لا يمكن وصف ما جري من احتجاج اليوم بأنه فاشل لأنه الرسالة قد وصلت للجهة المستهدفة وحقق الحشد بعض مراميه كذلك لم يكن لاضراب ابريل وحده ان يثمر تراجعا من قبل الحكومة بل الفضل لهذا التهديد بالتصعيد وهو الشئ الذي انعكس في تغيير لهجة الحكومة ووعود الرئيس واستراتيجية التعامل الامني الحكومية
هذا ما رصده الكثير من المتابعبن ومنهم كاتب عظيم بحجم فهمي هويدي قبل يومين وأكد معه أن صوت الغاضبين كان عاليا وأن الحكومة قد وعت الدرس وبقوة وصار من العسير ألا يأخذو نبض الشارع في الحسبان عند اتخاذ سياسات تمس حياة الناس لكن بالطبع هذا ليس نهاية المراد فثمة قائمة طويلة من المطالب والامال المشروعه لهذا الشعب لم تحصل بعد.
وكذلك لا يمكن أن نقول أن هذا الاضراب كان عملا ناجحا، قفد لمسنا جميعا كيف ان حجم الاستجابة الميدانية له كانت اقل من المتوقع بكثير ولأننا قد ذهبت توقعاتنا لأن تفوق المشاركة فيه حجم المشاركة التي جرت في ابريل، ولأننا في معرض نقد الذات رغبة في التجويد وتصعيد الضغوط من أجل مزيد من المكاسب الشعبية سأحاول أن أعدد بعض المآخذ التي كنت ولازلت اراها قد اعتورت هذا العمل النبيل (سجلت بعضها في مساء السادس من إبريل علي الفيس بوك وفي هذه المدونة) لعلنا نستفيد من دروسها وعبراتها وهذا فرض عي علي كل منا عليه ان يساهم به ويشترك بفاعلية في مناقشته
أولا ثمة خلط عظيم وقع غامت فيه الحدود بين ما نقوم به من شكل احتجاج إليكتروني والاضراب،وللتوضيح نقول إن ما تم في المحلة هو ما يمكننا اعتباره اضرابا. وهو كما تابعنا خروج علني لحشد تقوده جماعه فئويه تهدد بتعطيل العمل ومصالح المؤسسات ويحمل مطالب محددة ولو تذكرتم معي البدايات فقد كان هناك احتجاج صغير وصراع داخل النقابة ثم تمكنت قوي العمال من قلب مجلس النقابة في شركة المحلة وتبع هذا النجاح أن شركات أخري مارست التهديد بالاضراب. ثم تمكنت قوي العمال من الاطاحة برئيس مجلس الادارة المتعنت الذي لاحق العمال وفصل عددا من قياداتهم. وتصاعد الاحتجاج وحاولت الحكومة التهدئة فتم صرف بدل التغذية وزيادته ثم صرفت زيادات في المرتبات وحوافز متأخره ثم في النهاية مع التفاعل العام وتكرار الاحتجاجات في ظل تصاعد الاسعار وحدوث تضخم كبير جاءت تحركات الدولة لامتصاص الغضب بهذه الزيادة لكافة العاملين لمواجهة التضخم ورغم أن المكاسب ليست بالمستوي المطلوب لكن الحق هكذا يؤخذ ولم يصل النضال من أجل حقوق العمال بعد لمنتهاه،
في ظل هذا السياق جاءت الدعوة لمناصرة اضراب ابريل العمالي لكن تم ااختطاف التعبير وقيل اضراب عام ولم افهم هذا التعبير وشعرت بخطورته الاصل هو المحلة والحركة العمالية ونحن نضغط للناصرها اما ان نضع كل شذ في ذات السلة فهذه مراهقة سياسية واستعراض اجوف. الدعوة نفسها تم التعامل معها بشكل فيه شئ من العبث لكنه كان عبثا غير مقصود ونتاج لنزق سياسي لجيل حرم طعم السياسة وربي علي ان العمل العام يساوي الكفر وقد نبهنا لهذا ولا زلت اذكر حوار بيني وبين نواره كان نتاجه ان لا بأس من التجريب لكن هناك احتياج لعقل يوجه وخبرات تعطي بوصلة للعمل الجماعي مع مقاومة المظهرية والرغبة في النجومية السريعة والتأكيد علي قاعدة العمل الجماعي لا الفردي
