Tuesday, 1 July 2008

جلد اسود اقنعة بيضاء: الجزء الثاني من الفصل الخامس (صياغة)

الاخ ابو امير مشكورا اعاد صياغة الجزء الثاني من الفصل الخامس وربنا يكرمك ويخليلك امير يابو امير شد حيلك معانا

اتفضلوا:

العنصرية ليست مجرد كراهية ليس لها مبرر منطقي يحملها عرق ما لعرق آخر، بل العنصرية هي احتقار يحمله الأقوى والأغنى لمن يراه أقل منه من البشر، أنها الاستياء الذي يُصب طوال الوقت على رأس المستضعفين المُهانين. وحيث أن لون البشرة هو الشيء الأكثر وضوحا، أصبح هو المقياس الذي يُحدد به العرق، والذي يتم به تقييم الناس بغض النظر عن تعليمهم أو إنجازاتهم الاجتماعية. أصحاب البشرة فاتحة اللون يحتقرون كل عرق بشرته أغمق منهم. ولكن أصحاب البشرة الأغمق لونا لن يقبلوا مرة أخرى الاحتقار غير المبرر الذي يتلقونه والذي ينفيهم خارج المجتمع.
(من كتاب "عنصرية اللون" للسير آلان بيرنز)

فهمي إذن كان محقا، إنها الكراهية، أنا مكروه، محتقر، ممقوت، ليس جاري الذي يستثقلني، (ولا ابن خالتي)، إنه عرق بأكمله. إنني في مواجهة شيء لا أستطيع أن أجد له أي منطق. لا أدري كيف أعْقِل ذلك. أنا أعتقد أنه لا يوجد شيء يصدم الإنسان، الذي يتميز عن سائر الكائنات بالعقل والمنطق، أكثر من أنه يواجه شيء ليس به أي عقل أو منطق. (كفاية قطعت قلبي / جبهة) أحس بسكين يُقطّع لحمي، فقلت لابد من الدفاع عن النفس، أنا عادة أعرف كيف أضع الخطط الجيدة، لذا قررت أن أعْقِل العالم، وأن أبحث عن منطقه، ثم أقنع الرجل الابيض أنه كان مخطئاً.

يقول جان بول سارتر بشأن اليهود :
<< هناك نوع من الاستعمار المستفز للعقل، ليس لأنه يريد إقناع غيره أنه على صواب، إن هدفه هو إقناعهم بقيمة العقل المطلقة غير المشروطة. أنه يحس أنه منوط ببعثة أو بمهمة عالمية، ضد عالمية الديانة الكاثوليكية، الديانة التي تحاول أن تقصيه، أنه يحاول أن يتصدى لكثلكة العقل لكي يجد وسيلة للوصول إلى الحقيقة وإلى الرابط الروحاني الذي يجمع بني البشر أجمعين. >>

ويضيف سارتر أيضا :
<< بالرغم من أن بعض اليهود اتخذوا من الحدس أساسًا لفلسفتهم، إلا أن هذا الحدس ليس مثل الحدس الذي يستخدمه باسكال (فيلسوف وعالم رياضيات فرنسي / جبهة) والذي يعتمد في أساسه على مفاهيم "لا ادراكية". هذا النوع من الحدس هو العدو الأول لليهود، بمعني، تستخدم فلسفة بيرجسون على سبيل المثال، منهج الشك الفضولي العقلي النقدي، لبحث الفكر الإنساني. ويثبت من خلال الجدل المنطقي وجود الحدس الفلسفي، وهذا الحدس، هو الذي يكتشف استمرارية الحياة، هو ذاته حدس كوني، لأن أي شخص في هذه الدنيا يقدر أن يمارسه، ويؤدي هذا الحدس إلى الوصول إلى حقيقة العالم، لأننا يمكننا أن نثبت عناصره ونلمسها. >>

