بابا سعيد زيادة احد المقاتلين الابطال بيحكي لنا عن ذكرياته عن مقاومة السويس
وبيحكي لنا عن ابطال حرب السويس ولاد البطة السودا
اللي مالهمش جمعية صداقة مصرية سويسية تحتفل بيهم
زي جمعية الصداقة الكوبية المصرية ما بتحتفل بجيفارا
اترككم مع بابا سعيد زيادة وكلماته:
أتواصل مع حضراتكم
مهندس مصرىحصرتك طلبت منى أحكى ذكرياتى عن حرب السويس
كل سنه و أنتم طيبين .. النهادره عيد السويس القومى .. عيد المقاومة الشعبية .. يعنى عيد صلاح الباهى و محمد الدسوقى و عادل كمال صليب و الكابتن غزال و الشيخ حافظ سلامه و عادل اٍسلام و عشرات و عشرات ممن لاقوا العدو الاٍسرائيلى فى شوارع المدينة البطلة من بيت لبيت و من شباك لشباك و من سطح لسطح زى ما تكون السويس كانت مخبيا الأبطال دول فى حضنها و طلعتهم وقت اللزوم ..الله يجازيكى يا نواره يا بنت نجم ما أنا على قولك كنت قاعد فى حالى كافى خيرى شرى و مستكفى بشوية الذكريات مع فنجان القهوه و قراية الفاتحه على روح زملاء السلاح اللى أستشهدوا و سابونى علشان أشوف الزمن العجيب ده .. الله يرحمكم يا وحوش .. يا ترى لو كنتم أطلعتم على الغيب و عرفتوا اللى حايحصل كنتم برضو حاتعملوا اللى عملتوه ؟؟ الكمائن فى زمننا ده بقت كمائن على الكبارى لأصطياد خلق الله الغلابه اللى راجعين بيوتهم بعد يوم عمل طوييييل راكبين ميكروباص مهكع زيهم .. و الضرب ما بقاش ضرب فى المليان لكن بقى ضرب على القفيان .. و التحرش ما بقاش تحرش بتحصينات العدو لكنه فى عصرى بقى تحرش بالبنات .. و المؤخره يا حلاوتها مش مؤخرة القوات اللى هاجمه لأ دى بقت مؤخرة روبى و أخواتها طبعا تلاقيكم يا شهدائنا مش عارفين روبى !! أحسن تستاهلوا .. أمال بقى لو شفتم العلم الاٍسرائيلى بيرفرف فى سماء القاهره حاتعملوا أيه ؟؟ لأ ما تفتكروش لا سمح الله أنهم أحتلوها لكن ده فى عصرى علم دولة صديقة اللى يقطعه ياخد 6 أشهر حبس .. و تصدقوا يا وحوش أنه العراق كلتها الكلبه الأمريكانى !! و بغال الجيوش العربية واقفه تتفرج !! ما تستغربوش ما هم وصلوا لها من قناة السويس اللى عبرتوها بدمكم و أرواحكم و ياما حاضنه فى بطنها من أجسادكم .. و تصدقوا أنه لحد أول اٍمبارح أعلنت سوريا أنها لسه بتبحث عن الوقت و المكان المناسب للرد على الغارة الجوية الاٍسرائيلية على أراضيها هأوووووو .. مش مصدقينى ؟؟ طيب أسمعوا دى : و حق من كتب عليكم الشهادة أن القتال الدائر اليومين دول على أرض فلسطين مش بين قوات الصهاينة و الفلسطينيين لكن بين قوات الفلسطينيين و قوات الفلسطينيين !!! أقول لكم ايه و لا أيه يا حبايب قلبى ؟؟ ده أنا قلبى شايل هم لو أتوزع على أهل الصين لأنتحروا عن بكرة أبيهم ..