أسعدني الحظ أن أقرأ مذكرات هدى شعراوي، حيث روت سيرتها الذاتية، ثم أرخت لمشاركتها في العمل الاجتماعي، الآن أنا اقرأ كتاب مارجو بدران "النسوية والإسلام والوطنية"، وتتحدث فيه مارجو عن أن المشاركات الاجتماعية للمرأة كانت أحد أسباب نهضتها.
كما أسعدني الحظ أن أشارك في العمل الاجتماعي لمدة تقترب من العامين والنصف. وبمقارنة ما كتبته هدى شعراوي ومارجو بدران، وما اختبرته بنفسي، أحزنني أن المفاهيم الاجتماعية والإيمانية تتراجع. تتحدث هدى شعراوي عن جمعيات خيرية إسلامية وقبطية وأرمنية ويونانية ويهودية ثم أول جمعية "علمانية" شاركت في تدشينها هدى شعراوي ألا وهي "مبرة محمد علي".
لم أر في تأريخ هدى شعراوي – أو مارجو بدران – ما نراه الآن من عبارات اتهامية يتقاذفها الجميع والتي هي من قبيل: "الجمعيات الإسلامية تستغل فقر الناس لخدمة الإسلام السياسي وأسلمة المجتمع" أو "الجمعيات المسيحية تنصر فقراء المسلمين" أو "الجمعيات العلمانية تسلخ الناس عن دينهم وترغب في نفي الجمعيات الدينية لخدمة أغراض سياسية أجنبية". وهذه الاتهامات، للأسف، تنطبق على بعض من تلك الجمعيات.
كيف كانت، بالأمس، التعددية الدينية والعرقية أوسع وكان الناس أكثر التزاما بدينهم وإيمانا به، وكانت مصر ترزح تحت الاحتلال، ومع ذلك لم يفلح الاحتلال في ضرب الوحدة المصرية؟ كما أن تلك الوحدة لم تستلزم تخلي الناس عن دينهم، بل على عكس ذلك تماما، الوحدة نبعت من إيمان كل مواطن بدينه – أيا كان – وعليه فهو يحب "خليقة الله" وسنته في الاختلاف.
وكانت الجمعيات الإسلامية والمسيحية – بطوائفها وأعراقها – والعلمانية تخدم كافة فقراء الشعب دونما التعرض لمعتقداتهم، أو أي محاولة لاستقطابهم أو استغلالهم، أما الجمعيات اليهودية التي قصرت خدماتها على فقراء اليهود، فلم تثر حفيظة بقية المواطنين ولم يحملوا تجاهها أي مشاعر سلبية. وحين دشنت الليدي كرومر جمعيتها الخيرية لاستغلال الفقر في أغراض سياسية، رفض أغنياء مصر بأديانهم وأعراقهم ( المصريون والترك والشوام والأرمن واليونان بل واليهود) الانتماء لتلك الجمعية، والأغرب أن فقراء مصر الذين كانوا لا يجدون غضاضة في الاستفادة من الجمعيات الخيرية كافة بصرف النظر عن خلفيتها الدينية والفكرية، رفضوا التعامل مع جمعية الاحتلال، حتى أوصدت جمعية كرومر أبوابها.
ما الذي حدث؟ ولماذا كان الدين حاضرا بقوة ولم يشكل أية حساسية بين الناس؟ بل كان هو السبب المباشر في التعايش بين أفراد الشعب؟ وكيف لم يفلح الاحتلال في تشويه عقائد المصريين، وأفلحنا نحن في تشويه عقائدنا فحولناها إلى مصدر للبغض والتباعد، بعد أن كانت سببا للمحبة والوحدة؟ وكيف تحول العمل الخيري الذي كان منذ مائة عام سببا في تحرر المرأة والبلاد، إلى عمل، في بعض الأحيان، "شرير" يهدد وحدة البلاد وسلامتها؟ ثم كيف تحول العمل الخيري إلى عمل استعراضي عند بعض الناس؟ أنا أعرف إجابة السؤال الأخير، النساء كن ومازلن عماد العمل الخيري، في السابق كانت المرأة تخوض، في منزلها ومجتمعها، معركة ضارية حتى تتمكن من الخروج إلى العمل الاجتماعي بنفسها ولا تكتفي بالمشاركة المالية، لذلك كانت نساء العمل الخيري مخلصات، لأنهن لم يخضن تلك الحرب ليستعرضن صورهن في الصحف ويحصلن على جوائز عالمية. أما بقية الأسئلة فبالفعل لا أعرف لها إجابة.
