ثقافة العري فى فضائيات حماة مقدسات مكة
بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
في مصر وكما هو الحال في كافة بلادنا العربية، الخوف على شبابنا، ليس فحسب من (المخدرات) و(الانحلال الخلقي)، ولكن من تلك الثقافة التي تبثها فضائيات تلك المملكة و ذلك (الأمير) الذي باع بعضها لليهود، كما أشارت هذة الصحيفة في أعدادها السابقة؛ فهذا الأمير ورفاقه دعاة حماية المقدسات، يبثون عبر فضائياتهم وصحافتهم المبتذلة، (ثقافة العري) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومبنى؛ فمن استخدام للجسد، وبخاصة جسد المرأة في أسوأ، وأحقر استخدام له ،إلى إثارة متعمدة للغرائز، مع غياب كامل للمضمون الإعلامي الجاد والمحترم، فيتحول شبابنا تدريجياً إلى مجرد مستهلك لـ(بضاعة) رخيصة، تطل عليه صباح مساء من هذه الفضائيات.
* الأخطر في ثقافة العري التي يمتلكها ويبثها هؤلاء التُجار والسماسرة بقيادة الأمير (إياه) أنها تتعمد تقديم المرأة المصرية باعتبارها مثال للفتنة والإثارة، وليست تلك المرأة الفقيرة المكافحة (وما أكثرهن) أو المرأة العالمة المثقفة المتدينة، إنه يقدم فقط المرأة المبتذلة، وكأن كل نساء مصر كذلك، ولعل حلقات هالة سرحان عن (الدعارة في مصر) والتى قدمتها عبر فضائية روتانا التى يباركها شيوخ الوهابية ويحللون مشاهدتها فى الوقت الذى يكفرون فيه المقاومة وثقافتها نقول لعل ماقدمته( هالة)خير مثال على ما نقول، حيث فبركت الإعلامية الكبيرة القضية وقدمت فتيات مصريات باعتبارهن داعرات يقدمن المتعة بأجر، ثم بعد إذاعة الحلقات على قناة روتانا التي يمتلكها (الأمير الوليد بن طلال) الذي يزعم هو وأسرته ودولته حماية الكعبة والمقدسات والقيم (!!)، إذ بالفتيات يفضحن القناة الفضائية، والإعلامية الكبيرة وأميرها الذي حماها، ويعلن أنهن قمن بتمثيل دور الداعرات مقابل أجر وأن المسئولين بهذه الفضائية أجبرهن على ذلك!!
* إن تعمد هؤلاء تقديم المرأة المصرية على هذا الشكل يعد في عرف القانون جريمة ينبغي أن يحاسبوا عليها، وهو ما جري فعلاً في حينها، لكن الأهم هو المحاسبة الشعبية والسياسية، وهو ما ينبغي أن يظل مستمراً وقائماً حتى لو حفظ التحقيق القانوني مع هالة والأمير الوليد الذي حماها مرغماً عن أنف الشعب المصري، بل وأعطاها برنامجاً جديداً تبث فيه "ثقافة العري" التي تتقنها ويحبها الأمير ورفاقه!!
* الأخطر من الشكل السائد لثقافة العري هذه، هو ثقافة التطرف والغلو والتكفير التى ابدع فيها شيوخ الوهابية المتسعودة ضد كل ماهو خير وحلال فى ديننا ودنيانا وهي ثقافة لا تقل خطراً عن (ثقافة العري) بل ربما تقوم بنفس المهمة وهي تشوه القيم (والتي عمودها الإسلام) وتشوه التدين المصري والعربي المعتدل، والغريب في الأمر أن الذي يرعى الثقافتان (العري والتطرف) هو مصدر واحد (الاسرة السعودية)وهو ذاته المصدر الذي لا يعلو نجمه إلا عندما يهبط نجم الثقافة والتدين المصري المعتدل، إنهم يعّلون ويتضخمون بأموالهم وثقافتهم المبتذلة كلما هبط الدور المصري بفعل حكامه وبعض مثقفيه من السماسرة والمرتزقة وهو الدوروالذي نطالب اليوم بإحيائه وبقوة في مواجهة أموال النفط وثقافة عريه وغلوه الديني المخالف لروح الإسلام وجوهره.
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.