آه باكرهها، مش عشان دولة استعمارية، ما انجلترا دولة استعمارية بس مش باكرهها، فيه فرق ما بين ان دولة في وقت ما، او حتى في الوقت الحالي بتفرض عليك عداوتها لانها بتحتلك وفرق بان البلد نفسها تبقى كريهة. امريكا اصلا مش بلد دي مشروع استثماري، وانا باكره الفكرة نفسها، باكره الطريقة اللي اتأسست بيها، والفكرة اللي اتأسست عليها، ان دي الارض الموعودة للصالحين، باكره فكرة بلد الفرص على طريقة: يا حبايب ربنا تعالوا اشتغلوا عندنا. باكره ان كل حاجة فيها بفلوس، حتى ولو فلوس قليلة، فكرة ان كل حاجة اعملها لازم تعود عليا بفايدة شخصية آنية حتى ولو كان ان اللوجو بتاعي ينزل على مشروع خيري. وباكره بيع الهوا اللي بيسموه التنمية البشرية: كيف تطرقع صوابعك من غير ما تضيع وقت، كيف تصبح انسانا ناجحا، كيف تصبح ثريا، كيف تصبح ايجابيا. اصلا اصلا غير فكرة انهم حولوا النصايح اللي بيتابدلها الناس والاصدقاء والاهل لسلعة تتباع وتتشري، من اساسه فكرة انك تبرمج الناس على سيستم معين لازم يعملوه عشان هو ده الصح، ويوصلوا لنتيجة معينة والنتيجة دي بقى هي النجاح، واي نتيجة معينة تبقى فشل.
باكره القولبة والسستمة المبالغ فيها في امريكا، ماحدش يكره النظام بس مش ممكن كل الناس لازم تبقى مستنسخة من بعض وكل حاجة لها تعريف واحد بس. يعني الفوضى اللي احنا فيها، اذا كان لها ميزة، فهي ميزتها ان ما بقاش فيها ثوابت قاسية كده، يعني، بما اننا ناس فاشلين ومضروبين بالجزمة القديمة، فلما ييجي واحد يقول لك: اعمل كذا كذا وهو ده الصح ويحاول يفرضه عليك (فيه ناس بتعمل كده بس هم بيقفوا عند المحاولة وده من حقهم من باب حرية التعبير يعني) بس انت تقدر تطلع له لسانك وتقول له: الللللللل لو كان الـ....بينفع كان نفع نفسه، لما انت شاطر كده كان بان عليك.
باكره النموذج الامريكي اللي بيلمع قوي ووشوشهم اللي على طول مبتسمة كأن ضروري ضروري تبتسم عشان تبقى انسان ناجح. ثم ايه التفكير المتواصل في النجاح ده؟ ازاي يبرمجوا الناس على انهم يتعاملوا مع نفسهم على انهم نجوم سيما طول الوقت كده؟
وباكره لما حد بيقول لي الامريكان غلابة لما يقول كده في سياق حرب العراق او مساندة اسرائيل لانه بيحملني فوق طاقتي وهو اني انا الضحية ومطالبة اني اتعاطف مع اللي بيشنوا عليا حرب. لكن في المطلق واذا تخيلنا اننا بنتكلم في زمن تاني امريكا مش بتحتلنا فيه، الامريكان فعلا غلابة بمعنى انهم ضحايا، ضحايا السيستم اللي بيمشيهم في سكة معينة ويغرز في عقولهم مفاهيم واحدة ويا كده يا تبقى كخ، حتى مافيش مجال ان المفهوم الواحد يتفسر كذا تفسير، لا هو تفسير واحد ونموذج واحد، حتى لما بيحطوا بدائل بتبقى بتصب في سكة واحد، حتى اللي فيهم يا عيني بيفوق ويقرر انه يخرج عن السياق بيخرج عن السياق في اطار نفس السيستم، يعني كل حاجة ماشية حسب الخطة الموضوعة بطريقة تخنق خنق لذيذ زي