عن رحلته النفسية، فانون قبل ما يبتدي يعالج اهله هو عالج نفسه، ومر بظروف صعبة قوي واحاسيس مؤلمة جدا وعشان كده حاسس بغيره، كل اللي هو اتكلم عنه من امراض السود هو مر بيها كلها، كلها كلها، ما عدا انه يحط نفسه في الاطار الاجرامي، لانه متعلم ومن اسرة متوسطة.
المهم انا استأنثرت قوي بالفصل ده وعيطت
اسيبكوا تنهنهوا شوية:
الفصل الخامس
الحقيقة السواد
“زنجي قذر"
او ببساطة: “بص الزنجي"، مشبع بالرغبة في اني اعرف معاني الاشياء، روحي مليانة باني عايز اعرف مصدر العالم، وبعدين اكتشفت اني شيء من ضمن اشياء كتير.
ولاني مختوم بكوني شيء، حاولت يبقى فيه تماس بيني وبين الاخرين، اهتمامهم بيا كان بالنسبة لي الحرية، وانا باجتاز جسدي كنت هائم في البرية متجه للا شيء، وده وهبني الخفة والرشاقة اللي كان متهيالي اني فقدتهم، ولما خرجت نفسي برة العالم استعدتهم تاني. بس اول ما وصلت للجانب الاخر، اتكعبلت، وتحركات الاخرين ونظراتهم وسلوكياتهم وقفتني مكاني كأني عملية كميائية اتثبتت بالصبغة، كنت ساخط، كنت عايز تفسير، مالقتش، وانفجرت الى شظايا، دلوقت انا جمعت الشظايا وبقيت انسان جديد.
طول ما الزنجي عايش وسط الناس اللي زيه، مش ح يجيله فرصة انه يختبر وجوده من خلال الاخرين الا في مجال ضيق قوي في حدود الصراعات الداخلية. فيه طبعا لحظة "انا ايه بالنسبة للاخرين" اللي هيجل بيتكلم عنها. بس مش ممكن تحقيق وجود الانسان في مجتمع محتل او "متحضر". كل الناس اللي سألت سؤال الوجود اهتموا قوي بالنقطة دي.
الناس اللي خاضعة للاحتلال عندهم حالة من عدم نقاء الصورة بالنسبة لفهمهم للعالم، وده عيب في الصورة بيخليهم مش قادرين يفهموا وجودهم هم. ييجي واحد يقول لي: كل الناس في الدنيا كده. اقول له انت بتحاول تغطي على مشكلة حقيقية. علم الوجود – اذا اعتبرناه زي ماهو معروف اننا نسيب الوجود المادي على جانب الطريق ونتكلم في الوجود الحقيقي – مش بيدي اجابة للانسان الاسود عن سبب وجوده. لان في الواقع الانسان الاسود مش اسود وخلاص كده، ده لازم يبقى طول الوقت حاسس انه اسود، بالذات هو بيتعامل مع الابيض. فيه ناس ح يقولوا: طب ماهو العكس صحيح كمان. وانا باقول لا العكس مش صحيح. الاسود ماعندوش احساس بالوجود المستقل يقاوم بيه نظرة الابيض له. في يوم وليلة الاسود لقى نفسه عنده اختيارين يحط نفسه فيهم وبس. ايمانياته، او نقدر نقول تراثه وعاداته واساسيات نشئته كلها تم محوها عشان دي طبعا ضد "الحضارة"، الحضارة المزعومة اللي هو ما يعرفهاش واتفرضت عليه غصب عنه.
في وسط اهله، زنجي القرن العشرين مش بيعرف امتى بالظبط بتيجي لحظة الاحساس بالدونية، طبعا انا اتكلمت قبل كده عن مشاكل الزنجي مع اصحابه، وبالذات في امريكا، كلنا اتفقنا على ان البشر متساويين، بالنسبة للانتيلز فيه مسافة ما بين شبه البيض من المولدين، وما بين الزنوج، وفهمنا مصدر الاختلافات دي جاي منين، هو الحقيقة مصدر مأساوي جدا.
