Monday, 17 December 2007

عاجل إلى مصريين ضد التعذيب

الرسالة دي وصلتني من وائل عباس بيهيب بمصريين ضد التعذيب أن تتخذ اللازم
اليكم الرسالة:

بلاغ إلى وزير الداخلية
من للضعفاء يا عادلى؟
تحقيق/ ميادة مدحت
mmedhat24@hotmail. com

سيدى الوزير إن البلاغ الماثل بين أيديكم هو أكبر من مجرد قضية تعذيب، إنها قضية مجتمع غابت عنه قيم العدالة الاجتماعية وانتهكت فيه حقوق الإنسان.. إنها قضية رانيا العبد الممرضة البسيطة التى كانت تعمل عند أحد الأطباء يوميا من التاسعة صباحا حتى منتصف الليل ثم تستقل القطار من كفر الشيخ الى قريتها " سيدى غازى" لتصل منزلها فى الواحدة صباحا، كل هذا الشقاء فى مقابل 150 جنيه شهريا.. ولا عجب إن استعبد ذلك الطبيب تلك الفتاة وتعامل معها كجارية مكلفة بخدمته وتلبية أوامره مهما كانت تلك الأوامر مهينة لآدميتها وكرامتها. وعندما ثارت رانيا لحريتها وأمهلته شهرا لإيجاد ممرضة غيرها طبقوا عليها قانون العبد الآبق.. وأخذها الباشا الضابط ابن الدكتور "سيد الوسية" إلى قسم كفر الشيخ علقوها كالشاه وصعقوها بالكهرباء وأهانوها بالأب و الأم. وقد التقيتها لتقص على المأساة:
· ............ ......... ......... ......... ......... ......... ......... ......... ........؟ - اسمى رانيا أسامة العبد من سيدى غازى كنت أعمل ممرضة فى عيادة الدكتور / محمد الأشرف وهو طبيب أسنان فى كفر الشيخ كما أنه بلدياتى ومن العائلة.. إلى أن تركت العمل فى 2003.
· ما الذى دفعك لترك العمل لدى الدكتور/ محمد الأشرف؟
- كنت أعود متأخرة كل ليلة ونحن بلد أرياف مما كان يعرضنى لمواقف سخيفة، كما أن العمل كان شاقا للغاية ونصف المرتب كان يضيع فى المواصلات كما أن الدكتور .. تتردد قليلا وتدمع عيناها ..
· هل تركت العمل بشكل مفاجئ ؟
- بالعكس لقد أبلغت الدكتور محمد قبل أن اترك العمل بشهر واستمررت حتى يجد ممرضة غيرى لكنه أخبرنى انه لا يريد سواى وفى آخر يوم من شهر 7 حدث ما حدث.
· ما الذى حدث يا رانيا ؟
- فى حوالى الساعة الثانية ظهرا يوم 30/7/2007 فوجئت بثلاثة ضباط واحد منهم هو احمد الأشرف ابن الدكتور/ محمد وقبضوا عليا واقتادونى إلى سيارة الشرطة تحت وابل من السباب البذيء والضرب وعندما سألتهم أنا عملت إيه أجابنى الضابط أحمد الأشرف أنى سرقت 8 آلاف من عيادة الدكتور
· هل كان الدكتور/ محمد يحتفظ بنقود فى عيادته؟
- لا .. العيادة كانت فى نفس العمارة التى بها شقته وفى نهاية كل يوم كان الدكتور يعطينى الحصيلة لأسلمها للمدام فوق وآخذ منها المفتاح فأعطيه للدكتور ليغلق العيادة وانصرف.
· إذن لم يكن معك مفتاح العيادة؟
- لا
· إلى أين أخذك الضباط؟
- أخذونى إلى البندر – قسم كفر الشيخ- واستجوبونى هناك
· يعنى فتحوا محضر؟