تسرب الغاز، لانهم مش بيعملوا كده بالقمع، بالعكس، بيعملوه بالالحاح والتأثير النفسي وغسيل المخ والتحكم في العقل الباطن، طب انا عندي بقى القمع احسن على الاقل انت عارف انك مش حر، لكن تبقى مش حر وانت متهيالك ان عايش في بلد الحريات، اهو ده النصب بعينه، لا وايه ومتهيالك ان فيه ديمقراطية، وانت اساسا متسستم على حزبين هناء وشرين، ومش انت يا عبيط اللي بتنجح المرشح، السي اي ايه بيختاره، والشركات المتعددة الجنسيات بتمول وبتجبرك وانت مش واخد بالك انك تنتخب المرشح اللي هم عايزينه وانت مبتسم من الاذن للاذن ومختوم على قفاك ومقموع وسعييييييييييد وكمان حاسس انك حر. انا مش فوضوية بس ما ينفعش الطبيعة الانسانية تبقى مسجونة للدرجة دي، بقى يا ناس حد في الدنيا يكتب كتاب يقول: خطوات التفكير الابداعي؟ اذا هو ابداع اصلا، يعني كل واحد وما تجود به قريحته امال هو مبدع ازاي؟ دول ناقص يكتبوا كتاب: خطوات الثورة، خطوات الفوضوية. مافيش اي عفوية خالص كده؟ ده في احد كتب التنمية البشرية بيقول: كن عفويا...بمعنى، وبيشرح الواحد ازاي يبقى عفوي
كحك
انا لو عشت بالطريقة ح احس ان حد بيغطسني في المية، انا ليا سيستم، بس انا احطه لروحي ماحدش يقول لي اعمل ايه ولا ايه اللي يعجبني وايه اللي ما يعجبنيش ولا ايه اللي اخده من ايه وايه اللي اسيبه.
عشان كده فيه حاجتين في النظام الامريكي اللي باكرهه عاجبني قوي ونفسي يبقوا عندي هنا في مصر:
اول حاجة في النظام القضائي:
الكدب حرام، آه والله، اللي يكدب بيروح السجن، عاجباني قوي الحكاية دي، ولو قلت الحقيقة حتى بانك تعترف بجريمتك بتاخد تخفيف، وكل ما تقول الحقيقة اكتر تاخد تخفيف اكتر، ولو كدبت وثبت عليك الجريمة تاخد عقوبتين، واحدة على الجريمة وواحدة على انك كداب كداب...والكدب قدام هيئة المحكمة كارثة.
انا مش عارفة ليه عندنا في القانون المصري الاعتراف سيد الادلة؟ يعني كأنك بتقول للي يرتكب جريمة: نهار ابوك اسود لو قلت الحقيقة، ح نطين عيشتك، الا في حالة انك تعترف على اطراف اخرى في الجريمة ممكن لو ثبت انك ضغط عليك تبقى شاهد او تاخد تخفيف عقوبة
يعني بيقول لك: يا تبقى كداب يا تبقى فتان وياريت بقى لو ترمي بلاك على الناس وتعمل عبيط ح نعملك شاهد
يعني احمد الفيشاوي اللي انكر بنته مثلا، ما اتعاقبش على شهادة الزور بعد ثبوت بنوتها، لو كان في امريكا كانوا شنبروه
على فكرة القوانين والدساتير بتنعكس على قيم المجتمع بالتقادم، عشان كده احنا بنطلب قوانين ضد مثلا ختان الاناث ضد العنف ضد المرأة والطفل، مش عشان اول ما القانون يطبق الناس ح تبطل، بس عشان لما ده يبقى مجرم قانونا بعد شوية الناس ح تألف ان دي جريمة ويبتدوا يغيروا مفاهيمهم
عشان كده احنا عندنا فكرة: اعمل اللي انت عايزه بس في السر، ولو قلت الحقيقة واعترفت بغلطك تبقى بجح، او ضعيف، او ياااااااااي شكلك وحش قوي قدام الناس.