ورغم توقعي بان لا يؤتي احتجاج القاهرة ثماره المتوقعة بسبب فقدان البوصلة هذا والانفصال الذي وقع بين احداث المحلة ومطالب القاهريين. الا ان نتائج ما جري في ابريل فاقت التوقعات رغم احجام القوي السياسية المنظمة الاساسية عن المشاركة والتفاعل الايجابي مع هذا التحرك كان ما تم حشده من شباب وشابات وتلك العلنية والجرأه هي ما جعل للسادس من ابريل صدي بعيد وعميق وجاءت علي أثره حملة امنية غبية اعتقل فيها العشرات من الابرياء اغلبهم لم يكن له علاقة حقيقية بهذه الدعوة وحدث انكشاف حقيقي لحكومة وبدت خياراتها محدودة وفاقدة للفاعلية وانفضح جهاز الأمن علي وجه الخصوص إذ بدا كديناصور تكنولوجي رغم ميزانية تحديثه الضخمة وادارته المستحدثة وجيش الضباط المتخصصين الاليكترونيين وظهر ميدانيا كفتوة ذو عضل بلا عقل وتجلي طغيانه علي اجهزة القضاء وانعكس بصورة فجة ومربكة للجميع وهذا مكسب أيضا لزنه أقنع الشباب بامكانية تحدي هيذا الديناصور والشئ نفسه ينطبق علي جهاز الاعلام الحكومي الديناصوري الذي كان موضع لسخرية الشباب
وكان نتاج الغباء الأمني الحكومي هذا أن شبابا جديدا بدأو في الانضواء ضمن فصائل المحتجين ولديهم طاقة جديدة ورغبة تغيير اكيدة وعيوب كذلك عديدة وجاء الاعداد لاضراب الرابع من مايو وقد افتقد الحدث لاستراتيجية واضحة وان كانت العفوية قد امدته بزخم جديد وحيرت المتعاملين معه حتي اضطرو للجوء للوسائل الاكثر قذارة كحملات التشويه والضرب تحت الحزام والاعاقة والرقابة الاليكترونية وصولا لتعطيل البنية التحتية الاتصالية لوقف تداول الدعوة للاضراب وتزايد المؤيدين اليوم
والملاحظة التي رصدتها العديد من التعليقات علي الفيسبوك ان تعجل وشخصنه في دعوة الرابع من مايو قد طغت علي الاعداد لما بعد ابريل وان لم تخني الذاكرة فقد ظهرت هذه الدعوة لاول مرة في صباح يوم السادس من ابريل ذاته بما يدل علي ان الامر جري دون دراسة اي نتائج للاضراب الاول وهو امر كان شديد الغرابه ولو كان هناك من يوجه لأشاروا علي اخواننا المهرولين بضرورة تجنب عيد ميلاد الرئيس لما ينطوي عليه من استهداف شخصي لا يتفق وقيم المصريين ولاختاروا بدلا منه عيد العمال لما له من إشارة رمزية قوية تتقاطع وجهاد العمال ويتواصل مع جهد أهل المحلة لكن هذا ما حدث
الاعتماد البالغ فيه علي الظهور الاعلامي واعتبار احراج النظام مكاسب في ذاتها وهي وان كانت وسائل ضغط معتبرة الا انها ليست مكاسب يقينية ولا يصح ان تكون كذلك وكان عدم التنسيق الاعلامي وغياب العمل الجماعي الفاعل باب موارب لقفز البعض للحديث باسم الجماعة وتتويج البعض زورا باعبتارهم متحدثين رسميين ونجوم بل وزعماء وهم ابعد ما يكونون عن حقيقة هذه الاوصاف، ولم يتنبه المناصرين للتحرك الاحتجاجي لتكتيكات الاعلام الدعائي المضادة وحملات التشويه التي استخدم فيها بعض المناصرين بغير ارادتهم او نتيجة غفلة منهم
وعلي الرغم من محاولة التجويد وضبط الايقاع وتحديد المطالب إلا آنها ما زالت غائمة ولا شئ فيها غير عناوين وليس ثمة جهد يوضح البدائل المطلوب الوصول إليها وربما يقول أحدهم أن كفاية والاحزاب والاخوان والتجمعات العمالية قد كفتنا مؤونة التوضيح وجري ماء كثير في نهر المطالبة وسفح حبر اكثر. لكن ظني هو ان الكثيرين مما احتشدو خلف المطالب لم يكونوا علي علم أكيد بما يناصرونه ويطالبون بحدوثه وهذا عيب كبير فعنصر الوعي وضبط وترشيد حماسة المناصرين ضرورة لتأكيد الجماعية وخلق روحها وتوثيق عراها