السويس فجر يوم الأحد واحد و عشرين أكتوبر .. كنا 296 مقاتل صاعقة على مشارف المدينة .. نقلتنا شاحنات جنود من مواقعنا المتقدمة فى الجيش الثالث المحاصر بقوات شارون اللى فتحت الطريق من ناحية الدفرسوار تمهيدا لتقدم قوات المؤخرة لمدينة السويس لاٍحتلالها و التحكم بطريق السويس القاهره اللى كانت بتحرسه قوات كوماندوز جزائرية لاحظت دمويتهم و صلابتهم فى القتال .. كان الأمر اللى صدر من القاهره هو نقل أفراد الصاعقة و اٍدخالهم مدينة السويس للاٍنضمام لقوات المقاومة الشعبية لخبرتهم فى القتال و رفع روح المقاومين المعنوية و الصمود حتى آخر رجل و اٍمرأة و طفل فى المدينة بدون اٍستسلام لا تصدقوا أبدا أن كذبة أن محافظ السويس وقتها كان ينوى تسليم المدينة .. أبدا .. شهادة لله كان الرجل ينزل بنفسه وسط المقاومين و ينظم و يبث فيهم روح الاٍستبسال لما وصلنا المدينة عن طريق الاٍلتفاف حول منطقة الأدبية من ناحية العين السخنة تفاديا لدوريات العدو ليس خشية المواجهه و لكن حتى نفوت عليه معلومة دخول أفراد صاعقة للمدينة اللى ظن أنها مدينة أشباح ما فيهاش ناس يدافعوا عنها كان النهار لم يطلع بعد و تلقنا على مشارف السويس 2 من رجال المقاومة واحد منهم ظابط بالمخابرات الحربية و توجهنا لمستشفى السويس العام .. و هناك كان موجود العقيد فتحى عباس و دكتور أفتكر كان اسمه أيوب و الشيخ حافظ سلامه اللى كنت بأسمع عنه بس ما شفتوش و عدد من قيادات المقاومة الشعبيية .. و لم يستغرق الأمر أكثر من ساعة تقريبا و كان سيناريو المقاومة جاهز و منتظر التنفيذ .. كانت الخطة تقضى بتقسيم مدينة السويس كل قطاع هو خط دفاع مستقل بذاته و بخدماته و بأفراده فلو سقط خط دفاعى يتولى الخط اللى بعده صد الهجوم من المقدمة و فى نفس الوقت يتخذ أفراد من المقاومة المختفين داخل البيوت مواقعهم بسرعة و خفة مكان الخط المنهار و يهاجموا مؤخرة القوات و هكذا خط وراء خط حتى تمام اٍبادة القوات الغازية .. على أن يكون بكل خط دفاعى عدد من أفراد الصاعقة يقاتلون مع رجال المقاومة الشعبية .. و تم تعيين أفراد خدمة لاٍخلاء الجرحى و نقلهم للمستشفى .. كمان تم تحديد نقاط اٍستراتيجية توضع فيها كمائن بالرشاشات و قذائف الآر بى جى اللى أتمينا تدريب رجال المقاومة الشعبية على اٍستعمالها فى وقت قياسى .. و كمان تم تدريبهم على اٍلقاء القنابل اليدوية الروسى اللى تفريغ الهواء بتاعها ممكن يصيب من يلقيها لو لم يحسن اٍستعمالها .. و أيضا عرفناهم بعض تريكات القتال و التلاحم بالسلاح الأبيض و كان عندهم خلفه عسكرية جيدة .. كانوا شباب و رجال من مختلف الأعمار جمعهم هدف واحد هو الدفاع عن مدينتهم حتى الموت .. كان اٍصرارهم غريب يا جدع اٍنهم ما يسيبوش البلد للكلاب ينهشوا فى لحمها و فى عرضها و يمصمصوا فيها .. ما عليناتلات أيام مروا علينا فى السويس .. و قد جهزت لاٍستقبال قوات العدو اللى كانت بالفعل بتتحرك لغزو المدينة و قد بدلنا يونيفورم الصاعقة المموهه و أعطانا الأهالى ملابس مدنية من عندهم و اكنت المشكلة فى صعوبة العثور على المقاس المناسب لأن جنود الصاعقة ضخام الجسم .. الحقيقه كانت كمية السلاح و الذخيرة اللى كان بيتم نقلها من الجيش التالت لداخل البلد بدون توقف أو هواده تكفى للصمود