لكن القانون الامريكي بيرسخ لمفهوم: مهما عملت مدام قلت الحقيقة واقريت بخطأك ممكن نسامحك، لان العقوبة هدفها التقويم مش التنكيل. وطريق التقويم بتقطع نصه لما تقتنع انك غلطان وتبقى عندك الشجاعة انك تقول انا غلطت في كذا وكذا.
الحكاية دي عاجباني قوي، نفسي نفسي تبقى عندنا، الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول: الصدق منجاة
واحنا القانون بتاعنا بيقول: الصدق مهلكة.
الحاجة التانية:
قانون حماية الطفل والمرأة مبني على الحماية من التهديد، مش الحماية من الاذى. ثانية واحدة ح اشرح اكتر: يعني مثلا راجل ضرب مراته بالقلم. القلم ده فيه تهديد لها انها تفقد سمعها، ان عينها تطير، ان صف سنانها يقع. طيب في الواقعة س شفيق ضرب نبوية بالقلم وما حصلش حاجة من دي. في القانون المصري: مدام انت زي القرد قدامي اهو جاية تشتكي ليه؟ لازم يبقى فاتح راسك عشان تيجي. يعني تفضلي عايشة في رعب لحد ما المصيبة تقع ولما تقع ابقي تعالي لنا بقى.
في القانون الامريكي، حتى وان ما حصلش خسائر في الاوراح ولا عاهات مؤقتة او مستديمة، مجرد الضرب بالقلم ده بيهدد أمانها ولذلك فهو عليه عقوبة.
وعشان كده فيه حاجة اسمها
verbal abuse
الانتهاك اللفظي، لما تبقي ماشية في الشارع وواحد يقول لك كلام حقير ومنحط، ده اسمه انتهاك لفظي، وهو شكل من اشكال التهديد بانك ممكن تغتصبي، وعشان كده عليه عقوبة. لاني من حقي امشي في الشارع واحس بالامان.
تاني حاجة التهديد بييجي من القوي للضعيف او من العنيف للمسالم
يعني لو ابنك الصغير ضربك على رجلك وقالك يا وحث مش ح تروح تبلغ البوليس، ممكن تعاقبه بانك تخاصمه تحرمه من الشيكولاتة اي طريقة غير انك تضربه زي ما ضربك، لان ضربته مافيهاش تهديد ليك لكن ضربتك ممكن تئذيه
ونفس الحكاية بالنسبة للعنف والتحرش ضد المرأة، لو واحدة ضربت جوزها بالقلم وبلغ عنها البوليس ح يقولوا له اجري العب بعيد، الا اذا ضربته بآلة حادة على شرط ما تكونش في حالة دفاع عن النفس. وكذلك التحرش، يعني لما راجل بيتحرش بست ده فيه تهديد ضمني بالاغتصاب، لكن مافيش ست تقدر تغتصب راجل عشان كده لو فرض وتحرشت بيه مافيش عقوبة.
المفهوم اللي بيحكم القانون ده بيأثر على المجتمع، وفيه حاجة في المجتمع اسمها
emotional abuse
انتهاك عاطفي، او انتهاك نفسي، ده مش عليه عقوبة قانونية اذا لم يؤد للصدمة او المرض نفسي خطير، بس المجتمع بيزدريه واللي بيعمله بيبقى محتقر من محيطه.
مفهوم تجريم تهديد الاقوى للاضعف برضه للاسف مش موجود عندنا، انت لو جالك تهديد بالقتل البوليس مش ح يعين عليك حراسة الا اذا كان فيه محاولة فعلية للقتل ويا صابت والله يرحمك يا خابت وساعتها بقى يعبروك. (طبعا انا باتكلم في القانون مش في الواقع، في الواقع على حسب فلوسك كام وانت مين؟)
وده برضه مأثر على مفاهيم الناس، مافيش حاجة اصلا اسمها الانتهاك النفسي او العاطفي، فيه حاجة اسمها وانت شفتني عملت حاجة؟ وانا كنت ضربتك على ايدك؟ وانا كنت وعدتك بحاجة؟ لا وايه: القانون لا يحمي المغفلين!