- لا.. لم يكن هناك دفتر ولا كتابة كان استجواب وبس وكانوا يريدون منى الاعتراف بسرقة 8 آلاف جنيه وعندما رفضت قالوا طب اعترفى أن واحد من أخواتك أخذهم وعندما بكيت وقلت أن هذا ظلم اصطحبونى إلى غرفة جانبية وانهالوا على ضربا وركلا و.. تصمت ثم تجهش بالبكاء
· فى اليوم الثانى اصطحبونى إلى غرفة تحت وهناك ربطونى فى كرسيين خشب وضربونى بعصا غليظة وبأيديهم وأرجلهم فى كل مكان فى جسمى حتى تورم جسدى كله ثم دخل أحمد الأشرف بجهاز أسود شبه الراديو به سلكان وصل واحد بأذني اليمنى والآخر باليسرى وقال لى اعترفى أن أخوك سرق وأنا أرحمك وعندما رفضت سرى التيار الكهربى فى جسدى وأفاقونى ليواصلوا التعذيب بالكهرباء لأكثر من ساعتين واستمر هذا العذاب لمدة يومين كاملين حتى اعترفت وبعدها فتحوا محضر وأخذوا أقوالى.
· عنى تسجيل أقوالك كان بعد التعذيب؟
- آه
· أين كان أهلك طيلة اليومين وكيف عرفوا بما حدث؟
- بعد أن انتهت وصلة التعذيب الأولى أخرجونى إلى غرفة جانبية مع مخبر وفى الطريق قابلت أحد بلدياتنا وهو الذى أخبر أهلى فجاءوا إلى القسم ورفض الضباط أن يدخلوهم أو حتى أن يدخلوا لى طعام.. حتى أن أحد المتواجدين بالقسم لقضاء مصلحة له صعب عليه حالى وحاول أن يدخل لى طعام ولكن المخبرين منعوه وقالوا:- لا دى متوصى عليها !
· متى ذهبتى الى النيابة؟
- فى اليوم الثالث رحت النيابة ووكيل النيابة شاف آثار التعذيب على وجهي وجسدى ولسانى كان متورما لدرجة أنني تكلمت معه بصعوبة شديدة و آلام فى فمى ولسانى وفكى وكان جسدى متورما وأزرق اللون. وقد فتح وكيل النيابة محضر آخر بواقعة التعذيب وعملها جناية تعذيب وأخلى سبيلى.
· إذن ذهبتى إلى منزلك فى اليوم الثالث بعد إخلاء سبيلك ؟
- لا
· ............ ......... ......... ......... ......... ......... .؟
- أخذنى الضباط مرة أخرى إلى البندر وبدأت وصلة تعذيب وتهديد جديدة حتى لا أغير أقوالى ثم تركونى وجاء آهلى وأخذوني إلى البلد وفى المساء رحت فى غيبوبة فاصطحبونى الى المستشفى وهناك حولونى إلى الطبيب الشرعى.
· أين تعملين الآن يا رانيا؟
- أنا لا اعمل من يوم الواقعة وكان لى أخت تعمل فى محل للأدوات الكهربية تركت عملها خوفا من أن يحدث لها ما حدث لى.. فإذا كان قريبنا عمل كده أمال الغريب هيعمل ايه؟
· رانيا هل هناك ضغوط عليك للتنازل عن القضية؟
- نعم الضباط الثلاثة حاولوا كتير مع أعمامى وأخوالى بالتهديد وبالفلوس
· كم كان أجرك يا رانيا؟
- 150 جنيه
· وما عدد ساعات العمل كل يوم؟
- كنت اعمل من الصباح إلى الثانية عشر منتصف الليل
· هل كان الضباط يعذبونك بأنفسهم أم اقتصر دورهم على إعطاء الأوامر؟
- لا كانوا يعذبونى بأيديهم
· هل انسحب أحدهم أثناء التعذيب .. هل اهتز أحدهم لصرخاتك وتوسلاتك؟
- بالعكس كانوا يضحكون كلما صرخت وكنت أشعر أنهم وحوش
· هل تعرفين أسماءهم؟
- طبعا.. محفورة فى ذاكرتى الملازم أول وقتها أحمد الأشرف ونقيب هيثم عبد العليم عكاشة ونقيب محمد هاشم