كنت ولا زلت ممن لا يؤمنون بنضال الكيبورد و،اتعبره بتعبير أحدهم أضعف الايمان (احدهم يا عبده؟ :)) بيتكلم عليا وبيقول احدهم ماشي يا عم) ولازلت أري في العمل الميداني ضرورة والاحتشاد العلني قوة وان الفيسبوك والبلوجات ليست أكثر من وسيلة اتصال حلت محل مطبعة المنشورات والاجتماعات التنظيمية وهي بالأكيد لا تحل ابدا محل العمل الميداني لكن الكثيرين استسهلوا الامر وفرحوا واعتبرو الاشتراك في المجموعات وارسال التعليقات غاية الممكن وأمر سهل ولم يقدروا حقيقة الحركة وعنف رد الفعل الحكومي و ان هناك نفوسا قد ازهقت وان اناسا قد غيبتهم الزنازين واستمر مناضلي الكيبوردات عالو الصوت في التعامل بشكل عبثي اعمي سبب حرجا بالغا بل وأقول ولد شعورا لدي الجادين بتفاهة ما يجري فانسحبوا واثروا الانفصال
لا آريد حقا أن أفند وألتقط تفاصيل التفاصيل، فكل المآخذ التي قد يقذف بها عقل المرء الان تدور في سياق التعجل وافتقاد البوصلة إلا ان الامر لا ينفي حقيقة حدوث تغير في ساحة السياسة في مصر مع هذين الاضرابين وان جيلا جديدا يتخلق ومن ثم لابد الان من زرع قيمة في هذا الجيل اسمتها نواره النقد الذاتي لمعرفة اين نقف وماذا انجزنا وفيم اخفقنا كي نستمر نحو حراك اكثر فاعلية وحركة اكثر قوة
اننا نريد لجيل الألفية الثالثة من الشباب المصري الواعي ان يخرج عن صمته ويقف ليقول ان نعتهم بالسلبية واتهامهم بالانانية والفردية والسخف هي اتهامات ظالمة ودلالة علي عدم فهم ما يجري في الدنيا وما يجري في بلادنا، اننا شباب مختلف نحترم الماضي ولا نقف عنده ونري اننا بيدنا نصنع المستقبل وان بداية هذا المستقبل عند كلمة لا الرافضة والقوية التي ترفض الظلم والعنت والافقار والاذلال وكسر روح هذه الامة وتجويع شعبها وتدمير ثقافته والانفصال عن حقيقته
-----
خلص بوست عبده البرماوي وليا تعليق
الحقيقة انا مختلفة في اننا مستكبرين كلمة "فشل" عشان نطلقها على الاضراب
انا شايفة ان مافيهاش حاجة لما نقول اننا فشلنا
الفشل بيتقاس باننا كنا عايزين نتائج معينة والنتائج دي اتحققت او جزء منها على الاقل وللا لا
احنا كنا عايزين مشاركة جماهيرية من الناس وانهم ما ياخدوش رشوة التلاتين في المية ويناموا عليها لاننا بنطالب باصلاح المنظومة من الاساس مش عايزين مسكنات
وما جراش حاجة لما نقول فشلنا، والله ده يبقى سبق لينا اننا اول ناس في مصر والعالم العربي تعترف بالفشل وتقول انها متحملة مسئوليته وعايزة تصلحه
عمرها ما حصلت، ده حتى الهزيمة سموها نكسة عشان مش عايزين يعترفوا بيها
مش عيب، مش عيب ابدا بالعكس ده العيب على اللي ربونا على اننا ما نقولش انا غلطت
الحمد لله احنا كلنا مصريين، مش مستنيين حد من برة ييجي يحررنا ولا حاطين ايدنا على خدنا بنحاول نعمل اي حاجة في ظل ان مافيش قيادات - ومش عايزين بيني وبينكوا بلا وكسة - وفي ظل ان مافيش معانا غير ربنا ومالناش اهداف تانية غير الاصلاح وبس
وكمان مش عايزة ان يبقى فيه استخفاف بالمدونات، المدونات علمتنا نسمع بعض ونقبل بعض باختلافاتنا ودي برضه حاجة اول مرة تحصل في مصر، وما بقاش حد بيقول كلمة "افكار هدامة" اللي كانت بتتقال زمان
كل دي ايجابيات وممكن نطلع من الفشل ده ايجابيات كتيرة قوي تنمينا اكتر
وتكالنا على الله
ملحوظة: انا عملت موديريشن عشان ح الظابط وح الامين بيدخلوا يسيبوا تعليقات بتضايق زوار المدونة
بس اي اختلافات انا ح انشرها وبارحب بيها
هذا ما رصده الكثير من المتابعبن ومنهم كاتب عظيم بحجم فهمي هويدي قبل يومين وأكد معه أن صوت الغاضبين كان عاليا وأن الحكومة قد وعت الدرس وبقوة وصار من العسير ألا يأخذو نبض الشارع في الحسبان عند اتخاذ سياسات تمس حياة الناس لكن بالطبع هذا ليس نهاية المراد فثمة قائمة طويلة من المطالب والامال المشروعه لهذا الشعب لم تحصل بعد.