امال يحمي مين؟ النصابين؟ ماهو يعني انت عشان يتنصب عليك وللا تقع ضحية جريمة ما لازم تكون مغفل في اللحظة دي، وانت لو مش مغفل ايه اللي يخليك تبقى ضحية اي جريمة ان شالله نشل؟
انا عاجباني فكرة الامان النفسي في التشريع الامريكي. وعاجباني مفهوم ان الضعيف مرحوم حتى لو غلطان لانه لو غلط بيبقى بدافع شعوره بالضعف لكن القوي مافيش حاجة تدفعه للاعتداء. ده غير ان الضعيف بيطبش ما بيئذيش والقوي بيئذي.
وده مثلا برضه مأثر على المفاهيم الاجتماعية. يعني عندنا الام اللي ابنها اللي عنده اربع سنين ويعيط ويضربها يا وحثة بترنه علقة عشان قليل الادب، والراجل اللي مراته بتلطشه بالقلم، وغالبا بيبقى السبب حاجة يشيب لها الولدان اللي هو اتنين يعني، بيعجنها وبعدين يطلقها. هم عشان القوانين مستمدة من فكرة ان الضعيف له عذر فالمواقف اللي زي دي بتخلي الاضعف يصعب على الاقوى مش بيبقى محل نقمته ولا الاقوى بيشعر بالاهانة بالعكس ممكن يشعر بالذنب انه وصل الاضعف للنقطة دي.
طبعا كل ده في الطبقة المتوسطة في امريكا واللي فوقيها
الفقراء اللي معظمهم من السود والهيسبانيك بيقطعوا بعض، والستات العيال بيبقوا عادة واخدين ست سبع غرز في وشهم، وده بسبب الفقر والجهل اللي بيخليهم مش عارفين حقوقهم، بس لو عرفوا وطلبوا 911 ح يجيلهم البوليس، المشكلة انهم ما عندهمش وعي ولا دريانين اصلا ان ده اسمه انتهاك
العرب الامريكان عندهم عيب العيل يبلغ عن اهله او الزوجة تجيب البوليس لجوزها، طب هم يعملوا لهم ايه يعني، عندهم قوانين تحميهم وهم اللي مصممين يبقوا اغبيا.
لكن اكيد المجتمع الامريكي مسئول عن ان الفقرا مش عارفين انهم انسان ولهم حقوق. ومسئولية كبيرة، لا مش مسئولية كبيرة، هو بيحمل كل المسئولية، وكأن الانسانية والرحمة بالضعيف، وحقوق البني ادمين مقتصرة بس على الناس النضيفة المتعلمة
اممممممممممم
عشان كده انا باكره امريكا
:)
باكره القولبة والسستمة المبالغ فيها في امريكا، ماحدش يكره النظام بس مش ممكن كل الناس لازم تبقى مستنسخة من بعض وكل حاجة لها تعريف واحد بس. يعني الفوضى اللي احنا فيها، اذا كان لها ميزة، فهي ميزتها ان ما بقاش فيها ثوابت قاسية كده، يعني، بما اننا ناس فاشلين ومضروبين بالجزمة القديمة، فلما ييجي واحد يقول لك: اعمل كذا كذا وهو ده الصح ويحاول يفرضه عليك (فيه ناس بتعمل كده بس هم بيقفوا عند المحاولة وده من حقهم من باب حرية التعبير يعني) بس انت تقدر تطلع له لسانك وتقول له: الللللللل لو كان الـ....بينفع كان نفع نفسه، لما انت شاطر كده كان بان عليك.