بعد اصطدامتنا ببعض، بنقابل الرجل الابيض، وبيحط علينا احساس بان فيه حمل كبير شايلينه، الواقع بيناقض ادعاءتنا، لانه في عالم البيض الانسان الاسود بيواجه مصاعب بسبب السمات الجسدية بتاعته، الوعي والتركيز مع الجسم حاجة معوقة، الواحد مشغول طول الوقت بجسمه، وده بيخليه طول الوقت ماعندوش ثقة في نفسه. لما احب ادخن انا عارف ح اعمل ايه، ح اخد العلبة بايدي اليمين، وطلع السيجارة واولعها بالكبريت بايدي الشمال، صح؟ كل التصرفات دي مش عادة، دي نابعة من معرفة ووعي، كل ده تكوين بطيء لنفسي وجسمي في وسط مساحة مكانية وزمنية – كل الحاجات دي اسمها سمات الجسم. وكلها مش بتفرض نفسها عليا غصب عني، كلها تكوينات حركية ارادية لنفسي ولعلاقتي بمحيطي – هي ارادية لانها بتشكل تبادل مابيني وبين المحيط حواليا.
من سنين فاتت ولحد النهاردة المعامل عكفت على ابتكار امصال ضد "الزنجية" بمنتهى الاخلاص والصدق، قاعدين يتعبوا نفسهم، ويملوا انابيبهم ويفضوها ويرجوها ويخلطوا الاخلاط كل ده عشان يلاقوا وسيلة يبيضوا بيها الاسود ويشيلوا من على كتافه حمل سواده ويرحموه من الشتيمة اللي بيسمعها وهو رايح جاي في الشارع. خارج السمات الجسدية، رسمت صورة لسمات العنصرية التاريخية. العناصر اللي انا استخدمتها ما اخدتهاش من الاحاسيس والتصورات المتبقية من حواس اللمس والحركة والبصر. ولكن استمدتها من الاخر: الرجل الابيض. الرجل الابيض اللي نسجني من تفاصيل كتير ونوادر يحكيها عني كتير، وقصص من خياله. افتكرت ان اللي في ايدي ده ممكن يخلق نفس جديدة، يعمل توازن، يعرفني ازاي احط الاحاسيس في مكانها، لكن اتوقفت وشاوروا عليا:
بص بص...زنجي.
كانت الجملة دي حافز حركني وانا ماشي في الشارع، ابتسمت ابتسامة خفيفة.
بص بص..زنجي
طب ماهو صحيح ما انا زنجي، ومبسوط اني زنجي.
بص بص..زنجي
الدايرة بتضيق عليا، وانا ما اخفيتش اني مبسوط
“ماما..شايفة الزنجي؟ انا خايف"
خايف! خايف! انا اخوف؟ ايه ده؟ هم ابتدوا يخافوا مني! حاولت اضحك لحد ما ادمع، بس لقيت نفسي مش عارف اضحك.
مش قادر اضحك، لاني عارف ان فيه اساطير وقصص وتاريخ وصناعة تاريخ وحاجات كتير عرفتها من كاسبر، باتهاجم من كل حتة، من كل نقطة، لحد ما سمات جسمي انهارت، جسمي بيقييم بلونه،بقت المسألة مش اني واعي بجسمي بصفة الضمير التالت (هو) وكأنه غريب عني، المسألة اطورت وبقيت واعي بجسمي بتلات ابعاد. ماشي وشايفه من كل ناحية، كأني جسم وبس. لما باركب القطر بيدوني تلات مطارح عشان ماحدش عايز يقعد جنبي، بطلت ابقى مبسوط، الحكاية ما بقتش مسلية، ما بقتش على تواصلي المحموم مع العالم، انا موجود بشكل ثلاثي: انا باشغل حيز، باتحرك تجاه الاخرين، والاخر بيتلاشى من قدامي، عدائي، لكنه مش مبهم، ماشي قدامي كأنه شفاف، مختفي. وبتصيبني حالة من الغثيان.