جلست أضع بشغف قائمة مرتبة لكي أفحص البيئة المحيطة بي واتتبعها، ومع الوقت رأينا بأعيننا المؤسسة الكاثوليكية تبرر العبودية، ثم تعود فتدينها. لكن إذا جعلنا مرجعيتنا هي كرامة الإنسان، لابد إذن أن تتمزق العنصرية كل ممزق، وبعد رفض استمر لمدة طويلة للغاية، قرر العلماء أخيرا أن الإنسان الأسود : إنسان. بما يعني أنهم أثبتوا من خلال تشريحه الجسدي الداخلي، وطريقة تعامله مع البيئة المحيطة به أنه قريب الشبه بالإنسان الأبيض، هو هو ذات التشريح، ونفس الأنسجة. كما ترون العقل ينتصر على كل المستويات، حسنا لنجمع كل هذه العناصر معا، هنا لابد لي من تغيير طريقة تفكيري.

لعبت مسألة الانتصار للعقل تلك معي لعبة القط والفأر : هزئت بي، حينما لا أكون موجودا يصبح العقل والمنطق أهم الأشياء، وبمجرد أن أكون موجودا، العقل والمنطق ينقلبا رأسا على عقب. هم يوافقون من حيث المنطق : الزنجي إنسان. ولكن بمعنى أنه حدث تعديلا بسيطا في قناعاتهم، يعني أنه بشر لديه عضلة قلب في الناحية اليسرى مثلنا. وليس أكثر من ذلك. إن حالة الرجل الأبيض فعلا مستعصية. أنه لا يقبل أن تكون هناك أية حميمية بين الأعراق تحت أي ظرف، لأنه يعتقد بالبداهة أن اختلاط الأجناس سيقلل من مستوى النشء على صعيد الذكاء والصحة. وإلى أنْ يتضح لنا عمليا أنَّ اختلاط الأجناس يحمي من انتشار الأمراض وأنه أفضل الحلول كي نأتي بنشء أصح وأذكى.
بالنسبة لي أنا أعرف كيف سيكون رد فعلي. إذا ما سألني أحد عن تعريفي لنفسي سأقول : أنا شخص في الانتظار أبحث فيما يحيطني، وأحاول أن أفسر أي شيء في ضوء اكتشافاتي، وأصبحت مرهف الحس أزيد مما يجب.
كما كتبت في المقدمة، التاريخ الذي كُتب لي وتجمع لي، يصر أن يتكلم عن تأسيس أكل لحوم البشر بوضوح، كي لا أنسى وضعي ومن أكون. ويفترض أن كروموزوماتي تحمل جينات آكلي لحوم البشر، سواء كثرت أم قلت. وبالإضافة الى جينات الجنس، أضاف العلماء جينات العرق، يا له من علم مخز! (بالفصحى، "إيه العلم العار ده؟" بالعامية)
What a shameful science
زي ما مكتوب في النص هع هع هع اصلها عجبتني وانا مش موضوعية زي خطيبي / جبهة)
ولكني أفهمُ جيدا هذه الآلية النفسية. أصلا : الآلية تكون دائما نفسية. لقد سُرقت مني إنسانيتي منذ قرنين من الزمان، كنت عبد، ثم أتى من يقول : لقد انتهت العبودية، انتهت ولن ترجع مرة أخرى. وبمجهودي واصرارهم على محاربة تحقق ذلك، أنقذت روحي من طوفان "الحضارة" وسرتُ في طريقي.
ولكن كان الوقت قد تأخر جدا، كانوا قد حسبوا لكل شيء حسابه، وقد قرروا كل الأمور بحيث أني بمجرد أن تلمس يدي المرتعشة الأمل وتحاول الامساك به أجدني وقد أمسكت الهواء، أجل كان الوقت قد تأخر للغاية، ولكني لا زلت أريد أن أفهم.
بمجرد ما بدأ الإنسان يغضب لوصوله متأخرًا وقد فاته كل شيء، بدأ يحس بالحنين إلى الماضي. هل هذه الحالة هي حالة الإحساس بالطرد من الجنة التي تكلم عنها أوتو رانك ؟ كان إنسانا متعلقا برحم العالم، ثم قرر أن يدرس نبوءات دلفي (مدينة يونانية قديمة / جبهة) وأتعبوا أنفسهم في تتبع عوليس وهو هائم على وجهه. يصر المناصرين للروحانية من خلال هذا الجدل على إثبات أن للحيوانات روح : الكلب أيضا يجلس بجوار قبر صاحبه مضربا عن الطعام حتى الموت. لقد أونستنى جانيت عندما تحاول أن تثبت لنا أن هذا الكلب ليس مثل البني آدم، فليس للكلب ذاكرة كالتي يملكها الإنسان. ويقول إرتود : نحن نتكلم عن عظمة الإغريق، ولكن إذا لم يفهم الإنسان المعاصر مسرحية حاملات القرابين لإسخيلوس، يكون العيب في إسخيلوس وليس فينا. هذا هو المنطق الذي يحكم الناس المدافعين عن وجهة نظرهم في معاداة السامية مثلا، إنه منطق تاريخي يربط ما بين باسكال وديكارت، حيث يكون الرد على اليهودي المشتكي : لا نجد لك مكانا في المجتمع ما العمل ؟ العيب فيك بالتأكيد.
كنت منذ فترة قريبة أجلس في القطار حينما سمعت فرنسيا "صالحا" يقول : "لابد من أن نحافظ على الفضائل الفرنسية لكي نحافظ على نقاء العرق، الآن أكثر من أي وقت مضى، لابد وأن تكون هناك وحدة وطنية لكي نجابه بها الدخلاء، لابد أن نوقف سيل الأجانب" ثم نظر إلي وأكمل : " بغض النظر عن من يكونوا". ولكن يجب للأمانة أن أذكر أنه وهو يتكلم كانت تفوح منه رائحة نبيذ ردئ. ولو أتت له الفرصة لقال لي : إن دمي الذي تجري فيه العبودية لا يمكن أن يثور عندما أسمع اسم فيلون (شاعر فرنسي) وتين (مؤرخ فرنسي عنصري). لقد أحسست بالغضب يملأني.
أنا واليهود، بما أنني أكره أن أُصنّف بالعرق، وجدتُ أخيرا بالمصادفة من يشاركني الاضطهاد، ولكن ليس على أساس عرقي.
أحس بالغضب يملأني.
ربما يحس الناس بالدهشة والاستغراب من ربط معاداة السامية بالعنصرية ضد السود. ولكن كانت تلك فلسفة أستاذي في الجامعة، أستاذي الذي كان من الأنتيل، قال لي : انتبه جيدا في كل مرة تسمع فيها شخصا يسب اليهود، لأنه يسبك أنت أيضا. ووجدته بالمفهوم العالمي، على حق – أعنى أنني استرحت قليلا عندما وجدت أن هناك بشرا آخرين يشاركوني المعاناة. أحسست بالونس وأنني لست وحيدا.
بعد فترة لاحظت فعلا أن الشخص الذي يعادي السامية هو في نفس الوقت يكره الزنوج.
(تاني باكرر الكلام ده كان سنة حاجة واربعين في القرن الماضي / جبهة)
لقد أتيت متأخرا، متأخرا للغاية، دائما سيقف بينك وبيننا العالم الأبيض. لا يستطيع الأخرون تصفية حسابات الماضي وننتهي من تلك القضية. أني أحس أن الرجل الأبيض عرقل مشاعري وجعلها يابسة، لقد قررتُ إن أ طلق صرختي الزنجية. رويدا رويدا ظللت أضع الأشياء المتشابهة من هنا وهناك معًا. إلى أن اكتملت صورة العِرق، وجدته مصدوما تحت وطئة عنصر أساسي، ما هو ذلك العنصر ؟ لنستمع إلى مطربنا ليوبورد سينجور :
أنه "الريتم" الذي يوصف أول ما يوصف بأنه محسوس، وآخر ما يمكن أن يقال عنه إنه عسكري،
هو مثال للعنصر الحي، وهو الشرط الأساسي والعلامة المميزة للفن، مثله كمثل التنفّس بالنسبة للحياة :
التنفّس، الذي يُسرع أو يبطئ، ينتظم أحيانا ويضطرب أحيانا أخرى، تبعا للحالية النفسية للإنسان، وتبعا لمدى العاطفة لديه. هذا هو المعنى الأساسي "للريتم". هذا هو الإيقاع في الفنون الزنجية.
وبصفة خاصة النحت، الذي غالبا ما يتكون من موضوع ما – أقصد القطعة المنحوتة – في مقابل موضوع آخر شبيه به، مثل الشهيق والزفير، ويتكرر هذا الفعل. لا يوجد التناظر (السيمتري) الذي يعطي الأحساس بالملل، الإيقاع يكون حيًا، وحُرًا ... وتلك هي الطريقة التي يؤثر بها الايقاع في أقلنا علمًا ومعرفة وتعليم. إنه يطغى عليهم، ويمكنًا من أن نخترق لكي نصل إلى روح الأشياء، وسمة الهجران التي تكون هي ذاتها إيقاع مستقل بذاته منهمك في إشغالنا.