باكره النموذج الامريكي اللي بيلمع قوي ووشوشهم اللي على طول مبتسمة كأن ضروري ضروري تبتسم عشان تبقى انسان ناجح. ثم ايه التفكير المتواصل في النجاح ده؟ ازاي يبرمجوا الناس على انهم يتعاملوا مع نفسهم على انهم نجوم سيما طول الوقت كده؟
وباكره لما حد بيقول لي الامريكان غلابة لما يقول كده في سياق حرب العراق او مساندة اسرائيل لانه بيحملني فوق طاقتي وهو اني انا الضحية ومطالبة اني اتعاطف مع اللي بيشنوا عليا حرب. لكن في المطلق واذا تخيلنا اننا بنتكلم في زمن تاني امريكا مش بتحتلنا فيه، الامريكان فعلا غلابة بمعنى انهم ضحايا، ضحايا السيستم اللي بيمشيهم في سكة معينة ويغرز في عقولهم مفاهيم واحدة ويا كده يا تبقى كخ، حتى مافيش مجال ان المفهوم الواحد يتفسر كذا تفسير، لا هو تفسير واحد ونموذج واحد، حتى لما بيحطوا بدائل بتبقى بتصب في سكة واحد، حتى اللي فيهم يا عيني بيفوق ويقرر انه يخرج عن السياق بيخرج عن السياق في اطار نفس السيستم، يعني كل حاجة ماشية حسب الخطة الموضوعة بطريقة تخنق خنق لذيذ زي تسرب الغاز، لانهم مش بيعملوا كده بالقمع، بالعكس، بيعملوه بالالحاح والتأثير النفسي وغسيل المخ والتحكم في العقل الباطن، طب انا عندي بقى القمع احسن على الاقل انت عارف انك مش حر، لكن تبقى مش حر وانت متهيالك ان عايش في بلد الحريات، اهو ده النصب بعينه، لا وايه ومتهيالك ان فيه ديمقراطية، وانت اساسا متسستم على حزبين هناء وشرين، ومش انت يا عبيط اللي بتنجح المرشح، السي اي ايه بيختاره، والشركات المتعددة الجنسيات بتمول وبتجبرك وانت مش واخد بالك انك تنتخب المرشح اللي هم عايزينه وانت مبتسم من الاذن للاذن ومختوم على قفاك ومقموع وسعييييييييييد وكمان حاسس انك حر. انا مش فوضوية بس ما ينفعش الطبيعة الانسانية تبقى مسجونة للدرجة دي، بقى يا ناس حد في الدنيا يكتب كتاب يقول: خطوات التفكير الابداعي؟ اذا هو ابداع اصلا، يعني كل واحد وما تجود به قريحته امال هو مبدع ازاي؟ دول ناقص يكتبوا كتاب: خطوات الثورة، خطوات الفوضوية. مافيش اي عفوية خالص كده؟ ده في احد كتب التنمية البشرية بيقول: كن عفويا...بمعنى، وبيشرح الواحد ازاي يبقى عفوي
كحك
انا لو عشت بالطريقة ح احس ان حد بيغطسني في المية، انا ليا سيستم، بس انا احطه لروحي ماحدش يقول لي اعمل ايه ولا ايه اللي يعجبني وايه اللي ما يعجبنيش ولا ايه اللي اخده من ايه وايه اللي اسيبه.
عشان كده فيه حاجتين في النظام الامريكي اللي باكرهه عاجبني قوي ونفسي يبقوا عندي هنا في مصر:
اول حاجة في النظام القضائي:
الكدب حرام، آه والله، اللي يكدب بيروح السجن، عاجباني قوي الحكاية دي، ولو قلت الحقيقة حتى بانك تعترف بجريمتك بتاخد تخفيف، وكل ما تقول الحقيقة اكتر تاخد تخفيف اكتر، ولو كدبت وثبت عليك الجريمة تاخد عقوبتين، واحدة على الجريمة وواحدة على انك كداب كداب...والكدب قدام هيئة المحكمة كارثة.