أمام الغزو لمدة شهر من القتال المتواصل أضف لذلك معرفة أهل السويس بشوارعها و حواريها و بيوتها و دى طبعا ميزة كبيرة فى حرب الشوارع .. كان السلاح الخفيف من بنادق الكلاشينكوف و الطبنجات البرته التسعه ملى متاحه و موجوده بكميات هائله و أيضا الآر بى جى و عدد من صواريخ ساجر .. و لكن كانت المشكلة هى الطعام و الماء .. كان المخزون بدأ يقل بسبب قطع طريق الاٍمدادت من القاهره .. و الله رأيت بعينى كيف كان السوايسه يكتفون بلقمة صغيره و شوية ماء ساعة الاٍفطار و يعطونا الباقى على أننا ضيوف عندهم .. كانت المدينة فعلا تبدو كمدينة أشباح لا يتحرك فيها سوى عدد محدود للغاية من موظفى معامل تكرير البترول و مصنع السماد و قد أختفى المقاومون اٍستعدادا لاٍستقبال الضيوف الكلابالأربعاء 24 أكتوبر الساعه سبعه صباحا .. أبلغ أفراد من المتواجدين على مشارف المدينة أن بشائر ولاد المتضايقه ..مشوها المتضايقه.. قد بدأت فى الظهور .. و أنهم و يا للعجب يركبون أتوبيسات و عربات جيب مصرية من اللى غنموها .. عشرات المدرعات و مئات الجنود من لواء جولانى اللى هو صفوة صفوة الكوماندوز بملابسهم المميزة و هم من أمهر الجنود فى العالم و لما أسرنا منهم شوية لاقينا فيهم أمريكان وصلوا لاٍسرائيل قبل تمانيه و أربعين ساعه للاٍشتراك فى القتال كانت الخطه هى تركهم يدخلوا المدينة حتى يصلوا للمفارق و هناك يتم اٍبادتهم فى الشوارع حيث يصعب عليهم الهرب .. لكن تقول اٍيه بقى فى الدم الصعيدى الحامى ؟؟ واحد من مصوبى صواريخ ساجر ما أقدرش يمسك نفسه و ضرب عليهم صاروخ دمر المدرعة اللى فى المقدمة فتوقف الرتل و بدأ الجنود فى القفز من الأتوبيسات و قضوا على تلاته من المصريين اللى كانوا فى موقع الاٍستطلاع الأمامى .. و بدأ الاٍشتباك مبكرا على عكس الخطة و أنطلق صاروخ ساجر تانى و تالت و رابع لكن لم يحققوا الهدف من اٍطلاقهم .. و تابع جنود جولانى التقدم سيرا على الأقدام نحو المدينة و قد أنكشف لهم أن بالمدينة مقاومين فى الوقت ده أنا كنت مختبأ فى مدخل منزل مع أربعه من المقاومة أتنين على السطح و واحد بالطابق العلوى و آخر بجانبى .. و بدأت سيارات الجيب و المصفحات فى المرور من أمامنا و لفت نظرى أنهم كانوا ماشيين على الناحية اليمين من الشارع تبعا لقواعد المرور .. و بدأ الاٍشتباك .. أنطلقت الآربيجيهات و تبعتها قنابل يدوية و زخات رشاشات من كل مكان و من كل شباك و من كل زاوية .. و سقط منهم كتير .. و أحتمى بعضهم بمداخل البيوت فكانوا بيفاجئوا بوجود مقاومين داخلها بيشتبكوا معهم بشراسة .. و أستشهد حوالى 6 مصريين و جرح عدد آخر و تم اٍبادة الدفعة الأولى من اليهود بعد مقاومة عنيفة منهم وسط أتون القذائف اللى كانت بترميها دبابتهم على البيوت المقاومة .. و أستشهد البطل اللى كان معايا فى المدخل فور خروجنا من البيت لننتقل لمكان آخر بعد اٍنكشاف مكاننا .. لفت نظرى ما يقوم به بعض المقاومين من اٍستسلامهم لليهود و خروجهم رافعين أيديهم و لما كانوا بيقتربوا منهم فجأه يرموهم بقنابل يدوية مخبأة فى كفوفهم و منهم من أستشهد بهذه الطريقة .. و حل الظلام و اليهود ولاد المتضايقه ..