أنا مندهشة جدا من الناس الفوضويين
اللي مش عارفين يفرقوا ما بين الحرية وما بين السبهللة
الإنسان هو المخلوق الوحيد الحر
لأنه الوحيد المسئول عن تصرفاته
يعني مثلا هوجة الأحزاب اللي طالعين فيها
المحكمة رفضت اتناشر حزب
والقلة المندسة المغرضة قالت لك
ده قمع للحريات
مين قال كده؟
الدولة لا تقمع الحريات أبدا
بس كل حرية لها حدود
الدولة هي اللي بترسمها
وخطوط حمراء
الدولة هي اللي بتحددها
والدولة من حقها تمارس ده لأنها هي المسئولة عن المركب
والمركب اللي لها ريسين تغرق
والخطوط الحمراء اللي واضعاها الدولة
كلها من أجل الصالح العام
والحفاظ على وحدة النسيج الوطني
وهيبة الدولة
وسمعة مصر
والاستقرار الأمني
ثم إن هذه الخطوط الحمراء
لا تعوق حركة المعارضة في شيء
ولكي نتمكن من تحليل موضوعي
ومنطقي
علينا استعراض هذه الخطوط الحمراء التي تتهم الدولة
باستخدامها لقمع الحريات
وبالطبع هذا غير صحيح
لأن الخطوط الحمراء تنقسم إلى قسمين فقط لا غير
أولا السياسة الخارجية:
علاقة الحكومة المصرية بدول الجوار والدول الصديقة
هذا خط أحمر لأنه من غير المسموح أو المقبول إن أي تيار معارض
يحدث أزمة دبلوماسية بين مصر والدول الصديقة والمجاورة
أيضا الدول التي تتخذ منها الحكومة موقفا معاديا لأسباب غير معلنة
هذا خط أحمر
لأن الدولة، وإن لم تعلن عن سبب عدائها لبعض الحكومات والدول، إلا أنها تعتمد مبدأ الستر
وأي تدخل في هذا الشأن سيعد عمالة لجهات أجنبية
وتجسس لصالح الأعداء
فيما يخص السياسة الداخلية
أولا: الاقتصاد
الحديث عن الفقر والبطالة يعد تحريضا ضد الدولة
إنت تتكلم عن الفقر وغلاء الأسعار مثلا
ده اسمه إرهاب فكري
ليه؟
لأن ممكن الناس تسمعك وتسخن
وتعمل أحداث شغب
وتكسر وتحرق
وكل ده بسبب كلام غير مسئول صدر منك
كمان الحديث عن سياسة الخصخصة
ده خط أحمر
لأن الدولة تحرص على رفع المستوى المعيشي للمواطن
ومن غير المقبول
انتهاز فرصة ظهور طبقة - مؤقتة - شديدة الفقر
والتحريض على النظام الاقتصادي الذي تنتهجه الدولة
ده إرهاب فكري
واستباق للأمور
سياسة الخصخصة لازالت في بدايتها
ومن المبكر جدا الحديث عن نتائجها في الوقت الراهن
أيضا الحديث عن نتائج الخصخصة المستقبلية هو خط أحمر
لأنه لا يعلم الغيب إلا الله
والرجم بالغيب كفر
ومن يستمعون لك لن تقبل صلاتهم لمدة أربعين يوما
أيضا سياسة الاستيراد والتصدير التي تنتهجها الدولة
هي خط أحمر وبالغ الخطورة
فالدولة تحرص على التواجد بكثافة في السوق العالمية
ومن غير المقبول تضييع مكاسب هائلة تجنيها الدولة
من تصدير الأغذية والملابس
واستيراد
الشيكولاتة واللبان
بدعوى إطعام الجوعى وكساء الفقراء
ثانيا: الصناعة
تتبع الدولة منهجا مدروسا في مجال التصنيع
والحديث عن مصنع الحديد والصلب
والصناعات الثقيلة
سينهك الدولة اقتصاديا