انا مش عارفة ليه عندنا في القانون المصري الاعتراف سيد الادلة؟ يعني كأنك بتقول للي يرتكب جريمة: نهار ابوك اسود لو قلت الحقيقة، ح نطين عيشتك، الا في حالة انك تعترف على اطراف اخرى في الجريمة ممكن لو ثبت انك ضغط عليك تبقى شاهد او تاخد تخفيف عقوبة
يعني بيقول لك: يا تبقى كداب يا تبقى فتان وياريت بقى لو ترمي بلاك على الناس وتعمل عبيط ح نعملك شاهد
يعني احمد الفيشاوي اللي انكر بنته مثلا، ما اتعاقبش على شهادة الزور بعد ثبوت بنوتها، لو كان في امريكا كانوا شنبروه
على فكرة القوانين والدساتير بتنعكس على قيم المجتمع بالتقادم، عشان كده احنا بنطلب قوانين ضد مثلا ختان الاناث ضد العنف ضد المرأة والطفل، مش عشان اول ما القانون يطبق الناس ح تبطل، بس عشان لما ده يبقى مجرم قانونا بعد شوية الناس ح تألف ان دي جريمة ويبتدوا يغيروا مفاهيمهم
عشان كده احنا عندنا فكرة: اعمل اللي انت عايزه بس في السر، ولو قلت الحقيقة واعترفت بغلطك تبقى بجح، او ضعيف، او ياااااااااي شكلك وحش قوي قدام الناس.
لكن القانون الامريكي بيرسخ لمفهوم: مهما عملت مدام قلت الحقيقة واقريت بخطأك ممكن نسامحك، لان العقوبة هدفها التقويم مش التنكيل. وطريق التقويم بتقطع نصه لما تقتنع انك غلطان وتبقى عندك الشجاعة انك تقول انا غلطت في كذا وكذا.
الحكاية دي عاجباني قوي، نفسي نفسي تبقى عندنا، الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول: الصدق منجاة
واحنا القانون بتاعنا بيقول: الصدق مهلكة.
الحاجة التانية:
قانون حماية الطفل والمرأة مبني على الحماية من التهديد، مش الحماية من الاذى. ثانية واحدة ح اشرح اكتر: يعني مثلا راجل ضرب مراته بالقلم. القلم ده فيه تهديد لها انها تفقد سمعها، ان عينها تطير، ان صف سنانها يقع. طيب في الواقعة س شفيق ضرب نبوية بالقلم وما حصلش حاجة من دي. في القانون المصري: مدام انت زي القرد قدامي اهو جاية تشتكي ليه؟ لازم يبقى فاتح راسك عشان تيجي. يعني تفضلي عايشة في رعب لحد ما المصيبة تقع ولما تقع ابقي تعالي لنا بقى.
في القانون الامريكي، حتى وان ما حصلش خسائر في الاوراح ولا عاهات مؤقتة او مستديمة، مجرد الضرب بالقلم ده بيهدد أمانها ولذلك فهو عليه عقوبة.
وعشان كده فيه حاجة اسمها
verbal abuse
الانتهاك اللفظي، لما تبقي ماشية في الشارع وواحد يقول لك كلام حقير ومنحط، ده اسمه انتهاك لفظي، وهو شكل من اشكال التهديد بانك ممكن تغتصبي، وعشان كده عليه عقوبة. لاني من حقي امشي في الشارع واحس بالامان.
تاني حاجة التهديد بييجي من القوي للضعيف او من العنيف للمسالم
يعني لو ابنك الصغير ضربك على رجلك وقالك يا وحث مش ح تروح تبلغ البوليس، ممكن تعاقبه بانك تخاصمه تحرمه من الشيكولاتة اي طريقة غير انك تضربه زي ما ضربك، لان ضربته مافيهاش تهديد ليك لكن ضربتك ممكن تئذيه
ونفس الحكاية بالنسبة للعنف والتحرش ضد المرأة، لو واحدة ضربت جوزها بالقلم وبلغ عنها البوليس ح يقولوا له اجري العب بعيد، الا اذا ضربته بآلة حادة على شرط ما تكونش في حالة دفاع عن النفس. وكذلك التحرش، يعني لما راجل بيتحرش بست ده فيه تهديد ضمني بالاغتصاب، لكن مافيش ست تقدر تغتصب راجل عشان كده لو فرض وتحرشت بيه مافيش عقوبة.