مشوها المتضايقه.. لا يكفوا عن اٍرسال فوج ورا فوج لغزو المدينة و سحب الجرحى و القتلى .. و نجح الكثير منهم فى الاٍختفاء داخل المنازل و المحلات و بدأت أعمال القنص بين الجانبين .. ربكم و الحق كان القتال ده بيختلف كثيرا عما تعودنا عليه .. يعنى الشوارع ضيقه غير الصحراء اللى هى الملعب الطبيعى لفرد الصاعقة و حصلت اٍصابات بين المصريين بسبب النيران الصديقةالخميس 25 أكتوبر أول يوم فى العيد الصغير .. كان اليهود قد نجحوا فى الاٍستيلاء على قسم شرطة الأربعين و مبنى المحافظة .. و بدأت مكبرات الصوت تحث المقاومين على الاٍستسلام و الخروج من مخابئهم رافعين الرايات البيضاء .. و أنطلقت أصوات التكبيرات من مسجد الشهداء و بدأ المئات من رجال المقاومة فى قراءة الفاتحة بصوت واحد رهيب أرتجت له السماء كاٍعلان منهم عن تقبلهم للشهادة دفاعا عن بلدهم .. و بدأ عميد الصاعقة عادل اٍسلام و معه العشرات من رجاله فى مواجهة مدرعات الاٍسرائيليين وجها لوجه .. و سقط الشهداء و أزدادت شراسة اليهود و بدأت جنازير دبابتهم تهرس أجساد الشهداء عن عمد .. و فى هذا اليوم كان لى شرف القضاء على عدد كبير منهم أبرزهم ملازم اٍسرائيلى اٍسمه غزال عرفت اٍسمه من أوراقه التى كانت فى جيبه اٍشتبكت معه بالسلاح الأبيض داخل محل حلاقه كان يختبىء فيه و قضيت عليه بعد ما أصابنى بجرح فى صدرى و حملت جثته و سلمتها لرجال المقاومة اللى دفنوها فى مكان خفى و تم مبادلتها يوم 28 أكتوبر بأسير مصرى .. و يأس اليهود من محاولاتهم المتكررة الفاشلة فى الاٍستيلاء على المدينة بعد محاولتين فى هذا اليوم و تركوا عدد كبير من القتلى و الجرحى اللى أصيبوا أكثر من مره بسبب تكرر اٍطلاق النار عليهمالجمعه 26 أكتوبر .. صلينا الجمعه بمسجد الشهداء و صلينا صلاة الغائب على شهداء المدينة و كان الاٍمام الشيخ حافظ سلامه الله يرحمه .. و خرجنا من المسجد فرحانين بالنصر فوجدنا أهل السويس الطيبين بيوزعوا علينا الكحك و البسكويت .. كانت فرحة عارمة و شعور بالزهو للنصر ممزوج بشجن نبيل لشهدائنا اللى راحواو صلتنا تهنئة السادات و المشير أحمد اٍسماعيل و الفريق الشاذلى و تلاها علينا بعد ما تجمعنا العميد عادل اٍسلام شهر أغسطس اللى فات كنت فى السويس و مريت على الأماكن اللى بأحكى لكم عنها .. أتغيرت و تقريبا تبدلت و كانت أغنية العنب العنب تنطلق من كل مكان بشكل هستيرى فأغلقت السماعة التى أضعها فى أذنى بسبب ضعف السمع اللى أصابنى مؤخراكل سنه و أنتم طيبين بمناسبة عيد السويس القومى اللى هو عيد المقاومة الشعبية
====
الكلام ده كان سنة تلاتة وسبعين
ده غير حرب ستة وخمسين
يا عيني عليكي يا سويس وعلى ولادك اللي رووا البلد بدمهم
وفي الاخر بنحتفل بجيفار
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.