في نفس الوقت انا مسئول عن جسمي، عن عرقي، عن اجدادي، حطيت نفسي تحت فحص محايد، واكتشفت سوادي، وصفاتي العرقية، واضربت لاسفل بسمعة المتوحش اللي بياكل لحوم البشر. وسمعة نقصي العقلي، والسحر الاسود، العيوب العرقية، مراكب العبيد، وفوق ده كله، فوق ده: “المطيييييييييع، اللي بياكل كتير". في اليوم ده، كنت حاسس اني نازح، ومش قادر ارجع تاني مع الاخر، الاخر اللي حبسني بلا رحمة وسابني، اخدت نفسي بعيد، ابعد من وجودي، وعملت من نفسي شيء. حسيت اني تم بتري ونزفت ودمي الاسود تناثر. بس انا مش عايز النتايج اللي وصلت لها من اعادة النظر في نفسي، كل اللي عايزه اني ابقى انسان وسط بقية البني ادمين. كنت عايز ابقى مرن وشاب في عالم ملكنا كلنا، وكلنا نبنيه سوا.
انا باكره حقن المشاعر بالمناعة، انا عايز ابقى انسان، مجرد انسان، زي اي انسان، فيه ناس بتعرفني باجدادي اللي كانوا عبيد واللي اندبحوا من غير محاكمة: قررت اني اقبل ده. انا تفهمت النوع ده من القرابة الداخلية بيني وبين العبيد اجدادي على المستوى الكوني. انا حفيد العبيد زي ما الرئيس ليبورن حفيد مزارع كادح. اول ما فكرت كده، كل الارتباك اللي اصابني اختفى.
في امريكا، الزنوج معزولين، في جنوب امريكا الزنوج بيجلدوا، والزنوج اللي بيعملوا اضراب بيقتلتوا بالمسدسات الالية. في شرق افريقيا الزنجي حيوان، واحد زميلي في الجامعة كان مولود في الجزائر قال لي: طول ما العرب بيتعاملوا زي البني ادمين يبقى مافيش حل لاي مشكلة، فاهمني يا ابني؟ الاضطهاد بسبب اللون انا شخصيا شايفه اجنبي، بس طبعا، مافيش عنصرية الوان عندنا، طبعا الزنجي انسان زينا، مش عشان لونه يبقى غبي، انا كان عندي واحد صاحبي عسكري سنغالي، كان فعلا نبيه قوي
انت مارتينيكي من السكان الاصليين لاحدى مستعمراتنا
واستخبى فين؟
- طب انا ايه تصنيفي؟ او بالاحرى ح اترمي في انهي داهية؟
“بصي على الزنجي يا ماما...بصوا على الزنجي...يا خبر..ده اتنرفز...ما تاخدش في بالك يا سيدي، هو ما يعرفش انك متحضر زينا"
رجعولي جسمي بعد ما ممددوه، وشوهوه، ولونوه، مكسو بالصباح، في يوم ابيض، الزنجي حيوان، الزنجي وحش، الزنجي وضيع، الزنجي شكله وحش، بص، زنجي، الدنيا برد، الزنجي بيرتعش، الزنجي بيرتعش من البرد، الطفل بيرتعد لانه خايف من الزنجي، والزنجي بيرتعش من البرد، برد بيدخل في العضم، الولد الصغير الجميل بيرتعش عشان فاكر ان الزنجي بيترعش من الغضب، الطفل الابيض الصغير بيترمي في حضن امه: ماما الزنجي ح ياكلني.
كل اللي حواليا بيض، السما بتعيط، والارض تحتي باردة، وفيه اغنية بيضا، اغنية بيضا، كل البياض ده حواليا بيحرقني.
قعدت قدام النار وابتديت احس باليونيفورم بتاعي، انا ما شفتوش، الا هو صحيح مش جميل؟ وقفت هنا، عشان ممكن حد يشرح لي ايه هو الجمال؟
فين ح الاقي ملجأ من هنا ورايح؟ حسيت بطوفان خارج من جوايا، كنت غاضب، وتاني ابتدى الزنجي يترعش:
“شايفة الزنجي جميل ازاي؟"
“بوسي مؤخرة الزنجي الجميلة يا سيدتي"
(هو اصله كان اتصاحب على بنات بيض وطلع تلاتينهم، فيه اسطورة عند البيض ان الراجل الاسود هريكليز في الجنس في مذكرات مالكوم اكس، بيقول انه اتصاحب على بنت بيضا وقعد يزل في انفاس ابوها وبيعترف انه كان بيفك عقده عليها، في الوقت ده كان الرجالة البيض بيعتبروها كارثة لما يعرفوا ان ست بيضا عملت علاقة مع راجل اسود، ولما اتقبض على مالكوم اكس سابوا التحقيق في جريمة السرقة وقعدوا يسألوه: انت نمت مع الست البيضا دي؟ طب بمزاجها؟ طب هي اللي كانت بتجيلك؟ واخد حكم كبير قوي على تهمة السرقة بس عشان عرفوا انه كان عامل علاقة مع واحدة بيضا/ جبهة)
العار ملا وشها، اخيرا تحررت من تأملاتي، وفي نفس الوقت حققت حاجتين:
حددت بالظبط مين هو عدوي، وعملت له فضيحة، صفعة كبيرة، دلوقت اقدر اضحك.