وأي اعتراض على المنهج الصناعي للدولة
سيعتبر هو الآخر إرهابا فكريا
لما ينطوي عليه من نبرة تحريضية ضد الدولة
ثالثا: الصحافة
الصحافة لها مطلق الحرية في مصر
ولكن هناك خطوطا حمراء
تهدف الدولة - برسمها - إلى الحفاظ على سمعة مصر
فلم يعد هناك ما يسمى بجريدة مصرية
فكل الجرائد موجودة على الشبكة الإلكترونية
والحديث عن الفقر وأطفال الشوارع والعشوائيات وما إلى ذلك
من مبالغات وتشويه للحقائق بهدف استثارة الجماهير
وتشويه سمعة مصر
يعد خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه بأية حال من الأحوال
رابعا: الجهات والشخصيات التي في موقع المسئولية
اللي مالوش كبير بيشتري له كبير
بمعنى أننا في النهاية فلاحون
وأخلاق القرية تحتم علينا احترام
كبراء الدولة
والاعتداء على سير الوزراء والمسئولين بالدولة
سواء بالتشكيك في ذممهم
أو بانتقاد سياساتهم على الملأ
يحط من شأن الدولة
وينمي في المجتمع المصري ثقافة تطاولية غريبة علينا
الأمر الذي يحتم على الحكومة المصرية
أن تتخذ ضد هذا التوجه إجراءات مشددة
فيما عدا ذلك
فالدولة تمنح كامل الحرية للمواطن
للتعبير عن نفسه
وممارسة نشاطه السياسي والاقتصادي
بديمقراطية كاملة
على سبيل المثال لا الحصر
المواطن المصري له مطلق الحرية في أن يدعو إلى بيته
على الغداء أكبر عدد من المعازيم
كمان تقدر تأجر مركب أو فلوكة وتتفسح فيها
تقدر تحجز في قاعة في نادي وتعمل فيها عيد ميلاد بنتك
تقدر تتمشى ع الكورنيش
تقدر تاكل ذرة مشوي
تقدر تشاور لبنت الجيران من البلكونة
بل
ومن الشباك أيضا
وتقدر تبص عليها من ورا الشيش
بل
وتقدر تركب ازاز فيوميه بحيث انت تشوفها وهي ما تشوفكش
تقدر تركب تاكسي
لو معاك فلوسه
بل
وتستطيع أن تستقل الميكروباص
وفوق ذلك كله
يمكنك بكل حرية أن تسير على قدميك
وتمارس رياضة المشي
احنا مش كل حاجة ننتقد ننتقد
عايزين يا اخوانا نتكلم عن الإنجازات
لما يبقى فيه خطأ
بنتكلم عنه
والحكومة بتتكلم عنه قبل المعارضة
وبتحاسب الغلطان
زي موضوع تعذيب سواق الميكروباص
الدولة اهتمت بيه جدا
وأعطته حقه من التحقيق والتدقيق
ثم تبين في نهاية المطاف
أن سواق الميكروباص
هو اللي فرط في شرفه
وعشان كده، وبالرغم من إنه يستحق عقوبة أكثر ردعا،
حكمت المحكمة على سائق الميكروباص المغتصب
بالسجن ثلاثة أشهر فقط
مراعاة لظروفه العائلية
أصل أخته ح تتجوز الصيف الجاي
وزي كمان رمضان التوربيني
الحكومة هي اللي قبضت عليه
كانت فين بقى المعارضة لما التوربيني اتقبض عليه؟
حد منهم أشاد بمجهودات الشرطة؟
طبعا لأ
لأن فيه تصيد للأخطاء
هذا غير المبالغات
والافتراءات
وفي النهاية مصر وسمعة مصر
هي اللي بتخسر
ولازم كل مصري قبل ما يتكلم
يفتكر إنه:
يتفها تنزل في عبه
وعلى رأي المثل الـ.... مرمطة
والـ...... مسئولية
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.