لم أر في تأريخ هدى شعراوي – أو مارجو بدران – ما نراه الآن من عبارات اتهامية يتقاذفها الجميع والتي هي من قبيل: "الجمعيات الإسلامية تستغل فقر الناس لخدمة الإسلام السياسي وأسلمة المجتمع" أو "الجمعيات المسيحية تنصر فقراء المسلمين" أو "الجمعيات العلمانية تسلخ الناس عن دينهم وترغب في نفي الجمعيات الدينية لخدمة أغراض سياسية أجنبية". وهذه الاتهامات، للأسف، تنطبق على بعض من تلك الجمعيات.
كيف كانت، بالأمس، التعددية الدينية والعرقية أوسع وكان الناس أكثر التزاما بدينهم وإيمانا به، وكانت مصر ترزح تحت الاحتلال، ومع ذلك لم يفلح الاحتلال في ضرب الوحدة المصرية؟ كما أن تلك الوحدة لم تستلزم تخلي الناس عن دينهم، بل على عكس ذلك تماما، الوحدة نبعت من إيمان كل مواطن بدينه – أيا كان – وعليه فهو يحب "خليقة الله" وسنته في الاختلاف.
وكانت الجمعيات الإسلامية والمسيحية – بطوائفها وأعراقها – والعلمانية تخدم كافة فقراء الشعب دونما التعرض لمعتقداتهم، أو أي محاولة لاستقطابهم أو استغلالهم، أما الجمعيات اليهودية التي قصرت خدماتها على فقراء اليهود، فلم تثر حفيظة بقية المواطنين ولم يحملوا تجاهها أي مشاعر سلبية. وحين دشنت الليدي كرومر جمعيتها الخيرية لاستغلال الفقر في أغراض سياسية، رفض أغنياء مصر بأديانهم وأعراقهم ( المصريون والترك والشوام والأرمن واليونان بل واليهود) الانتماء لتلك الجمعية، والأغرب أن فقراء مصر الذين كانوا لا يجدون غضاضة في الاستفادة من الجمعيات الخيرية كافة بصرف النظر عن خلفيتها الدينية والفكرية، رفضوا التعامل مع جمعية الاحتلال، حتى أوصدت جمعية كرومر أبوابها.
ما الذي حدث؟ ولماذا كان الدين حاضرا بقوة ولم يشكل أية حساسية بين الناس؟ بل كان هو السبب المباشر في التعايش بين أفراد الشعب؟ وكيف لم يفلح الاحتلال في تشويه عقائد المصريين، وأفلحنا نحن في تشويه عقائدنا فحولناها إلى مصدر للبغض والتباعد، بعد أن كانت سببا للمحبة والوحدة؟ وكيف تحول العمل الخيري الذي كان منذ مائة عام سببا في تحرر المرأة والبلاد، إلى عمل، في بعض الأحيان، "شرير" يهدد وحدة البلاد وسلامتها؟ ثم كيف تحول العمل الخيري إلى عمل استعراضي عند بعض الناس؟ أنا أعرف إجابة السؤال الأخير، النساء كن ومازلن عماد العمل الخيري، في السابق كانت المرأة تخوض، في منزلها ومجتمعها، معركة ضارية حتى تتمكن من الخروج إلى العمل الاجتماعي بنفسها ولا تكتفي بالمشاركة المالية، لذلك كانت نساء العمل الخيري مخلصات، لأنهن لم يخضن تلك الحرب ليستعرضن صورهن في الصحف ويحصلن على جوائز عالمية. أما بقية الأسئلة فبالفعل لا أعرف لها إجابة.
أولا بقولك إن موضوعك أكثر من رائع
ReplyDeleteوللاسف بنعانى منه
بس لو كان على اجابات الاسئله انا شايفه اننا السبب كل مواطن تخلى عن حقوقه كل مواطن صامت عن سياسة الاستكانه ولاستعباد.لكن هقول ايه احنا السبب
تساؤلاتك فى محلها يا نواره
ReplyDeleteمش عارف الزمن اللى اتغير و لا الناس هى اللى اتغيرت ولا ايه بالظبط!
انا شايف ان التعصب الدينى و تخوين الأخر هما السبب الحقيقى فى المشاكل اللى بتواجه العمل الإجتماعى دلوقت