم تحصل بسببه الكوارث؟ فلماذا كان بطولةً في كل تلك الأماكن وكان حماقةً وتهوراً في فلسطين؟ هل يجيبني أحد أولئك الذين يتهمون صواريخ المقاومة؟
القضية هنا...
إن القضية ليست في (صواريخ) تطلقها المقاومة، بل المشكلة عند إسرائيل هي في المقاومة ذاتها، إنها لا تريد أن يوجد شخص واحدٌ يؤمن بخيار المقاومة ولو بعد مرحلة من السياسة والمرونة، تريد الجميع أن يكونوا مستسلمين مدجّنين.. ولعلها بعد ذلك ألا ترضى أيضاً! لأنها في النهاية تريد دولة يهودية خالصةً !! ولعلنا نتذكر تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية مؤخراً حول أحلامها بدولةٍ يهوديةٍ نقيةٍ!! مما يعني طرد عرب 48 .. هؤلاء الذين ماحملوا سلاحاً ولا أطلقوا صاروخاً واحداً!!
إنه من المحزن حقا أن نجد كاتباً يهودياً يتفهم هذه الحقيقة بينما يجهلها أو يتجاهلها بعضنا، يقول كاسريلز وزير المخابرات في جنوب أفريقيا (وهو يهودي معاد للصهيونية) : "كان هدف الصهيونية منذ البداية هو طرد المواطنين الأصليين حتى تصبح الدولة دولة يهودية خالصة. وعندما أدرك الفلسطينيون هذا بدأوا في المقاومة" إنه يفهم جيداً أن المقاومة حالة طبيعية تُجاه مستعمر يريد طرد السكان الأصليين. ثم يقول: "هذا هو السبب الرئيسي للصراع، من وجهة نظر الكثيرين".
[http://www.elmessiri.com/articles_view.ph?id=35]
هكذا يفهم هذا اليهوديّ أن علة الصراع هي العدوان الإسرائيلي ابتداءً، ويصرّ طائفةٌ من بني قومنا على أن المشكلة كلها هي في صواريخ المقاومة !!!
حكاية التوازن...
وأحسبُ أنَّ الشعوب المستعمَرَةَ والمضطهَدَة لو أخذتْ بنصيحةِ هؤلاء (الواقعيين) القاضية بضرورة توازن القوى وعدم المقاومة إلا عند تكافؤ العَدد والعُدد لبقيت إلى اليوم مستعمرةً مستنزفةً خانعةً.
أخبرني عن حالة تحررية واحدةٍ في العصر الحديث أو القديم كان فيها ( المقاوِمُ ) أقوى من المحتل أو حتى في مثل قوتِهِ!
أين حصل مثل هذا؟ في فيتنام؟ في جنوب أفريقيا؟ في الهند؟ في مجمل الدول العربية؟ في فرنسا إبان حربها مع النازيين؟ أين؟!!
كل تلك الحالات التحررية التي انتهت إلى استقلالٍ وردّ اعتبارٍ كانت كحالةِ فلسطين اليوم تماماً .. مقاومة أضعفُ عدداً وعدةً بكثير لكنها تملك إيماناً وعدالة قضية لا يمتلكهما المحتل المدجج بالسلاح، "ولم تكن المقاومة في يوم من الأيام مماثلة أو قريبة في قوتها من عدوها بل كانت أضعف منه وهي من يُقدّم الشُهداء، ولكنها تنطلق من توازن الرعب الذي يُجرد المحتل من القدرة على استقراره ويفرض عليه برنامجا مضطرباً من خلال الآلة المقاومة الأضعف هكذا حتى يهتز الاحتلال ويندحر" [ محرقة غزة بغطاء عربي، مهنا الحبيل : http://www.aljazeera.net/NR/exeres/30
وبعد هذا كله .. فإنَّ المقاومة التي انتقلت من مرحلة الحجارة إلى مرحلة الصواريخ، والتي بدأت صواريخها ببضعةِ كيلومترات ثم وصلت إلى أسدود وسديروت، هذه المقاومة قادرة بإذن الله على مزيد من التطوير وتقليل الفارق يوماً بعد يومٍ.
ختاماً...
إذا كانت العقلانية تعني أن يصبح الضحية مجرماً، والمظلوم ظالماً، فلا بارك الله فيها!!
وإذا كانت العقلانية تعني التجرّد من المروءة والإنسانية، والولوغ في دماء القتلى والجرحى فلا مرحباً بها!!
وحيهلاً بعقلانيةٍ تنصرُ المظلوم وتقول للظالم: كفى.
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
هذا هو خليفة الشقاقي
ReplyDelete