وكذلك لا يمكن أن نقول أن هذا الاضراب كان عملا ناجحا، قفد لمسنا جميعا كيف ان حجم الاستجابة الميدانية له كانت اقل من المتوقع بكثير ولأننا قد ذهبت توقعاتنا لأن تفوق المشاركة فيه حجم المشاركة التي جرت في ابريل، ولأننا في معرض نقد الذات رغبة في التجويد وتصعيد الضغوط من أجل مزيد من المكاسب الشعبية سأحاول أن أعدد بعض المآخذ التي كنت ولازلت اراها قد اعتورت هذا العمل النبيل (سجلت بعضها في مساء السادس من إبريل علي الفيس بوك وفي هذه المدونة) لعلنا نستفيد من دروسها وعبراتها وهذا فرض عي علي كل منا عليه ان يساهم به ويشترك بفاعلية في مناقشته
أولا ثمة خلط عظيم وقع غامت فيه الحدود بين ما نقوم به من شكل احتجاج إليكتروني والاضراب،وللتوضيح نقول إن ما تم في المحلة هو ما يمكننا اعتباره اضرابا. وهو كما تابعنا خروج علني لحشد تقوده جماعه فئويه تهدد بتعطيل العمل ومصالح المؤسسات ويحمل مطالب محددة ولو تذكرتم معي البدايات فقد كان هناك احتجاج صغير وصراع داخل النقابة ثم تمكنت قوي العمال من قلب مجلس النقابة في شركة المحلة وتبع هذا النجاح أن شركات أخري مارست التهديد بالاضراب. ثم تمكنت قوي العمال من الاطاحة برئيس مجلس الادارة المتعنت الذي لاحق العمال وفصل عددا من قياداتهم. وتصاعد الاحتجاج وحاولت الحكومة التهدئة فتم صرف بدل التغذية وزيادته ثم صرفت زيادات في المرتبات وحوافز متأخره ثم في النهاية مع التفاعل العام وتكرار الاحتجاجات في ظل تصاعد الاسعار وحدوث تضخم كبير جاءت تحركات الدولة لامتصاص الغضب بهذه الزيادة لكافة العاملين لمواجهة التضخم ورغم أن المكاسب ليست بالمستوي المطلوب لكن الحق هكذا يؤخذ ولم يصل النضال من أجل حقوق العمال بعد لمنتهاه،
في ظل هذا السياق جاءت الدعوة لمناصرة اضراب ابريل العمالي لكن تم ااختطاف التعبير وقيل اضراب عام ولم افهم هذا التعبير وشعرت بخطورته الاصل هو المحلة والحركة العمالية ونحن نضغط للناصرها اما ان نضع كل شذ في ذات السلة فهذه مراهقة سياسية واستعراض اجوف. الدعوة نفسها تم التعامل معها بشكل فيه شئ من العبث لكنه كان عبثا غير مقصود ونتاج لنزق سياسي لجيل حرم طعم السياسة وربي علي ان العمل العام يساوي الكفر وقد نبهنا لهذا ولا زلت اذكر حوار بيني وبين نواره كان نتاجه ان لا بأس من التجريب لكن هناك احتياج لعقل يوجه وخبرات تعطي بوصلة للعمل الجماعي مع مقاومة المظهرية والرغبة في النجومية السريعة والتأكيد علي قاعدة العمل الجماعي لا الفردي
ورغم توقعي بان لا يؤتي احتجاج القاهرة ثماره المتوقعة بسبب فقدان البوصلة هذا والانفصال الذي وقع بين احداث المحلة ومطالب القاهريين. الا ان نتائج ما جري في ابريل فاقت التوقعات رغم احجام القوي السياسية المنظمة الاساسية عن المشاركة والتفاعل الايجابي مع هذا التحرك كان ما تم حشده من شباب وشابات وتلك العلنية والجرأه هي ما جعل للسادس من ابريل صدي بعيد وعميق وجاءت علي أثره حملة امنية غبية اعتقل فيها العشرات من الابرياء اغلبهم لم يكن له علاقة حقيقية بهذه الدعوة وحدث انكشاف حقيقي لحكومة وبدت خياراتها محدودة وفاقدة للفاعلية وانفضح جهاز الأمن علي وجه الخصوص إذ بدا كديناصور تكنولوجي رغم ميزانية تحديثه الضخمة وادارته المستحدثة وجيش الضباط المتخصصين الاليكترونيين وظهر ميدانيا كفتوة ذو عضل بلا عقل وتجلي طغيانه علي اجهزة القضاء وانعكس بصورة فجة ومربكة للجميع وهذا مكسب أيضا لزنه أقنع الشباب بامكانية تحدي هيذا الديناصور والشئ نفسه ينطبق علي جهاز الاعلام الحكومي الديناصوري الذي كان موضع لسخرية الشباب