هل ما فهمتُه صحيح ؟ لقد قرأت هذا الكلام مرتين. في نهاية الجهة المقابلة من عالم الإنسان الأبيض وجدتُ عالم السود السحري يدعوني مُرحّبًا. النحت الزنجي، لقد بدأتُ انتفخ فخرًا، هل هذا هو خلاصنا ؟
لقد حاولت أن أعْقِل العالم، ولكن العالم لفظني بسبب لون بشرتي، وحيث أننا لا نعلم كيف نتفاهم على مستوى العقل، ألقيتُ بنفسي في اللا عقل، ووضعت الرجل الأبيض في وضع التنافس معي، من منا سيكون الأكثر جنونًا ؟ أخترتُ أنا في جنوني، منهج الارتداد، وهو منهج ليس بهذه الدرجة من الشهرة، ها أنا ذا في البيت، وقد صُنعت من اللا منطق، غارق في اللا منطق حتى أذني، كيف يا تُرى سيكون شكل صوتي :

أولئك الناس الذين لم يخترعوا بوصلة ولا بارودا
أولئك الذين لم يكتشفوا التيار الكهربائي
الذين لم يجوبوا البحار أو السماوات
هؤلاء هم الذين يعلمون أبعد مكان من الأحزان
أولئك الناس الذين لا يعلموا من رحلات البحر إلا تلك التي خُطفوا فيها
الذين تعلموا أن يركعوا بسهولة
الذين دُجنوا وأُجبروا على اعتناق المسيحية
الذين حُقنوا بسلسال من أبناء الزنا