مجال المعركة اتحدد، وانا دخلت اللستة.
نعم؟ لما كنت باسامح وبانسى وباقدم حبي، الحب اترمى في وشي، العالم الابيض، الشريف قوي، حرمني من كل المشاركات، الانسان المفروض يتصرف كانسان، انا بقى كان المفروض اتصرف زي انسان اسود، زي اقل زنجي، انا القيت تحية عالية على العالم، والعالم رماها بعيد، قالوا لي اتكلم في حدود، ارجع من مكان ما جيت.
طب بكرة اوريهم، انا حذرتهم على اي حال، عبودية؟ ماحدش بيتكلم عن العبودية دلوقت، دي ذكرى سيئة. دونيتي المفترضة؟ خدعة المفروض نضحك عليها، نسيت كل ده، على شرط، ان العالم يبطل يحمي نفسه مني تاني، انا بقى عندي مقصات اختبر بيها العالم، وانا عارف انها قوية.
ايه! انا عملت ايه عشان اتكره، واحتقر، واتلفظ؟ عملت ايه عشان افضل اتسول، واترجى واتحرم من ابسط حق في اني يعترف بيا كإنسان؟ انا حليت المشكلة، بما اني معقد خلقة ربنا كده، انا مبسوط من نفسي اني اسود، انا ح اعرف نفسي مش على اني انسان، لكن على اني اسود. وبما ان كل الناس مترددة في انها تعترف بيا، انا حليت المشكلة، انا ح اعرف ازاي اخليهم كلهم يتكلموا عني.
سارتر بيقول في كتاب "معاداة السامية واليهود": “اليهود سمحوا لنفسهم بانهم يتسمموا بالصورة النمطية اللي رسمها لهم الغير، وعايشين في خوف ان تصرافاتهم تفكر الناس بالصورة النمطية دي، ممكن نقول ان تصرفاتهم دايما بيقرروها بشكل مبالغ فيه من داخلهم.
(مش بيتصرفوا بتلقائية يعني)
بنفس الطريقة، اليهودي مش ح يتعرف لما يتصرف في اطار الصورة النمطية لليهود، هو مش هو بشكل كامل، تصرفاته وسلوكه متحددة ومرسوم لها صورة من قبل ما يعملها، هو ابيض، وبعيدا عن بعض الصفات الجدلية، ممكن يمر من غير ماحد ياخد باله انه يهودي، هو بينتمي للعرق العظيم اللي عمره في حياته ما اكل لحوم البشر، اما فكرة والله! تاكل ابو واحد، عشان تتجنب انك تاكل البني ادمين تقدر ببساطة ما تبقاش زنجي، بس، ورغم ان اليهود بيض، بس منحة كده بيتحرشوا بيهم، ويبيدوهم، ويحرقوهم، لكن دي خناقة عائلية، لان اليهودي بيتكره لما بيبين نفسه انه يهودي، اما انا فكل حاجة فيا بتفضحني. انا ماعنديش اي فرصة، صورتي متحددة من قبل ما يبقى فيه صورة اصلا. انا عبد شكلي مش عبد الفكرة اللي واخدها عني الناس زي اليهود.