وكان نتاج الغباء الأمني الحكومي هذا أن شبابا جديدا بدأو في الانضواء ضمن فصائل المحتجين ولديهم طاقة جديدة ورغبة تغيير اكيدة وعيوب كذلك عديدة وجاء الاعداد لاضراب الرابع من مايو وقد افتقد الحدث لاستراتيجية واضحة وان كانت العفوية قد امدته بزخم جديد وحيرت المتعاملين معه حتي اضطرو للجوء للوسائل الاكثر قذارة كحملات التشويه والضرب تحت الحزام والاعاقة والرقابة الاليكترونية وصولا لتعطيل البنية التحتية الاتصالية لوقف تداول الدعوة للاضراب وتزايد المؤيدين اليوم
والملاحظة التي رصدتها العديد من التعليقات علي الفيسبوك ان تعجل وشخصنه في دعوة الرابع من مايو قد طغت علي الاعداد لما بعد ابريل وان لم تخني الذاكرة فقد ظهرت هذه الدعوة لاول مرة في صباح يوم السادس من ابريل ذاته بما يدل علي ان الامر جري دون دراسة اي نتائج للاضراب الاول وهو امر كان شديد الغرابه ولو كان هناك من يوجه لأشاروا علي اخواننا المهرولين بضرورة تجنب عيد ميلاد الرئيس لما ينطوي عليه من استهداف شخصي لا يتفق وقيم المصريين ولاختاروا بدلا منه عيد العمال لما له من إشارة رمزية قوية تتقاطع وجهاد العمال ويتواصل مع جهد أهل المحلة لكن هذا ما حدث
الاعتماد البالغ فيه علي الظهور الاعلامي واعتبار احراج النظام مكاسب في ذاتها وهي وان كانت وسائل ضغط معتبرة الا انها ليست مكاسب يقينية ولا يصح ان تكون كذلك وكان عدم التنسيق الاعلامي وغياب العمل الجماعي الفاعل باب موارب لقفز البعض للحديث باسم الجماعة وتتويج البعض زورا باعبتارهم متحدثين رسميين ونجوم بل وزعماء وهم ابعد ما يكونون عن حقيقة هذه الاوصاف، ولم يتنبه المناصرين للتحرك الاحتجاجي لتكتيكات الاعلام الدعائي المضادة وحملات التشويه التي استخدم فيها بعض المناصرين بغير ارادتهم او نتيجة غفلة منهم
وعلي الرغم من محاولة التجويد وضبط الايقاع وتحديد المطالب إلا آنها ما زالت غائمة ولا شئ فيها غير عناوين وليس ثمة جهد يوضح البدائل المطلوب الوصول إليها وربما يقول أحدهم أن كفاية والاحزاب والاخوان والتجمعات العمالية قد كفتنا مؤونة التوضيح وجري ماء كثير في نهر المطالبة وسفح حبر اكثر. لكن ظني هو ان الكثيرين مما احتشدو خلف المطالب لم يكونوا علي علم أكيد بما يناصرونه ويطالبون بحدوثه وهذا عيب كبير فعنصر الوعي وضبط وترشيد حماسة المناصرين ضرورة لتأكيد الجماعية وخلق روحها وتوثيق عراها