أجل، هؤلاء هم إخوتي – إخِوّة مريرة تحبسنا جميعًا في ذات السجن، لقد قررتُ ماهية تلك الأطروحة الصغيرة، يجب عليّ الآن أن ارحل من أجل البحث عن شيء آخر.
لكن هؤلاء هم البشر، وبدونهم لا تصبح الأرض أرضا.
إنهم الذين يحمّلون الأرض بالثمار
إنهم الذين يعمّرون الأرض الفضاء
ويحرسون مخازن الثمار الناضجة
فوق أرضٍ، هي الأرض الحقيقية
لوني الأسود ليس حجرا
لوني الأسود ليس أصما
رُميَ في قلب صخب اليوم
لوني الأسود ليس نقطة ماء ميتة في عين العالم الميت
لوني الأسود ليس برجا أو كاتدرائية
لوني الأسود ليس ملقيا في لحم الشمس الأحمر
لوني الأسود ملقيا في لحم السماء المحترق
عامود الصبر يحفر في سواد لوني الفزع الكثيف
(شعر إيمي سيزار)
آآآآآه، إن إيقاع "التوم توم" يتحدث إلى الرسالة الجمالية. ولكن الزنجي هو الوحيد الذي لديه القدرة على هذا. هو الوحيد الذي لديه القدرة على حل تلك الشفرة، وهو الذي يستطيع إيصالها إلى الناس. إن باطن حذائي القوي يدفع أجنحة العالم، إني أحلق في أكتاف العالم، مثلما يحدّق المحتفلون في أعين الضحية الذي يقدمونها قربانا.
ولكنهم يتركوا أنفسهم لجوهر كل شيء وهم مأخوذون، وكأنهم "ملبوسون"، لا يعرفون شيئاعن ما يوجد خارجهم، "ملبوسون" بحركة كل الأشياء.

لا يهتمون بأنهم خاضعون
لكنهم يلعبوا لعبة العالم
إنهم حقا الأبناء الكبار للعالم
منفتحون على كل أنفاس العالم
مستقبلون لكل رياح العالم
هم شرارة نار العالم المقدسة
هم لحم لحم العالم
هم خفقان حركة العالم
(مقتطف من كلام إيمي سيزار وشعر إيمي سيزار أيضا)

دماء، دماء ... ميلاد ! متعة الوجود.
ثلاثة أرباع اُبتلِعوا في ارتباك اليوم،
أحس أني ملطخ بالدماء،
شرايين العالم بها تشنج، متقطعة، مقتلعة،
اتجهت لي وشربتُ منها.
"دماء، دماء، كل دمائنا فارت في قلب الشمس الذكري"
(إيمي سيزار)

أن التضحية هي المساحة التي تفصل ما بين الخلق وما بين نفسي – أنا الآن لن أرجع إلى المصادر.ومع ذلك لابد للفرد منا أن يتشكك في الإيقاع، في الحب الأمومي للأرض، في التصوف، في التزاوج الجسدي بينا وبين الكون.
في كتاب " الحياة الجنسية في أفريقيا السوداء " يلمح "دي بيدرال" إلى أن كل شيء في أفريقيا له علاقة بالتكوين الاجتماعي الذي يؤمن بالسحر، بغض النظر في أي مجال كان ذلك الشيء

كل هذه العناصر سنجدها تَغْلُب دائما في مجال المجتمع السري في أفريقيا. لدرجة أن الرجال والنساء الذين يُختانون في سن المراهقة يعطوا عهدا ألاّ يحكوا لأي مخلوق عن التجربة التي مرت بهم، ولدرجة أن أية خطوة تجاه المجتمع السري، دائما ما ترتبط بالحب المقدس، يمكن أن نستنتج من خلال ملاحظة عملية الختان والطقوس المحيطة بها، أنه يوجد داخل المجتمع الواسع مجتمع سري متكون.

أنا أمشي على مسامير بيضاء، أغطية من المياه تهدد روحي المشتعلة، أنا في مواجهة هذه الطقوس، أنتبه بشكل مزدوج. سحر أسود، طقوس عربدة، ساحرات السبت، احتفالات وثنية، تمائم، جماع في الاحتفالات للنداء على إله العشيرة. إنه طقس مقدس، نقي، مطلق، يجلب قوى غير مرئية.
إذن كيف ينظر المرء لمثل هذا الأفعال ؟
لا زالت ترن في أذني، من تلك الجهة التي تهاجمني منها بذاءة الراقصات والكلمات، هذه الأغنية :