· رانيا.. عندما تشاهدين الآن رجل شرطة فى الشارع ما الذى تشعرين به؟
- أشعر بالرعب!!!!!!
إلى هنا انتهى حوارى مع رانيا العبد واسمح لى يا وزير العسس أن أضع خطا أحمر تحت كلمتها الأخيرة .. لقد صار رجالك يا وزير الأمن رموزا للرعب والفساد لقد صار حاميها حراميها ومعذبها وصاعقها بالكهرباء.
من للضعفاء يا وزير الداخلية؟ من للشرفاء يا عادلى؟ ومن هؤلاء الضباط حتى يعيثون فى الأرض فسادا بلا حساب ولا عقاب ؟ هل هم مراكز قوى فى الداخلية لكى يجاملهم المحامى العام بكفر الشيخ ويعدل تكييف القضية التى وصفها الرجل النزيه هشام العوجى وكيل نيابة كفر الشيخ الجزئية كجناية تعذيب طبقا للمادة 126 فقرة 1 من قانون العقوبات إلى جنحة استعمال قسوة يكتفى فيها بالجزاء الإداري والمحاكمة التأديبية؟ أين كان ضميرك أيها المحامى العام؟
ما سلطة هؤلاء الضباط على المحامى العام؟ وهل مارس زوج شقيقة المتهم الأول -وهو ضابط بأمن الدولة- ضغوطا على المحامى العام؟
إنني لا اتهم المحامى العام جزافا ولكنى أعرض رأى المكتب الفنى للنائب العام الذى أكد رأيه أن ما فعله المحامى العام إن هو إلا مجاملة مكشوفة للضباط، وهو أيضا رأى المستشار / مدحت العديسى رئيس محكمة بندر كفر الشيخ الذى حكم بعد اختصاص محكمة الجنح بنظر الواقعة ، باعتبارها جناية تعذيب طبقا للمادة 126 عقوبات.. هؤلاء الضباط أولاد مين فى مصر يا وزير الداخلية حتى يظلون من 2003 إلى الآن فى مواقعهم لم يمسسهم سوء حتى قرار إيقافهم 6 أشهر لم ينفذ منه يوم واحد.
للعلم .. رانيا ليست باحثة عن الشهرة أو عن تعويض حتى أنها كانت ترفض أن انشر اسمها أو صورتها ولولا الأستاذ أحمد عاشور نائب رئيس حزب الغد سابقا ومحامى الضحية لما كنت قد تمكنت من إجراء هذا التحقيق وقد أمدني الأستاذ أحمد مشكورا بكل مستندات القضية التى تسندنى فى مواجهة مافيا ضباط التعذيب..
سيدى الوزير تحت يدى تقرير الطبيب الشرعى الذى أكد رواية رانيا وتعرضها للضرب بالأيدي والعصى وكهربتها وتعليقها من اليدين والقدمين .. يا الله كيف تحملت المسكينة كل هذا العذاب ؟ إن رانيا لا تنام ولا تبتسم منذ 30/7/2003 تسيل دموعها فى صمت وتتوجه بدعائها إلى الله أن يقيض لها قاضيا يقض بالحق ليشف صدور قوم مؤمنين.
يا رانيا لا تخافى ولا تحزنى فإذا كانت الداخلية تحمى رجالها وان طغوا وبغوا فى الأرض الفساد فإن الآلاف معك وحولك يؤمنون بقضيتك ويألمون لألمك.. وان كان الجناة يحتمون بحبيب العادلى .. فكلنا حماة لمصر ولكرامة الإنسان المصرى ولو بأرواحنا .. ولقاؤنا فى 30/12/2007 وان غدا لناظره قريب.

تقبل تحياتى
ودمت مدفعا منطلقا فى صدور الاغبياء الذين استبدوا بمصر


ميادة مدحت
مذكرات مواطنة مصرية

No comments:

Post a Comment

Note: only a member of this blog may post a comment.