انا داخل العالم ببطئ، وفهموني اني مش لازم احاول اعمل اي ثورة، بازحف وانا باتقدم، واتشرحت تحت عينين البيض، وطبعا هم بس اللي عينيهم بتشوف، هم بس اللي عينيهم حقيقية. انا متثبت، ومحطوط تحت الميكروسكوبات، وبيقطعوا وجودي قطع صغيرة عشان يحللوها. عروني، وحاسس انهم بيبصوا لي على اني مش انسان مختلف، ولكن على اني حاجة مختلفة، نوع مختلف، مخلوق مختلف، اصله زنجي.
باحاول اهرب في الاركان، وقرون استشعاري بتلقط جمل متقطعة متناثرة على السطح – ملابس زنجية داخلية ريحتها زنجي – سنان الزنجي بيضا – رجلين الزنجي كبيرة – صدر الزنجي عامل زي البرميل – باهرب في الاركان، ساكت خالص، باجاهد عشان ماحدش يشوفني ولا ياخد باله مني، نفسي اختفي، بصوا، انا قابل الحكاية كلها، بس اهم حاجة ماحدش ياخد باله مني.
“آه...اعرفك بصديقي الاسود..آمي سيزار، اسود ومتخرج من الجامعة، دي ماريان اندرسون، مغنية زنجية رائعة، الدكتور كوب اللي اخترع الدم الابيض، زنجي، سلم على صاحبي اللي من المارتينيك (خللي بالك..احسن ده حساس قوي)، عار، عار، عار، واحتقار للذات، عايز ارجع، لما الناس بيحبوني بيقولوا لي: والله بنحبك مع انك اسود، لما بيكرهوني بيقولوا لي: طبعا ما انت اسود، وانا محبوس في الدايرة المفرغة دي.
اهرب من مراقبين السفينة دول قبل الطوفان، واجري على اخواتي، الزنوج اللي زيي، يانهار اسود، هم كمان بيرفضوني. هم تقريبا بيض. كمان ح يتجوزوا ستات بيض، ح يخلفوا عيال لونهم فاتح، مين عارف؟ يمكن واحدة واحدة ويخلصوا من اللون ده خالص.
فيه حلم كنت باحلمه:
“انا عايزك تفهمني كويس يا سيد، انا واحد من افضل الاصدقاء السود في ليون"
سوادي دايما مسيطر عليا، غامق ومافيهوش جدال، وبيعذبني، بيطاردني، بيزعجني، بيغضبني.
الزنوج متوحشين، ومش متحضرين، وجهلة. هم بيقولوا كده، بس انا عارف اني مش كده. كان فيه اسطورة عن الزنوج، انهم لازم يتقتلوا ويخلصوا مننا مهما كلفهم الامر.
خلاص، ولى الزمن اللي لما الناس تشوف فيه قس اسود يستغربوا، دلوقت عندنا دكاترة، اساتذة جامعة، موظفين في الدولة. آه صحيح، بس برضه، دايما بيبتص لهم على انهم حالات استثنائية: “على فكرة عندنا مدرس تاريخ سنغالي..والله كويس وبيفهم، انا اعرف دكتور ملون على فكرة، ومهذب قوي"
دايما اسمه المدرس الزنجي، الدكتور الزنجي. انا بقيت هش قوي، كل ما تحصل حاجة اقعد اترعش، انا اعرف مثلا ان الطبيب لو عمل غلطة تبقى نهايته ونهاية اللي جم من بعده كمان. طب ايه اللي ممكن اي حد يتوقعه من طبيب زنجي وهو محاط بده كله؟ طول ماكل حاجة ماشية تمام بيمتدحوه ويرفعوه للسما، بس خلي بالك، ما تتغرش، عشان مافيش هزار، انت ما تعرفش ممكن تتهان قد ايه وتتبهدل عند ابسط غلطة. انا اقول لك، انا اتحبست: ما عملوش اي اسثناء ليا عشان انا مهذب، ولا عشان انا متعلم، ولا عشان انا مثقف وبافهم في الادب، ونظرية الكتلة.
قلت لهم ليه كده؟ ردوا عليا باسلوب كأنهم بيتكلموا مع طفل، وقالوا لي ان القوانين دي معمولة من بعض ناس لهم وجهة نظر، بس احنا نأمل انها تختفي في اقرب وقت ممكن، قلت لهم وايه وجهة النظر دي قالوا لي العنصرية.
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.