كنت ولا زلت ممن لا يؤمنون بنضال الكيبورد و،اتعبره بتعبير أحدهم أضعف الايمان (احدهم يا عبده؟ :)) بيتكلم عليا وبيقول احدهم ماشي يا عم) ولازلت أري في العمل الميداني ضرورة والاحتشاد العلني قوة وان الفيسبوك والبلوجات ليست أكثر من وسيلة اتصال حلت محل مطبعة المنشورات والاجتماعات التنظيمية وهي بالأكيد لا تحل ابدا محل العمل الميداني لكن الكثيرين استسهلوا الامر وفرحوا واعتبرو الاشتراك في المجموعات وارسال التعليقات غاية الممكن وأمر سهل ولم يقدروا حقيقة الحركة وعنف رد الفعل الحكومي و ان هناك نفوسا قد ازهقت وان اناسا قد غيبتهم الزنازين واستمر مناضلي الكيبوردات عالو الصوت في التعامل بشكل عبثي اعمي سبب حرجا بالغا بل وأقول ولد شعورا لدي الجادين بتفاهة ما يجري فانسحبوا واثروا الانفصال
لا آريد حقا أن أفند وألتقط تفاصيل التفاصيل، فكل المآخذ التي قد يقذف بها عقل المرء الان تدور في سياق التعجل وافتقاد البوصلة إلا ان الامر لا ينفي حقيقة حدوث تغير في ساحة السياسة في مصر مع هذين الاضرابين وان جيلا جديدا يتخلق ومن ثم لابد الان من زرع قيمة في هذا الجيل اسمتها نواره النقد الذاتي لمعرفة اين نقف وماذا انجزنا وفيم اخفقنا كي نستمر نحو حراك اكثر فاعلية وحركة اكثر قوة
اننا نريد لجيل الألفية الثالثة من الشباب المصري الواعي ان يخرج عن صمته ويقف ليقول ان نعتهم بالسلبية واتهامهم بالانانية والفردية والسخف هي اتهامات ظالمة ودلالة علي عدم فهم ما يجري في الدنيا وما يجري في بلادنا، اننا شباب مختلف نحترم الماضي ولا نقف عنده ونري اننا بيدنا نصنع المستقبل وان بداية هذا المستقبل عند كلمة لا الرافضة والقوية التي ترفض الظلم والعنت والافقار والاذلال وكسر روح هذه الامة وتجويع شعبها وتدمير ثقافته والانفصال عن حقيقته
-----
خلص بوست عبده البرماوي وليا تعليق
الحقيقة انا مختلفة في اننا مستكبرين كلمة "فشل" عشان نطلقها على الاضراب
انا شايفة ان مافيهاش حاجة لما نقول اننا فشلنا
الفشل بيتقاس باننا كنا عايزين نتائج معينة والنتائج دي اتحققت او جزء منها على الاقل وللا لا
احنا كنا عايزين مشاركة جماهيرية من الناس وانهم ما ياخدوش رشوة التلاتين في المية ويناموا عليها لاننا بنطالب باصلاح المنظومة من الاساس مش عايزين مسكنات
وما جراش حاجة لما نقول فشلنا، والله ده يبقى سبق لينا اننا اول ناس في مصر والعالم العربي تعترف بالفشل وتقول انها متحملة مسئوليته وعايزة تصلحه
عمرها ما حصلت، ده حتى الهزيمة سموها نكسة عشان مش عايزين يعترفوا بيها
مش عيب، مش عيب ابدا بالعكس ده العيب على اللي ربونا على اننا ما نقولش انا غلطت
الحمد لله احنا كلنا مصريين، مش مستنيين حد من برة ييجي يحررنا ولا حاطين ايدنا على خدنا بنحاول نعمل اي حاجة في ظل ان مافيش قيادات - ومش عايزين بيني وبينكوا بلا وكسة - وفي ظل ان مافيش معانا غير ربنا ومالناش اهداف تانية غير الاصلاح وبس
وكمان مش عايزة ان يبقى فيه استخفاف بالمدونات، المدونات علمتنا نسمع بعض ونقبل بعض باختلافاتنا ودي برضه حاجة اول مرة تحصل في مصر، وما بقاش حد بيقول كلمة "افكار هدامة" اللي كانت بتتقال زمان
كل دي ايجابيات وممكن نطلع من الفشل ده ايجابيات كتيرة قوي تنمينا اكتر
وتكالنا على الله
ملحوظة: انا عملت موديريشن عشان ح الظابط وح الامين بيدخلوا يسيبوا تعليقات بتضايق زوار المدونة
بس اي اختلافات انا ح انشرها وبارحب بيها
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.