المفهوم اللي بيحكم القانون ده بيأثر على المجتمع، وفيه حاجة في المجتمع اسمها
emotional abuse
انتهاك عاطفي، او انتهاك نفسي، ده مش عليه عقوبة قانونية اذا لم يؤد للصدمة او المرض نفسي خطير، بس المجتمع بيزدريه واللي بيعمله بيبقى محتقر من محيطه.
مفهوم تجريم تهديد الاقوى للاضعف برضه للاسف مش موجود عندنا، انت لو جالك تهديد بالقتل البوليس مش ح يعين عليك حراسة الا اذا كان فيه محاولة فعلية للقتل ويا صابت والله يرحمك يا خابت وساعتها بقى يعبروك. (طبعا انا باتكلم في القانون مش في الواقع، في الواقع على حسب فلوسك كام وانت مين؟)
وده برضه مأثر على مفاهيم الناس، مافيش حاجة اصلا اسمها الانتهاك النفسي او العاطفي، فيه حاجة اسمها وانت شفتني عملت حاجة؟ وانا كنت ضربتك على ايدك؟ وانا كنت وعدتك بحاجة؟ لا وايه: القانون لا يحمي المغفلين!
امال يحمي مين؟ النصابين؟ ماهو يعني انت عشان يتنصب عليك وللا تقع ضحية جريمة ما لازم تكون مغفل في اللحظة دي، وانت لو مش مغفل ايه اللي يخليك تبقى ضحية اي جريمة ان شالله نشل؟
انا عاجباني فكرة الامان النفسي في التشريع الامريكي. وعاجباني مفهوم ان الضعيف مرحوم حتى لو غلطان لانه لو غلط بيبقى بدافع شعوره بالضعف لكن القوي مافيش حاجة تدفعه للاعتداء. ده غير ان الضعيف بيطبش ما بيئذيش والقوي بيئذي.
وده مثلا برضه مأثر على المفاهيم الاجتماعية. يعني عندنا الام اللي ابنها اللي عنده اربع سنين ويعيط ويضربها يا وحثة بترنه علقة عشان قليل الادب، والراجل اللي مراته بتلطشه بالقلم، وغالبا بيبقى السبب حاجة يشيب لها الولدان اللي هو اتنين يعني، بيعجنها وبعدين يطلقها. هم عشان القوانين مستمدة من فكرة ان الضعيف له عذر فالمواقف اللي زي دي بتخلي الاضعف يصعب على الاقوى مش بيبقى محل نقمته ولا الاقوى بيشعر بالاهانة بالعكس ممكن يشعر بالذنب انه وصل الاضعف للنقطة دي.
طبعا كل ده في الطبقة المتوسطة في امريكا واللي فوقيها
الفقراء اللي معظمهم من السود والهيسبانيك بيقطعوا بعض، والستات العيال بيبقوا عادة واخدين ست سبع غرز في وشهم، وده بسبب الفقر والجهل اللي بيخليهم مش عارفين حقوقهم، بس لو عرفوا وطلبوا 911 ح يجيلهم البوليس، المشكلة انهم ما عندهمش وعي ولا دريانين اصلا ان ده اسمه انتهاك
العرب الامريكان عندهم عيب العيل يبلغ عن اهله او الزوجة تجيب البوليس لجوزها، طب هم يعملوا لهم ايه يعني، عندهم قوانين تحميهم وهم اللي مصممين يبقوا اغبيا.
لكن اكيد المجتمع الامريكي مسئول عن ان الفقرا مش عارفين انهم انسان ولهم حقوق. ومسئولية كبيرة، لا مش مسئولية كبيرة، هو بيحمل كل المسئولية، وكأن الانسانية والرحمة بالضعيف، وحقوق البني ادمين مقتصرة بس على الناس النضيفة المتعلمة
اممممممممممم
عشان كده انا باكره امريكا
:)
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.