قلوبنا اشتعلت
والآن أيضا
كل ما نفكر فيه هو الحب
عندما نرجع القرية،
عندما نرى القضيب الكبير
كيف لنا أن نمارس الحب
حيث أن أعضاءنا ستكون نظيفة وجافة
(من كتاب الحياة الجنسية في افريقيا السوداء)
الأرض التي كانت لا تزال حصانا مروضا، بدأت تثور. أمعقول أن أولئك العذارى هن هن، المهوسات بالجنس؟ السحر الأسود، العقلية البدائية، الحيوانية، الشهوة الحيوانية، كل هذه ينصب فوق رأسي. كل الاتهامات التي يمكن أن تُوجّه لأناس "لم يعرفوا معنى التطور الإنساني". أو بالأحرى "تلك هي الإنسانية في أدنى حالاتها" عندما وصلت لتلك النقطة كان عندي ما يرفض التزامي بهم. كل شيء حولي كان ضدي، حتى النجوم، كان يجب علي الاختيار، من أنا ؟ ليس لدي اختيار ...
أي نعم، نحن – نحن الزنوج – متخلفون، بسطاء، أحرار في سلوكياتنا. لأن الجسد بالنسبة لنا ليس مضاد لما تسمونه العقل. نحن في قلب العالم، ليحيا ثنائي : الإنسان – الأرض. إلى جانب أن هناك أناس أرسلت لي خطابات لكي أقنعكم بما يلي :لقد تجاهلت حضارتكم البيضاء الثراء الفلسفي والحساسية في تلك الطقوس الحساسية العاطفية (يُشار إلى العاطفة أنها زنجية كما يُشار للعقل أنه إغريقي / فانون) هل المياه تحدث موجا مع كل هبة نسيم ؟ هل تطير الروح التي ليس لها ملجأ، وتقع ثمارها قبل النضوج مع كل هبة رياح ؟ نعم بشكل ما، الزنجي أغنى (في الموهبة أكثر من العمل / فانون) لكن الشجرة تضرب بجذورها في الأرض، والنهر يجري محملاً ببذور ثمينة، يقول الشاعر الأفرو – أمريكي لانجستون هيو :

لقد عرفتُ الأنهار،
الأنهار القديمة المظلمة
روحي الآن أكثر عمقا،
بعمق الأنهار

طبيعة العاطفة الزنجية، وحساسيته، هي السبب في سلوكه تجاه الأشياء التي لها كثافة أساسية. الهجران الذي تسبب في الاحتياج للتواصل الجماعي، رغبة في التعرف على النفس، بصرف النظر عن كون التصرف نفسه لا يعتد به. أنه سلوك إيقاعي، إيقاعي، ولابد أن نركز على صفته الإيقاعية.

حسنا، الزنجي بعد إعادة التأهيل، يقف على البار، ويحكم العالم بحدسه. يُشاهد الزنجي، ويُوقِف على أرجلِه، ويُطارد، ويُقبض عليه، فقط لأنه زنجي – لا ليس زنجي، إنه الزنجي – إنه الزنجي الذي يثير قرون الاستشعار الخصبة للعالم، ويُوضع في مقدمة العالم، ويُمطر العالم بقوته الشعرية، "منفتح على كل أنفاس العالم" أني أحتضن العالم. أنا العالم ! الرجل الأبيض لم يفهم في عمره مثل هذا البديل السحري.
الرجل الأبيض يريد العالم، يريده لنفسه فقط. يرى في نفسه الزعيم القدري للعالم. هو يستعبد هذا العالم. علاقته بالعالم علاقة احتواز. ولكن هناك قيم أخرى تناسب من هم مثلي أنا فقط. لقد سلبتُ كالساحر، من الرجل الأبيض نوعا معينا من العالم، بعد ما كنت فقدته وأخذه الرجل الأبيض مني. عندما حدث ذلك، شعر الرجل الأبيض بضربة قاصمة لا يعلم من أين أتته، ولا كيف يردها لأنه في الأصل ليس معتاد على هذا النوع من الضربات

No comments:

Post a Comment

Note: only a member of this blog may post a comment.